آخر تحديث :الجمعة 16 اغسطس 2024 - الساعة:11:49:50
ديدن الماضي واشراقة المستقبل
احمد محمود السلامي

الجمعة 00 اغسطس 0000 - الساعة:00:00:00

كثيرون منا يستدعي الماضي في حياته بشكل مفرط متعللاً بان الحاضر سئ والمستقبل مجهول فلم يتبق غير الماضي يجتره كما يجتر البعير طعامه من جوفه .. عملية العودة الى الماضي تتم من خلال الرجوع لوقائع سابقة للاستدلال بها لتدعيم قناعته ومواقفه الحالية التي لا تقبل التراجع او الحوار حول المستقبل ، فيغدو بوقاً لاراء ومواقف تنسف آمال هذه الأمة وتعيق مسيرتها نحو المستقبل المشرق .

 

لوعة الاشتياق الى الماضي يجب ان تكون رحلة للبحث والاستقصاء في السجلات السياسية لاستخلاص العبر والحقائق والرجوع الى المنطق بعيداً عن التخوين والتشنج في المواقف فلابد من إرساء قيم جديدة تعيننا على التعايش السلمي والقبول بالآخر حتى نستطيع ان نعمل سوية ونحقق طموحاتنا المستقبلية المشتركة . التعايش السلمي يتطلب منا الانخراط الكامل في الحياة المدنية والبعد كل البعد عن التعصب والمواقف السياسية النرجسية التي كانت سبباً رئيساً في المصائب التي حلت وستحلُ بالأمة اذا لم نخرج من شرنقة الانانية والمصالح والمنافع الذاتية التي اغدق الماضي بها على بعضٍ قليلٍ منا .

 

لماذا لا ناخذ من الماضي  ما عم  ولم يخص ! مثلاً : الفن الجميل الراقي الذي لايمكن لبعير ان يجتره كما يجتر طعامه بإعتبار ان الفن هو مرحلة متقدمة من تطور العقل البشري  .. الفن والثقافة ومناهل العلم وقيم الاخاء والحب والتعاون المجتمعي والتفاؤل بالمستقبل ، كل هذه المفاهيم كانت بقع ضوء كبيرة في ماضينا البسيط لماذا  لا نغلبها على ما نعانيه من المآسي والويلات ودماء الابرياء الطاهرة التي تسفك كل يوم .

 

المستفيدون الوحيدون هم طغاة و ربابنة الامس ، يلبسون اليوم ثياب العفة والنقاء والشرف ، يصورون انفسهم بالمنقذين والفرسان الذين لا يشق لهم غبار يدغدغون مشاعر البسطاء بالحديث عن عودة  نعيم العيش الرغيد بل ينشرون  اليأس والاحباط تجاه اشراقات المستقبل كلما لاحت في الافق. إن هؤلاء لا يحبون اوطانهم ولكنهم يحبون النعيم الذى عاشوه عندما حرم الآخرون منه .

 

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل