آخر تحديث :الجمعة 17 مايو 2024 - الساعة:01:26:35
هل يسدل قرار الإقالة والإحالة إلى التّحقيق الستار عن تاريخ "بن دغر" السّياسيّ ؟ أم سيفتح أوراق الملفّـات المغلقة ؟
("الأمناء" كتب/ عبد الله جاحب:)

بعد طول انتظار وبعد مخاض عسير أخيراً يفعلها هادي ويطيح بالرأس، وأسوأ رئيس حكومة عرفتها البلاد على مرّ التاريخ المعاصر في تشكيل الحكومات في الوطن المتهالك الذي يلفظ أنفاس السقوط والانهيار السياسي والاقتصادي.

بعد علاقة حميمه وود منقطع النظير وتأجيل وهروب في صراع ونزاع وأحداث تعصف بالوطن يكون سببها رئيس الحكومة السابق/أحمد بن عبيد بن دغر.

في قرار وفي ضربة قاضية أجهض هادي في الـ15 من أكتوبر على كل الروابط والعلاقات التي تربطه بالمدعو بن دغر وذلك عند إصدار قرار بإقالة بن دغر بل وتجاوز حدود الإقالة في حالة وحادثة جديدة لم تحصل من رئيس سابق مرّ على كرسي الرئاسة أن يقوم بإقالة رئيس الحكومة وإحالة الى التّحقيق ومحاسبة على فساد وإخفاق فشل ظلّ ثلاث سنوات يلازم أروقة الحكومة من ساسها إلى محاربها وينخر في جسدها الإداري والمالي.

إصدار هادي قرار بـ إقالة الرئيس لحكومة الشرعية/أحمد عبيد بن دغر , وتعيين طفل الإخوان المراهق / معين عبدالملك ؛ في صفعة قوية أصابت بن دغر بالهستيريا السياسية والدبلوماسية.

ظلّ هادي متمسكـًا بحكومة بن دغر منذ العام 2016م. ولم يستمع إلى الحناجر التي باح صوتها ولم يلتفت ويسمع أصوات البطون الخاوية التي أعلنت عن ثورة وغضب على الإخفاق والتردي والفشل والفساد الدغروي.

أعلن هادي التّمرّد على كلّ العلاقات الحميمة,وفكّ الارتباط مع الحبوب بن دغر في ضربة خاطفة وحاسمة وقاضية لم تخطر على قلب وسمع الحبّـوب بن دغر وفي ليل دامس ــ وسرعة كلملح البصرــ أعد قرار  خلع بن دغر من على كرسيّ الحكومة الشرعية؛حيث كان بن دغر متربعًا,ومستحوذًا عليه منذ العام 2016م.

استيقظ هادي متأخرًا من سباتٍ دام أكثر من سنتين ونيف ووصل أخيرًا إلى القرار السليم بالإطاحة برأس الأفعى "دغر" وأن تطيح بن دغر متأخرًا خيرًا من أن يبقي طويلاً على كرسيّ وعرش الحكومة.

كان القرار بالنّسبة لرئيس الوزراء المقال بن دغر بمثابة الصّدمة والجلطة السياسية وذلك كونه لم يحسب بأنّ ذات يوم سوف يستيقظ هادي ويعلن الإطاحة به.

كون الرجل كان مؤمنًا ويستبعد السقوط والإطاحة فقد نجا من الضربة الأولى والجلطه التي أصابته في الثامن والعشرين من يناير من قبل المجلس الانتقالي وتدراك نفسه في مستشفيات الرياض السياسية من خلال الودية المالية التي دفعت بها السعودية في آخر الأنفاس وفي الرمق الأخير من أنفاسه.

اليوم هادي يجهض عليه على إيقاع وأنغام الأغنية المشهورة (حبوب, حبوب... لاتغضب مابش باليد والخبر والقلم غير الإقالة).

وعلى سيمفونية وأوتار حزينة والدموع تنهمر من عيونه قهرًا وحسرة يرد بـ (هذا الذي يا هادي ذي ما حسبنا حسبه).

 

إقالة بن دغر عصفورين في قرار هاديّ

استطاع الرئيس هادي أن يضرب عصفورين بواسطة قرار الإقالة والإطاحة برئيس الحكومة المقال/أحمد عبيد بن دغر ؛ حيث يرى هادي ذلك القرار وهو قرار "الإقالة" بنظرة,وبهدف يحقق من خلال أبعاد ثنائية بتلك الإطاحة حيث إنّ إقالة بن دغر وإحالته إلى التحقيق لم تكن من سبيل الصدف , أو ضربة حظ ؛ بل كانت ضربة تهدف إلى تحقيق مآرب وغايات وأبعاد ينظر إليها هادي منذ فترة طويلة وكان يقتنص الفرصة في سبيل الظّـــــــــــفر بها.

فكانت أولى تلك الأهداف والضربات هي تخفيف الضغط الشعبي الذي يطوق عنق هادي من جميع الفئات في المجتمع من شرائح الوطن السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تجمع على الإقالة والإطاحة بـ أسوأ رئيس حكومة شهدته الحكومات المتعاقبة على مرّ التاريخ المعاصر والماضي.

فقد استطاع هادي بذلك القرار أن يقلل من حدة توتر الشارع والغضب السياسي من القوى السياسية والشعبية الّتي ظلت تطالب بذلك ليل نهار في شبيل الإطاحة بالدّغروري.

وعليه فإنّ هادي قد يكون كسب خصلة كبيرة وهي الغضب الشعبي لأجل إقالة بن دغر وتخفيف حدة الضغط عليه.

وتلفظ بعض الأنفاس التي حبسها عليه بن دغر جرّاء أداء إداري ومالي اوصل إلى الفشل والإخفاق والفساد وتكون تلك الضربة الأولى التي جناها هادي من إقالة والإطاحة بالمقال والمخلوع بن دغر.

أما الضربة الثانية التي أحسن هادي كسبها وصيدها من إقالة بن دغر وهي إزاحة بن دغر من أحلام التربع على الكرسي المزدوج كرسي الحكم الرئاسي وكرسي المؤتمر الشعبي العام الذي ظلّ يسعى ويحفر لهادي من أجل الإزاحة والوصول أولاً إلى كرسي المؤتمر وبعد ذلك يكسب به تأييدًا يقوده إلى كرسيّ الحكم الرئاسي بدلًا عن هادي وقد كشفت صحيفة أمريكية خيوط ذلك قبل شهرٍتقريبا ؛ حيث قالت: إنّ رئيس الوزراء/حمد بن عبيد يسعي إلى الإطاحة بهادي والوصول إلى كرسي الحكم والرئاسة اليمنية.

والصراع الدائر في الآونة الأخيرة حول كرسي المؤتمر والرحلات المكوكية التي قام بها هادي من عدن إلى القاهرة إلى الرياض في سبيل الظفر بـ كرسيّ المؤتمر.

وبهذه الضربة قد يكون هادي قطع دابر أحلام وأمنيات بن دغر وقضى على آخر أبواب الوصول إلى الكرسيّ المزدوج الرئاسيّ والمؤتمر ؛ وبدلك يكون قد أزاح أحد الخصوم والعقبات من طريقه بـ الإقالة والإجهاض عليه بالتّحقيق وتكبيل كلّ ماتبقّى من أنباض سياسية تنبض في جسده السياسي.

وقد يكون هادي ضرب عصفورين بقرار الإقالة والإطاحة كسب وتخفيف,وامتصاص العضب والضغط الشعبي وإزاحته من طريقه إلى كرسي المؤتمر والرئاسة أحد العقبات وهو: أحمد عبيد بن دغر فكانت ضربة ثنائية الأبعاد أصابت بن دغر بجلطة سياسية.

 

بن دغر والرقصة الأخيرة!

قد يكون واهمًا ولايملك بعد تحليلًا من يظنّ مجرّد ظنٍّ أنّ الأمر قد انتهي عند بن دغر وسلم المنديل ورفع المنديل الأبيض للرئيس هادي وقد أغلق الملف بإقالة وتقديم تهنئة للمعين الطفل معين.

لأسباب عديدة وكثيرة من أهمّها أنّ الشخص يملك إرثًا كبيرًا من المكر والخداع السّياسيّ وإضافة إلى ذلك أنّ بن دغرــ من تربّى وترعرع بين أحضان أستاذ ومايسترو فنون المكر والخداع السّياسيّ الهالك المجمّد في ثلاجات الحوثيّ "عفاش" وقد يزيد من الشعر بيت أنّه ــ تعود على لعبة القفز من أحضان إلى أحضان أخرى.

ومن أهمّ الأوراق التي قد يلجأ إليها بن دغر بعد الإطاحة به؛هي: فتح قنوات مع قوىً معادية ومناهضة لتيار وتوجه هادي ومن أهم تلك القوي قد يلجأ ويعود إلى أحضان الحب القديم والأول وتجديد الولاء إلى أولاد عفاش وقد كان في مناسبات عديدة إرسال شفرات غزل إلى الابن الضالّ/أحمد عفاش الصغير,وطالب برفع الحصانة عليه.

وقد يلجأ إلى ذلك عن طريق كرسيّ المؤتمر والتربّع على الكرسي ورئاسة الحزب من أجل فتح أبواب العودة.

وقد يبحث بن دغر عن تحالفات وتفاهمات قد تتجاوز حدود أولاد عفاش وقد تصل إلى حدود كهوف وثغور مران وفنادق الدوحة واسطنبول وقد يسعى ــ بكل الطرق والسبل والوسائل ــ إلى إيجاد موطئ قدم للعودة إلى المشهد في خارطة المرحلة المقبلة.

فـ أيّ الرقصات الأخيرة التي يرقصها بن دغر بعد الإطاحة به؟! وأيّ الطرق والسبل التي يسعى إلى فتح أبوابها؟وماهي آخر الأوراق في أنفاس بن دغر الأخيرة؟.

 

هادي ــ وبن دغر ــ وايقاعات المواجهة الأخيرة!

قد يكون هادي عجل بـ حدوث المواجهة التي طال انتظارها بين الطرفين وقد يكون حسم خيار الإجهاض على بن دغر وعدم إعطائه أيّة فرصة للحياة السياسية, أو بعث روح العودة مجددًا.

حيث وجه هادي مذكرة إلى الأمن المصريّ ــ في القاهرة ــ يطالبه بـ حجز بن دغر والتحقيق معه,وإيداعه في الحبس الاحتياطي لدى القاهرة.

تلك الخطوة ؛ قد تجعل من دغر يكشف كثيرًا من الملفّات التي قد يكون محتفظـًا بها , وقد لمح بها في مناسبات عديدة وكانت أداة ضغط على هاديّ ــ طيلة الفترة الماضية ــ .

وقد يكون خطوة إحالته إلى التحقيـق في سابقة نادرة والأولى من نوعها في اليمن تفتح الكثير من الأبواب المغلقة في قادم المرحلة.

والتي قد تفصح عن مواجهة محتملة طال انتظارها؛ولكنّها قد تكون الأخيرة وقد تقصم ظهر أحدهما.

إذن:على ضوء ماذا أحال هادي بن دغر في السابقة النادرة في الحكم؟وماهي أدواته وسلاحه في ذلك؟.

وهل يكشف بن دغر ملفات هادي المستورة؛ويكون أنا ومن بعد إقالتي الفضائح؟!.



شارك برأيك