آخر تحديث :الجمعة 16 اغسطس 2024 - الساعة:18:39:35
حشر اليمنيين المرحلين من السعودية داخل قلابات بأعداد هائلة تفوق أضعاف طاقتها الاستيعابية
()

تشهد المنافذ الحدودية بين اليمن والمملكة العربية السعودية، حالة من الانتهاكات الناتجة عن قيام السلطات السعودية بترحيل الآلاف من العمال الذين تقول إنهم مخالفون لقانون العمل الجديد والمثير للجدل.

وقال لصحيفة "الأولى" مصدر في جمرك منفذ حرض الحدودي، إن أعداداً كبيرة من العمالة وصلت خلال اليومين الماضيين، إلى المنفذ، ناهيك عن أعداد أخرى مرت من جوانب الحدود حتى لا تقع تحت طائلة نظام البصمة السعودي.

وأشار المصدر إلى أن السلطات السعودية رحلت عن طريق منفذ حرض، الثلاثاء الماضي، 13.424 شخصاً، ورحلت يوم الأربعاء 12.960، والخميس 6.894، وأمس الجمعة 7.984 شخصاً.

وأوضح أن هؤلاء يتم ترحيلهم على متن ناقلات عسكرية، ويتم وضعهم بشكل مكتظ داخل هذه الناقلات، ومن ثم يتم إنزالهم في منفذ الطوال من الجهة السعودية، مما يضطرهم للمشي على الأقدام إلى البوابة الخاصة بالجانب اليمني.

واعتبر المصدر أن الذين يدخلون إلى اليمن عن طريق منفذ الطوال، يمثلون أقل من نصف المغتربين الذين يدخلون من أطراف أخرى، هرباً من نظام البصمة السعودي.

وكانت منظمة يمنية مهتمة بشؤون المغتربين، قالت إنه "ولليوم الرابع على التوالي، تتوافد إلى منفذ الطوال مديرية حرض (قلابات) حرس الحدود السعودي المحشورة بآلاف المغتربين اليمنيين المرحلين من أراضي المملكة عقب انتهاء المهلة الأخيرة المحددة لتصحيح أوضاعهم التي لم يرد لها أن تصحح".

وقالت "منظمة يمانيو المهجر" إنها و"انطلاقا من مسؤوليتها القانونية والأخلاقية والإنسانية، قررت تكليف فريق فني إعلامي حقوقي للنزول إلى منفذ حرض من أجل الاطلاع على أوضاع المغتربين اليمنيين المرحلين، وتلمس احتياجاتهم، في الوقت الذي تغيب كلياً عن هذا المنفذ جهات الاختصاص الرسمية، ممثلة في وزارتي المغتربين وحقوق الإنسان، بل وحتى المنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام المحلية والدولية".

وتحدثت المنظمة عن وجود عراقيل اعترضت طريق فريقها، وأنه خرج "بمجموعة ملاحظات ومشاهدات، وكذلك بعض التوصيات والمقترحات".

وتمثلت الانتهاكات التي رصدتها المنظمة من الجانب السعودي، بـ"حجز حرية غالبية اليمنيين المرحلين لأكثر من 24 ساعة داخل أماكن غير مهيأة أو لائقة، والاعتداء بالضرب والإهانة بالسب والشتم بحق المرحلين اليمنيين".

وكذلك قيام أفراد من حرس الحدود السعودي داخل أماكن الاحتجاز بانتقاء بعض اليمنيين المرحلين وإخفائهم قسرياً، وإطلاق الرصاص على المرحلين الذين رفضوا البصمة، وحاولوا اقتحام البوابة التي تفصل بين المنفذين السعودي واليمني، وأنباء عن إصابة البعض منهم.

وأشارت المنظمة إلى "حشر اليمنيين المرحلين داخل قلابات بأعداد هائلة تفوق أضعاف طاقتها الاستيعابية، ونهب الممتلكات الشخصية للمرحلين اليمنيين من قبل أفراد في حرس الحدود السعودي (فلوس، هواتف، شواحن، أقلام، بطاريات، وغيرها)".

وتحدثت عن "تعرض بعض المرحلين لعملية نهب منظم من قبل مهربين سعوديين، وبتواطؤ من حرس الحدود السعودي". ووثقت المنظمة "شهادات عن وفاة 4 مرحلين يمنيين يعاونون من أمراض مزمنة، نتيجة لسوء الحجز والنقل، وذلك قبل 3 أيام من تاريخ كتابة هذا التقرير".

ورصدت المنظمة أيضاً انتهاكات وقعت من الجانب الرسمي اليمني، وتضمنت "الإهمال الرسمي لموضوع اليمنيين المرحلين، وعدم اتخاذ أي تدابير لاستقبالهم أو حتى حصرهم وإثبات حالات المظلومية، وعدم توفير الخدمات الطبية الأولية للمرضى والمنهكين جراء عناء السفر، باستثناء بعض الأدوية البسيطة التي تقدمها منظمة الهجرة الدولية".

ونوهت إلى "عدم توفير وسائل نقل للمرحلين العالقين في حرض، والذين لا يملكون أجور مواصلات إلى مناطقهم، والاعتماد على الجانب السعودي في نقل المرحلين اليمنيين إلى داخل الأراضي اليمنية".

وتطرقت منظمة "يمانيو المهجر" إلى "عدم توفير شربة ماء أو غذاء أو مأوى للمرحلين الذين لا يمتلكون ما يسد رمقهم، وسوء المعاملة من قبل بعض أفراد حرس الحدود اليمنية، وتوبيخهم ونعتهم بألفاظ غير لائقة".

وقالت المنظمة إنه "لا وجود لوزارة المغتربين اليمنيين، ولا السلطة المحلية في ميناء الطوال للقيام بأدنى واجباتها تجاه المرحلين، وعدم السماح لوسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية بالدخول إلى ميناء الطوال البري، وتوثيق عملية التسليم بين الجانبين السعودي واليمني للمرحلين، وما يرافقها من تجاوزات وانتهاكات".

وبينت أن السلطات "رفضت تقديم أي إحصائيات أو معلومات تتعلق بالمرحلين، وإحالة ذلك إلى منظمة الهجرة الدولية".

وكانت صحيفة "عكاظ" السعودية قالت إن "منفذ الطوال والشريط الحدودي بين المملكة واليمن في منطقة جيزان، شهد زحفا كثيفا ومتواصلا للعمالة المخالفة، بعد انتهاء مهلة تصحيح أوضاع العمالة المخالفة لنظامي الإقامة والعمل".

ورصدت الصحيفة الرسمية "لجوء الآلاف من العمالة إلى التسلل العكسي عبر حدود المملكة مع اليمن، هربا من تطبيق نظام البصمة بحقهم، وهو الإجراء الذي لن يمكنهم من العودة إلى المملكة مستقبلا، فيما اصطف آخرون في طوابير مع مركباتهم المحملة بأمتعتهم أمام بوابة منفذ الطوال، عقب حصولهم على تأشيرات خروج نهائية بعد تعذر تصحيح وضعهم القانوني"، بحسب الصحيفة.

وأضافت الصحيفة أنه "مع انتهاء المهلة الأخيرة للتصحيح، شهدت الطرق الوعرة عبر الحدود المشتركة بين المملكة واليمن، محاولات تسلل آلاف المخالفين لنظامي الإقامة والعمل في المملكة، إلا أن دوريات حرس الحدود سواء في المناطق الجبلية أو الصحراوية، كانت لهم بالمرصاد، وألقت القبض عليهم، وأخضعتهم لنظام البصمة، وهو الإجراء المعتاد مع أي متسلل يتم القبض عليه قبل إعادته إلى بلاده".

و"شهدت الطرقات المؤدية إلى الحدود اليمنية جموعا من العمالة المخالفة تسير على الأقدام حاملة أمتعتها الشخصية على ظهورها".

وتطرقت الصحيفة إلى أنه "أمام المنفذ أيضا تجمع عدد كبير من المخالفين رغبة منهم في العودة إلى اليمن، وتواجدت أعداد كبيرة من العمالة، والذين اتخذوا المباني المجاورة والأرصفة القريبة مأوى لهم حتى إنهاء إجراءات مغادرتهم. وأشار عثمان عبده إلى أنه يتواجد في هذا المكان منذ يومين، أي قبل انتهاء المهلة، راغبا في العبور إلى اليمن بمحض إرادته، ولم يقبض عليه، ومع ذلك يخضع للإجراءات الأمنية، وقال: "هناك من ينتظر القبض عليه لترحيله"..".

وانتهت مهلة وضعتها السلطات السعودية، بداية هذا العام، لآلاف العمال لمواءمة أوضاعهم مع قانون عمل جديد وضعت فيه شروط صرامة لعمل الأجانب داخل أراضيها، وهو ما فاقم من معاناة آلاف العمالة اليمنية، والتي عادت إلى اليمن.

وحول هذه الإجراءات الأمنية المشددة، أشارت "عكاظ" إلى إجراءات من ضمنها منع خروج العمال بمحض إرادتهم إلى اليمن، وإحكام القبضة عليهم لإجبارهم على نظام البصمة الذي سيطبق بحقهم لو راجعوا الجوازات لترحيلهم".

وأكدت الصحيفة على "أن محاولات المتسللين للخروج عبر الحدود مع اليمن، جوبهت بخطط أحكمت السيطرة على عملية الخروج"، مشيرة إلى أن "من يتم القبض عليهم يخضعون لنظام البصمة، إضافة للتحقيق معهم لمعرفة ما إذا كانت لهم أهداف أخرى، كما نجحت القوات الأمنية في جيزان في السيطرة على تجمع عمالة بالقرب من منفذ الطوال حاولوا الخروج من البلاد عبر التسلل، وذلك بعد انتهاء مهلة التصحيح، ونفذت الجهات الأمنية احتياطاتها المعتادة"، حسب قول الصحيفة.

من جانبها، قالت قيادة حرس الحدود بجيزان إنها قبضت على 8 آلاف عامل مخالف لنظام الإقامة والعمل الجديد، في الوقت الذي حاول فيه أعداد كبير من العمال الهرب من إجراء البصمة، عبر تسلق أحد أسوار قطاع الطوال المجاور للمنفذ، إلا أن محاولتهم باءت بالفشل، وأضافت: "تم تقديم كافة الخدمات للمقبوض عليهم من إعاشة ورعاية صحية".

وأشارت القيادة إلى "دعم القطاع لمواجهة التدفق، ومنعهم من الوصول للمنطقة الحدودية ومنفذ الطوال، وإعادتهم في وقت وجيز داخل القطاع، وفرض السيطرة الأمنية عليهم، وإنهاء الإجراءات الأمنية بحقهم، ومن ثم ترحيلهم"، مبينة أنه "تم ترحيل ما يقارب 3 آلاف شخص بعد إنهاء إجراءاتهم النظامية، خلال أول أيام انتهاء المهلة، ولا يزال قرابة الـ5 آلاف شخص يقوم حرس الحدود بإنهاء إجراءات البصمة لهم تمهيدا لمغادرتهم".

وفي إطار الحملة ذاتها، قالت "عكاظ" إن الحملة الأمنية بمنطقة الرياض تمكنت من القبض على 2424 وافدا ممن (تعتبرهم) مخالفين لأنظمة الإقامة والعمل على مدى الـ48 ساعة الماضية". وأوضحت شرطة منطقة الرياض، أمس الأول، أن الحملة التي تقودها شرطة منطقة الرياض، "تمكنت من القبض على 1606 أشخاص، أمس الأول فقط، يشكلون 14 جنسية مختلفة تتصدرها الجنسية الإثيوبية، فيما أسفر اليوم الأول للحملة الأمنية، القبض على 818 مخالفا، بينهم امرأتان، ليصبح إجمالي المقبوض عليهم خلال 48 ساعة من انطلاق الحملة، 2424 مخالفا".

وتنفذ الحملة الأمنية في منطقة الرياض أكثر من 10 قطاعات أمنية تابعة للأمن العام. من جهته، قال الناطق الإعلامي بشرطة جدة نواف البوق، إن "عدد الذين تم القبض عليهم في الميادين والأماكن العامة والأحياء السكنية، بلغ 11 ألف مخالف، حيث تم تنظيم حملات تفتيش شملت أحياء السلامة، مشرفة، النزلتين، الكندرة، الرحاب، وبني مالك، فيما سيتم تفتيش عدد من الأحياء والمواقع الأخرى، والتي تم تحديدها مسبقا. كما تم توسيع الانتشار المكثف من جميع الجهات الأمنية من كافة قطاعات الأمن العام بالمحافظة". وأشار إلى أن "الحملة نجحت في يومها الأول في ضبط 4 آلاف مخالف ومخالفة، فيما قامت أمس بضبط 3877 شخصا، ليصل العدد إلى أكثر من 7877 مخالفا ومخالفة، فيما تجاوزت حصيلة اليوم الثاني 1700 مخالف، واليوم الرابع تجاوز 1800 مخالف، وما زالت عمليات الضبط متواترة حسب الخطة، متوقعا ارتفاع العدد خلال الساعات القادمة".

إلى ذلك، يشن ناشطون على موقع "تويتر" الاجتماعي، حملة لإخراج اليمنيين من السعودية، وتضمنت التعليقات تحريضاً على العمالة اليمنية.

ويقول المغرد "شاكوش" إنه تمت "سرقة تاريخ الحجاز العظيم والجنوب السعودي من قبل أقزام اليمن". أما "معاليه" فكتب: "والله مو حال كل ما أدخل مكان فيه يماني بنشر، بقالة، محل ذهب، صيدلية، وغيرها الكثير. يا ليت المسؤولين يشوفون لهم حل".


مباشر انجلترا واسبانيا
مشاهده مباراه انجلترا واسبانيا
انجلترا ضد اسبانيا بث مباشر
انجلترا ضد اسبانيا بث مباشر

شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل