آخر تحديث :الاحد 05 مايو 2024 - الساعة:00:21:07
"الأمناء" تنشر تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة الشهيد القائد "أبو اليمامة"
(الأمناء / تقرير/ علاء عادل حنش: )

عمّ الحزن أرجاء الجنوب بعد اليوم الدامي الذي شهدته العاصمة الجنوبية عدن يوم الخميس 1 أغسطس / آب 2019م خلال تفجيرين إرهابيين غادرين سقط على إثرهما 49 شخصًا وإصابة 48 آخرين بجروح، بينهم البطل المقاوم القائد العميد منير اليافعي "أبو اليمامة"، قائد اللواء الأول دعم وإسناد، وعدد من الجنود الأشاوس .

وهز انفجار كبير صباح الخميس مقر شرطة الشيخ عثمان إثر انفجار سيارة مفخخة أمام المبنى، وبعدها بلحظات وقع هجوم إرهابي في معسكر الجلاء بمديرية البريقة في عدن مما تسبب في استشهاد العميد "منير اليافعي" وسقوط عشرات الشهداء والجرحى .

ويُعد استشهاد "أبو اليمامة" ضربة موجعة للجنوب غير أنها ستزيده قوةً وصلابةً في السير على نهج الشهداء الذين سقطوا في سبيل استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة على حدود ما قبل 21 مايو / أيار 1990م، بحسب مراقبين عسكريين.

 

اللحظات الأخير

وروى رئيس تحرير صحيفة "يافع نيوز" الصحفي ياسر اليافعي، الذي كان متواجدًا في حفل تخرج دفعة عسكرية للحزام الأمني، ما حدث في معسكر الجلاء.

وقال اليافعي: "ذهبت صباح اليوم (أمس الأول الخميس) بناء على دعوة من الشهيد القائد أبو اليمامة لحضور حفل تخرج دفعة من اللواء 11 صاعقة ودفعة من الدعم والإسناد، وصلت إلى المعسكر قبل بدء الحفل بدقائق، سلمت على القائد الشهيد وباقي القيادات واستقبلني بابتسامتة المعروفة".

وأضاف، في منشور له عبر "الفيسبوك": "أخذت مكاني في المنصة ضمن الضيوف وشاهدت أبو اليمامة ينزل من المنصة، وقال لي أحد الضيوف كان بجانبي: يأخي أبو اليمامة ولا وقف من الصباح وهو يدخل ويخرج يتفقد الجنود وإجراءات سير العرض، قلت طبعه كذا".

وتابع: "بعد نزول أبو اليمامة تقريبا بدقيقتين حدث انفجار ضخم خلف المنصة مباشرة حيث استهدفه بشكل مباشر،  الانفجار أحدث إرباكــًا كبيرًا نزلت صوب الانفجار شفت عددًا من الجثث وحفرة كبيرة وشظايا يبدو أنها لصاروخ وليست عملية إرهابية انتحارية كما كان متوقعــًا ".

واستطرد: "أبو اليمامة دائماً يردد أنا مشروع شهيد من أجل الجنوب وقضيتنا العادلة، هذه العبارة لكل من ينصحه يأخذ الاحتياطات اللازمة أثناء تحركه كان يرددها وبكل ثقة أنا مشروع شهادة والموت واحد!".

وأشار اليافعي إلى أن الشهيد (أبو اليمامة) "رجل استثنائي صحيح ولن يعوض، لكن هناك ألف أبو اليمامة والجنوب لا ولن ينكسر أو يهزم إطلاقــًا".

وأكمل: "تعرض أبو اليمامة لحملات إعلامية رخيصة وكان يتجاهلها دائماً ويقول سأرد عليهم من الميدان وفي الميدان".

واختتم منشوره: "الشهادة طريق الأبطال وتضحياتهم لا يمكن أن ننساها إطلاقاً وستتناقلها الأجيال إلى الأبد.. عاش شجاع واستشهد شجاعًا وفي مقدمة الصفوف".

 

الجنوب لن يُهزم

من جانبهم، قال مراقبون سياسيون إن: "استشهاد "أبو اليمامة" أحدث صدمة كبيرة".

وأضافوا، في أحاديث متفرقة مع "الأمناء"،: "الصدمة الكبيرة التي تلقاها الجنوبيون كانت متوقعة بعد استشهاد أحد أبطالهم الأشاوس، فالوجع عظيم".

وتابعوا: "لكن، ورغم تلك الصدمة فإن الجنوب لن يُهزم أو ينكسر...وستظل طموحات الجنوبيين وأهدافهم باقية كبقاء السماء فوق رؤوسنا، وسيواصلون مسيرة شهدائهم الأبرار حتى آخر نفس جنوبي مؤمن بقضية استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة".

واستطردوا: "صحيح الآلم كبير؛ لكن هذه مشيئة رب السموات والأرض، فهكذا بدأنا مسيرة الثورة الجنوبية بالتضحية بخيرة رجالنا وشبابنا وشيوخنا، وسننهيها، بإذن الله، بالتتويج بنصر عظيم؛ ليرتاح شهداؤنا العظام في قبورهم، فدماؤهم هي من رسمت لنا خارطة طريق لاستعادة الوطن الجنوبي الشامخ".

 

من هو (أبو اليمامة)؟

(أبو اليمامة)، هو منير محمود أحمد المشألي، الملقب بأبي اليمامة اليافعي من مواليد: عام 1974م، التحق بالجيش الجنوبي عام 1989م، قبل أن يتخرج من الثانوية العامة، ومن ثم أكمل دراسته الثانوية في نفس المدرسة التابعة للواء لبوزة، وبعد الوحدة حصل على دورة في العلوم السياسية والعسكرية خلال الفترة من عام 1991 إلى 1993م، ومن ثم عاد إلى اللواء يعمل في عمليات اللواء، ونتيجة لتميزه التنظيمي وحنكته العسكرية اختاره اللواء محمود الصبيحي قائدا للسرية المختصة بتحرير قاعدة العند الجوية أي المطار، وصمدوا 13 يوما حتى تم تحريرها، وبعد ذلك أصدر وزير الدفاع السابق إبان حرب 94م هيثم قاسم طاهر قرارا بترقيته إلى رتبة نقيب.

وقاتل "أبو اليمامة" في كل الجبهات ــ برغم ماحدثت حوله تقصيرات , وتلخبطات , وعم استعداد للحرب 94م ــ مما أدى إلى الانسحاب، فنزح البطل من عدن برفقة قيادة جنوبية عسكرية في زورق حربي إلى عُمان ومن ثم إلى السعودية، وبقي في مدينة الرياض إلى عام 1998م، وبعدها التحق بحركة تقرير المصير "حتم" التي كان يقودها رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الرئيس عيدروس الزبيدي، فكان من أوائل الذين فجروا ثورة 7/7/2007م، وفي عام 2010م، تم اعتقاله، ومن ثم حكمت عليه المحكمة الجزائية بالإعدام، ولكن عدل الله مكنه من الهرب والنجاة من ذلك، بالإضافة إلى أنهُ سُجن (6) مرات من بعد الثورة.

وكان من أوائل الذين فجروا الحراك المسلح في ردفان مع رفاقه في المقاومة ضد القطاع الغربي في الحبيلين، واستمروا 3 أشهر حتى قُبض على قائد القطاع و11 من كبار الضباط الذين تم أسرهم، فكانت الوساطة تأتي إليه من كل مكان لتسليم الأسرى، ولكنه رفض تسليمهم إلا بتسليم معسكر القطاع، وفي الأخير تم تسليم المعسكر، ومن ثم قام بإطلاق سراح الأسرى كما وعد، فكان ذلك أول معسكر يسقط في الجنوب، وعندما شن الحوثيون وعفاش هجومهم على الجنوب، كان معسكر القطاع الغربي هو القوة التي واجهت الغزاة من الضالع إلى النخيلة إلى بلة والعند والحرور وجرح في الفخذ ومن ثم تلقى العلاج فعاد إلى أرض المعركة.

وكان أبو اليمامة اليافعي من أوائل الأحرار الذين دخلوا قاعدة العند محررين، وشارك بكل معارك وحروب ردفان والضالع .

وبعد التحرير والنصر في الحرب الغاشمة الأخيرة؛ تم تعيينه من قبل التحالف قائدا للحملة الأمنية الخاصة بتطهير المنصورة التابعة للتحالف العربي، وبعد نجاحه في مهمة تطهير المنصورة تم تعيينه قائدًا للحملة الأمنية الخاصة بتطهير محافظة لحج وكعادته قاد العملية بكل شجاعة ونجاح وتم تطهير لحج خلال فترة قصيرة وتم تأمينها واستعادتها وتسليمها لمدير أمنها الحالمي، ومن ثم عُين قائدا لقوات الطوارئ والتدخل السريع في عدن.

 

الانتقالي يتوعد

وأصدر المجلس الانتقالي الجنوبي بياناً مهماً بخصوص الهجومين الغادرين اللذين استهدفا شرطة مديرية الشيخ عثمان وأحد معسكرات التدريب للقوات المسلحة الجنوبية.

