آخر تحديث :السبت 01 مارس 2025 - الساعة:16:18:50
الشهيد محمد محسن ثابت القطيبي..الحلم ..الكفاح.. الشهادة
(كتب/ الدكتور حافظ قاسم)

الشهيد (محمد محسن ثابت القطيبي) من مواليد منطقة "وحدة" في جبال ردفان الشماء، شاب في مقتبل العمر ، لم يتجاوز الثالثة والعشرين من العمر .  بعد إكماله مرحلة الثانوية العامة التحق بالسلك العسكري كحال العديد من الشباب  وكان ذلك بداية مشواره مع الكفاح..  كفاح من أجل العيش الكريم،  إلا أن البيئة العسكرية كانت مليئة بالأوباء ، إذ لم تكن بيئة صالحة لرعاية الشباب فلم يجدوا فيها العدالة والمساواة ، ففي حين يعيش أغلبية أبناء الوطن في ضنك العيش تجد طائفة تستأثر بالثروة والخيرات. في هذه الظروف بدأ الشاب محمد يعي الأمر،  وبدأ مع هذا الوعي ينمو كفاح من نوع جديد وهو كفاح النضال والثورة .. سعى للعمل خارج الوطن لفترة لكنه عاد إلى وطنه ، ومع عودته كان الوعي بالقضية والمبدأ قد ترعرع في نفسه ونضج في روحه.. تأمل مع غيره من الشباب واقعهم فوجدوا وطناً قد ضاع بسوء تدبير ، وضاعت معه آمالهم وأحلامهم.. امتزجت أحلام الشباب ، فنما الكفاح في نفوسهم وأرواحهم وبدأت المقاومة تسري في شرايين دمائهم تطلعاً نحو الكرامة والعزة والحرية والاستقلال غير آبهين بخذلان الأدعياء والأوصياء.

كان كفاحهم صافياً نقياً لا تشوبه منافع المنتفعين ولا خساسة السياسيين ، فحملوا أرواحهم على أكفهم لإقامة وطن جنوبي جديد يتسع لكل أبنائه، وها هم يلبون نداء ردفان الشموخ والعزة والإباء فبعثوا أرواح أجدادهم حتى امتزجت وعانقت  أرواحهم:

« ردفان»   نادى:  أن  أذود..  وأن    أحيل    الصعب   سهلا

فحملت     رأسي    في    يدي ...  كي   لا   تصير   الكف   رجلا

وهكذا صارت الشجاعة والإقدام وسما يُعرف به الشاب " محمد " فلم يكن من أصحاب الشطحات والنزوات بل كان ذا خلق نبيل وشهامة وحياء وكل من يعرفه وعاشره لمس هذه الخصال والسجايا.

هكذا كانت حياته.. حلم بوطن ينعم بالحرية والاستقلال وكفاح لتحقيق هذا الحلم وشهادة وتضحية فداء للوطن الغالي ، فكان استشهاده في الخطوط الأمامية في يوم 24سبتمبر 2016.

يا محمد... سلامٌ إلى روحك التي تقطر طهراً وصدقاً ونقاءً ... سلامٌ إلى روحك التي تفيض بمكارم الأخلاق..  عشت بسيطا متواضعاً شجاعاً.

نسأل الله أن يتغمده بواسع الرحمة والمغفرة وأن يسكنه الجنة مع الشهداء والصديقين أنه سميع مجيب.




شارك برأيك