آخر تحديث :الجمعة 22 اغسطس 2025 - الساعة:01:09:48
"الأمناء" تسلط الضوء على أسباب تدهور التعليم وتربويون يضعون حلولًا..
(استطلاع/ "الأمناء نت "/ فواز الحيدري:)

التعليم في كل بلد هو قطار التقدم ومعيار النمو والمتعلم هو رجل الغد الذي تقع على عاتقه أمانة نهضة البلد ورقي الأمة وهو أمل أسرته ومجتمعه في إثبات الذات والتحرر من التبعية.

 

 والمعلم مؤازرٌ بالأسرة والمجتمع والإعلام هو الكفيل بتربية المتعلم وتكوينه وإعداده لحمل تلك الأمانة بقوة فلا تشق عليه غدًا فيستسلم لها أو يتهاون في أدائها...

 

ولقد بات الحديث عن أزمة التعليم لسان كل متخصص وغير متخصص وخاصة مع الطفرات التربوية التي تعرفها عدة دول أهلتها لقوة شاملة واقتصاد مريح .

ولعل الجميع صار يلهج بالحديث عن ضرورة تحديث الممارسات التربوية باعتماد التكنولوجيا لمواكبة التطور العالمي لتحقيق تنمية مستدامة شاملة؛ ولذلك كان لابد لنا من وقفة للبحث عن مخرج من الأزمة التي تعصف بقطاع التربية والتعليم على مستوى البلاد .

وقد دعت الحاجة الملحة إلى قيامنا بهذا الاستطلاع لنخبة من الكوادر التربية والتعليم  لمعرفة أسباب تدهور التعليم وماهي المقترحات  المأمولة لنهضة التعليم .

 

التعليم.. قطار التقدم ومعيار النمو

بدايةً التقت "الأمناء" بموظفة في مكتب التربية بعدن عبير أحمد محمد التي قالت إن: "السبب الذي أدى إلى تدهور التعليم في عدن خاصة هي الوساطة وعدم إعطاء كل ذي حق حقه الأمر الذي يجعل الطالب المجتهد يعيش بحالة يأسٍ؛ لأن مقعده الذي كان يستحقه منح لطالب آخر غيره لم يكن بمستواه وكذلك الوظائف والمعاملات وجميع أمور الحياة هنا في عدن باتت لا تسير بغير الرشاوي التي كانت من المحرمات والتي كان يحاربها المواطن قبل الموظف " .

واقترح أن تقوم لجان في كل الوزارات بعملية نزول ميداني لمحاربة الفساد المنتشر (الرشوة ) على أن تكون تلك اللجان مختارة بعناية من أصحاب الأيدي النظيفة .

بدورها؛ قالت حفيظة عبده محمد، وهي مدرسة، لـ"الأمناء" إن: "لعل الجميع يدرك حجم الماساة التي يعيشها المعلم قبل الطالب وتعنت وزارة التربية والتعليم وعدم إيفائها بالتزاماتها تجاه المعلم . ولعل السبب الرئيسي بتدهور موسسة التربية والتعليم هو نتيجة حتمية لفشل قيادة الوزارة التي لم تقم بتأهيل الموظفين أو إدخالهم في دورات تدريبية أو ورش تطبيقية أو علمية أو معرفية لاكتساب خبرة في طرق التدريس والإلقاء وتطوير ذواتنا وكما يقول المثل (فاقد الشيء لا يعطيه) إذا كنا توظفنا في ????م ولم تقم الوزارة أو مكتب التربية بتأهيلنا أو تطوير قدراتنا فكيف سنوصل معلومة  للطالب؟

واقترحت حفيظة بضرورة قيام ثورة عارمة لاجتثاث اللصوص الفاسدين من أروقة وزارة التربية والتعليم .

 

 

الرشوة سرطان العصر

من جانبها؛ قالت مستشار  مكتب التعليم الفني والتدريب المهني في عدن فايزة سالم إن: "التدهور الحاصل في التعليم بعدن خاصة وفي بقية المحافظات عامة يرجع إلى سرطان العصر الذي جثم على الوزارة وهذا السرطان هو الوساطة والمحسوبية الذي جعل الشخص غير المناسب في المكان غير المناسب وتحول التعليم إلى تجارة وسمسرة ووسيلة للاسترزاق".

وأضافت لـ"الأمناء": "وهذا الأمر لم يقتصر على التربية؛ فقط بل تعداها إلى الجامعة فكليات الطب صارت تخضع للمحسوبية ولا تراعي مستوى المتقدم والفرص تتاح لمن يدفع أكثر وهناك كم طالب تقدم الدراسة في الطب ومعدله يخوله لذلك لكنه ينصدم عندما يفرض عليه رسوم يوازي ألفين دولار تحت مسمى نفقة خاصة فمن أين سيأتي هذا الطالب البسيط بهذا المبلغ".

واقترح سالم أن نحارب الفساد المستشري في مفاصل الوزارات ونعيد تأثيث الوزارات بكادر مؤهل وقادر على العطاء .

 

تراجع مستوى التعليم في عدن

أما الأستاذة ابتهال علي عمر، وهي مدرسة ثانوية؛ فقد أكدت على تراجع المستوى التعليمي بشكل كبير جدًا مقارنة بماقبل الوحدة؛ حيث إن نسبة المتعلمين كانت عالية إذ كانوا شغوفين بالعلم والمعرفة والقراءة شغفــًا كبيرًا .

وقالت لـ"الأمناء": "لأن عدن خاصة لم تكن عاصمة تجارية فقط؛ بل كانت مركزًا للفنون والثقافة والتعليم والأدب ولا أخفيكم أن سبب التدهور الحاصل في منظومة التربية التعليم هي سياسة الوزارة وقيادتها الذين أتوا إلى هذه المناصب بطرق ملتوية أو حزبية أو ...إلخ  وليست ناتجة عن تدرج في السلم الوظيفي ناهيك عن بعض مدراء العموم أو مدراء المدارس الذين لا يملكون مؤهلات تمنحهم وتزكيهم لهذه الإدارة أو تلك .فكيف سنرتقي بالتعليم ونحن نرزح تحت كابوس الجهل المتعمد الذي ترسخه الوزارة منذ أمد بغرض خلق جيل فاقد لمقومات النهوض بالوطن.

واختتمت حديثها بالقول: "أقترح من ناحيتي للاستغناء عن المناهج التي فرضها النظام السابق الذي كرس الحشو في المنهج وضرورة طباعة  منهج جديد يواكب العصر وحاجة المجتمع والتطلع إلى

 المستقبل".

 

مسؤولون ينكرون ضوء الشمس ليستفيدوا من الظلام!

التربوي الاأستاذ عبد الرحيم الحسني قال: "يوسفني أن أتحدث عن حالة التعليم الذي لايخفى على أحد إلا على المسؤولين المتغافلين المنتفعين الذين ينكرون ضوء الشمس لأنهم يستفيدون من الظلام، ولذلك وصل التعليم لماهو عليه من فساد وتردٍ في جميع أوضاعه وهذه هي مخرجات وزارة التربية والتعليم جيل تربى على الغش من قبل مدرسين ومدراء يفترض منهم زرع بذرة خير في نفوس الطلاب وكذا يكونون قدوة وليس العكس, وكذلك كيف لنا أن نخرج جيلًا وكبار المسؤولين ينعدم لديهم الضمير ويمارسون الابتزاز والرشوة كواقع معاش والذي كان من الواجب أن تصدر منهم صدق الكلمة متبوعة بالفعل الصادق والأمانة في خلق جيل بنّـاء لا جيل هدم  لن يزيد الوطن إلا خسارة وتدنٍ في كل شيءٍ".

وأضاف لـ"الأمناء": "وهذا التدني والانهيار في مخرجات التعليم ماهي إلا نتيجة للغش الذي فاق الوصف وأسلوب اللامبالاة التي يتحلى بها السادة المسؤولون الذين ينشغلون بالتصوير ويهتمون ببدلات النقل والمكافآت والزيارات الخارجية الصورية التي لا تسمن ولا تغني من جوع".

واقترح الحسني في ختام حديثها لـ"الأمناء" أن على "الكوادر في وزارة التربية والتعليم ممن يئن ضميرهم على واقعنا الحالي أن يدركوا سفينة التعليم قبل أن تغوص في أعماق بحر لجيٍّ لانجاة منه".


#
#
#

شارك برأيك