آخر تحديث :السبت 11 يناير 2025 - الساعة:00:53:32
آخر الأخبار
الضالع .. تحت قصف الدبابات ( تقرير )
()

أربعة شهداء وأكثر من (23) جريحاً بينهم أطفال كانت حصيلة ضحايا يوم الاثنين الدامي من المواطنين الأبرياء في بوابة الجنوب الشمالية (الضالع)الذين حصدتهم  رصاصات وشظايا قذائف دبابات اللواء (33) حرس جمهوري الذي يقوده العميد عبدالله ضبعان خلال قمعها لمسيرة سلمية كانت في طريقها صوب مبنى السلطة المحلية.

 

تتعرض العديد من قرى ومناطق الضالع ومنذ الاثنين الماضي لقصف عنيف بمختلف الأسلحة والمعدات الخفيفة والثقيلة وباتت المدينة وبعض القرى هدفاً لفوهات أسلحة ومدفعية مختلف المواقع والنقاط العسكرية المحيطة بالمدينة وتحولت المناطق المأهولة بالسكان علاوة على مدينة الضالع إلى أشبه ببقايا أطلال بعد ان اضطرت الكثير من الأسر إلى مغادرة منازلها والهجرة إلى مناطق ربما يجدوا فيها ولو بعضاً من الأمن والأمان لهم ولأطفالهم الذين لم يسلموا من تلك القذائف فيما وجد شباب ورجال الضالع أنفسهم وكما جاء في الأثر (مكرهاً أخاك لا بطل) مجبرين على تنظيم أنفسهم والذود عن عزتهم وكرامتهم وأرضهم.

 

الضالع تحت قصف الدبابات

وفيما ما يزال عدد كبير من المسلحين يتصدون لقوات الجيش والحرس الجمهوري في شوارع وتخوم مدينة سناح والضواحي الشمالية والغربية لمدينة الضالع يواصل الآلاف من أبناء الضالع ومنذ الجمعة الماضية الخروج في تظاهرات سلمية تجوب شوارع المدينة يندد فيها المشاركون بالمجازر الدموية التي ارتكبتها قوات الجيش والأمن بحق ابناء الجنوب في الضالع وعدن ولحج وحضرموت وشبوة وابين وكذا بالجريمة التي ارتكبتها قوات  اللواء33 حرس على المسيرة السلمية التي انطلقت من مدينة الضالع صوب مبنى المحافظة صباح الاثنين   والتي راح ضحيتها بعد ارتفاع عدد الشهداء حتى مساء امس الى  اربعة شهداء و23جريح بالإضافة إلى قصف المدن وقرى الأرياف بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من مواقع عسكرية في مريس وشخب التابعين لمحافظة اب  وكذا مواقع الجرباء والمظلوم ودار السمين وغيرها من المواقع المطلة على الضالع والتي نجم عنها تضرر عشرات المنازل للمواطنين .

 

ويطالب المتظاهرون المجتمع الدولي وكل المنظمات المعنية بحقوق الانسان الى التدخل العاجل ووقف ارتكاب المجازر التي ترتكبها قوات الجيش والأمن اليمني بحق شعب الجنوب وتقديم مرتكبي تلك الجرائم الى محكمة الجنايات الدولية لينالوا جزائهم الرادع كما طالبوا بسحب كافة المعسكرات من ارض الجنوب .

 

نجاة رئيس مجلس الحراك من محاولة اغتيال

وفيما يبدو بأنها عمليات منظمة لاستهداف قيادات الثورة الجنوبية في الضالع فقد تعرض رئيس مجلس الحراك في محافظة الضالع خالد مسعد لمحاولة اغتيال أصيب خلالها أحد مرافقيه فيما نجا هو بأعجوبة .

 

وقال مصدر مقرب من رئيس المجلس بان المناضل خالد مسعد قد تعرض يوم الاثنين الماضي لمحاولة اغتيال من قبل حراسة مبنى محافظة الضالع والتي أطلقت النار من سلاح الدوشكا على سيارته مباشرةً عندما كان مارا بالخط العام والرابط بين سناح والضالع .

واوضح المصدر بان احد مرافقي مسعد ويدعى فهمي محمد صالح قد أصيب بطلق ناري بالرجل كما تعرضت سيارة رئيس المجلس لثلاث طلقات دوشكا في محاولة قال المصدر بأنها كانت تستهدف تصفية رئيس المجلس المناضل خالد مسعد .

 

 مغادرة المحافظ وضبعان يتولى المواجهة ( هنا صورة محافظ الضالع وعبدالله ضبعان )

كشفت مصادر خاصة في محافظة الضالع عن مغادرة محافظ  محافظة الضالع اللواء علي قاسم وبمعية جميع أفراد اسرته مقر سكنهم الكائن في المجمع الحكومي في منطقة سناح الحدودية  ومعه كافة أفراد أسرته متجها إلى مديرية دمت في محافظة اب، مؤكدة بان طالب قد غادر إلى محافظة إب بعد ضغوطات مورست ضده من  اللواء ضبعان قائد اللواء 33 حرس جمهوري المرابط وسط مدينة الضالع وذلك للتاحة الفرصة أمامه لتنفيذ مخططات تستهدف قيادات ونشطاء أنصار الحراك الجنوبي وارتكاب مجازر بحق المواطنين العزل على غِرار المجازر التي ارتكبها – سابقا - في محافظة تعز أبان اندلاع ثورة التغيير التي أطاحت بالرئيس علي عبدالله صالح .

 

وأكدت المصادر بأن خيوط المخطط قد تم الإفصاح عنها خلال اجتماع  ضمهم بعدد من المسؤولين  في الضالع وقيادات من حزب الإصلاح اليمني .

وأكدت المصادر ان اغلب الحاضرين أعلن انسحابه بسبب أن ضبعان قائد اللواء 33 حرس قد صرح بتصاريح تفيد بأنه يريد سفك دماء ابنا الضالع تحت ذريعة المساس بأمن الوطن واستقراره والحفاظ على الوحدة اليمنية وهو الأمر الذي قالت المصادر بأنه قد تسبب بنشوب خلاف حاد بين ضبعان وبعض من مدراء الأمن أما محافظ الضالع فقد أعلن تأييده لمقترحات ضبعان .

 

مقتل 5 جنود خلال إعطاب دبابة وطقم

في المقابل وفي رد فعل على تلك المجازر والتعزيزات العسكرية التي ماتزال تصل إلى الضالع تباعاً فقد شن مسلحون قبليون هجوما بالأسلحة الرشاشة و (آر بي جي) على رتل من الدبابات التابعة لقوات الحرس الجمهوري اليمني في محطة الشنفرة مما أدى الى إعطاب دبابة إضافة إلى استهداف أحد الأطقم العسكرية  وسقوط عددا من القتلى والجرحى من الجنود واندلاع مواجهات عنيفة وغير متكافئة بين الأهالي وتلك القوات  .

وبحسب مصدر عسكري رفيع فقد لقي خمسة جنود مصرعهم وأصيب ما لايقل عن عشرين جندياً إصابات البعض منهم خطيرة خلال تلك المواجهات والهجمات التي يشنها المسلحون على مواقع الجيش وبعض النقاط العسكرية المنتشرة في المدينة منذ الاثنين وحتى مساء الثلاثاء 

وقال المصدر العسكري الذي فضل عدم ذكر اسمه لكونه غير مخول بالإدلاء عن أي معلومات في إفادة خاصة لـ"الأمناء" بأن جثث الجنود الذي قتلوا في تلك الهجمات قد جرى نقلها إلى مستشفى الأمل في مدينة قعطبة فيما جرى نقل المصابين إلى مستشفيات محافظتي إب وذمار.

 

وأكد المصدر بأن حوالي خمسة جنود  مازلوا مختفين منذ مساء الاثنين الماضي ولم يتم معرفة مصيرهم حتى اللحظة مرجحاً أن يكون الجنود قد تم اختطافهم .

إلى ذلك عززت قوات الجيش من تواجدها أمام المجمع الحكومي عبر استقدام عشرات الدبابات والمصفحات العسكرية التي قدمت من مواقع عسكرية في قعطبة والضالع .

 

اما قوات الحرس الجمهوري والجيش اليمني الذي ترابط في مدينة الضالع فقد عززت حراسة المجمع الحكومي بعدد كبير من الدبابات والمدرعات وأفراد اضافة الى تعزيزات عسكرية تم استقدامها من مديرية قعطبة وذلك في محاولة لقمع الهبة الشعبية ومنع سقوط  ما تبقى من مباني ومرافق الدوائر الحكومية التي أسقطها المحتجون بأيديهم منذ اليوم الأول لانطلاق الهبة الشعبية.  

 

الحراك يدعو لإيقاف المجازر الدموية

من جانب آخر وجه الناطق الرسمي لقوى التحرير والاستقلال في الضالع عبدالكريم النعو مناشدة عاجلة لكل المنظمات الحقوقية والإنسانية والمجتمع الدولي بسرعة التدخل وايقاف المجازر الدموية البشعة التي ترتكبها قوات الجيش والأمن اليمني بحق الأبرياء في الضالع والجنوب عموماً ، مؤكداً في الوقت ذاته أن تلك الدماء التي تسفك لن تسقط بالتقادم .

 

وتأتي تلك الاحداث استمراراً للهبة الشعبية الجنوبية التي دشنت يوم الجمعة الماضية في عموم مدن الجنوب تلبية لمخرجات لقاء حلف قبائل حضرموت وللمطالبة باستعادة الدولة الجنوبية التي كانت قائمة إلى ما قبل العام 1990م .

 

 

 




شارك برأيك