لم تقتصر مشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة في التحالف العربي، على العمليات العسكرية المتوازية مع العمليات الإغاثية فحسب، بل تعداه إلى الاهتمام ب المتنفسات الجمالية والحدائق الترفيهية، لتعكس مدى الإهتمام الذي توليه دولة الإمارات العربية المتحدة بالعاصمة عدن والمناطق المحررة .

ومنذ اليوم الأول لتحرير العاصمة عدن، ودحر ميليشيا الحوثيين والمخلوع صالح الانقلابية منها، والأيادي البيضاء لدولة الإمارات والمتمثلة بذراعها الإنساني الهلال الأحمر الإماراتي،تقوم بإصلاح وتأهيل ما طالته أيادي التدمير الانقلابية، ومن ضمنها الحدائق العامة.

يد تدمر وأخرى تعمر

وفي هذا الصدد قال مدير صندوق النظافة والتحسين قائد راشد " فإن حدائق العاصمة عدن والبالغ عددها 26 حديقة، تعرضن للتدمير بنسب متفاوتة،جراء الحرب التدميرية التي شنتها ميليشيا الحوثيين والمخلوع صالح الانقلابية.

أضاف راشد أن الهلال الأحمر الإماراتي قام بتأهيل أربع حدائق: حديقة النغم بالمعلا، حديقة بلوك 65 بالمنصورة، حديقة عدن الصغرى في البريقة،حديقة صيرة بمديرية كريتر، وكذا بناء حديقة الشعب في البريقة. وذكر بأن دولة الإمارات العربية المتحدة وعبر ذراعها الإنساني ، قدمت الكثير لصندوق النظافة والتحسين، وذلك في سبيل الاهتمام ب الحدائق والمظاهر الجمالية في المدينة.

وتولي هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، اهتمامها بكل ما يتعلق براحة المواطن في العاصمة عدن،فقد نفذت خلال الفترة القصيرة الماضية، عمليات تأهيل وصيانة لأربع حدائق، فيما أنشأت حديقة واحدة بالكامل، ضمن مشاريعها الهادفة لتطبيع الحياة العامة، ورسم الابتسامة على شفاه المواطنين، في العاصمة المؤقتة عدن.

وكان آخر هذه المشاريع، افتتاح الهلال الأحمر الإماراتي، حديقة الشعب في مديرية البريقة،منتصف آذار/ مارس الجاري، والتي قامت بإنشائها على أحدث طراز وفي زمن قياسي، ووفق تصميم هندسي حديث، شمل الألعاب الخاصة بالأطفال والتشجير، وملعبين لكرة الطائرة، والسلة ومعارض تجارية للأعمال الخيرية سميت بأسماء المحافظات الجنوبية المحررة.

وشهدت الحديقة في أول يوم افتتاح لها إقبالا كثيفا من مئات المواطنين وعائلاتهم الذين تقاطروا عليها من مختلف مديريات العاصمة عدن الثمان، حيث عبروا عن عرفانهم لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي على اهتمامها الذي توليه للعاصمة عدن عدن، وحرصها على توفير سبل الراحة والرفاهية للمواطنين في المدن المحررة.

حديقة (صيرة) في مديرية كريتر،إحدى الحدائق المنتشرة في العاصمة عدن والتي تعرضت للإهمال والتخريب خلال فترة الحرب الغاشمة التي شنها الانقلابيون، وما بعدها، وهو ما تسبب في جفاف الحشائش، وتعرض الألعاب للتدمير والنهب، ما أدى إلى إغلاقها في وجه الأطفال والعائلات وحرمانهم من التنزه فيها وتقضية أوقات فراغهم في أجواء مناسبة.

وفي سياق ذلك يقول عادل اليزيدي المسؤول عن الجهة المنفذة لمشاريع ترميم الحدائق" إن عملية إعادة تأهيل الحدائق شملت ترميماً شاملاً لها، حيث كانت متهالكة، وجفت فيها المساحات الخضراء بسبب الإهمال، وتعرضت محتوياتها للنهب والتخريب.

ويضيف في حديثه تعرض إمدادات الكهرباء والماء للعبث.

وأضاف أن عملية إعادة التأهيل شملت تغيير شبكة الكهرباء بشكل كامل، وصيانة شبكة الري والطلاء والترصيف، وصيانة الألعاب وإعادة التشجير، واستمرت العملية لأشهر حتى تم تأهيل عدد من الحدائق، وسيتم استكمال الأخرى خلال المرحلة المقبلة.

ويذكر بأن دعم الهلال الأحمر الإماراتي لقطاع الحدائق في عدن، لم يقتصر على صيانتها وإعادة تأهيلها، فقد تعدى ذلك إلى الإنشاء والبناء من الصفر، كما حدث تماما مع حديقة الشعب في البريقة، والتي تعد الحديقة العامة الأولى التي يتم إنشائها.

ويشير إلى أن الهلال الأحمر الإماراتي تعمل على الحفاظ على الحدائق التي تم ترميمها وتأهيلها وبنائها،حيث تم تسليم حديقة الشعب والتي تم افتتاحها مؤخرا،لصندوق النظافة والتحسين،والذين قاموا بتعيين مشرفين عليها ولصيانة أي أعطاب قد تنشأ؛وذلك للحفاظ على هذه الإنجازات لأطول مدة زمنية ممكنة، لافتا إلى أن الحفاظ عليها يستلزم تعاون المواطنين. ويختتم حديثه لـ" بالإشادة بجهود وكيل محافظة عدن لشؤون المديريات عبدالرحمن شيخ، والذي يعمل جاهدا لتنسيق المشاريع التي تنفذها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، والإشراف عليها لكي تنفذ على أكمل وجه.

شكر وعرفان

وأشاد وكيل محافظة عدن لشؤون المديريات عبدالرحمن شيخ" بالدور البارز الذي تلعبه دولة الإمارات العربية المتحدة عبر ذراعها الإنساني والمتمثل في الهلال الأحمر الإماراتي، في تأهيل وصيانة ما طالته أيادي الانقلابيين التدميرية.

مضيفا شعورهم بالسعادة ونحن نرى الأطفال مع عائلاتهم والابتسامة والفرحة مرسومة على محياهم، ويقضون أوقات فراغهم في الحدائق التي قامت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بتأهيلها وبنائها.

ويذكر بأن ما قدمه الهلال الأحمر الإماراتي،مؤخرا،من افتتاح حديقة الشعب في البريقة،والتي تم بنائها من الصفر، ما هو إلا جزء يسير من سلسلة طويلة من الأعمال الذي تقدمها لخدمة المواطنين في العاصمة عدن. وقال أن دعم مثل هذه المشاريع خطوة مهمة، تساهم في التخفيف من آثار الحرب ولاسيما نفسية الأطفال الذين كانوا أكثر فئة متضررة من الحرب.