
أربع سنوات مضت عن مجزرة جبل الزيتونة جبهة بله العند ومازال أسر الشهداء في مديرية حالمين بلحج يعيشون وضعا صعبا للغاية يقابله الجحود والخذلان، حيث أن عدد من شهداء الضربة الجوية وجرحى الإعاقة لم يحصلوا على أبسط الأشياء كحقوق شهرية تخفف من معاناة أهاليهم وجرحهم الدامي وبوجهة نظرهم أصبحت هذه الغارة الجوية التي نفذتها مقاتلات التحالف العربي (ضربة غادرة) استهدفت كوكبة من الرجال المخلصين للمقاومة الجنوبية لأبناء حالمين في جبهة جبل الزيتونة بقيادة العقيد انور العمري، وراح ضحية هذه الضربة قرابة الـ 12 شهيداً وستون جريحاً أغلبيتهم جرحى إعاقة، إضافة إلى خسائر بالممتلكات والآليات التي كانت بحوزتهم.
ورغم مرور أربع سنوات على الحادثة الدامية الا ان حقيقة مصير تلك الضربة الجوية لم يتضح بعد، وبنفس الوقت لم يحصل أهالي الشهداء والجرحى على حقوقهم أو شيئا يذكر هنا من العرفان وفاءً لتضحياتهم الجسام وحجم الخسارة الفادحة التي أودت بحياة أنبل رجالات المقاومة الجنوبية أسوة ممن سبقوهم من شهداء الغارات الجوية في المناطق المحررة، ولهذا ستظل هذه الضربة القاتلة ذكرى حزينة ليوم تاريخي مؤلم ( 27 / 7 / 2015 م) لن يندمل من قلوب أبناء هذه المديرية الباسلة، طالما ومآثر تلك الغارة الجوية وأشلاء شهداء الحادثة ودمائهم الزكية باقية أمام أعين من أعطى الإحداثيات الغادرة بقصف مقاومة حالمين في جبل الزيتون.
ذكرى حزينة وأشلاء ممزقة
تلك الحادثة تحمل ذكريات حزينة ليوم تاريخي مؤلم عاشتها جبهة ردفان العند وبكل حقيقة تعتبر لحظات سوداء عندما تحولت تلك الأجساد الحية التي تسعى إلى دحر الغزاة الروافض من أرض الجنوب الطاهرة إلى أشلاء ممزقة وخيام مبعثرة وسيارات محطمة نتيجة الضربة الجوية المفاجئة التي أربكت مقاومة حالمين في جبل الزيتون، في الوقت الذي كانوا فيه أمنيين غير متوقعين أن تأتي الضربة من السماء وأن السماء مؤمّنة طالما هناك طائرات تناصر المقاومة الجنوبية.
"الأمناء" سلطت الأضواء وتواكب الأحداث مع حلول كل ذكرى حزينة لمجزرة جبل الزيتونة وها هي اليوم تلتقي برموز العمل النضالي والوطني في المديرية مع حلول الذكرى الرابعة الذين عبروا وكشفوا الحقيقة المؤلمة لهذه الواقعة الدموية التي تركت ركام من الحزن العميق في قلوب كل أبناء المديرية لن ينسوها ابدآ.
دمائهم طاهرة
"الأمناء" ألتقت قائد المقاومة الجنوبية بحالمين، وقائد جبهة الزيتون العقيد / أنور العمري، الذي قال :"نحمد الله على النصر الذي تحقق في ربوع بلادنا الجنوبية على أذناب الفرس والعفاشيين ومن ساندهم ، وذلك الفضل يعود لله عزو جل الذي مكننا من هذا النصر ثم بمساندة دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في محاربة هذه العصابة الإجرامية الدموية التي أعاثت بالبلاد بأعمالها التخريبية وأستهدفت الدين والإنسان.
وأضاف العمري لـ"الأمناء": "أما بخصوص ذكرى شهداء وجرحى جبل الزيتونة التي حصلت من جراء قصف الطيران في جبهة الزيتونة، لاشك أنها ذكرى مؤلمة وحزينة على قلوبنا ، لكن نعاهد اولئك الرجال بأن دماؤهم الزكية ستظل قضيتنا متمسكون بالثوابت والمبادئ حتى يتنفس الجنوب الصعداء ! كيف لا ونحن اليوم مازلنا في ميادين المعارك نخوض مع هذه المليشيات العبثية معركة الدفاع عن العقيدة والعرض والأرض مع عدو لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً ؛ بل رايتهم مرفوعة ضد الإسلام والمسلمين ، فقد حملوا في قلوبهم الشر والدمار والخراب وجميع طرق الإرهاب التي سلوكها من أسيادهم في (إيران) الروافض .!
وأوضح قائلا :" إن الخزي والعار سيحل على من تحمل ذمم تلك النفوس البريئة التي حصدها الطيران، وذلك برفع تلك الإحداثيات المغلوطة، ومن المؤسف جدا أنه على مرور تلك المجزرة أربعة أعوام من تلك الضربة التي راح ضحيتها عدد من الشهداء والجرحى، لم يلتفت لأسرة شهيد ولا جريح أحد سواء من قبل الدولة أو من قبل دول التحالف العربي، ومن هنا فإننا نناشدهم جميعاً ونطالبهم أن يتم تعويض أسر الشهداء والجرحى وتعويضنا لما جرى لنا من أثر قصف الطيران في الأرواح والممتلكات، وكذلك نطالبهم بمحاسبة من رفع الإحداثيات، أملين أن يستجيبوا لتلك التضحيات الغالية أسوة لما تم العمل به من تعويضات في المحافظات الأخرى".
ذكرى مأساوية
أما مدير مكتب الشهداء في حالمين الأستاذ/ رائد خميس فقال أن: "مجزرة الزيتونة ذكرى أليمة على أبناء حالمين خاصة والجنوب عامة، ويوم 27 يوليو يعتبر يوما مأساويا جراء قصف موقع أبناء حالمين في جبل الزيتونة (بله العند) والتي راح ضحية قصف الطيران حوالي 12 شهيداً وأكثر من 60 جريحاً وكثير من المعدات والأسلحة وسيارات النقل وها نحن في الذكرى الرابعة بعد مرور هذه الفترة كلها لم نعرف من الذي قصفنا ومن أين أتت ؟ ومازال الغموض يكتنف تلك الضربة الجوية.
وأضاف لـ"الأمناء": "لقد مضت أربع سنوات وأسر الشهداء والجرحى في حاله معيشية صعبة يرثى لها، لم يتم تعويضهم والوفاء لما قدموه من تضحيات جسام حتى أصيبوا باليأس والخذلان من كل القيادات الجنوبية والوضع الردي الذي وقف بوجه أسر الشهداء والجرحى".
وتابع: "بأنه إلى يومنا هذا لازال عدد من شهداء جبل الزيتونة بدون أرقام عسكرية دون معرفة الأسباب ولم تصرف لهم أي حقوق على الإطلاق، فهل كان جزاؤهم كهكذا خذلان ونكران وهم أناروا طريق العزة والكرامة والحرية وقدموا أرواحهم رخيصة دفاعاً عن الدين والوطن والعروبة ..؟!.
وطالب خميس الجهات الحكومية والمسؤولة بمتابعة التحالف العربي بتعويض أسر الشهداء والجرحى والخسائر المادية جراء ذلك الضربة الجوية ، مؤكدا بالمضي قدما على ذات الهدف الذي سقطوا من أجله حتى التحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية .
أسماء الشهداء
"الأمناء" تنشر أسماء شهداء قصف جبل الزيتون، وهم: الشهيد قحطان محمد حسين، الشهيد عبد العزيز صالح حسين، الشهيد نجيب عبد العزيز القاضي، الشهيد عبدالله أحمد ملجم، الشهيد ماجد محمد سالم، الشهيد سليم سالم مثنى، الشهيد معمر علي صالح، الشهيد نصر قاسم أحمد، الشهيد فهمي سعيد محسن، الشهيد بركان محمد علي، الشهيد يحيى صالح مرشد.