آخر تحديث :الاربعاء 17 يوليو 2024 - الساعة:13:27:04
اقاليم أو اقا يا ثور
احمد محمود السلامي

الاربعاء 00 يوليو 0000 - الساعة:00:00:00

بإقرار النظام الاتحادي ذو الستة الاقاليم في اليمن تكون وحدة 22 مايو 90م الاندماجية قد إنتهت وإلى الابد واخذت معها ارواح ألاف الشهداء وخلفت الارامل والجرحى واليتامى والثكالى ودُمر خلالها الاقتصاد الوطني وكل منجزات الدولة في الجنوب واستبيحت اراضيه وثرواته ومقدراته من قبل قله من المتنفذين التقليديين ورموز القبيلة الهمجية .

لكن دوام الحال من المحال ، إنفرط العقد وتناثرت حباته هنا وهناك وعُدنا إلى نقطة البداية .. وحر يا ثور كلة على قرنك ، الحرور اليوم يتم في ظل تدهور اقتصادي وإنفلات امني وتخريب منظم وإرهاب لا يرحم وحكومة ما شاء الله  حدث ولا حرج يواكبه تدخل قبلي فج في شؤون الدولة !!

التدهور الدراماتيكي في البلاد له سرعتين بطيئة عندما تلتهي السلطة بمشاكل وأمور التقاسم وقرارات لترتيب الاوضاع ، ومتسارعة عندما ينوي الرئيس هادي  اتخاذ  قرارات حاسمة تهم مستقبل البلاد والعباد . معادلة معقدة يصعب معها  تحقيق اعلى درجات النجاح الحقيقي لمخرجات مؤتمر الحوار  أو بمعنى ادق جوانب خارطة الطريق التي تشرف عليها الدول الراعية للمبادرة الخليجية ، نظام الأقاليم والولايات  والتي تعتبر وحدات دستورية لكل منها نظامها الأساسي فكرة تحظى بقبول البعض فيما يرفضها آخرون وبشدة مع اختلاف اسباب الرفض وتبايناتها .

هذا النظام  الجديد الذي اجمعت عليه كل الاطراف هو المخرج الوحيد للازمة السياسية في اليمن فإذا لم يستطع التوفيق بين نزعتين متعارضتين هما نزعة الوحدة من جهة ونزعة الانفصال لدى بعض الأقاليم فهو قطعاً سيفشل وسيؤدي لو سمح الله إلى إنهيار وتفكك الدولة المركزية وساتباركهُ الدول الراعية بإعتباره عملية لإنقاذ الجنين بعد موت الأم .

 أول الضمانات الاساسية والمهمة لقيام نظام الاقاليم هو  الدستور الاتحادي الذي من المفروض ان يصاغ بشكل متقن جداً  في مدة زمنية كافية لهذه الصياغة ويطرح للمشاركة الشعبية الواسعة لمناقشته وإقراره  . ومتى ما تحقق الإطار القانوني الفاعل للدولة الاتحادية وتشكيل هيئاتها لابد البدء الفوري لإحداث تنمية اقتصادية وإجتماعية يلمسها كل مواطني الاقاليم ـ خاصة الجنوبيةـ  وتنعكس على حياتهم ومعيشتهم اليومية حتى ولو بشكل تدريجي مع تحقيق قدر كبير من الامن وتقويض التدخل السافر لمشائخ الدين والقبيلة  في شؤون الحكم . بدون هذا سيظل المواطن يكابد شظف العيش والشقاء والتعب مثل ثور  الحرث  الذي ينكزهُ  البتول وهو يصرخ اقا اقا . وهنا  لن تكون اقاليم وإنما ستكون اقا ياثور .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص