- مستشار الرئيس العليمي : حان الوقت لقلب الطاولة على أذرع إيران
- مسؤول إسرائيلي : جماعة الحوثي ترتكب خطأ فادحاً وسوف يدفعون الثمن
- ينحصر استخدامها بالطيران المسير.. إحباط تهريب ألياف بصرية في طريقها للحوثيين
- الفريق المشترك لتقييم الحوادث يفند ادعاءات بشأن حادثتين في محافظة صنعاء
- الجعفري يدشن سلفتة شوارع داخلية في طورالباحة
- المحافظ بن ماضي يؤكد وقوف السلطة المحلية إلى جانب مطالب قضاة حضرموت
- الكثيري يشيد بالصمود الأسطوري للقوات المسلحة الجنوبية في جبهة المسيمير
- الوزير الزعوري: اليمن تمر بأسوأ ازمة انسانية في العالم
- لجنة معالجة نشاط نقل البضائع تواصل عقد اجتماعاتها
- لقاء في عدن يناقش خطة تعزيز العمل والتعامل المسؤول مع النفايات الطبية
نظم اتحاد أدباء وكتاب الجنوب فرع العاصمة الجنوبية عدن عصر الأربعاء 10 يوليو / تموز 2019م فعالية ثقافية تحت عنوان: "ملتقى قصيدة النثر" في مقر الاتحاد بمديرية خورمكسر في عدن.
وبدأ مجريات الفعالية الأستاذ طه علي أبو فول، الذي ادار الفعالية بكل اقتدار، بالقول أن: "إقامة هذه الفعالية لفتة جميلة من اتحاد أدباء وكتاب الجنوب عدن، الذي عودنا على مثل هذه الفعاليات، والتي يحاول من خلالها أن يغرس الثقافة والعلم والاجتهاد في صفوف الشباب".
وأضاف: "حقيقةً أن هذه الفعاليات مهما تكنْ صغيرة أم كبيرة، حيث تستطيع أن تثير في نفوس الكثير من الابداعات والحركة رغم ما يمر به العالم العربي من متغيرات واشكاليات ومن صراعات، وتبقى هذه شمعات قوية تضيء هذا الليل الحالك في الثقافة العربية عمومًا واليمن بشكل خاص".
وتابع: "موضوع فعالية اليوم قصيدة النثر، وكما هو معروف لدى الجميع وخاصةً المتخصصين أن قصيدة النثر هي نمط حديث، لكن أود أن اشير الى ملاحظة في الواقع العربي الثقافي وهذه الواقعة ربما تكون شبه كارثية، وهي أن المنطق الثقافي العربي لا يقبل الجديد في البداية، ويرفض بتمرد شرس، ثم يقبل بعد ذلك، وعندما يأتي جديد اخر يتمرد، وهكذا".
واستطرد: "الواقع العربي الثقافي لا يستطيع أن يستوعب المتغير بشكل سريع، فنحن للأسف نتأثر بالجانب المادي أكثر من تأثرنا في الجانب الثقافي، فأي شيء يأتي من الغرب ماديًا يصبح عندنا بشكلٌ سريع، لكن ما يأتي من الثقافة الغربية يتأخر وأن كان مفيدًا".
وأشار أبو فول، في ختام حديثه، إلى أن "قصيدة النثر هي قطعة نثر غير موجودة، وتأتي القافية فيها في مناطق مختلفة من الابيات، وتحمل صورٍ ومعانٍ شاعرية، واغلبها تكون ذات موضوع واحد".
بعدها، ألقى خمسة شعراء من عدن هم: (عمرو محمد عقيل، مازن توفيق، أمين الميسري، صابرين الحسني، إيمان خالد) قصائد نثرية نالت استحسان الحاضرين.
بدوره، تحدث الشاعر شوقي شفيق عن حركة الحداثة في عدن، بالإضافة إلى وضعه ملاحظات على القصائد التي أُلقيت، حيث قال إن: "كل حداثة في الجنوب انطلقت من مدينة عدن".
وأضاف: "سنعود قليلا إلى الخلف، وتحديدًا إلى ستينيات القرن الماضي، سنرى أن ثمة شعراء كانوا هم المؤسسين لحركة الحداثة في عدن.. وعبد الرحمن فخري هو واحد من عمالقة ورواد ومؤسسي قصيدة النثر في عدن".
وتابع: "عبد الرحمن فخري كان البوصلة التي كنا، نحن جيل السبعينيات، نمتحوا من ابداعها، وعلمنا كثيرا من الشعر والابداع والحداثة".
واستطرد: "أيضًا يصعد الى سلم الحداثة أسماء اخرى لكنها لم تكتب قصيدة نثر، حيث كتبت قصيدة جديدة لكنها ليست قصيدة نثر".
وأكمل: "في الحقيقة أنا امجُ هذه التسميات أو هذه التصنيفات، فلم يعد لها من فائدة أو جدوى، أن نتحدث عن التجنيس أو لنقل (قصيدة تفعيلية أو قصيدة بيتية أو قصيدة نثر)، لكن أفضلُ أنا أقول (القصيدة الاجد) كما سماها شاعرنا الكبير عبد العزيز المقالح".
وقال شوقي أن: "القصيدة الاجد هي القصيدة التي تنطلق الى افاق الحداثة والابداع، وهنا نذكر أسماء كـ(فريد بركات، وزكي بركات، وعبد الرحمن فخري، ويأتي بعدها اسماء من جيل السبعينيات، واذكر من كتاب قصيدة الاجد (عبد الرحمن إبراهيم، ومحمد حسين هيثم كان كتب قصدة الاجد في نهاية السبعينيات، وكان اهم من كتب قصيدة النثر، ومحمد حسين هيثم تجربة فريدة، ونسيج لوحدها فعلًا".
وأضاف: "ومحمد حسين هيثم لم، ولن يوجد لهُ مثيل، وعلى مدى الخمسون عامًا القادمة قد لا نجد مثله".
وتابع: "الأصوات التي سمعناها اليوم من الجيل الحالي، هي من عقود مختلفة، فأمين ميسري من الثمانينيات وعمر ومازن من التسعينيات، ومن الالفيين ايمان وصابرين، وأن تحدثنا عن تجارب هذه الأصوات التي استمعنا إليها اليوم، فهناك شيء يميز كل صوتٌ عن الاخر".
واستطرد: "هناك تشابه وتقارب بين أمين ميسري وايمان خالد مع فارق ان ايمان تغلب عليها السردية القادمة من القصة القصيرة".
وأشار شوقي إلى أن: "مازن توفيق لديه قدرة على الاحتفاء بالصورة، ويعتمد في كتابته على الصورة، وهذا ما يصرح به دائمًا، ويؤكد على شعرية الصورة، وأن الشعر هو صورة، والقصيدة هي صورة، واتفق معه تمامًا، لكن أرجو منه الاعتناء باللغة والنحو لصارت القصيدة عنده من أجمل ما يمكن".
وواصل: "أما صابرين الحسني فشهادتي فيها مجروحة، ولكنني أؤكد ان خطاب صابرين الشعري خطاب خاص من حيث انهُ يعتمد الفنتازيا على غير ما هو موجود عند الأصوات الشعرية الحالية، وهذا ما ميز نص صابرين عن باقي النصوص".
واختتم شوقي حديثه بالحديث عن القصيدة التي ألقاها الشاعر عمرو محمد عقيل.
بعدها فُتح باب المداخلات، في الفعالية التي حضرها رئيس الاتحاد الدكتور جنيد محمد الجنيد وعدد من المثقفين والأدباء، وبدأها رئيس اتحاد أدباء وكتاب الجنوب فرع عدن الأستاذ نجمي عبد الحمدي بالقول أن: "ما يميز هذه الفعالية استخدام المفردة، أي لا توجد في الابداع مفردة ابداعية ومفردة لا إبداعية".
وأضاف: "قرأت لتوفيق الحكيم في كتابه (نائب في الأرياف)، حيث يقول "جلست في منطقة زراعية بقرى من قرى مصر، وهناك فلاحة لم تتعلم ولم تذهب للمدرسة، وتقول لزوجها أنت جرحت احساسي"، فلفتت انتباه هذه الجملة، وألتقطاها توفيق الحكيم، وعرف أن بالمفردات العامية الكثير من المعاني الإنسانية العظيمة، والدليل ان أجمل الأغاني ما كُتب بالمفردات العامية".. مؤكدا ان المبدع من يستطيع أن يحول هذه الجملة العامية إلى حالة إبداعية.
واستطرد: "اعتقد أن النص الإبداعي اذا دخل في لغة القواميس الجامدة يمكن أن يُحاصر أو يُقتل، لكن مع ذلك عندما نقرأ للمتنبي نقرأه بلغة عصره، وعندما نقرأ لمرؤ القيس نقرأه بعصره".
وأختتم نجمي حديثه بالتأكيد على اننا بحاجة إلى "استخدام مفردات حديثة بسيطة في عصرنا الحالي".
من جانبه، قال نائب رئيس اتحاد أدباء وكتاب الجنوب فرع عدن الدكتور يحيى شايف الشعيبي أن: "الشعر ما اشعرك، والفرق بين لغة الشاعر ولغة الناقد هي التي تميز بين الحالتين، فمهمة الشاعر هي التأثير وليس الاقناع، ولغة الناقد لغة علمية بخلاف لغة الشاعر التي هي عاطفية".
وأضاف: "الشعر هو الذي يؤثر في الجمهور حتى وإن لم يفهم الجمهور هذا الشعر لكنهُ يتأثر به، فعندما تسمع شعر لا تتأثر به تشعر أن هناك خلل في عملية الابداع".
وتابع: "حقيقةً ما سمعته من جميع الشعراء كان جميل، وكنت أتمنى لو تنشر هذه القصائد في الصحف والمواقع الالكترونية كي يتسنى تقييمها".
وأشار الشعيبي إلى انه كان "من الأفضل أن يكون عنوان الفعالية "قراءة تقييميه للنص الحداثي الجنوبي".
وأكد انهُ من "الضروري الاهتمام بشعر شعراء الجنوب القدامى، وتناولها في الاطروحات العلمية ورسائل الماجستير، وذلك بعد التغييب الفضيع للنص الجنوبي بشكل عام، وهذه مهمتنا جميعًا".
وتحدث الشعيبي عن أهمية الاهتمام بالمعنى الذي يتكون من ثلاثة أنواع، وعن ضرورة التمييز بين نص اتحاد أدباء وكتاب الجنوب واتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، لذا لا بد أن تكون هناك رؤية ثاقبة ومعينة من المثقف الجنوبي.
وقال:" ام "قصيدة النثر تنتمي الى مرحلة ما بعد الحداثة المنطلقة من فلسفة التفكيك لدريدا، ولهذا انتجت معاني متعددة بل تجاوزت ذلك الى اللا معني، وكل ذلك بفعل انطلاقها من الفلسفة النسبية المومنة المتعددة المتغيرة المجز?ة، ولهذا اتسمت بالتكثيف والمجانية والايجاز والشفافية".
واضاف:"ولانها كذلك فقد غادرت مربع الايقاع الخارجي الي مربع الايقاع الروحي، ولغتها هيمنة عليها في المفرد التي حلت محل الجملة، واتت فاقدة لادوات الربط حتى تختلط المفردات دون حواجز، فيما صورها اتت مجزاة ومبعثرة وعبثية".
واختتم الشعيبي مداخلته بالقول:" لهذا انصح الشعراء الشباب بثلاثة امور مهمة الاول بقراءة الفلسفة لانها تعتمد على الرؤية اللعميقة، ثانيا قراءة خصائص قصيدة النثر وكيف طبق الشعراء الكبار هذه الخصائص، ثالثا المشروع السياسي الجنوبي الذي ينبغي ان يكون حتضرا كونه هو المستهدف في النص الادبي".
وفي ختام المداخلات، التي شهدت شراسة وتباينات عديدة من قبل المتداخلين حول قصيدة النثر، أكد الأمين العام لاتحاد أدباء وكتاب الجنوب الأستاذ بدر العرابي أن: "الحديث عن قصيدة النثر في اتحاد أدباء وكتاب الجنوب في عدن يسجل سبقًا ثقافيًا ونقديًا اذا ما حاولنا ان نبعثر التراث النثري الأدبي، ونقف عند نقطة انقطاع فعالية النقد الأدبي العربي، وفعالية النظيرة الأدبية العربية وفعالية التجنيس التي انبثقت بالفعل الاشكالية في الأدب العربي، التي استمرت الى الان ونحن نجني نتائجها، انبثقت عند ظهور قصيدة النثر".
وأضاف: "اضع علامة استفهام على مصطلح "قصيدة النثر"، لان قصيدة النثر مهرب من احد التيارات التي تحاول اتهام القصيدة الحديثة العربية بالنثرية، أي تحاول تلغيها من الصفة الشعرية، وهي نتائج عن صراع نقدي كان موجد بين التيارات العربية".
وتابع: "قصيدة النثر في الوطن العربي تم احباطها نظريًا أو نقديًا قبل أن تبدأ، ولم يتفق النقاد على مرجعية معينة أو معايير معينة لها حتى اليوم".
وأشار العرابي إلى أن أسباب ذلك "يعود إلى أربعة هي تعويم قصيدة النثر وعدم ظهورها إلى المشهد، وإيقاف النظرية العربية والتفاعل النقدي مع النص الأدبي، بالإضافة إلى دخول إطارات مختلفة تحاول تغيب المد الطبيعي للقصيدة العربية الى ان وصلت الى قصيدة النثر".
واستطرد: "هناك من اعتقد ان قصيدة النثر، هي المعيار الأساسي لان أكتب القصيدة الجديدة، أي ترك الإيقاع، فأصبحت أي كتابة غير ايقاعية وموسيقية تسمى قصيدة نثر، وبالتالي انتهزوا الفرصة من لا يمتلكون القدرة الشعرية".
واختتم العرابي حديثه بالقول أن: "ذهنية الإنسان، أو ذهنية الأمم، هي التي تمخض التحول، فالذهنية متطورة، والفكر العربي مر بمراحل كثيرة، وكل مرحلة مر بها مخض شكلٌ من اشكال القصيدة، أي عمل تجديدًا في شكل القصيدة، أي أن التحول والتجديد لا يمكن أن تتعسفه من حيث انك مبدع، لكن يأتي بطريقة بيولوجية من داخل التطور الذهني إلى أن انتجت شكلٌ معين".