آخر تحديث :الاحد 05 مايو 2024 - الساعة:00:21:07
سياسي جنوبي : استهداف القادة العسكريين في معسكر العند نقطة انعطاف خطيرة في جوهر الصراع اليمنيّ
(الأمناء نت / د . يحيى شايف الشعيبي :)

شكلت الضربة الموجعة لمنصة القادة العسكريين في قاعدة العند الجنوبية من قبل طائرة حوثية بدون طيار يوم الجمعة الموافق 11/1/2019 نقطة انعطاف خطيرة في جوهر الصراع اليمني الجنوبيّ من خلال ما ?حدثته من  إشكال في خلط  ?وراق  اللعبة جنوبا مما ينبغي  إخضاعها للدراسة العلمية العميقة بهدف معرفة ال?مور الخفية وما سيترتب عليها من ?بعاد والخروج بنتائج وتوصيات لمواجهة تلك التحديات القادمة كما ينبغي علينا كجنوبيين ?ن نستلهم من تزامنها مع. ذكرى التسامح والتصالح الجنوبي الكثير من العبر لما تحمله من رسائل مباشرة وغير مباشرة  لكلّ الجنوبيين دون استثناء ؛ ومن ?برزها  العبر الآتية :

 

العبرة ال?ولى :

 

وتكمن في توجيه رسالة إلى ?ولئك القياديين المنضويين في رحاب الشرعية الوهمية ب?نّهم حتمًا مستهدفون حتى لو قدموا المستحيل مع الشماليين ل?نهم وإن قدموا لن يعطوا الشماليين ?كثر مما ?عطاهم الرئيس البيض الذي سلّم لهم وطن ودولة وثروة بنيّة طيّبة ؛ فغدروه ونفوه وحكموا عليه بالإعدام .

 

والعبرة  الثانية :

 

 تكمن في توجيه رسالة إلى كلّ الجنوبيين الذين هم مع مشروع استعادة الدولة الذي يتبناه  المجلس الانتقالي بقيادة الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي والذين مع مشروع ?قاليم الشرعية  ب?ن يجعلوا من هذه الكارثة فرصة ذهبية للتصالح والتسامح والحوار الجنوبي الجنوبي الذي تبناه الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي للوصول إلى برّ ال?مان .

 

العبرة الثالثة :

 

وتكمن في توجيه رسالة إلى المراقب السياسي الجنوبي لمراقبة الرّدود المشبوهة لشرعية الفساد والإرهاب ال?خوانيّة. ابتداءً من ?وّل تعبيراتها الملغومة حين وصفت ضربة منصة العند ب?نها  (نقطة انعطاف مهمة في محادثات السويد) ؛ إذ انتقوا بعناية لفظة  (مهمّة ) ولم يقولوا : إنها نقطة انعطاف (خطيرة ) والفرق بين مهمة وخطيرة كبير وخطير جدًا مما يجعل ما وراء النصّ يخدم مشروع  الاحتلال اليمني للجنوب انقلابيين ومتشرعنيين معــًا.

 

العبرة الرابعة :

 

وتكمن في توجيه رسالة إلى العقل العلمي  الجنوبي المتخصص في كلّ المجالات بهدف العمل على رسم خطة جديدة لكيفية مواجهة مثل هذا الوضع الجديد الطارئ المجسد في حرب الموت بالريموت وما سيترتب عنه من مضاعفات قد تستثمرها قوى الإصلاح اليمنية  لتطلقها من بين ?وساطنا لضربنا في العمق وجعل الحوثي الذي يوازيها في الخطر  شماعة  مثلما عملوا في عام 1994 عندما كانوا يضربون تجمعاتنا في عدن من ?سطح المنازل بهونات صغيرة وهناك من يكون جاهزا لبث الشائعات والترويج بوصول قوات صالح التي لا زالت في الحدود مما ?ضعف من تماسك الجبهة الجنوبية الداخلية في عدن

?و كما عملوا في العام 2015 م بعد عجزهم عن تدمير الجبهات ، إذ لج?وا إلى سياسة التفجير بال?جساد المفخخة مستهدفين هرم القيادة الجنوبية ابتداء من تفجير موكب الشهيد القايد جعفر محافظ عدن السابق ثم تفجير موكب القايد عيدروس محافظ عدن اللاحق ?كثر من مرة ثم تفجير موكب القايد شلال مدير ?من عدن عدة مرات والكثير من التفجيرات التي استهدفت إدارة ال?من والحزام ال?مني والنخبة والعديد من المعسكرات في لحظات التسجيل وغيرها من المرافق والمواقع العامة بهدف إرباك القيادة وثنيها عن مواصلة بناء مؤسسات الدولة الجنوبية القادمة ،  وعند عجزها عن ذلك لجاءت ?خيرًا إلى اتباع سياسة الموت بالريموت عن طريق طائرات بدون طيار كما حدث في منصة العند التي ?سفرت عن إصابة هرم القيادة العسكرية الجنوبية واستشهاد رئيس شعبة  الاستخبارات اللواء القايد محمد صالح طماح وذلك بالتزامن مع ضرب  القاعدة الاقتصادية في مصافي عدن الجنوبية وتدمير مخزوناتها بهدف خلق ?زمة اقتصادية جديدة تؤدي إلى انهيار الوضع في الجنوب المحرّر وهذا ما ينبغي ?خذه في الحسبان من خلال تفويت هذه الخطة الجهنمية عن طريق تعميق اللحمة الجنوبية بآلية التسامح والتصالح التي تصادف يومنا هذا لتجسد فعليًا التّسامح والتّصالح والتضامن الجنوبي باختلاط الدّماء والعرق والدموع الجنوبية لجرحى منصة العند وشهيدها القايد طماح اليافعي بدماء جرحى المصافي وعرق عمال الإطفاء وامتزاجها بدموع كل الجنوبيين على جرحاهم وشهيدهم وكل الشهداء الذين تزامن رحيلهم مع هذه الذكرى العظيمة كالدكتور الجوهيّ وعلي عوض الهازلة والدكتور محسن الحقبي وغيرهم وكذلك الحزن الشديد على البنية التحتية لاقتصادهم الحيوي في مصافي عدن الحبيبة .

 

العبرة الخامسة :

 

تكمن في توجيه رسالة إلى حلفائنا في التحالف ب?نّ شرعية الوهم الإخوانية تحاول بالتنسيق السري المفضوح مع الانقلابيين ولاسيما بعد اتفاقية السويد على محاولة صناعة وإنتاج ال?زمات في المناطق المحررة في محاولة ميؤوسة لإخراجها عن السيطرة بهدف إظهار عجز دول التحالف عن حماية المناطق المحررة وصولا إلى إيجاد المبررات لجر الدول الكبرى إلى صراع في عمق المربع الجنوبيّ ولا سيّما بعد كارثة المصافي التي تزامنت مع ضرب منصّة العند بساعات هادفين من كلّ ذلك إلى خلط ال?وراق وبعثرة المشهد السّياسيّ ؛ مما يتيح لهم استمرار الهيمنة  اللاشرعيّة على الجنوب غير آبهين في الحفاظ على سلامة ال?من والسّلم الدوليين وانعكاساته على مصالح الدّول الكبرى .

د .  يحيى شايف الشعيبي



شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل