آخر تحديث :السبت 01 مارس 2025 - الساعة:13:42:43
الشهيد (خالد محسن سعد فحلول "الحوشبي")..(70) سبعين يومًا على استشهاد بطل من ابطال "الحواشب"
(الأمناء نت / خاص/ علاء عادل حنيش)



تتزين كلّ المحافظات الجنوبية عبّر تاريخها النضالي الطويل بالكثير ممن سطّروا ملاحم التضحية والذود عن الوطن الجنوبي والفداء عنه ببسالة وتفاني، لتدوّن –بلا أدنى شك– حكاياتهم وبطولاتهم في أسفار التاريخ، والتي تظّهر جليًا عشقهم الجنوني للوطن...
فقد عشقوا المجد والخلود بدمائهم الزكية التي رسمت معالم الانتصارات، ويكاد يتحقق حلم استعادة الدولة الجنوبية –التي سالت على أرصفتها وشوارعها وصحاريها وجبالها وشعابها وهضباتها دماء هؤلاء الابطال الجنوبيون– ولم يبقى على الحلم سوى القليل لنعلن لهؤلاء الشهداء بأن دمائهم لم، ولن تذهب هدرًا، وأن ما ضحوا بحياتهم من اجله سيتحقق عاجلًا ام آجلًًا...

واليوم سنحاول أن نتحدث عن واحد من هؤلاء الشهداء الابطال، الذين وهبوا دمائهم ﻷجل وطنهم الغالي(الجنوب)…


شهيد "الحواشب" ونشأته
* الشهيد (خالد محسن سعد علي فحلول "الحوشبي") هو واحد من الذين سقطوا في هذه الحرب  –الظالمة– التي شنتها  الميليشيات الحوثعفاشية على الجنوب في منتصف مارس_آذار 2015م، حيث استشهد الشهيد(خالد محسن فحلول "الحوشبي") في جبهة "البقع" في أكتوبر_تشيرين_الأول الماضي...
فالشهيد(خالد محسن فحلول) هو من مواليد عام"1971"م، حيث نشأ وترعرع في سهول قرية "الفيش" بمنطقة "الراحة" بمديرية "الملاح" "بردفان الأبية" بمحافظة "لحج العظمى"، (وتجدر الأشارة إلى أن الشهيد(خالد) أنتقل بعدها للعيش في قرية "اللصبه"…
لم يستطع الشهيد الانضمام للسلك الدراسي؛ بسبب الظروف المعيشية القاهرة التي كان الشهيد يعاصرها آنذاك –ومثله الكثير من ابناء الجنوب الذين منعتهم الظروف المعيشية الصعبة من الالتحاق بالسلك التعليمي–، والظروف التي مر بها الشهيد(خالد) كانت دافعًا له وحافزًا قويًا، فلم يستسلم لها، وتعلم كيف يقراء ويكتب، ليجيد بعدها القراءة والكتابة دون أن يتعلم...
بعدها التحق الشهيد(خالد) بالسلك العسكري في عام "1988م"، ومن ثم تزوج الشهيد (وها هو يمتلك من الاولاد ثمانية نصفهم ذكور، ونصفهم آناث) ليتركهم لهذه الحياة القاسية لتطلاطم بهم كيفما شائت؛ وذلك بعد استشهاد والدهم(خالد) الذي آبى إلا أن يقدم روحه رخيصة لأجل الوطن...
كان الشهيد رجلًا مستقيما في حياته، محبا لوطنه الجنوبي، ومحبا للجهاد في سبيل الله، والوطن(الجنوبي)، ومحاربا كلّ مُعتدي على الدين والعرض والشرف...
والشهيد(خالد) شارك في عدة جبهات في هذه الحرب منها جبهة النخيله بردفان برفقة القيادي(مختار النوبي)، ومن ثم ذهب ليشارك اخوانه في القتال في جبهة "باب المندب " برفقة القيادي( مهران سعيد القباطي) –حيث كان الشهيد احد مرافقيه المخلصين–، ومن ثم ذهب لنجران السعودية وتحديدًا "البقع"، ليأتي تاريخ 19 اكتوبر_تشيرين_الاول 2016م، ليسقط فيه الشهيد(خالد) شهيدا في نجران السعودية في محافظة "البقع" –في الحدود السعودية اليمنية– لتندلع بعدها الأحزان والآهات في مديرية الملاح، وليعم الحزن عند كلّ اهله واصدقائه ومحبيه على فراقه، ولكن كان الحزن الأعظم عند ابنائه وبناته؛ الذين ودعوا والدهم وهم بأمس الحاجة لحنان وعطف الأب –الذي بأعتقادي لا يعوضه اي حنان إلاحنان وعطف الام...
فصبرًا يا اولاد الشهيد(خالد) فأباكم شهيد، والشهيد يُعتبر في اعلى منزله، فتماسكوا واتحدوا وتعاونوا وسيروا على خطى والدكم...


قصة استشهاد البطل(خالد):


* بعد أن اشتدت المعارك في جبهة "البقع"، وبعد أن كانت المقاومة الجنوبية تحقق الانتصارات تلو الانتصارات، فكانت آخر مشاركة للشهيد(خالد) في الجبهة الحدودية لنجران مع محافظة "البقع"...
فحين كان الشهيد(خالد) مع زملائه في طقم عسكري، –وكان الشهيد متخصص في رماية سلاح (5، 14)– وكان حينذاك في مجاله التخصصي "رامي"، وبينما وهو عاد من الجبهة جاء إلى مكان الاستراحة فوجد رفاقه في طقم آخر –ومعهم نفس السلاح الذي يتخصص الشهيد فيه (5، 14)–، وفي خضمّ تلك اللّحظات يتوقف –أي "يعلّق"– سلاح اصدقائه الذين في الطقم الآخر، فهرع الشهيد مسرعا نحو اصدقائه –الذين في الطقم الاخر– يريد أن يصلح السلاح الذي توقف "علّق" عليهم وفي تلك اللّحظة يفاجئهم صاروخ حراري أطلقته الميليشيات الحوثعفاشية نحوهم، ليسقط الشهيد(خالد) جريح –في تلك اللّحظة– وليستشهد بعض زملائه وعلى أثر هذا تم إسعافه ونقل الشهيد(خالد) إلى مستشفى (خباش) ولكن اصابته كانت بالغه ليغمض عينيه في المستشفى، ولتعلن تلك اللّحظة عن رحيله، لتصعد روحه الزكية الى بارها، ليتم بعد ذلك نقل جثمان الشهيد الى "عدن" جنوب اليمن، وتحديدا الى مستشفى (الجمهورية) بخور مكسر، وبعدها تم نقل جثمانه إلى مسقط راسه –مثواه الاخير –، وليتم دفن الشهيد(خالد) في مقبرة(النماره) في منطقة الراحة بمديرية الملاح بردفان "محافظة لحج"، فرحم الله شهيدنا البطل (خالد محسن فحلول "الحوشبي")، واسكنه الله فسيح جناته مع الشهداء والصديقين والأنبياء، والهم اهله وذويه الصبر والسلوان، "إنا لله وإنا إليه راجعون"...

وها نحن اليوم نعيش في ذكرى مرور (70)سبعين يوما على استشهاد البطل(خالد محسن فحلول)، وهو الذي يصادف يوم الثلاثاء 27 ديسمبر_كانون_أول 2016م...
ومن هذا.. فإنني أكرر –للمرة الثالثة– مطالبتي لكلّ الجهات المعنية أن يلتفتوا لملف تعويض اسر الشهداء، وأن يعوضوا كلّ اسر الشهداء التي فقدت اعز وانبل رجالها، وفقدت من كان يعيلها، ويشفق عليها، وفي كلّ المحافظات والمناطق الجنوبية.




شارك برأيك