آخر تحديث :الجمعة 16 اغسطس 2024 - الساعة:00:08:48
نسيان جرحى الجنوب
()

خرج المئات من ذوي  الشهداء والجرحى الذين سقطوا برصاص قوات الأمن اليمنية في مدينة المعلا في تظاهرات حاشدة يومي السبت والأحد الماضيين بوسط الشارع الرئيسي بالمدينة رافعين لافتات كتبت عليها شعارات تندد بازدواجية السلطة اليمنية في التعامل مع ملفات الشهداء والجرحى مثل (نحن أولياء دم الشهداء والجرحى نطالب بتلبية مطالبنا فورا )و(لماذا تفتح شوارع عدن بالقوة بينما شوارع صنعاء مغلقة )و(لماذا يحاسب الجناة في الشمال ويتركون في عدن ) "

وكان محافظ عدن( وحيد رشيد) قد وعد في أكثر من تصريح أن السلطة المحلية بعدن ستقوم بتعويض أسر الشهداء والجرحى تعويضا عادلا ومرضيا قبل الشروع في فتح الشارع الرئيسي بمدينة المعلا الأمر الذي لم يتحقق بحسب أسر الشهداء والجرحى الذين تواصلت معهم الصحيفة هاتفيا عقب قيام قوات الجيش بفتح الشارع بالقوة واعتقال عدد من أبناء المدينة في عمليات دهم  على منازلهم ليلا .

  وقد  رصدت صحيفة الأمناء  في أعداد سابقة أسماء الشهداء والجرحى الذين سقطوا برصاص قوات الأمن اليمنية منذ تولي حكومة الوفاق في محافظات الجنوب ونبهت الى خطورة التعامل العنيف مع المتظاهرين السلميين في الجنوب واستخدام لغة الحوار مع الساحات في الشمال .

معاناة جرحى الجنوب

دأبت قوات الامن اليمنية منذ انطلاقة الحراك الجنوبي السلمي على ملاحقة الجرحى واعتقالهم في المستشفيات التي يتلقون فيها العلاج لذا لجأ العديد منهم الى عدم الذهاب للمستشفيات والاكتفاء بالتطبيب  في المنازل من قبل ممرضين في كثير من الحالات .

 برغم خطورة اصابات البعض كما حدث في مجزرة تشييع الشهيد سيف على بمدينة الضالع والتي سقط فيها أكثر من 55 شخصا بين قتيل وجريح نقل كثير منهم الى المنازل بعد مداهمة اطقم عسكرية لمستشفى النصر المركزي بالمدينة واعتقال عدد من الجرحى والزج بهم في السجن .

تعديل قرار هادي

على الرغم من صدور  قرار رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي رقم(8) لعام 2012م ومذكرة وزير الدفاع رقم (2079) بتاريخ (2012/3/19م) والذين قضيا  باعتماد سريان هذا القرار الرئاسي على ضحايا الاحتجاجات السلمية التي شهدها الجنوب خلال فترة القمع التي جوبهت بها مسيرات الحراك با اعتبارهم(شهداء) واعتماد راتب جندي لكل شهيد’ حيث توجهت عدد من أسر الشهداء  لمكتب محافظة عدن وطلب منهم حينها تقديم ملف يحوي صورة من بطاقة الشهيد وشهادة وفاة فقط وتسليمها لمكتب وكيل المحافظ /سلطان الشعيبي المكلف بالمتابعة ، وبعد اسبوعين من استلام الملف علمت الأسر أن مكتب المحافظ  يقوم بصرف استمارات  لشهداء وجرحى  الحراك ابتداء من 2007/7/7 تلزم أسرهم بمتابعة عدد من الجهات لتعبئتها ، ولإثبات الشهادة أو الإصابة من : عاقل الحارة أو المستشفى أو قسم الشرطة المختص أو مدير عام المديرية أو المحافظ .

جهود ولكن

يقول العميد (عبدالاه عبدالله عبدربه )واحد من الذين قاموا بمتابعة هذه الملفات : هذه الإجراءات المعقدة  وكأن الأسر المعنية بحاجة لاستخراج جواز سفر أو بطاقة اعانه متجاهلين  حقيقة أن السلطة المحلية والأجهزة الأمنية التنفيذية العسكرية والمدنية جزء من النظام وهي التي تسببت بالدمار التي تعرضت له عواصم ومديرات ومراكز المناطق الجنوبية ،والماسي التي تعرض لها الجنوبيون من قتل وجرح واعتقال وتشهير وان عدد من الشهداء قتلوا في سجون هذه السلطة ومعتقلاتها وان عدد من الجرحى اختطفوا من المستشفيات الجنوبية ونقلوا للسجون في صنعاء مما فرض على العديد منهم عدم الذهاب للمستشفيات والاكتفاء بالعلاج في منازلهم خشية  ان يتم اختطافهم ،  وقد توفي العديد منهم نتيجة لذلك .

فلا يجوز إعطاء هذه الجهات (عدا المستشفيات) التي أصدرت شهادة الوفاة حق إعطاء إثبات أو تأكيد الشهادة إلا الإصابة فالمجازر وأسماء الشهداء والجرحى والمعتقلين والتواريخ ومكان الحوادث الإجرامية نشرتها وسائل الاعلام المهنية المختلفة وطالما أن السلطة اعترفت بالحراك الجنوبي السلمي والتضحيات التي قدمها فمن واجب الجهات المعنية بالمحافظات الجنوبية الاستعانة بكشوفات الشهداء والجرحى وحتى المعتقلين من المجلس الأعلى للحراك الجنوبي الجهة التي ترصد يومياً تفاصيل الجرائم وتقدمها دورياً للمنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية ، والاكتفاء بصور البطائق الشخصية وشهادات الوفاة أو الإصابة من الأسر فراتب جندي أو حتى وزير للشهيد لا يستحق ان تتحول أسرته الى كعب دائر لاستجداء تأكيدات الشهادة أو الإصابة والتوقيعات والختومات من أجهزة او مسؤلين شاركوا في  الجرائم والمآسي التي تعرض لها الجنوب؟

نسيان جرحى حضرموت

لازال يرقد عددا من جرحى الحراك الجنوبي من أبناء محافظة حضرموت بالمستشفيات منذ 21 فبراير الماضي يوم الانتخابات الرئاسية أصيبوا في مدينة المكلا  بأعيرة نارية في مواضع مختلفة من أجسادهم .

وأكد القيادي بالحراك الجنوبي فؤاد راشد أن حالتي الجريحين سعيد أحمد العمودي وسالم سعيد البسيري المقعدين بالمستشفى منذ 21 فبراير اثر اصابتهما باعيرة نارية في الساق والفخذ تزداد سوءا ونصح أطباء المستشفى مؤخرا بسفرهما للخارجا وكذلك حالة الجريح أيمن محمد اليماني الذي عاد من صنعاء أمس الأول بعد اجراءه فحوصات أشعة مقطعية لاتتوفر بحضرموت دلت على تدهور وضعه الصحي ما يتطلب سفره الى الخارج .

لاعب الروضة مشلولا على فراش المرض منذ عام ونصف

يعاني من إصابة قوية اقعدته الفراش منذ ما يقارب  16شهرا التقينا المحامي لطفي  وهو حامل ملف الشاب الجريح شيخان ويسكن  حي القلوعة وخال الشهيدة ندى شوقي ’تحدث الينا بمرارة حيث قال : يا أخي  نقتل برصاص المدرعات والدوشكا ويترك أطفالنا في الشوارع ينزفون حتى الموت وجرحانا قد أكلهم الهم والمعاناة والإهمال  ولا أستغرب إلا من صمت المنضمات الدولية التي تدعي حمايتها لحقوق الإنسان .

رصاصة غادرة اخترقت عمود شيخان شهاب 22عاما الفقري لاعب قلب دفاع فريق الروضة بمدينة القلوعة يرقد اليوم مشلولا بلا حركة، يتساءل اقاربه: ترى هل المطلوب من الشاب الجريح شيخان اخراج بطاقة هوية من صنعاء؟ حتى  يتم  نقله  الى تركيا لتلقي العلاج أسوة بجرحى ثورة التغيير بصنعاء .

