آخر تحديث :الجمعة 27 ديسمبر 2024 - الساعة:23:50:08
"الأمناء" تميط اللثام عن زهرة من زهرات الفنانات التشكيليات العدنيات وتكشف عن دور الفن في المحدث الثوري الوطني
(الأمناء نت / أجرى اللقاء/ أحمد حسن العقربي :)

لاشك أن الفنانات التشكيليات هن من أسهمنّ في سجل تاريخ عدن القديم والحديث وهنّ من حرصن على أن يبقى الواقع قائماً على أغلى وأثمن في هذا التاريخ وعرفن عن قرب كيف يعاني الفنان التشكيلي وهو يعبّر عن خواطره وهموم مجتمعه وربما كان سر قسوة الفن والفنان الخالص والفنان الملهم والفنان الحقيقي وهو الذي يحمل في داخله مسؤولية التعبير عن الواقع وعن حياة وحقيقة الشعب وعن آماله .

ومحطتي هذه المرة كانت في مرسم التواهي الذي ينتسب له كهول ومخضرمون وشباب وشابات من المبدعين في الفن التشكيلي ، ولفت نظري وإعجابي في قاعة المرسم ولوحاته البديعة ولوحات الرسامات الشابات .. واخترت إحدى الفنانات التشكيليات العدنيات الجنوبيات من عضوات مرسم التواهي الكائن في ميناء التواهي السياحي وبمحاذاة البحر لاستعراض تجربة إحدى الفنانات التشكيليات وهي الفنانة "منية اليامي" وأجريت معها هذا اللقاء..

  • متى بدأت هوايتكِ بالرسم؟
  • بدأت تجربتي بالرسم في سن الثاني عشر وبدأت أرسم المنظر الطبيعي بالقلم الرصاص ورسم الشخصيات الكاريكاتيرية وبعد ذلك رسمت وجوه أشخاص من صورة واقعية ، وتطورت تجربتي أكثر ورسمت بالألوان المائية وطورت موهبتي بالالتحاق بمعهد الفنون الجميلة في عام 1998م، وتخرجت في عام 2001 عندما استطعت المشاركة في كثير من المعارض التي أقيمت في أسبوع الطالب الجامعي والمعارض التي أقيمت في اتحاد نساء اليمن وغيرها من المعارض في كلٍ من المحافظات الجنوبية والشمالية.
  • كيف تقيمين تجربتك الفنية التشكيلية؟
  • ما زلت في مرحلة التجربة.

 

  • كيف برزت في مشوارك الفني التشكيلي؟
  • الفن هو أساسا مرتبط بعملي كمدرسة للفنون التشكيلية أولاً ، وثانياً تفتقت موهبتي ورؤيتي الفنية التشكيلية من خلال ممارسة هوايتي في  المرسم الحر ، وثالثا بحكم مشاركتي في المعارض التي شاركت فيها مع زملائي وزميلاتي في المعارض الداخلية والخارجية فكسبت خبرات ورؤى جديدة وتعرفت على أدوات فنية جديدة.

 

  • كم عدد الأعمال التي أنتجتيها حتى اليوم؟
  • رسمت حتى الآن 52 عملا فنيا متنوعا .

 

  • ماهي المواضيع التي تجسدينها في أعمالك الفنية؟
  • معظم الأعمال الفنية تجسد البيئة الفنية والتراث العدني والجنوبي واليمني بشكل عام وكذلك لديّ لوحات في الأعمال التجريدية والانطباعية التي تميزت باللونية الحارة واستخدام المساحات اللونية بأسلوب (السكين) لإضفاء حركة فنية تمزج بين الألوان المتجانسة والحارة جداً مع شيء من اللمسات الدافئة تتناغم مع طقس عدن الحار .
  • ماهي المدرسة التي تنتمين إليها؟
  • أنتمي إلى المدرسة التجريدية والانطباعية والواقعية.

 

  • ماهي اللوحة التي تجذبكِ؟
  • اللوحة التي تجذبني المرأة العدنية والجداريات والرقص الشعبي والتراث.

 

  • ما دور الألوان في إبراز اللوحة الفنية؟
  • لا يوجد إبداع إلا باستخدام الألوان الزيتية واستخدام الريشة واليد ويكون هناك إبداع وبدون ذلك يختفي كل الإبداع وكذلك الحس الفني في العمل.
  • كيف تختارين الألوان؟
  • يتم اختيار الألوان بين لون وآخر في العمل الفني عندما يدخل الإحساس ، ولا فرق بين لون وآخر في العمل الفني.
  • كيف تقيمين عملك الفني؟
  • أنا لا أتكلم عن عملي الفني دائما أتركه للمتلقي يأخذ حرية رأيه في التمعن باللوحة.

 

  • عن ماذا يعبر الفن التشكيلي في رأيكِ؟
  • الفن يعبر عن الحرية والسلم في أغلب اللوحات الفنية مثل الرسمة أو اللوحة التي تعبر عن السلام التي ترمز عليه حمامة السلام أو غصن الزيتون ، والفن دائما مرتبطٌ بالسلام.
  • ما قيمة الفن في وطننا الجنوبي عموما وعدن خاصة؟
  • الفن في بلادنا للأسف وفي عدن على وجه الخصوص غير موثق في كتب بعكس الغرب الذي يحرص على توثيقه ، ففي بلادنا لا يوجد مرجع يمكن أن يرجع إليه السائح أو الزائر أو الباحث أو المتلقي وحتى عندما يموت أي فنان من الفنانين التشكيليين ليس له أي قيمة تذكر.
  • ماذا يمثل النقد الفني لأعمالك؟ ومن هم الرواد الذين استفدت منهم في أعمالك الفنية؟
  • وراء كل عمل فني تشكيلي نقد فني ناجح ، والنقد يوسع رؤية الفنان خصوصا حينما يكون النقد من مدارس الاختصاص والمهتمين بشؤون الفن والصحفي والإعلامي المثقف والمتخصص والملمّ بالمدارس النقدية الفنية ، أما الفنانين الرواد والمخضرمين الذين استفدت منهم أضافوا إضافة جديدة على المدرسة الفنية التشكيلية في بلادنا وهم كثر أمثال الفنان عبدالله الأمين وعدنان جمن وكمال المقرمي وإلهام العرشي وفؤاد مقبل وعبدالله عبيد ونصر أبكر وشوقي محمد عبده وداؤود راجح.
  • ما رأيك بالحركة الفنية التشكيلية في بلادنا ؟
  • للأسف أصبح لا قيمة لأي فنان في بلادنا وأصبح لا شأن للثقافة أو للجانب الروحي والكل يلهث وراء المادة أو الثقافة والفن الاستهلاكي في حين أصبح الفن رؤية إنسانية وموقف من قضايا الإنسان وهمومه في هذا العصر ونصرة المظلوم والدفاع عن حقوق الإنسان ومن أجل الدفاع عن الأمن والسلام الاجتماعي ومن أجل التنوير .
  • ما رأيك في جيل الفنانين التشكيليين الشباب ؟
  • هناك مواهب شبابية أسهمت في الحركة الفنية وبحاجة إلى دعم ورعاية فهم فنانو المستقبل ولتتفتح كل الزهور ولتنطلق كل المواهب من أجل إنجاح المهمة الفنية وتحقيق أقصى ما يمكن أن تحققه إطلالة الجنوب العربي الجديد وعدن الجديدة الرائعة.
  • ما الدور الذي لعبه الفن في الثورة وفي الحراك الثوري والوطني في الجنوب وعدن خصوصا على مدى التاريخ الوطني اليوم؟
  • نحن حينما نستعرض تاريخنا الوطني والمعاصر وحتى تاريخنا القريب لنجد أن الفنانين التشكيليين بمختلف مدارسهم الفنية وفي كل الثورات الجنوبية الشعبية التي لازلنا نشهدها حاليا كانت تنطلق في مجتمع يعيش الفن بمختلف أنواعه كالغناء والمسرح والقصة والفن التشكيلي ، والفنانون التشكيليون كانوا إحدى القوى التي انطلق بها الأجداد في مقاومة غزوات اليونان والرومان والفرس والفرنسيين والهولنديين والأتراك والفرنسية والإنجليز وجسّد مقاومة أجدادنا للغزاة الأجانب وفي الدفاع عن قلعة صيرة في مواجهة الغزو الإنجليزي لبلادنا ، وكان الفن التشكيلي والثقافة يمثلان خط الدفاع الأول وشكلوا مقاومة ومقدمة الإرهاصات الثورية لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة ضد الاستعمار البريطاني الجاثم على أرضنا والقيادة الفنية التشكيلية . والفنانون في مختلف فنون الأدب والفن والغناء والشعر والثقافة والفكر كان لهم دور دائم ، دور قوة القيادة السياسية والثقافية والتحريضية الثورية والفكرية وقيادة الأدب الثوري والوطني وقيادة الموسيقى وقيادة الفن فن التعبير بالتمثيل ، وما شهد اليوم من الحراك الثوري الجنوبي الذي برز في خضمه مواهب فنية شبابية ثورية جديدة وإبداع جديد في الغناء والفن التشكيلي والعمل المسرحي وولّد الإبداع وسط معمعان الحدث الثوري الشعبي المعبر بصدق عن أماني وآمال جماهير أبناء الجنوب في حقهم في الحرية والاستقلال وتحقيق المصير ومشاركته في صنع القرار الوطني والدعوة إلى العدالة الاجتماعية وبناء دولة النظام والقانون .
  • ماذا تطمعين في المستقبل على الصعيد الشخصي وعلى صعيد إنعاش الحركة الفنية التشكيلية؟
  • أطمح شخصياً في الاحترافية ومنحي الفرصة للمشاركة بلوحاتي الفنية في الخارج والمعارض العربية والدولية ووصول لوحاتي إلى العالمية.




شارك برأيك