آخر تحديث :الخميس 09 مايو 2024 - الساعة:11:34:51
" الانتقاليّ الجنوبيّ " أمام تكالب الأحزاب المعادية للجنوب... من ينتصر؟
("الأمناء" كتب / يوسف الحزيبيّ :)

المجلس الانتقاليّ الجنوبيّ هو صوت شعب ومشروع وطن بكامله ، وقد بدأ في بناء أساسه بتفويض تامّ من شعب خرج من أنحاء محافظاته واجتمع في ساحة واحدة ؛ ليفوّض ذلك المجلس ويمنحه الثـــّقة التامّة لحمل إرادة وهوية الشعب الجنوبي واستعادة دولته الذي طال حلمها منذ عام الوحدة المشؤومة إلى اليوم ؛ فهنا قد قرّر شعب الجنوب واجتمع كالسيل الجارف في ساحة واحدة ليفوض الانتقالي ويمنحه كل الثقة لأجل استعادة وبناء الحلم الذي يكافح من أجله منذ عام 1994م ؛ فإلى هنا سنكتفي بالقول : إنّ المجلس الانتقالي هو ملف يحمل إرادة شعب بأكمله ولن نقول : إنّ المجلس الانتقاليّ هو جهةٍ أو منظّمةٍ تعكس رؤية أهداف شعب الجنوب ؛ بل هو مشروع يحمل سيادة وطن وشعب ودولة فجمعينا نعرف تمامًا ماهي بداية انطلاقته في الأساس ؛ كما نعرفها إنّه صوت شعب رجّ مسامعنا أثناء صرخته بالتفويض العام للمجلس الانتقاليّ في حمل الإرادة والهويّة الجنوبيّة وبناء الدّولة واستعادتها ، وهنا نشيد بخطى الانتقاليّ وتأثيراته .

 

كيف بنى الانتقالي أعمدته وحظي بها أمام الشّعب ؟

- لقد كان للمجلس الانتقالي الجنوبي خطوات ثابتة المبدأ حين بدأ  بعمليات التدشين في كلّ محافظات الجنوب، وكان لذلك الدور الذي أناطه المجلس تأثير كبير في حماسية الشعب والاصطفاف نحوه، فإنّه أثناء عمليّة الدّشين قد زرع الثقة والحماسية لشعب الجنوب إلى الالتفاف نحوه واستقبال قياداته بكلّ محافظات الجنوب بحشود هائلة تملؤها حماسيّة شعب تفوح أفقها بالفرح، وابتسامة وطن  يتجلّى بها المحتشدون أمام منبر الانتقالي الجنوبيّ ، خطوات مهيبة مليئة بالحب والابتسامات المشرقة والمبتهجة سماؤها بمصباح نوره يفوح بنفحات الوطن والانتصار الخالد...هنا حظي المجلس الانتقاليّ الجنوبيّ وطفئت كلّ الأبواق التي كانت كالكلاب المسعورة تهاجم نفحات الوطن الجنوبيّ , لم يكن هناك عائق ونعيق وصدى يعكس رغبت الشعب الجنوبي عن حلمهم الدؤوب، ؛ بل كانت لحظات ترسم خيوط الانتصار والغدّ الجنوبيّ المشرق وينشد بسمائها حلم الثـّائرين .

سقطت كل الأقنعة التي كانت تمارس الميل والدوران عن مراسم ومبادئ ثورتنا الجنوبية في كلّ المحافظات في تلك اللحظات  الخالدة التي رسمها الانتقاليّ الجنوبيّ بعد تفويضة من عامة الشعب الجنوبي في عملية التدشين بكل المحافظات الجنوبية، وصادق الشعب الجنوبي مجلسه في منابر التدشين وعززه بروح الابتسامة والفرح والثقة لأجل أن يحمل مشروع الوطن الجنوبي ويستعيد كلّ ما يحلم به شعبه ؛ فلم يكن هنا شيء للانتقاليّ الجنوبيّ إلى أن يبدأ في التّوجّه الحاسم الذي أصل عنوانه مطلبي دولة جنوبية فأنا عازم لاستعادتها .