وقال البيان الذي تلاه نائب رئيس المجلس الانتقالي هاني بن بريك: "تعرضت يوم الخميس الأول من أغسطس 2019م العاصمة عدن لهجمات تفجيرية غادرة في كل من (شرطة مديرية الشيخ عثمان وأحد معسكرات التدريب لقواتنا المسلحة الباسلة) في الوقت الذي كان فيه جنودنا يتهيؤون للاحتفال بتخريج إحدى الدفع الاعتيادية، قبل توجههم إلى الجبهات للتصدي للمشروع الإيراني الفارسي التوسعي جنباً إلى جنب مع أشقائنا في دول التحالف العربي".

وأضاف: "وقد استشهد وجرح في هذا الهجوم الغادر ثلة من أنبل وأشرف وأشجع جنودنا البواسل ارتقت أرواحهم إلى بارئها في قوات الأمن والقوات المسلحة يتقدمهم المناضل البطل العميد/منير محمود أحمد (أبو اليمامة)، مفتديين بأرواحِهم وأجسادِهم وطنَهُم دفاعاً عن كرامته وعزته واستقلاله".

وتابع: "أيها المقاتلون الأبطال المجاهدون في كل مكان على أرض الوطن الحبيب في الوقت الذي نعزيكم ونعزي أنفسنا فإننا نهيب بكم أن تكونوا على أهبة الاستعداد للدفاع عن الدين والأرض والشعب ضماناً لحريته وأمنه واستقراره واستقلاله.. إن قيادتكم المفوضة في المجلس الانتقالي الجنوبي من العاصمة عدن تؤكد لكم أنها إلى جواركم وستعمل كل ما تستطيع من أجل الحفاظ على أمن وسلامة استقرار الوطن".

واستطرد: "كما تؤكد القيادة أنها في حالة انعقاد دائم لمتابعة خلفيات الحادث ومن يقف وراءه، تؤكد عملها في الحفاظ على استقرار الأمور على الأرض وإننا إذ نقدر حالة الغليان الشعبي الكبير وحجم الخسارة التي منينا بها إلا أنها تزيدنا قوةً وعزماً وإصراراً على الثبات والأخذ بثأر الأبطال، وفي نفس الوقت فإن قيادتكم تتدارس الأمور بكل هدوء وحكمة نحتاجها في هذا الوقت العصيب، فإننا ندعوكم إلى ضبط النفس ورباطة الجأش والصبر فإن الفرج قريب ولن يضرنا إرجاف المرجفين".

 

قيادة التحالف وألوية الدعم والإسناد تنعيان

من جانبهما، نعت قيادة التحالف العربي بعدن وألوية الدعم والإسناد استشهاد القائد العميد منير اليافعي (أبو اليمامة) وعدد من الجنود الذين استشهدوا أثناء الاستعداد لتخرج دفعة عسكرية في معسكر الجلاء بالبريقة .

وقال بيان النعي: "ببالغ الحزن والأسى وايماناً بقضاء الله وقدره, تنعي قيادة التحالف العربي في العاصمة عدن وقيادة ألوية الدعم والإسناد استشهاد القائد الوطني البطل العميد منير اليافعي أبو اليمامة, الذي ارتقى إلى ربه بإذن الله شهيداً شامخا مقبلا ليس مدبرًا بعملية إرهابية غادرة وجبانة في معسكر الجلاء بالبريقة ومعه عدد من الجنود الميامين من قبل أعداء الجنوب ومريقي الدماء وأعداء الإنسانية والتحرر والانعتاق الذين دأبوا على ارتكاب جرائمهم البشعة في كل شبر من الجنوب والمناطق المحررة من الغزو الحوثي وقوى التمرد الانقلابي في اليمن".

وأضاف: "وباستشهاد القائد الجنوبي أبواليمامة وعدد من جنود الجنوب والمنطقة العربية قد خسرتا قائدا وطنيا فذا ومناضلا جسورا عرفته ساحات الوغى فارسا لا يشق له غبار لقن وظل حتى استشهاده يلقن المعتدين وغزاة الوطن دروسا في فنون القتال والمواجهة في ميادين المعارك دروسا لا تنسى عبر محطات التاريخ واستطاع بفضل الله, ثمّ بحنكته وشجاعته كسر شوكة الإرهاب في كثير من المحافظات المحررة, وكان مثالًا للقائد الذي تحطمت على صلابة مواقفه البطولية وشجاعته الباسلة كل المؤامرات والدسائس التي تحيكها قوى الظلم والظلام في كل حين.

وتابع: "لقد عرف القائد أبو اليمامة بشجاعته وذكائه وسلوكه وانضباطه العسكري وهو ما بنى على أساسه وحدات اللواء أول دعم وإسناد وكان بمثابة الأب الروحي والقائد المتواضع والمعلم الوفي لدى أفراد قواته التي عرفت بالانضباط والسلوك العسكري الذي تعلمته سلوكا من قائدها المغوار "أبو اليمامة", وعلم أفراده معنى أن تكون جنديا من أجل الوطن لا من أجل قبيلة أو عشيرة أو حزب.. لقد ترك أستشهد أبو اليمامة أثرا كبيرا في نفوس محبه, ليس حبا من أجل مصلحة؛ ولكن بما كان يؤمن به القائد ويعمل من أجله, فقبيل استشهاده بدقائق كان يتفقد أوضاع ونواقص الجنود المتخرجين, ويستقبل ضيوفه بكل بشاشة وترحاب, لقد غادر هذه الحياة وهو مبتسما شامخا وهو يخرج دفعة من جنود هذا الوطن الغالي" .

واختتم البيان: "لا يسعنا في هذا اليوم الحزين إلا أن نتقدم بعظيم مواساتنا لأسرة الشهيد أبو اليمامة وأسر الشهداء من جنوده ونعزي أنفسنا والوطن وكل أبناء الجنوب ومنتسبي ألوية الدعم والإسناد وكل أبطال الحزام الأمني وأبطال القوات الجنوبية في جبهات القتال بهذا المصاب الجلل ونتعهد بالثأر من مرتكبي هذه الجريمة البشعة وإحالتهم لوجه العدالة ولكل من تسول له نفسه المساس بالوطن وقياداته المقاومة وأمنه واستقراره".

 

تغير خطاب "الشرعية"

بعد أن أحالت حكومة الشرعية  قبل مدة العميد منير اليافعي (أبو اليمامة) قائد اللواء الأول دعم وإسناد بقوات الحزام الأمني، وأحد قيادات المقاومة الجنوبية على خلفية اتهامات له بالتمرد وارتكاب انتهاكات ها هي الشرعية ذاتها تعود لتقول عنه إنهُ "بطل"، في تناقض فضيع يدل على مدى التواطؤ الذي لعبته ضد استهدافه.

وقال سياسيون إن: "الشرعية عن بكرة أبيها عزت في استشهاد البطل الهمام منير اليافعي وهي نفسها من أحالته إلى التحقيق قبل فترة قصيرة".

وأضافوا، في أحاديث متفرقة مع "الأمناء"،: "هل نعتبر تلك البرقيات هروبًا من أصابع الاتهام الموجهة تجاه شرعية معين وأتباعه؟".

وتابعوا: "نتذكر جيدا يوم قامت الشرعية الإخونج بإحالة العميد أبو اليمامة إلى التحقيق بتهمة التمرد على الدولة وجلسوا في قنواتهم ومنابرهم الإعلامية يصفون القوات الجنوبية بالمليشيات المتمردة الخارجة عن الدولة، واليوم وبعد استشهاد أبو اليمامة وبعد بيان المجلس الانتقالي الجنوبي الذي لم يتهم أطراف بعينها حتى الكشف عن الجناة الحقيقين المتورطين في الجريمة الإرهابية؛ سارعت قيادات شرعية الإخونج من علي محسن الأحمر وعبد الله العليمي ومعين عبد الملك ومعمر الإرياني وقنواتهم بالتعازي والنعي على استشهاد أبو اليمامة لمحاولة إبعاد الأنظار عنهم واستباقا لنتائج التحقيق".

واعتبر السياسيون أن برقيات التعازي التي بعثها قيادات الإصلاح هي دليل صارخ على تواطؤهم في عملية استهداف البطل الهمام منير اليافعي، وتغريداتهم عبرت عن الخوف الذي شعروا به بعد هيجان شعب الجنوب الفضيع".

واستطردوا: "في مارس من العام 2018م وجهت الحكومة اليمنية رسالة لمجلس الأمن وصفت فيها قوات الحزام الأمني والنخب العسكرية في حضرموت وشبوة بأنها مليشيات جهوية مناطقية لا تتبع الدولة وتعمل على تمزيق المجتمع وتساهم في عرقلة عمل مؤسسات الدولة، وبعد جريمة الجلاء الإرهابية رئيس حكومة الشرعية اليمنية معين عبد الملك يعزي باستشهاد العميد أبو اليمامة واصفًــًا إياه بقائد اللواء الأول إسناد مشيداً فيه وبدوره الكبير في مقاومة المليشيات الحوثية"، في إشارة واضحة إلى علاقة حكومة الشرعية في استهداف البطل الجنوبي الهمام منير اليافعي.

وتساءل السياسيون عن الأسباب التي أدت إلى تغيير خطاب حكومة الشرعية تجاه "المليشيات المتمردة" كما كانت تصفها سابقا قبل حادثة استهداف البطل الجنوبي منير اليافعي.



شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل