يواصل الرئيس الجنوبي علي سالم البيض انتصاراته الدبلوماسية القاهرة للحصار السياسي والإعلامي الذي كان مفروضا عليه منذ نفيه القسري عقب حرب احتلال الجنوب في حرب صيف العام 1994م، بعد تجديد ظهور الاعلامي اليومين الماضيين، من مقر السفارة الجزائرية بلبنان أثناء لقاءه الرسمي بالسفير الجزائري ببيروت ومناقشته  معه كرئيس جنوبي للعلاقات التاريخية المتينة التي جمعت دولة الجنوب "المحتلة"، مع الجزائر وسبل تفعيلها في القريب العاجل بإذن الله.

واظهرت قناة "عدن لايف" لسان حال الحراك الجنوبي، صورا لوقائع الاستقبال الحميمي الحار الذي قابل به السفير الجزائري "ابراهيم حاصي بن عودة " للرئيس البيض  في مقر السفارة الجزائرية ببيروت، في ثاني ظهور دبلوماسي له كرئيس لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي ينادي ابناء الجنوب اليوم باستعادتها إلى ماكانت عليه  حتى ما قبل حرب اجتياح قوات الشمال للجنوب في حرب صيف العام 1994م.

ولقي التقرير الاخباري المصور الذي بثته "عدن لايف" للقاء البيض والوفد الجنوبي المرافق له بسعادة السفير الجزائري بلبنان، ، اهتماما كبيرا على المواقع الاخبارية وشبكات التواصل الاجتماعية، بعد ان اظهر صورا للرئيس البيض وهو يتحدث بثقة كبيرة وابتسامات عريضة، مع السفير الجزائري بلبنان، مشيدا بمتانة العلاقة التاريخية التي اكد انها جمعت جمهورية اليمن الديمقراطية  السابقة بدولة الجزائر، إضافة إلى تقديمه شرحا مفصلا عن أخر مستجدات النضال السلمي لأبناء الجنوب ومليونياتهم التي طالبوا من خلالها رفضهم لمسرحية الحوار اليمني الذي قال انه لايعنيهم بشيء، كون كل مطالبهم تتمحور حول مطالبتهم باستعادة دولتهم الجنوبية "المحتلة"وتحريرها ممن يصفهم بالمحتلين اليمنين  لها.

وأكدت عدن لايف  في نشراتها الإخبارية لليومين الماضيين أن البيض قدم لسعادة السفير الجزائري، شرحا مستفيضا عن نشوء القضية الجنوبية وحركته النضالية السلمية التي يقودها الحراك الجنوبي منذ العام 20007م للمطالبة باستعادة الدولة المحتلة.

وبينما لم يشر تقرير قناة عدن لايف إلى ان أي حديث أدلى به السفير الجزائري خلال لقاءه بالبيض، إلا أن مراقبون للمشهد الجنوبي أعتبروا اللقاء بحد ذاته رسالة قوية من الجزائر ازاء حق الجنوبيين باستعادة دولتهم، خاصة وانها كانت من اكثر الدول التي ارتبطت بعلاقات ومصالح كبيرة مع الجنوب خاصة في عهد رئيسها الاشتراكي الراحل (هواري أبومدين) الذي مايزال أبناء الجنوب يحتفضون له بجزيل الحب والامتنان على تكلفه ببناء أشهر المعاهد الاكاديمية التي يحمل اسمه حتى اليوم في منطقة صبر التابعة لمحافظة لحج.إضافة إلى تأكيدهم على ان اللقاءات الدبلوماسية التي يجريها الرئيس البيض في العاصمة اللبنانية، بصورة مستمرة، في الاونة الاخيرة مع وزراء ومسؤولين رسمين وسفراء، تعد تأكيدا على الجهود الوطنية وصدق النوايا التي يبذلها الرئيس البيض في سبيل تحرير واستعادة دولة الجنوب، وتلقيه أكثر من اشارة دعم دولية لمساعيه العادلة في فك ارتباط الجنوب عن الدولة القبلية المتصارعة في الشمال. منوهة إلى ان لقاءاته الدبلوماسية والسياسية مع القيادات والمسوؤلين والدبلوماسيين العرب وغيرهم، ستتواصل بصورة أكبر، في الفترة المقبلة وستكلل بمفاجآت واعلان مواقف دولية عربية وغربية، بخصوص حق الجنوبيين في استعادة استقلال وسيادة دولتهم بعد تأكيد البيض بوجود تفهم دولي غير مسبوق لعدالة القضية الجنوبية وحق الجنوبيين في استعادة دولتهم المستقلة، بعد المليونيات الجنوبية الغير مسبوقة التي خرجت في المدن الجنوبية للمطالبة باستقلال الجنوب وفك ارتباط دولته المستقلة عن الشمال.

ويعد هذا اللقاء الدبلوماسي للرئيس الجنوبي علي سالم البيض، مع السفير الجزائري ببيروت، ، هو الثاني من نوعه بلبنان، التي منحته حق العمل السياسي من على أراضيها وفتحت له هوائها وبرها وفضائها لايصال الصوت الجنوبي المكلوم والمهمش اعلاميا طوال اكثر من خمس سنوات على تدشينه لسيناريو النضال السلمي الحضاري الذي علم المنطقة برمتها كيف تطيح بديكتاتورياتها وبقي هو مع الاسف رهنا للظلم والقتل والاعتقال والتهميش من محتليه.

وحضيت اللقاءآت الدبلوماسية والسياسية الأخيرة التي تمكن من خلالها الرئيس البيض، بكسر العزلة الدولية التي كانت مفروضة عليه منذ خروجه القسري من وطنه الجنوبي عقب حرب صيف العام 1994م، ووجه من خلالها ضربات قاسية وموجعة لمايسمى بحكومة الوفاق الوطني بصنعاء التي مافتأت تطالب حكومة لبنان بكل الطرق والأساليب بايقاف عمل قناة عدن لايف التابعة للحراك الجنوبي، وانهاء استضافتها وطقاقمها الاعلامي الجنوبي على اراضيها اللبنانية.

ويشار إلى ان الرئيس البيض سبق وأن عقد مطلع الأسبوع الماضي لقاءا رسميا مع وزير الخارجية اللبناني في مقر الخارجية اللبنانية ببيروت، وهو اللقاء الذي حضي بمتابعة وتفاءل كبير في الشارع الجنوبي، ومثل الانطلاقة الدبلوماسية الأولى لكسر العزلة الدولية التي كانت مفروضة على الرئيس البيض ونافذة الامل التي زادت فيها تطلعات الجنوبيين بقرب ميلاد دولتهم الجنوبية المستقلة التي ينشدون حريتها واستقلالها منذ أكثر من ست سنوات من نضالهم الثوري المستمر.