آخر تحديث :السبت 06 يوليو 2024 - الساعة:02:11:00
الربيزي في حوار هام مع "الأمناء": رغم مسيرة "الانتقالي" القصيرة إلا أنهُ صار واجهة سياسية جنوبية يحظى بقبول دولي وإقليمي
(الأمناء نت / حاوره رئيس التحرير)

المحلل والكاتب السياسي أحمد الربيزي في حوار هام مع "الأمناء":

عناوين متفرعه من الحوار

المجلس الانتقالي نتاج نضال سياسي وثوري شاقٍّ لشعب الجنوب

 

رغم مسيرة "الانتقالي" القصيرة إلا أنهُ صار واجهة سياسية جنوبية يحظى بقبول دولي وإقليمي

 

الرئيس البيض أعطى ثقته الكبيرة بالرئيس الزبيدي وبالانتقالي ويرى فيهما خيرة من يمثل الجنوب

 

مصالح الجنوب تكمن في العودة للحضن العربي

 

وجد التحالف لدى الجنوبيين حاضنة شعبية ترحب بالدور العربي المساند لمقاومة الجنوب

 

وجد الجنوبيون أشقاءهم في الإمارات إلى جانبهم مجددا خاصة وشعب الجنوب يحفظ الكثير من الود للشيخ زايد بن سلطان

 

الإمارات لديها قوانين تحظر التنظيمات الإرهابية منها حركة الإخوان وحزب الإصلاح

 

من المنطقي أن يرفض الأشقاء في الإمارات أن يستخدم "إخوان اليمن" شرعية الرئيس هادي

 

 

تفاهمات الحوثي و"الإصلاح" أدت لانسحابات مليشيات الإصلاح من جبهات شمال الضالع وتسليمها للحوثي

 

نضال الجنوبيين السلمي تجربة عربية فريدة انطلقت قبل ثورات الربيع العربي

 

 

يكفينا فخرًا أن الحراك انطلق على قاعدة التسامح والتصالح

 

استطاعت ثورتنا منع مشاريع الاحتلال اليمني من تغيير ديمغرافي سكان الجنوب

 

 

قال المحلل والكاتب السياسي أحمد الربيزي إن المجلس الانتقالي هو نتاج نضال سياسي وثوري شاق لشعب الجنوب.

وأضاف، الربيزي،  في حوار هام أجرته معه "الأمناء"، إن رغم مسيرة "الانتقالي" القصيرة إلا أنهُ صار واجهة سياسية جنوبية يحظى بقبول دولي وإقليمي.

وأكد أن الرئيس علي سالم البيض أعطى ثقته الكبيرة بالرئيس الزبيدي وبالانتقالي ويرى فيهما خيرة من يمثل الجنوب.

وأشار إلى أن مصالح الجنوب تكمن في العودة للحضن العربي، منوها إلى أن التحالف وجد لدى الجنوبيين حاضنة شعبية ترحب بالدور العربي المساند لمقاومة الجنوب.

كل ذلك وأكثر تجدونه خلال الحوار الذي أجرته "الأمناء" مع الربيزي، فإلى تفاصيل الحوار:

 

حاوره/ رئيس التحرير:

 

*باعتبارك واحد من المناضلين الأوائل في الحركة الوطنية الجنوبية (الحراك الجنوبي)... ما تقييمك لمسيرة الحراك منذ تأسيسه إلى اليوم؟!

- في البدء أشكركم على الاستضافة الطيبة في صحيفتنا الغراء "الأمناء" والتي لاشك أنها واحدة من الصحف الجنوبية التي ولدت في أوج عنفوان ثورتنا السلمية (الحراك الجنوبي السلمي) وأسهمت كغيرها من صحف الجنوب في نشر وانتشار أخبار الفعاليات الجماهيرية وإعلان مواعيدها.

ومن المؤكد أن التقييم الموضوعي لحركة النضال السلمي الذي انتهجه شعبنا الجنوبي بحاجة إلى مراكز دراسات ليتم تقييمها كتجربة عربية فريدة انطلقت قبل ما يسمى بثورات الربيع العربي بعدة أعوام، ولو تحدثت بمنطق الثائر كواحد من المئات الذين ساهموا في انطلاقة الحراك السلمي الشعبي بصورته التي ظهر بها  في 2007م حتى منتصف 2014م.

فأعتقد أنني لن استطيع أن أفيه ولو جزءًا يسير من حقه، فالحراك الجنوبي السلمي استطاع ــ بفصل الله ثم تصاعده والتفاف الجماهير الجنوبية حول أهدافه بأعتبارها أهداف وتطلعات شعب الجنوب ـــ أن يحقق خلال مسيرته الحافلة الكثير من الإنجازات لو عددناها لن تكفيها مساحات الصحيفة كلها، ويكفينا فخرا أن نشير إلى أن الحراك الجنوبي انطلق على قاعدة التسامح والتصالح كواحدة من أهم إنجازاته المنجزات التي نفاخر بها، والتي ولدت في كفكرة ولقاء في مقر جمعية ردفان الاجتماعية في 13 يناير2006م  ولحقها لقاءات في كل محافظات الجنوب، هذه اللقاءات هي التي أسست اللبنات الأولى للثقة بين المناضلين والتي خلقت نخبة قيادية للحراك الجنوبي قادت العمل الثوري السلمي، كما استطاعت ثورتنا السلمية أن تمنع مشاريع الاحتلال اليمني، وأحدى أخبث المشاريع التي يرسم لها نظام صنعاء ــ حينها ــ التغيير الديمغرافي لسكان الجنوب والتي صرح بها الرئيس الراحل (صالح) بأنه خلال أقل من ثلاثة أعوام سيقوم بإحلال سبعة مليون يمني (شمال) في عدن ولحج وأبين .

ولا ننسَ أن الحراك أوقف بل وفضح عبث متنفذي نظام (عفاش) الذين كانوا ينهبون الأراضي السكنية والزراعية في عدن ولحج وأبين وحضرموت. واستطاع الحراك أن يعيد بعض حقوق العسكريين والمدنيين التي أعادها نظام الاحتلال على مضض.

وفي اعتقادي أن الأهم من ذلك أن الحراك الجنوبي خلق ثقافة الرفض الجنوبي للاحتلال اليمني، وخلق جيلًا يعرف قضيته ويدافع عنها، في الوقت الذي كان يراهن فيه نظام صنعاء على انتهاء واضمحلال القضية الجنوبية من خلال سياسة التجهيل التي اعتمدها لاستهداف ما كان يطلق عليه (جيل الوحدة) الذي عمد على تجهيلهم وحرمانهم من التعليم والتأهيل. ولعل ما شاهده العالم في 2015م وإلى اليوم، من بطولات يقوم بها شباب الجنوب وهم يصدون الغزو الحوثي كانت خير برهان بأن من أسماهم عفاش بـ(جيل الوحدة) إنما هم جيل الجنوب جيل الحراك الجنوبي الذي تشبع بثقافة مقاومة الغزو واستطاعوا أن يدافعوا وإلى اليوم عن وطنهم من الغزو الحوثي الذي يحاول العودة لاحتلال الجنوب.

وباختصار شديد (الحراك الجنوبي) أعطى مرحلته حقها تماما، وأخذ دوره في النضال السلمي الميداني الشعبي الوطني بكل جدارة، واستنفذها على أكمل وجه، ولا ينبغي اليوم أن يتم تحميله فوق قدرته، وفي مرحلة غير مرحلته، وينبغي أن يترك الآن العمل للمجلس الانتقالي الجنوبي ليأخذ مرحلة النضال السياسي والتي نحن اليوم في خضمها، وأي محاولات لاستعادة وإحياء مكونات الحراك الجنوبي، يعد عمل يراد به إحراق تاريخها النضالي الشريفة.

 

*تحدثت عن مسيرة الحراك الجنوبي...فأين تضع اليوم المجلس الانتقالي الجنوبي؟

-المجلس الانتقالي الجنوبي الذي نفخر بأننا من ضمن نخبة من الكوادر الجنوبية التي أسهمت فيه ولو بشيءٍ يسير، ونفخر بكوننا شهدنا ولادته، وهو نتاج نضال سياسي وثوري شاق لشعب الجنوب، وجاء كمطلب ملح وضرورة سعى إليها كل مناضلي الجنوب، خاصة بعد الانتصارات التي حققتها مقاومة شعب الجنوب في تصديها للغزو والاحتلال الحوثي لبعض محافظات ومناطق الجنوب، وكان لابد أن يصب هذا النضال في واجهة سياسية واحدة تمثل وتحمل طموحات وآمال شعب الجنوب بكل مكوناته السياسية والثورية، ولهذا نجد المجلس الانتقالي الجنوبي حوى في هيئات تعدد وتنوع من الطيف السياسي والقوى الثورية والاجتماعية الجنوبي (مقاومة جنوبية، وسلفيي الجنوب، وجنوبيين من الأحزاب السياسية، وقيادات من الحراك الجنوبي بفصائله المتعددة) جمعهم النضال الثوري الجنوبي، واستطاعوا بناء مؤسسات المجلس بناء وطني جنوبي، الأمر الذي لم نستطع الوصول إليه في مسيرة الحراك الجنوبي السلمي، رغم المحاولات المتعددة لتوحيد فصائل الحراك فقط دون غيرها.

 

*ما تقديرك لمسيرة المجلس الانتقالي الجنوبي بعد عامين من تأسيسه؟ وماهي نصائحك للمجلس؟

-المجلس الانتقالي الجنوبي برغم مسيرته القصيرة إلا أنه صار واجهة سياسية جنوبية يحظى بقبول دولي وإقليمي يتم التعامل معه كجهة نافذة لها سلطة على الأرض، وهذا ما يحصل خلال علاقة "الانتقالي" مع دول التحالف العربي، وخلال علاقته مع الأمم المتحدة ممثلة بمبعوثها الدولي مارتن غريفيث، الأمر الذي يخدم قضية شعب الجنوب، كقضية معترف بها وبكون المجلس الانتقالي خير من يمثلها، رغم أن هناك مؤامرات من أطراف عدة تحاول أن لا تمكّن الجنوبيين من تمثيل أنفسهم، ولهذا سعت جاهدة إلى خلق مكونات، هزيلة غير مقبولة لدى شعب الجنوب، وحاولت إحياء بعض مكونات الحراك الجنوبي التي كانت تعاديها، بل والتي قمعت فعالياتها ورفضتها وعمدت إلى تفريخها من سابق، للأسف الشديد أن بعض من كانوا زملاء لنا صاروا بين لحظة وأخرى يستخدمون اسم وصفة المكونات الشريفة المناضلة التي أنشأناها ولعبت دورها النضالي ــ في حينه ــ ليجعلوا منها وسيلة للتكسب والارتزاق ليشوهوا تاريخ هذه المكونات العظيمة ويجعلوها سلاح بأيدي سلطات الشرعية، التي تجاهر أن مشروعها العودة إلى باب اليمن عبر مشروع (اليمن الاتحادي) الذي رفضه شعبنا في مليونيات عدة.

 

*كيف تنظر إلى دور التحالف العربي ودور الإمارات في الجنوب؟! وما سر الحملات الإعلامية لحزب الإصلاح المعادية للتحالف العربي ودولة الإمارات؟

-التحالف العربي لاشك أنه أدرك أهمية واستراتيجية الجنوب واليمن في المنطقة العربية عموما وفي منطقة الخليج والجزيرة، ويدركوا أن ترك هذه المنطقة في الجزء الجنوبي والجنوب الغربي لشبة الجزيرة العربية عرضة للتدخل الإيراني سيشكل خطرًا جسيمًا على المصالح الاقتصادية العربية من جهة، وسيشكل تهديدًا خطيرًا على الأمن القومي العربي،  فكان لابد للمملكة العربية السعودية أن تستدعي لتشكيل هذا الحلف العربي للتدخل مباشرة ووقف التمدد الإيراني الذي يأتي عبر حركة الحوثيين المذهبية الانقلابية، ولأن مصالح الجنوب تكمن في العودة إلى الحضن العربي وجد التحالف العربي لدى الجنوبيين حاضنة شعبية، ترحب بالدور العربي المساند للمقاومة الجنوبية التي خاضت المواجهة ضد الغزو الحوثي قبل تدخل اشقائنا العرب، ووجد الجنوبيين اشقائهم في دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى جانبهم مجددًا، خاصة وشعب الجنوب يحفظ الكثير من الود للشيخ زايد بن سلطان – الله يرحمه – وعموما دولة الإمارات العربية المتحدة تعد من أهم دول التحالف العربي وأكثرها فعالية على الأرض، علاوة على كونها دولة محورية من دول الإقليم ولها وزنها السياسي والاقتصادي من بين دول العالم، ولها علاقاتها الدولية واحترامها كحاملة لمشروع حضاري عربي، وعلاقة شعب الجنوب بها علاقة تاريخية، وعلاقتنا بها مكسب سياسي استراتيجي هام. ولأن الإمارات العربية المتحدة بمشروعها الحضاري لديها قوانينها التي تحظر التنظيمات الإرهابية، ومنها حركة الإخوان المسلمين وحزب الإصلاحي اليمني هو الفرع الأصلي لحركة الإخوان الإرهابية، ومن المنطقي أن يرفض الأشقاء في الإمارات أن يستخدم (إخوان اليمن) شرعية الرئيس هادي لكي ينفذوا إلى الجسد اليمني أو الى الجنوب بأيادي إماراتية، الأمر الذي رفضته الإمارات بل وترفضه كل دول العالم المتحضر، ومن هنا يأتي العداء الإخونجي لدولة الإمارات، وجاءت حملات (إخوان اليمن) لهذه السبب مستخدمة بعض الأغبياء الجنوبيين، وبعض متطفلي إعلام الارتزاق، الذي لا يفكرون إلا بما يملأ كروشهم، بعد أن رهنوا ضمائرهم للشيطان، وجعلتهم يستخدمون مصطلحات عدائية للتحالف غير واقعية، وفي الأخير لا تخدم إلا مشاريع الإصلاح اليمني فقط.

 

*لماذا من وجهة نظرك كثف الانقلابيون الحوثيون هجومهم على المناطق الجنوبية، ووجهوا كل قوتهم نحو الضالع بالذات ؟! وكيف تفسر محاولاتهم العديدة للعودة إلى الجنوب عبر الضالع؟!

- أعتقد أن التفاهمات بين الحوثيين وحزب الإصلاح (إخوان اليمن) التي صار يعرفها الجميع ــ والتي على ضوئها حصلت انسحابات مليشيات الإصلاح من الجبهات شمال الضالع وتسليمها للحوثيين ــ أقول أعتقد أن التفاهمات أعمق بكثير، خصوصًا والجبهات المسيطر عليها في صرواح وفرضة نهم سكنت تمامًا منذ أكثر من عامين، ولم تعد أي جبهة تواجه مليشيات الحوثي عدى جبهات الجنوب في الضالع بالذات، وعموما كل يوم تتضح الرؤية أكثر، وحزب الإصلاح اليمني (إخوان اليمن) حزبًا عقائديًا دينيًا معروف نهجه التكفيري، وقد اكتوينا نحن الجنوبيين بفتاويه التكفيرية التي رفعها في حرب احتلال الجنوب في 94م، وحلل فيها دم الأطفال في عدن، وفي المقابل موقفهم من حركة الحوثيين الانقلابية جاء عبر موقفين مهمين لهم من بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء حيث شاهدهم العالم كله وهم يوقعون وثيقة السلم والشراكة مع الحوثي، والموقف الثاني لمرشدهم (الزنداني) الذي أفتى بوجوب حصول الحوثيين على الخمس كحق شرعي رباني، فمن وجهة نظري لازلت الفتوى على الجنوب قائمة، كما أن توقيعهم  وفتوى بأحقية الخمس للحوثيين قائمة هي الأخرى، ومن هنا لازالوا يرفعون شعارهم العدواني (الوحدة أو الموت)، ويسعون إلى مصالحة الحوثيين، والتقرب منهم عبر علاقات حلفائهم المشتركين (إيران وقطر).

ولكن إرادة شعب الجنوب فولاذية، وصلبة كصلابة المقاتلين في جبهات ضالع الصمود الذين لازالوا يدافعون ويدفعون بخيرة الرجال، فداءً للأرض والعرض الجنوبي، الضالع اليوم تصنع لبنات الجنوب وترسم حدوده الشمالية، الضالع التي تبذل بصمت وبدون منية، هي الكرامة لكل جنوبي معتز بهويته الجنوبية، فعلينا جميعا نصرة الضالع فمن لم ينصر الضالع اليوم، فبأي لغة سينطق ويفتخر أنه جنوبي، وعلينا أن نعلم سقوط جبهات الضالع ــ  لا سمح الله ــ هو سقوط لعدن ولكل محافظة جنوبية.

 

*أين الرئيس علي سالم البيض؟ ولماذا سكت منذ بداية عاصفة الحزم حتى اليوم؟!

- الرئيس علي سالم البيض موجود ويقيم في الإمارات العربية المتحدة في ضيافة أخوته وأبنائه حكام وشيوخ دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو موجود في صلب العمل السياسي، فيلتقي بين وقت وآخر ببعض السفراء العرب والأجانب، ولم يسكت يومًا بل ويتابع المشهد الجنوبي وقد أعطى ثقته الكبيرة الرئيس عيدروس الزبيدي والمجلس الانتقالي الجنوبي والذي يرى فيهم خيرة من يمثل الجنوب.

وبطبيعة الحال فالرئيس البيض كان من أوائل من رحب بعاصفة الحزم وأعلن تأييده التام بها، على رغم ماتعرض له من مرض وكبر سنه؛ لكنه ظل يتابع الأحداث عن كثبٍ، ودائما ما يشيد بتحركات المجلس الانتقالي الجنوبي.



شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل