آخر تحديث :الخميس 09 مايو 2024 - الساعة:10:10:45
البطش الحوثي ينتهك الحرمات !
("الأمناء" القسم السياسي : )

"بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال"... الآية القرآنية التي يحفظها ملايين المسلمين على وجه الأرض، بات على آلاف القاطنين في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي أن يواجهوا حرماناً من أفضالها، إذ تسبّب الانقلابيون في منع الصلاة في بيوت الله.

وقالت مصادر محلية: إنّ مساجد صنعاء تفتقر إلى مياه الوضوء، في ظل الإدارة القهرية والفاشلة من قبل المليشيات الانقلابية.

وأضافت المصادر أنّ عشرات المصلين اضطروا إلى الرجوع من المساجد دون أن يتمكنوا من أداء الصلاة، وهي واقعة تحدث للمرة الأولى في تاريخ صنعاء.

المواطنون في مناطق سيطرة الحوثيين يتكبَّدون ظروفاً حياتية قاسية، ويعانون وضعاً اقتصادياً مأساوياً، في ظل انتهاكات وجرائم ترتكبها المليشيات منذ سنوات.

ولا تتوقّف الجرائم الحوثية عن انتهاك حُرمات المساجد، ومثالاً لا حصراً حوّلت المليشيات معظم المساجد في محافظة المحويت إلى مراكز للتدريب الطائفي.

القيادي الحوثي محمد القرم الذي عينته المليشيات مديراً لمديرية المحويت ظهر خلال شهر رمضان الكريم، رفقة عدد من الانقلابيين، وهم في جلسة مقيل في إحدى المساجد الذين حولوها إلى مجلس للقات وتلقي الدورات الطائفية. 

وتستتغل مليشيا الحوثي المساجد في جمع الأموال وحث المواطنين على الذهاب لجبهات القتال، كما تقوم بتدريس أفكارها الطائفية، وإلقاء المحاضرات التحريضية بشكل يومي في المساجد  لتكريس الطائفية وتمزيق ما تبقى من النسيج الاجتماعي.

وقبل نحو شهر، عرض الناطق بـ اسم التحالف العربي العقيد تركي المالكي مقطع فيديو يُظهر مليشيا الحوثي، وهي تدرِّب عناصرها في المساجد على زرع الألغام في البحر الأحمر.

اللقطات التي عرضها التحالف، كشفت عن وجه إرهابي للمليشيات الحوثية، لكنّها ليست المرة الأولى التي تتكشف فيها معلومات من هذا الصدد، فسبق أن تم رصد معامل لصناعة الألغام في المساجد، في انتهاك مروع لحرمة بيوت الله.

ومنذ الحرب التي أشعلتها المليشيات في صيف 2014، يستهدف الانقلابيون مئات المساجد ودور تحفيظ القرآن بالتفجير والقصف، وحوَّلوها إلى ثكنات عسكرية، في محاولات لخلق صراعات طائفية في المناطق التي تحاصرها.

وأقدمت عناصر المليشيات الموالية لإيران على نهب محتويات المساجد، في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان وكافة الأعراف والقوانين الدولية التي تجرم التعدي على المقدسات الدينية ودور العبادة.

 

أنشطة حوثية صيفية للصغار

تستخدم المليشيات الحوثية كافة أسلحتها لجذب الصغار إلى جبهات القتال فلم يكفيها الدروس الطائفية بالمدارس، ولم تستطع ترهيب الأهالي بإرسال أطفالهم إلى معسكرات التدريب لتمرير عملية نجاحهم بالامتحانات، ولم تتوقف عن تقديم رشاوٍ مادية عديدة للأسر التي تقدم على التعاون معها لجذب أبنائهم إلى ميادين القتال، فاستعانت بالمعسكرات الصيفية لتحويلها إلى معسكرات لتفريغ المقاتلين.

وقال مواطنون في صنعاء: إن المليشيات الحوثية تستدرج أبناءهم إلى المراكز الصيفية من خلال التأكيد على تدريسها القرآن الكريم والكتب التعليمية، غير أنهم اكتشفوا أن فلذات أكبادهم يتعلمون من خلال الكتب الطائفية ومحاضرات يشرف عليها قياداتهم بالإضافة إلى تدريبهم على بعض الزوامل القتالية.