 

 

تحقيق نشاط ميدانيّ وسياسيّ داخليّــًا وخارجيــًا

لقد استطاع المجلس الانتقالي الجنوبي أن يفعل نشاطاته بشكل دائم في الداخل والخارج سواء الميدانية أم السّياسيّة ، وتمّ ذلك من خلال بناء مؤسساته وهيآته المؤسسية والعسكريّة بدءًا من هيئة الرئاسة وتأسيس الجمعية الوطنية للمجلس والتي تضم أكثر من ثلاث مائة وواحد عضوًا من أنحاء محافظات الجنوب ، وكذلك تأسيس الأمانة العامّة للمجلس ، إضافة إلى فتح مكاتب في الدول الخارجيّة , وتوسعة نشاطه السياسي على الوطن العربي بشكل عام، فهنا أصبح المجلس الانتقاليّ الجنوبيّ رقم يصعب تجاوزه ، وكان الدّور الأجدر فعلًا الذي حققه ومازال يحقق فيه إلى اليوم وهو بناء المؤسسات العسكريّة، وتدريب وتأهيل القـوّات الجنوبية دفعة تلو الأخرى، ومنها الحزام الأمنيّ وقوّات الدّعم والإسناد ، وغيرها من القوّات الجنوبيّة التي أسسها المجلس الانتقاليّ ، ثم أنّه حقّق نشاطات أخرى منها النّشاطات الثقافيّة والإنسانيّة والمجتمعية والتي يفعلها المجلس الانتقاليّ في مدننا الجنوبيّة ومنها دعم ورعاية احتفالات تخرّج طلاب الجامعات في المحافظات الجنوبيّة وتأسيس أندية ثقافيـّة وخاصّة في العاصمة عدن ، وكذلك عمل الإغاثات الإنسانيّة وخاصّة في لحج وعدن والضالع، ومسارعة التوجه والاهتمام بالثّائرين الذين يتعرضون  لوعكات صحية حينها يتم تحمل علاجهم ونقلهم إلى الخارج وتحمّل كلّ تكاليفهم العلاجيّة ؛ سأكتفي إلى هنا ؛ لكي أستطيع القول : إنّ المجلس الانتقاليّ الجنوبيّ هو مشروع يحمل إرادة شعب  وهويّة وطنٍ .

 

كيف يقف الانتقاليّ أمام تكالب الأحزاب اليمنيّة ؟

لقد تكالب الأعداء ضدّ المجلس الانتقاليّ الجنوبيّ ويريدوا القضاء عليه وبكلّ قوة ولكن المجلس يمشي بخطى ثابتة وكسر كلّ قوائم الحقد والكراهية التي تتوالى عليه من قبل الأعداء "  فالانتقالي الجنوبي هو منطق وطن حقيقي  يمشي بخطىً ثابتة إلى الأمام ويعيد نبرات من الغدّ الجنوبيّ المشرق ؛ فكلّ ما سعى إليه الانتقاليّ الجنوبيّ ؛ هو : عبور خارطة طريق مستقبل دولة الجنوب  ورسمها من على منبر قضيتنا الجنوبية العادلة ؛ لقد قام بتتويج النّصر الجنوبيّ ، على مشارف الأرض الجنوبية، وإنه يسعى إلى بناء دولة أساسها النظام والعدل والقانون ودستورها الثقافة والعلم  والحضارة والارتقاء ، وعنوانها العزّ , و الكرامة والحرية  , والإنسانيّة ، وهرمها المقاومة الجنوبيّة الباسلة ؛ فليس لنا إلاّ أن ندع كلّ ما بوسعنا وما يجور بخاطرنا ونعزّز من ثقتنا فيه ونسعى لصدّ كلّ الأقلام والأبواق المأجورة التي تحاول النيل منه تحاول النيل من منبر الجنوب الذي صنعه الشعب في ساحة والتي كان يقعد بمنصتها من فوضه الشعب بأن يحمل كل مطالبه وأهدافه المشروعة في حقّ تقرير المصير واستعادة الدّولة الجنوبية كاملة السّيادة .

صناعة القرار عبر المجلس الانتقاليّ

إنّنا نؤمن تمامًا بأنّ شعب الجنوب فوض المجلس الانتقالي بيوم تاريخي مهيب احتشد به شعب الجنوب بالكامل في ساحة واحدة وقياداته جميعـًا في منصته يوم إعلان عدن التاريخي عندما فوضوا القائد اللواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بأن يحمل مشروع استعادة الدولة الجنوبية بالكامل ومنحه الثقة الكاملة بذلك ؛ ولكنّ مايؤسفني حقــًا هوإننا نحارب أنفسنا بأنفسنا من أن نصنع القرار الحاسم ؛ لنرفع ستار النصر الأكبر الذي به سنعلن دولة الجنوب دولة ذات سيادة وقانون يسودها البناء والسلام والنظام، كلّ هذا نحن من نحاربه اليوم ، فبعد أن فوّض الشعب الجنوبيّ بالكامل القائد/عيدروس الزبيدي وقبل ذلك اللواء عيدروس الزبيدي ووعد الشعب بلحظة تفويضه بأنه سيحمل كلّ أهدافهم وسيعمل بكلّ ما فوض به ؛ ولكنّ هناك  آخرين انخرطوا عن مشواره الموكل فيه وأصر البعض بأن تبقى مشاريعهم هي الأساس وأن الانتقالي وليد اللحظة !

وهنا وقعنا في الفخ واوقع أنفسنا في بؤر النزاع والتنافس  وفتحنا مجال للأعداء ؛ لكي يستطيعوا نشر سمومهم ونفاقهم فيما بيننا ؛ حتى بدأ التّشكيك فيما بيننا وانفرادنا عن بعضٍ , وأصبح البعض يدعوا بأنّ الانتقاليّ وليد اللحظة .

نحن نعرف تماما بأن الانتقالي وليد اللحظة ولكنه تحمل إرادة  وهوية شعب بأكمله في يوم تاريخي تخلد به الثائرين من أنحاء محافظات الجنوب واجتمعوا بساحة واحدة كالسيل الجارف تحت أحر الشمس ليمنحوا ثقتهم الكاملة هذا المجلس ويفوضوه  بتحمل الإرادة الجنوبية التي صنعها التاريخ منذ احتلال الجنوب إلى تلك اللحظة التي ولد فيها الانتقالي، فكان المجلس الانتقالي الجنوبي كفيلا بذلك وقدر الثقة التي منحها شعب الجنوب له من خلال تمسكه بالثوابت الوطنية الجنوبية وتحقيق نجاحات ميدانية وسياسية في الداخل والخارج مالم نحققها من قبل؛ فما أريد أن أوضحه هنا هو إننا أصبحنا متمسكين بالماضي ولن نؤمن بوليد اللحظة وهذا ما أوقعنا في الفخّ وأصابنا في التأخير عن بناء الدولة ونيل الحرية والاستقلال التّامّ .

 

الالتفاف حول المجلس الانتقاليّ

إنّ مايمكن أن نحتكم به اليوم لأجل تحقيق هدفنا الجنوبي المنشود هو الالتفاف حول المجلس الانتقالي الجنوبي وسد كل الثغرات التي فتحت بابين لدخول فيروسات الأعداء وبث سمومهم لتفرقتنا ومحاربتنا عن مشروع الاستقلال" فإنّ المجلس الانتقالي لم يكن لأيّ شخص قيادي فيه لديه بعض السلبيات التي تجعل البعض يعكسون رغبتهم عن مشوار المجلس ولكن المجلس الانتقالي الجنوبي هو مجتمع كل الجنوبيين، هو مشروع وطن، مشروع كل الجنوبيين، فعلى جميع أبناء الجنوب أن يتقبلوا بعضهم وإن كانوا يرون عيبا في المجلس فهم الأساس بإصلاحه وليس بمعاداته، على  جميع أبناء الجنوب أن يستشعروا بورح الوطن ويتقبلوا بعضهم  البعض ويشدوا إزرهم حول المجلس الانتقالي الجنوبي ؛ لكي نصل إلى طريق الحقّ والصواب ونصحو من غفلتنا التي جعلتنا بين نفاق الأعداء وخطورتهم .



شارك برأيك