بون شاسع وكبير وعنصرية يمارسها المنتصرون على كل ماهو جنوبي هي ذات العقليات المريضة تمارس الانفصال عمليا والإ كيف تنقل ناشطة للنقاهة في بساتين تركيا حتى يتسنى لها نسيان أصوات الرصاص ويترك المشلول الشاب ومعيل الأسرة الوحيد طريح الفراش عاما كاملا ؟؟

الرصاصة التي اصابت شيخان في البطن طالت إحدى فقرات عموده الفقري أثناء خروجها من جسده، لتفقده القدره على الحركة و تصيبه بالشلل، نظرا للحالة المادية الصعبة التي يعاني منها شيخان خاصة وانه العائل الوحيد  للأسرة بعد وفاة والده عام  98 م تاركا لهم مرتب قدره 110$ فقط بما يعادل 26ألف ريال يمني. .

--------------------------------------------------------------------------------

رصاصة تسكن جسد هاشم منذ أشهر

 بعزيمة لا تلين يواصل الشاب الخضر هاشم  عبد الله  من أبناء مدينة خور مكسر حضوره الفاعل في كل فعاليات الحراك الجنوبي برغم إصابته وجود الرصاصة التي سكنت كتفه الأيسر واستقرت قريبا  من منطقة القلب حيث رفض الأطباء استخراجها خوفا من وفاة الشاب حيث تبين صور الأشعة قربها الشديد من منطقة القلب بسنتمترات قليلة جدا .

هذا الشاب لم يلتفت اليه أحد ولم يتلقى أي مساعدة أو معونة وتحملت أسرته تكاليف العلاج ومعاناة مضاعفات الإصابة وفضل التواري عن الأنظار ووسائل الإعلام لخجله الشديد وكي لا يقال أنه يحاول الظهور او ممارسة الإبتزاز بإصابته ,ومع أنه ينحدر من أسرة شديدة الفقر غير أن عزة النفس والإباء التي تميز هذا الشاب الذي تفاجأنا بقوله :كل شيء يهون في سبيل الجنوب ورفض التقاط الصورة حياء .

الحالمي.. جريح طواه النسيان

يوسف الحالمي من أبناء مدينة الضالع، شاب وناشط سياسي عضو في الأمانة العامة للحركة الشبابية والطلابية بمحافظة الضالع، تعرض قبل ثلاث سنوات لمحاولة اغتيال بمعية زميله الشاب محسن صالح الجحافي الذي استشهد حينها بينما أصيب الحالمي بجروح بليغة  في يده اليسرى ورجله اليسرى والأذن ، في واقعة الاغتيال المشهورة بالقرب من مبنى إدارة أمن الضالع عندما قام جنود الأمن بإلقاء قنبلة على الدراجة التي كان يقودها الحالمي ويستقلها زميله الشهيد محسن الجحافي.

 واثر العملية   قام جنود الأمن باختطاف الجريح وتركه ينزف حتى اليوم التالي نقل بعدها إلى مستشفى بمحافظة إب اليمنية وهناك جرى احتجازه دون إسعافه وبعد أربعة أيام نقل  مجددا إلى صنعاء حيث جرى تكبيل يديه ورجليه إلى سرير المستشفى في صورة استفزازية مهينة ومنع إجراء عملية له وبعد تدخل جهات حقوقية جرى تركيب جهاز ليده المكسورة بعد مضي ستة عشر يوما ثم نقل إلى السجن المركزي بصنعاء ومكث فيه قرابة سبعة أشهر وبعد خروجه لم يتمكن من العلاج فهو يعاني من خلل في الأذن المصابة وتهشم في مفصل اليد وانقطاع عصب رجله وهو بحاجة ماسة للعلاج بالخارج لكن ظروفه المادية لا تسمح له بذلك، وقبل إصابته كان قد تعرض للاعتقال أكثر من مره بسبب نشاطه في الحراك الجنوبي، تجده شاب مليى بالحيوية والنشاط.

عندما تجلس معه لا تسمع منه أي تذمر أو شكوى، تسأله عن صحته وإلى أين وصلت مسألة إسعافه إلى الخارج، يبتسم ويردف قائلا إن همنا هو الجنوب وأنا  لست أكثر من أولئك الشهداء الذين قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل الجنوب، وينهي كلامه سيأتي اليوم الذي سنلحق فيه  بشهدائنا الأبرار.

 

 


مباشر انجلترا واسبانيا
مشاهده مباراه انجلترا واسبانيا
انجلترا ضد اسبانيا بث مباشر
انجلترا ضد اسبانيا بث مباشر

شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل