آخر تحديث :السبت 11 مايو 2024 - الساعة:16:43:50
نداءات ما قبل الانهيار...
(الأمناء / أحمد عمر حسين :)

معلوم لدى الجميع أن الشبكة التي تقوم بتغذية وتوزيع التيار في محافظة عدن، هي من حيث العمر الافتراضي، تعتبر متهالكة واستنفذت عمرها ووقتها وقد مضى عليها مايزيد عن الـ70عاما.

ومن هنا تكمن مشكلة تسريب وفقدان وضياع 60% من التيار المتولد  وهذه النسبة كبيرة جدا وتنقسم هذه النسبة بين السرقة وبين الفاقد، بالتساوي.

ولأن الشبكة قديمة وأسلاك النوكيا الحديثة ذاتها تتسبب في فقدان التيار وقدم الشبكة وبساطتها أيضا تساعد على السرقة للتيار.

فالتوليد وبقوة توليدية كبيرة ليس صعبا بل ممكنا إذا توفر التمويل ؛ أن يتم ذلك في أسابيع لاغير ( بناء محطات وتسوية أرضيتها) لكن الصعوبة هي الآن في شبكة التوزيع المتهالكة والتي تحتاج إلى أموال كبيرة ووقت طويل.

وكما عرفت من مختصين أنهم لا يستطيعون وخاصة في الصيف حتى إذا توفرت القوة التوليدية الكافية والمحروقات فإنهم لا يستطيعون المغامرة بالتشغيل (صيفا) على مدار الساعة؛ لأن المحولات والكابلات القديمة ستتلف مباشرة وتنتهي الشبكة نهائياً، ومن هنا يحرصون على تبريد المحولات والكابلات من خلال الأطفاء بين وقت وآخر.

عشوائية الربط

منذ العام 2011م وصعودًا حتى مابعد 2015م  وإلى هذه اللحظة، أصبح العبث والربط العشوائي عمل يومي ويقوم به المواطنين وبعض المستثمرين دون اكتراث لما ينتج عن ذلك الربط خارج الخطة وخارج المنظومة كما أن الجميع للأسف ممن امتلكوا المال والسلاح بعد 2015م؛ أصبحوا يتصرفون تصرفاً سيخرج المنظومة الكهربائية نهائياً عن الخدمة وسيقع الجميع .

تخلف عن التسديد وفوضى  وازدواج الربط :

غالبية المواطنين متخلفون عن التسديد رغم التسهيلات التي كفلتها إدارة المؤسسة للمواطنين, وبعض الشباب فوق أنهم من المتخلفين عن التسديد ويأتي بسلاحه ليهدد بل وسيتجرأ بالاعتداء والتلفظ في بعض الأحيان غير مدركين أولا لأخطائهم في حق أنفسهم من خلال الربط العشوائي وسرقة التيار، والربط المزدوج؛ ليبقي التيار مستمر دون انقطاع ومسببا أحمال زائدة على الحي الذي ربط منه الاشتراك.

انعدام الوعي المجتمعي

كثير من المواطنين أدخل أكثر من جهاز تكييف إلى منزله رغم علمهم بالحالة التي وصلت إليها الكهرباء. وغير مقتنع بالترشيد وخاصة في النهار في فصل الصيف. حيث إنه بالمكان جلوس الأسرة في مكان واحد والاكتفاء بتشغيل مكيف واحد طيلة النهار لاشتداد الحرارة ولاشتداد الطلب. وحتى لاتنفجر المحولات والكابلات بزيادة الجهد ونتيجة الحرارة الشديدة.

كما أن انعدام الوعي المجتمعي هو الآخر مشكلة إضافية فلو فهم المواطن واجبه وتعاون للحفاظ على مصلحة الجميع والتي فيها مصلحته ــ بكل تاكيد ــ وتعاون الجميع على منع السرقة، وعلى عدم السماح بازدواجية الربط. وعلى التسديد المستمر بالتقسيط للمديونيات ففيها إسهام لحل الكثير من مشاكل الكهرباء وتجديد وصيانة المحولات وشراء الكابلات. ولذلك ــ في هذا الوضع الصعب ــ ينبغي على المواطنين تشكيل لجان ضبط أهليه تمنع التجاوزات وتمنع الربط خارج المنظومة وكذا الازدواج. بالربط. ومن خلال إشراف رؤساء الأحياء ومساهمة المواطن فيها تقوم هذه اللجان بضبط المخالفين وردعهم مجتمعيا. حتى تعود الدولة التي طال غيابها منذ العام 2011م .

إن استمرار المواطنين في ارتكاب المخالفات وعدم التسديد إنما هم سيعجلون بانهيار الشبكة وستقع الفأس على رؤوسهم حيث إنهم الوحيدون الذين سيتضررون فقط, أما الحكومة وبعض المسؤولين فلديهم الشقق في الخارج ولديهم إمكانية السفر والعيش بعيدا عن جحيم صيف عدن إذا وقعت الكارثة وهي انهيار المنظومة بشكل كامل ونهائي.

إن مسؤولية المواطن تجاه نفسه على المحك فهو إذا أراد تحسين الوضع وتطوير المنظومة؛ فليساهم وليقم بدوره في الحفاظ وعدم التجاوزات والتسديد كذلك.

الاستثمار الاستغلالي

 الحاصل عندنا أن الاستثمار بالعقار وبناء المدن الصغيرة من عدة مئات من الشقق، أو الكبيرة من عدة آلاف من الشقق... للأسف يتم كذلك بعشوائية واستغلال للوضع المنفلت حاليا (الوضع السائب)  فأقصى مايقدمه حينما يبني هو أن يرشي جهات في الحكومة بشقتين أوأكثر ويتم إدخال الكهرباء لمشروعه على حساب وضع التوليد السابق، بل حتى لايتم إجباره على تحمل شراء محولات تفي بتغذية مدينته وتخفف العبء على المصدر السابق (التوليد).

النداءات الأخيرة

نداء إلى كل مسؤول جنوبي في  الشرعية، أو الانتقالي  يوجهه كثير من المثقفين لهم أن يقوموا بدورهم في طرح قضية الكهرباء والمياه وبكل جرأة وقوة على طاولة التحالف باعتباره مسؤول عن البلد بحكم الفصل السابع وأن يوحدوا جهودهم في انتشال هذا الوضع للكهرباء إلى مستوى أفضل ، وأن يثبتوا لنا صدقهم وحرصهم من خلال :

 أ- زيادة التوليد وبطاقة توليدية استراتيجية .

ب- تجديد شبكة التوليد بالتدريج مديرية مديرية ابتداءً من الأشد تضررا وتهالكا؛ لأن في ذلك حماية للحفاظ على عدم فقدان 60% من التوليد بسبب الفاقد وبسبب السرقة؛ فبناء شبكة جديدة تستطيع منع التسريب، ومنع السرقة فيها تكمن الحفاظ على الطاقة التوليدية من الانهيار والخروج عن الخدمة.

2/ الإسراع في توحيد الجهود لحماية المنظومة من الانهيار وذلك بتوفير الحماية الحقيقية وردع المخالفين وتشكيل نيابة وقضاء مستقل ومؤقت يقضي في المخالفات الكهربائية خاصة في ظل غياب الدولة ككيان وغيابها كحضور بوعي قانوني ومهابة واحترام في نفسية المواطنين.

الإخوة الجنوبيين في الانتقالي والشرعية نتمنى أن تتعاونوا في إنقاذ الوضع بالتعاون مع التحالف العربي بقيادة المملكة ولن يقوم غيركم كجنوبيين بخدمة المواطن في عدن ومحافظات الجنوب بالحفاظ على هذه المؤسسة وتطويرها نحو الأفضل .ليس هناك غيركم فجميعكم جنوبيين تقع على عاتقكم مهمة جسيمة ولابد لكم من القيام بها فالمسألة هي نكون أو لانكون  فلا مناص من إيجاد خدمتي الكهرباء والمياه وبشكل دائم وعلى أفضل مستوى؛ فهل ستتعاونون فيما بينكم وتنسقون لانتشال الكهرباء من وضعيتها الراهنة ؟.

الكهرباء والمياه أساس بقاء الناس في عدن وإلى جانب الأمن طبعا وبكل تأكيد .

الكهرباء تناديكم جميعا فلا تتهاونوا أبدا فالمسألة خطيرة ونراكم كجنوبيين على كفاءة بأن تصلحوا ما أفسده الدهر وأفسده المفسدون .

النداء الأخير للمواطن .

 أخي المواطن :

سدد ماعليك ولو بالقليل القليل... حافظ على حماية شبكتك ومنظومتك من خلال الترشيد في الاستهلاك وعدم ازدواجية الربط وتشكيل لجان أهلية ضابطة خاصة في هذا الوضع المزري .

إن أي تصرف لكل شخص أو مديرية أو حي من الأحياء هو خرق للسفينة التي تقلنا جميعا والحفاظ عليها مسؤولية الجميع والتصرف الأناني والفردي على مزاج كل شخص هو في الحقيقة إعلان وفاة المنظومة...الخيار لك.

 



شارك برأيك