وتتراوح أعمال الصغار المشاركين في تلك المعسكرات ما بين 6 إلى 15 عامًا، وبالتالي فإن الأهالي عزفوا عن إلحاق أبنائهم بها، بعد أن بدا أطفالهم يتأثرون بالمليشيات وأفكارها، ويرفعون الصرخة أثناء عودتهم إلى المنزل.

وقالت مصادر ميدانية: إن المليشيات بدأت تنشر أخبار أنها تدرس وتعلم الأطفال القرآن الكريم، بهدف دفع أولادهم نحو المراكز، لكنها قامت باستبداله بمنهج آخر ومحاضرات طائفية وتفسير القران للمدعو" بدر الدين الحوثي" والد زعيم المليشيات، إضافة لترديد الزوامل، كما توعدهم بهدايا ومسابقات، ورحلات.

وتمثل المراكز الصيفية بالنسبة للمليشيات الحوثية أداة صيد ثمينة للصغار في ظل معاناتها في ميدان القتال، ما دفعها إلى فرض جبايات على المشروعات الاستثمارية في صنعاء لصالح ما أسمته “دعم المراكز الصيفي”.

وأرسلت أمانة صنعاء التي تسيطر عليها المليشيا، اليوم الأحد، مندوبيها إلى عدد من شركات القطاع الخاص ومحلات الصرافة والمطاعم الكبيرة للمطالبة بتقديم الدعم المالي لصالح المراكز الصيفية الحوثية، وبحسب مصادر محلية، فإنه تم تقسيم الجهات المستهدفة إلى قطاعات وزعتها على اللجان الميدانية كما أجبرت مدراء المديريات على المشاركة في حملة جمع التبرعات، بأن المليشيات لم تحدد حجم المبالغ المفروضة على كل جهة، لكنهم أخبروهم بأن 100ألف ريال هي الحد الأدنى لقبول الدعم من كل جهة مستهدفة.

وأدانت مصادر حكومية يمنية تحويل مليشيا الحوثي الانقلابية، الحركة الكشفية في مناطق سيطرتها إلى مصيدة لاستقطاب الأطفال وغسل أدمغتهم ودفعهم لجبهات القتال.

وقال وزير الإعلام معمر الإرياني، “ إن المليشيا تستقطب أشبال وفتيان الحركة الكشفية في مناطق سيطرتها “وكلهم من الأطفال” لمعسكراتها تحت غطاء المراكز الصيفية، وتلزمهم بإلصاق شعارات الكراهية والموت للآخر في زيهم الكشفي بينما شعار الحركة الكشفية هو مساعدة الآخرين والعمل التطوعي وخدمة المجتمع”.

وأوضح الإرياني أن الكشافة حركة تربوية عالمية غير سياسية هدفها تنمية قدرات الشباب، بينما تقوم المليشيا الحوثية بتعبئتهم بالأفكار الإرهابية المتطرفة وتحويلهم إلى أدوات للقتل ونشر الفوضى والعنف والتخريب وإرسالهم وقودا لمعارك عبثية، وهي جرائم تضاف لسلسلة الجرائم التي ترتكبها بحق أطفال اليمن.

‏وطالب وزير الإعلام ـــ المنظمة الكشفية العربية والدولية وجمعيات الكشافة والمرشدات بالعالم ـــ إدانة هذه الجرائم والضغط لوقف استغلال المليشيا للكشافة في مناطق سيطرتها.

 

تجنيد حوثي للأطفال

"أعطوني رشاشاً وحاربت معهم، أصيب مقاتلٌ فألمني ذلك المشهد".. حول عينيه السوداوين الممتلئتين بدموع الحسرة وقهر المجهول، حام سربٌ من المشاعر المتباينة أمام طفلٍ لم يبلغ الـ14 عاماً، أيقن أخيراً الذنب الذي اقترفه ليحارب في سن صغيرة، الذنب ـــ إن كان هذا ذنباً ـــ أنه حيٌ في منطقة استباحها الحوثي.

لقطات مبكية تصدر أشعة مخيفة حول مستقبل سيملؤه الرعب لطفلٍ زُجَّ به من قبل المليشيات الحوثية الطائفية في حربها الحوثية، أجبر على حمل السلاح، ليقاتل في صفوف من لا يعرفهم ويقتل من لم لا يعرفهم، حتى يصيبه الدور إما قتلاً أو انتحاراً أو موتاً بمرضٍ أو تعذيب...

حابساً دمعة رفضت أن تسقط فيتعرى معها جرم الحوثي وخذلان العالم، يصف الطفل شعوره عندما أصيب مسلحٌ إلى جواره: "حسيت بالخوف...حسيت كأنني أموت"، جملة مقتضبة الطفل ذو الوجه المرتجف الذي لن يفارقه شعور الخوف، عبّر بها عن تجربة يخوضها آلاف الأطفال المجندون في صفوف الحوثيّ .

ويسير الأطفال في اليمن، على طريقٍ، محطاته هي الاختطاف والمصير المجهول ثم الموت، في ظل الجرائم الإرهابية العديدة التي ترتكبها مليشيا الحوثي.

زجَّت مليشيا الحوثي بأكثر من 20 ألف طفل في جبهات القتال، ما قاد إلى معاناة للأسر في مناطق سيطرة المليشيات لا يضاهيها معاناة في ظل إرغام أبنائهم على التجنيد، وذلك نسفاً لأي أعراف قانونية أو إنسانية تردع هذا النوع البشع من الجرائم .

ويواصل مشرفو مليشيا الحوثي استقطاب الأطفال من أغلب الحارات والأحياء الشعبية الفقيرة المكتظة بالسكان في مناطق سيطرتهم، واستغلال حاجتهم المادية والتغرير بهم وإرسالهم إلى جبهات القتال دون علم أسرهم .

وضمن السيناريو الأبشع للجريمة، يعود عشرات الأطفال والشباب أسبوعياً جثثاً هامدة إلى مستشفيات صنعاء بعد التغرير والزج بهم للقتال في صفوف المليشيات الحوثية في جبهات مختلفة.

وكان تقريرٌ للأمم المتحدة قد اتهم مليشيا الحوثي بارتكاب انتهاكات ضد الأطفال في اليمن واستخدامهم في القتال والأعمال العسكرية.

وقال التقرير: إنّ مليشيا الحوثي تقدم إغراءات بالمال والوعود برتب عسكرية مقابل تجنيد أطفال لا تتجاوز أعمارهم عشرة أعوام، خلال السنوات الخمس ونصف الماضية.

وأفاد تقرير الأمين العام أنطونيو جوتيريش: إنَّ الأمم المتحدة تحقَّقت من تجنيد واستخدام 2257 طفلاً في سن العاشرة على أيدي الحوثيين، دفعت 25% منهم إلى الخطوط الأمامية كمقاتلين نشطين .

واستخدم الحوثيون، الأطفال لتشغيل نقاط التفتيش، والقيام بدوريات، وحراسة المنشآت العسكرية والحكومية، وجلب المياه والغذاء والمعدات لأطراف لمقاتليها.

وجاء في التقرير أنَّ الأمم المتحدة تحقَّقت من تجنيد واستخدام الحوثيين 16 فتاة تتراوح أعمارهن بين 14 و17 عامًا، كان دورهن الرئيسي هو تعبئة وتجنيد الفتيات الأخريات وتشجيع النساء والفتيات على إرسال أفراد أسرهن الذكور إلى ساحة المعركة ودعم المقاتلين بالمال.

وشوهدت الفتيات يحملن الأسلحة والعصي مع شعار الحوثي، وفي حادثين منفصلين، دخلت الفتيات المدارس وشجعن الطالبات على دعم المقاتلين وأجبروهن على ترديد شعارات الحوثيين.

وأشار إلى أنَّ الوجود المتزايد للأطفال المرتبطين بالحوثيين كان واضحاً في جميع المحافظات، حيث يقومون بتشغيل نقاط التفتيش والسفر في شاحنات عسكرية.



شارك برأيك