آخر تحديث :الخميس 09 يناير 2025 - الساعة:23:41:13
انخفاض أسعار الغذاء غير مؤكد رغم تراجع أسعار الحبوب
()

ليس بوسع المستهلك الآن أن يمني النفس بتراجع أسعار الغذاء هذا العام رغم توقعات وفرة محاصيل الحبوب بالولايات المتحدة وبلاد رئيسة أخرى، مما دفع أسعار العقود الآجلة إلى التراجع عن ارتفاعات قياسية بلغتها العام الماضي .

ويقول محللون إن التكهنات تظل تكهنات ما دامت عملية زراعة محصول الذرة الأمريكي شديد الأهمية لم تبدأ بعد، وتستخدم الذرة كعلف للأبقار وفي تصنيع منتجات الحبوب الغذائية وغيرها من الأطعمة .

وستكون الأشهر القليلة المقبلة حاسمة في تحديد الأسعار إذ ستحدد الأحوال الجوية في نهاية المطاف حجم المحصول .
يقول ستيف ميير رئيس مركز باراجون إيكونوميكس “ليس هناك توكيدات كافية على انخفاض أسعار الحبوب في المدى الطويل حتى يتم خفض أسعار السلع الغذائية” .

وبعد عام 2012 الصعب الذي حفل بموجة جفاف تاريخية في الولايات المتحدة وأوروبا الشرقية، وشهد موجة الارتفاع الثالثة لأسعار الغذاء العالمية خلال أربع سنوات استعد المزارعون لبدء موسم زراعي جديد .

وخضعت أسعار الحبوب التي لامست ارتفاعات قياسية نهاية الصيف الماضي لضغوط مؤخراً بعدما قلل بعض منتجي الماشية أعداد رؤوس الماشية لديهم مع زيادة تكاليف الأعلاف . وفي الوقت ذاته زادت المساحات المخصصة لزراعة محاصيل رئيسة وتبدو الاحتياطيات أكبر من المتصور .
وتوقعت وزارة الزراعة الأمريكية في تقرير يوم 28 مارس/آذار أن يشهد محصولا الذرة وفول الصويا في الولايات المتحدة ارتفاعاً قياسياً إلى 6 .14 مليار بوشل و4 .3 مليار بوشل على الترتيب، وهي كميات وفيرة تعزز الإمدادات المنخفضة بشكل حرج .


وقالت الوزارة إن كميات الذرة بالمستودعات زادت ثمانية في المئة عن توقعات التجار اعتباراً من أول مارس، مما دفع الأسعار الأسبوع الماضي إلى أكبر تراجع أسبوعي في 21 شهراً في مجلس شيكاغو للتجارة . وتراجعت الأسعار 25% عن المستوى القياسي المرتفع الذي بلغته في أغسطس/آب .
ولأن العوائد أكبر في أسواق الاسهم أدار المستثمرون ظهورهم للاستثمار في صناديق

مؤشرات السلع التي تكون مراكز دائنة في مجموعة من السلع من بينها الحبوب .
ويرى عبدالرضا عباسيان كبير الاقتصاديين في الفاو أن الأسواق ربما بالغت في توقعاتها .


وقال عباسيان ل”رويترز” “حدث تصحيح للأسعار لكن هذا ربما منح رصيداً كبيراً للتفاؤل بظروف زراعية مواتية جداً في الأشهر المقبلة” . وأضاف “الآن هناك نظرة مستقبلية طيبة ومواتية عموما لعامي 2013 و2014 لكل المحاصيل تقريباً . لكن المسألة برمتها تتوقف على ظروف الزراعة في الأشهر المقبلة، ولا أحد يستطيع التكهن بهذه الظروف”، وقال “لم نخرج من عنق الزجاجة بعد” .
ولا يمكن تجاهل القلق على المحاصيل النهائية في ظل الظروف الدرامية التي شهدتها السنوات الماضية وما نتج عنها من ظروف استثنائية في صناعة الغذاء .


وسبق أن خالف الواقع توقعات تنبأت بمحصول ذرة أمريكي قياسي عام 2012 بعد أن تعرضت الولايات المتحدة لأسوأ موجة جفاف في أكثر من نصف قرن، وأنتجت أقل محصول لها في 17 عاماً، بينما أدى سوء الأحوال الجوية إلى انخفاض محصول قمح سلة الخبز بالبحر الأسود بأكثر من الثلث .


وأعاد الارتفاع الكبير في أسعار الغذاء نتيجة ذلك العام الماضي إلى الأذهان أزمة عامي 2007 و2008 التي قالت الأمم المتحدة إنها أضافت 75 مليون نسمة إلى عداد البشر الذين يعانون الجوع المزمن على مستوى العالم . وقال بيل تيرني كبير الاقتصاديين بشركة اج . ريسورس وكبير الاقتصاديين سابقاً في قطاع الحبوب بوزارة الزراعة الأمريكية، إن أسعار مواد غذائية كالخبز لن تنخفض كثيراً . وأضاف أن تكلفة الذرة والقمح لا تنعكس بشكل واضح في كثير من منتجات المخابز، لأن تكاليف التغليف والنقل والتسويق تغطي عليها .




شارك برأيك