آخر تحديث :الاحد 09 فبراير 2025 - الساعة:01:09:52
(سينما الحوطة).. ذكريات الماضي تحكي صورة حاضر مؤلم !!
()

تقع سينما حوطة لحج في حارة السياحة بالقرب من أمن الحوطة، وما قبل عام 94 كانت تعتبر منجزاً ثقافياً، ومتنفساً لأبناء المحافظة، لكنها تعرضت لإهمال وتدمير متعمدين، حيث حاصرتها منازل المواطنين من كل اتجاه، بينما سعى أحد النافذين للاستيلاء على مستودعها لتحويله الى سكن خاص!.. فلم يعد يعرف من مبنى السينما سوى فتحة صغيرة لبابها المصنوع من الحديد!!

خلال تجولك داخل (السينما) ستجد أطلالاً متهالكة، وأكواماً من الكراسي الخشبية المكسرة، فيما شاشة العرض وبقايا صفوف من الكراسي لا تزال مرتصة بانتظار الوافدين، في صورة تحكي الكثير عن ماضي مزدهر عاشته مدينة الحوطة.. وفي جانبها الآخر؛ تحاكي مرارة الواقع الحالي، حيث تعرضت (السينما) لسرقات متتالية ـ بعلم الجهات ذات العلاقة، وقيادة المحافظة ـ دون أن تتم معالجة أمرها واستغلالها في مشروع ناجح يخدم المحافظة!.. كما حاصرتها المساكن العشوائية من كل اتجاه، وأصبحت تنافسها في الارتفاع.

(عنتر) دون مرتب !!

قال عبدالله محمد شاهر، الملقب (عنتر): "أنا أعمل منذ فترة حارسا متعاقدا ولست موظفا رسميا، فقد كان والدي يعمل فيها وتقاعد ومنذ سنتين والجهات ذات الاختصاص لا تدفع لنا الراتب ومع ذلك نقوم بواجبنا، بينما السينما تتعرض للسرقات ونقدم بلاغات لأمن الحوطة دون اية اجراءات من قبلهم، وتم رفع شكاوى للمحافظ لوضع حلول سريعة للسينما ولا توجد اية حلول الى يومنا، بينما الجهة ذات العلاقة ممثلة بالمسرح والسينما بصنعاء (ساكت ولا كلمة)".

وأضاف: "لدينا مطالب تتمثل بصرف مستحقاتنا المالية منذ اكثر من سنتين، وايضا صرف مستحقات والدي من قبل ادارة المسرح والسينما وبأثر رجعي، حيث تم تقاعده ومستحقاته المالية لم تصرف من فترة طويلة.. كما نأمل وضع معالجات للسينما من الاخوة في قيادة المحافظة".

وأوضح (عنتر) القول: "الراتب شهريا مبلغ (8500) ريال فقط، ومع ذلك منذ سنتين تقريبا لا يصرف لنا، اليوم نسمع عمن لديهم رواتب عالية وفوق هذا يعملون اضرابات ليطالبوا بزيادة ونحن هذا راتبنا ولا نتحصل عليه شهرياً".

بناء عشوائي داخل حرم السينما !!

وأردف (عنتر) أن هناك مجموعة قامت بالبناء داخل صالة العرض، وجاء المحافظ وقام بإزالتها ومنعهم بينما هناك من حول مستودع السينما الى منزل خاص، وكما تشاهد هذه الكراسي المعرضة للشمس والتالفة فقد كانت جديدة داخل المستودع تم رميها هنا للاستيلاء على المستودع، لا نعلم هل بطرق قانونية أم ماذا؟ وتوجد حاليا (مكائن) عرض سينمائي تمت محاولات لسرقتها عدة مرات، وكلما نفعل (البردين) كمانع، يتم الاعتداء على السينما نتيجة للأوضاع التي تمر بها البلاد، فيجب على أمن الحوطة توفير حراسة أمنية للسينما وخصوصا بالليل فهي لا تبعد عن الأمن إلا كذا مترات، لذا مطلوب سرعة معالجة أمرها، فهي ملكية عامة لابد من استغلالها لصالح المواطن في مشروع آخر يخدم المحافظة".

مطالبة بالإيجارات !                                         

من جانبه؛ قال مدير مكتب أوقاف الحوطة جمال الفقيه: "السينما موجودة على أرض وقف، ونحن نشكر إدارة المسرح والسينما عدن لاعترافها بالوقف ودفعها الإيجارات من سابق، ومن خلال "الأمناء" نناشد بقية المرافق دفع الإيجارات والاعتراف بالوقف.. ولسوف نزودكم بكشف بخصوص هذا الأمر".

وأضاف "أما عن إيجار السينما فهو إيجار شهري بمبلغ (8400) ريال، مدفوع من قبل إدارة المسرح والسينما عدن الى تاريخ 3/10/2013 في سبتمبر بموجب سند قبض (0139919)، وتوقف الدفع نتيجة لتوقف السينما في عدن وما تمر به البلاد من فوضى، ولا يعني ذلك الإعفاء من الإيجار بل هو مقيد على الجهة ذات الاختصاص وملزمة بدفعه وبأثر رجعي، ونحن نشكرهم على الاعتراف بالوقف وعلى ثقة من تجاوبهم في هذا الأمر كونه مالا عاما، ونأسف لبعض المرافق الأخرى التي لا تعترف بالوقف، او التي لا تقوم بدفع الإيجار وذلك في إطار مديرية الحوطة".

نهب متواصل !!

 يؤكد منصور أغبري، مدير عام مؤسسة المسرح والسينما بعدن، أن سينما الحوطة تتعرض للنهب والاعتداءات التي كان آخرها البناء بداخلها، ونشكر محافظ لحج الذي نزل شخصيا لمنع وإزالة ذلك الاعتداء، ونحن نقوم بجهود مكثفة لوضع معالجات سليمة للسينما، علما بأن من مخرجات الحوار الجانب الثقافي ونشر مفهوم الثقافة ولغة الحب والتسامح ونبذ الكراهية والعصبية، وهذا يرتبط بدور السينما في نشر وغرس كل ذلك باعتبارها أكثر تأثيرا.

 وأضاف: "نطمئن المتعاقدين أننا لن نفرط فيهم ونتابع لهم حقوقهم المالية قريبا، حيث نعمل من اجل السينما والمتعاقدين (كالمقاتل) لتوفير الحماية للسينما وصرف حقوق العمال المالية، أما بالنسبة للأوقاف فهذا حق مشروع، وأعدهم في حال وصول التعزيز المالي للبنك من صنعاء سيتم دفع الإيجار، فهذا حق للغير علينا تسديده".

ختاماً..

 يتساءل المواطن (هاشم) على لسان أبناء الحوطة: لماذا لا يتم تحويل السينما الى قاعة للأفراح؟ كون قاعات الأعراس لا تتطلب تكلفة كبيرة غير تحديثها، بدلاً عن تركها عرضة للنهب والاستيلاء!!

 




شارك برأيك