تعاظم الحديث واللغط حول جثث الموتى في ثلاجة مستشفى الجمهورية وفاحت رائحة جثث الرقود الموتى في الثلاجة حتى بلغت البيوت المجاورة للمستشفى ومداخلها، وفي هذا التحقيق نستوضح الحقيقة عن الأسباب في إطالة فترة إقامة الموتى في ثلاجة المستشفى.

التقينا اولا بالدكتور علي عبدالله صالح – مدير عام هيئة مستشفى الجمهورية والذي اجاب مشكورا بعد ان وضعنا أسئلتنا على طاولاته قائلا :"ثلاجة الموتى الموجودة في المستشفى ببساطة هي مكان لحفظ الجثث ويفترض استقبالها بناء على اجراءات قانونية، وهي تستقبل الجثث من جميع محافظات الجمهورية كون بعض الجثث مرتبطة جنائيا ثم تأخيرها في الثلاجة نتيجة لعدم وجود اطقم شرطوية في المناطق التي تنتمي اليها الجثث وكل هذه المعضلة تم التوصل بشكل مستمر مع رئيس نيابة عدن الاخ قاهر مصطفى وفعلا قام مشكورا بمتابعة الامر مع جهات الامن والجهات الاخرى المعنية.

وواصل حديثه : الفترة الماضية تبذلت الأطقم الشرطوية في مختلف المحافظات والمديريات ولم تستطيع النيابة والأمن الحصول على محاضر الاستدلالات للجرائم المرتكبة واسباب حالات الوفاة ولهذا تأخرت عملية الدفن لكثير من الجثث، بالإضافة الى وصول كثيرا من الجثث للثلاجة نتيجة الأحداث التي عانت منها البلد ومنها محافظة عدن.

وبحسب الدكتور علي فقد بلغت الجثث 42 جثة في الوقت الذي تستوعب الثلاجة 16 جثة وتم دفن عددا والمتبقي في الثلاجة 12 جثة فتأخير دفن الجثث وانقاطاعات الكهرباء المتكررة وزحمة الجثث ادت الى تعفن الكثير منها خلال الفترة الماضية".

جثث متعفنة

محمد قاسم مسؤول ثلاجة الموتى في مستشفى الجمهورية يقول:"استيعاب الثلاجة لا يتجاوز 18 جثة وتأخير دفن الجثث ادت الى تعطيل الثلاجة ذو الخانات الستة وتوجد فيها جثث ولكن لا ادري كم عدد الجثث الموجودة في الثلاجة .مضيفا: اعمل منذ 14 عاما في الثلاجة وتعرضت للتهديد والسجن واصابة بجرثومة نتيجة هذا العمل وانتشار الروائح والتعفن الجثث لعدم دفنها نحن لا نقلل من مجهودنا فنشكر الاخ صالح حسين مدير الطب الشرعي للاستجابة معنا في احايين لحل هذه المعضلة وكذا الاستاذ قاهر مصطفى رئيس نيابة عدن".

مشكلة مزمنة

كما تحدثت الينا الاخت ايمان سيف محرم – مديرة ادارة الشؤون القانونية بمستشفى الجمهورية بالقول :"مشكلتنا مع ثلاجة الموتى بالمستشفى ليس حديثة العهد وانما هي مشكلة مزمنة ، طفح بنا الكيل لوجود جثث بالثلاجة لاكثر من خمس سنوات مضت وتم مخاطبة النيابة العامة بذلك للقيام بدفن الجثث وكلها بقضايا جنائية، فاستجاب رئيس النيابة العامة بالمحافظة الاخ قاهر مصطفى بتشكيل لجنة لمعالجة وجود هذه الجثث والعمل على دفنها، ولكن للاسف بقيت هذه الجثث نظرا لعدم استكمال اجراءاتها القانونية في النيابة فلم يتم دفنها، بينما تم التصرف بعدد اخر من الجثث التي وجدت محاضرها في النيابة.

اين ثلاجات المستشفيات العسكرية؟

واضافت ايمان : بأن تأخير دفن الجثث وتزايد اعدادها في الثلاجة يشكل عبئا كبيرا على المستشفى والتي لجأت الى مخاطبة محافظ محافظة عدن م.وحيد علي رشيد ومدير امن المحافظة اللواء صادق حيد في المساعدة لحل هذه المعضلة من خلال تحويل استقبال الجثث ذو القضايا الجنائية الى المستشفيات العسكرية كمستشفى باصهيب او النصر العسكريين وذلك لتخفيف العبث على مستشفى الجمهورية، كون هذه الجثث سببت لن العديد من المشاكل بما تعرضنا لضرب الرصاص والتهديد من قبل بعض الاهالي او اقرباء المتوفي اذا لم يتم ادخال الجثث بالثلاجة في الوقت التي يوجد تعميم لدينا من قبل الينابة العامة بعدم قبول أي حالات الى المستشفى الا بتوجيهات النيابة العامة وللاسف لم يتم التعامل مع هذا التعميم والذي يفترض من زملائنا من رجال  البحث تنفيذ التعميم للمصلحة العامة ولمساعدتنا في المستشفى وربما الوضع الامني العام هو السبب".

النيابة تتحمل المسئولية

المؤكد ان تأخير الجثث يؤدي الى تعفن الثلاجة، ويشكو القائمين على المستشفى من ان اصلاح الثلاجة وتصفيتها يكلف هيئة المستشفى مبالغ باهضة مع انها اداريا تتبع النيابة العامة وهيئة المستشفى لا تستطيع التحكم بها الا بتوجيهات النيابة العامة باخراج أي جثة، مؤكدين انه يحق لهم التصرف فقط بالجثث الطبيعية التي تم ادخالها بالمستشفى يعني الوفاة الطبيعية فأحيانا تبقى هذه الجثث لفترة معينة نظرا لوجود اهل او اقرباء المتوفي خارج المحافظة وحالما يتم وصولهم يتم تسليمهم جثة قريبهم المتوفي.

في الوقت الذي تعانب فيه ثلاجه مستشفى الجمهورية من كارثة محققة، لم تبادر الجهات المعنية في قيادة المحافظة وادارة الامن والنيابة العامة بنقل الجثث ذو القضايا الجنائية من ثلاجة مستشفى الجمهورية الى المستشفيات العسكرية، كجزء من الحل على الأقل.