آخر تحديث :الاحد 24 اغسطس 2025 - الساعة:09:38:54
حاملوا الشهادات الجامعية.. من كرسي الدراسة إلى حضن المجهول (تحقيق)
(تحقيق/ الأمناء نت / محمد مرشد عقابي:)

 من كرسي الجامعة الى رصيف الشارع فهل درسنا كل هذه السنوات لكي نحجز لأنفسنا مكاناً على الرصيف؟ سؤال تتقاذفه ألسنة شباب وفتيات انهوا سنوات دراسية ذاقوا خلالها كل الظروف الصعبة ورغم ذلك قاوموا لكي يتسلحوا بالعلم والمعرفة وينهوا دراستهم بتفوق ليكونوا ذوي فائدة لوطنهم، وحين انهوا مشوارهم التعليمي وجدوا انفسهم عالة على مجتمعهم وخاصة اسرهم والكثير منهم انتحر بفعل تكالب الظروف القاهرة والمؤلمة عليه والآخرين منهم من اصيب  بالأمراض النفسية ومنهم من دفع بنفسه نحو محارق الحروب ومنهم من لا يزال ينتظر بصيص الأمل في وظيفة تليق بمستواه الدراسي ومؤهله العلمي، عن مأساة خريجي الجامعات والمعاهد وحاملي الشهادات المختلفة، عن ذلك فتحنا هذه المادة الصحفية للتحقيق في ملف هذه القضية الشائكة التي يعاني منها الكثير من الخريجين فتابعونا في سياق السطور التالية.


تحقيق/محمد مرشد عقابي:


كان حلمه ان يكون مدرساً فاستفاق من الحلم بعد 15 عاماً ليجد نفسه مجرد عامل بناء يستخرج قوته وقوت أسرته من بطون الحجارة والطوب والأسمنت انه الشاب خالد محمود احمد علي خريج معهد الهجر دبلوم تربية من ابناء محافظة لحج يقول : انهيت دراستي بصعوبة منذ مرحلة الأعدادية وحتى انهيت الدبلوم واكرمنا الله بالنجاح ولكن بعد التخرج والفرحة بان نحصل على وظيفة نعيش من خلالها العيش الكريم مرت السنوات سنة بعد أخرى وها هو قطار العمر الآن يعلن إنقضاء 15 عاماً على تاريخ التخرج من هذا المعهد وانا لا زلت على قوائم الإنتظار.

ويضيف : اصبحت من حامل شهادة تربية الى مجرد عامل بناء، نرجوا ان تلتفت السطات الرسمية لحالنا وان يضعوا لنا حل يتناسب مع مؤهلاتنا كوننا قد سئمنا هذه العيشة التعيسة، وان يعملوا على توفير الوظيفة المناسبة لكل خريج يمتلك الكفاءة والمؤهل حتى يساعدونا للخروج من دائرة الأزمات التي تحاصرنا، واكثر ما يحز في النفس ألماً وحسرة ان نرى خريجين تخرجوا من بعدنا نالوا الوظيفة ونحن ما نزال في طابور الإنتظار.

الخريج عصام عبد المجيد ناجي حامل شهادة جامعية تخصص لغة عربية يقول : يوجد لدي ملف منذ تخرجي عام 2008م في الخدمة المدنية وحتى اليوم وانا بإنتظار الوظيفة الحكومية المدنية في إطار تخصصي لكي اتمكن من بناء بيت وتكوين أسرة.

واضاف : من المؤسف ان كل أحلامي المرتبطة بالدراسة لم يتحقق منها سوى الحصول على الشهادة والتي تثبت يوماً من الأيام انني كنت طالباً وربما انتهى الآن مفعولها بتعاقب تلك السنين الطويلة عليها، فانا اليوم مازلت ابحث عن فرصة عمل شريفة تعينني على الحياة.

سعيد محمد الظمبري خريج كلية التجارة عام 2006م تخصص إدارة اعمال يقول : عانيت الكثير لكي اكمل دراستي الجامعية وكنت اعمل في كثير من المهن الشاقة واصرف على نفسي واوفر احتياجاتي الدراسية من ملازم وكتب ومراجع وادفع رسوم الدراسة من عرق جبيني وكان طموحي هو اكمل الدراسة واحصل على وظيفة مرت تلك الأعوام حتى الآن ولم تأتي الوظيفة علماً بانني قد قمت بوضع ملفي في العديد من دوائر العمل في القطاعين العام والخاص وفي عدد من الشركات لكن للأسف لم يتم استيعابي للعمل في اياً منها، ومن بعدما اغلقت امامي جميع الأبواب اتجهت لمجال العمل العربي لكي اضمن من خلاله الحصول على لقمة العيش الكريم.

امجد عياش الهارش خريج جامعي يقول : وضعنا سيء نحن جامعيون توجهنا لجبهات القتال بحثاً عن لقمة العيش، فالعمل عبادة والفقر كافر، فالعمل الشريف في اي مهنة تكسب منها الرزق الحلال ليس عيباً نحن نؤمن بهذه الفرضيات فرغم تخصصي في إدارة الاعمال استمريت فترة اعمل في مجال السباكة الذي كان يغطي عيوبي في الحياة لكن مستوى الدخل بالنسبة لي كان محدود جداً فيوم شغل وايام تمضي دون اي عمل لذا فكرت بان التحق بالكثير من زملائي في الجبهة الذين سبقوني اليها وتحسن مستوى دخلهم ومستويات حياتهم المعيشية والاجتماعية فالبعض وخلال فترة وجيزة استطاع تكوين وبناء مستقلبة من حيث بناء البيت وتحقيق حلم الزواج والعيش برغد ورفاهية فتوجهت الى الجبهة والحمد لله ان وضعي المادي بدء بالتحسن مقارنة بالوضع السابق، واحب ان انوه من على هذا المنبر ان الكثير من حاملوا الشهادات لا يحصلون على اعمال تتناسب مع مستوياتهم العلمية وتتلائم مع مؤهلاتهم وشهاداتهم الدراسية وهذا لا يحصل إلا في بلادنا فقط مقارنة ببلدان العالم الاخرى، فهل مكتوب لنا الشقاء والتعب في هذه الحياة مدى اعمارنا.

جهاد محسن احمد القاضي خريج بدرجة امتياز تخصص بستنة من المعهد التقني الزراعي بمحافظة لحج كل هذا التفوق لم يشفع له بالحصول على وظيفة ولا حتى منحة لإكمال دراسته العليا يقول هذا الخريج المكلوم : قضيت سنوات الدراسة في جهاد وجد واجتهاد ومثابرة وتعب والحمد لله حققت النجاح بتفوق ونسبة عالية وهي امتياز لكن للأسف ان سنوات التفوق والشهادة التي حصلت عليها لم تكن ذات جدوى للحصول على ما كنت اتمناه وهو الوظيفة، وحالياً اقوم باعمال خاصة اجتي من خلالها اسباب العيش الكريم.

ابراهيم صالح مهدي خريج جامعي قسم جغرافيا بتقدير جيد يقول : تخرجت قبل سبعة اعوام لاجد لي مكاناً في حراج العمال، فانا اعاني الكثير من الظروف القاسية وبالكاد احصل على قوت يومي ومنذ ان تخرجت وزعت ملفاتي في مكتب وزارة الخدمة المدنية في لحج لكن دون فائدة، فانا اقول ان الدراسة الجامعية في بلادنا اصبحت دون جدوى وليس لها اي اهمية فمن يدرسون حالياً في الجامعات يعرفون فين مصيرهم لعلمهم ودرايتهم بمصير اسلافهم السابقين وهناك الكثير من الطلاب يصابون بحالات إحباط وامراض نفسية كيف لا وهم يجدون غيرهم ممن سبقهم في هذا المضمار مايزال قعيد رصيف الإنتظار لحلم يطول إنتظاره وقد لا يتحقق، وهذه العوامل والمعوقات ادت الى تسرب ونفور العديد من الطلاب عن مواصلة مشوارهم الدراسي الجامعي ودفع بهم للتوجه نحو المعسكرات والتسجيل ضمن جبهات القتال وخوض المعارك التي يروا فيها الخير والمردود المادي الأفضل من الإنتظار على قارعة طريق جرداء ليس لها حدود.


#

شارك برأيك