آخر تحديث :الثلاثاء 25 فبراير 2025 - الساعة:10:45:34
هل يستمر قرار منع تعاطي القات في عدن ؟
(الامناء نت / استطلاع / أشجان المقطري :)

أُصدر مؤخراً قراراً بمنع بيع وتعاطي القات في محافظة عدن.. فهل يلتزم الجميع بتطبيق القرار؟.. وما هي الصعوبات التي تحول تطبيقه خاصة وأن سلوك بيع وتعاطي القات انتشر في جميع المحافظات اليمنية، وأصبح يمثل نوعاً من الظاهرة التي تتنافى مع العمل عن هذا المنحى كان لصحيفة "الأمناء" جولة استطلاعية بين أوساط المواطنين في محافظة عدن. 

 

                                     القرار في محله
الباحث والكاتب عبيد أحمد طرموم يقول: " منع القات  من الدخول إلى محافظة عدن أو تنظيمه يومين في الأسبوع قرار صائب وفي محله، ونؤيده وبقوّة ونشدّد على الالتزام به وإنفاذ العقوبات الرادعة لكل من يتمرّد على القرار .. فالقات عنوان للتخلف والهمجية التي عانينا منها طوال (26) عاماً، وهي آفة اجتماعيه أضرّت بمجتمعنا في الجنوب ويجب الحدّ منه إن لم يكن منعه من دخول  مدينة عدن، كونها مدينة حضاريه يجب أن تكون خالية من مظاهر المقوّتين والمتنطقين بالخناجر وغيرها من المظاهر المتخلّفة الملازمة للمقوّتين". 
أما الأخ/ أبو حمادة الذي تحدّث بالقول: "يُعتبر هذا القرار صائباً وفي محله لأن القات سلوك غير اجتماعي ولا حضاري بالنسبة لليمنيين عامة، وأن عدن شعار أمن واستقرار وسلام وضد العنف وأنه منظر ليس له أي داعي وأنها ظاهرة غير صحية لا يقبلها العقل ولا الضمير، ونرجو من الجهات المختصة أن تقوم بتنفيذ القرار بالتعاون مع جميع المواطنين لتكون محافظتنا خالية من المظاهر غير الحضارية وغير المشرفة لها".
بالإرادة والعزيمة وحب الوطن والتعاون مع الجهات المختصة نستطيع تطبيق القرار ومسح هذه الظاهرة من محافظتنا الجميلة عدن والمحافظات المجاورة لها كونها جسر محبة وتقارب". 
وأما الأخ/ سامح المديني تحدّث إلينا قائلاً: " قرار منع القات هو قرار صائب ومفيد بالنسبة لنا وأنا لست ضد الفكرة بالعكس فهذا القرار منافعه كثيرة لنا ولأجيال المستقبل ، ولكن من وجهة نظري بأن هناك أموراً كثيرة كان يجب أن تسبق هذا القرار منها قرار منع حمل السلاح بشكل صارم في عدن ، وكذا قرار منع الدراجات الناريّة الإغتيالية فيها بالإضافة إلى قرار منع البنايات المستحدثة العشوائية وتشويه منظر المدينة والشوارع العامة.. ناهيك عن توفير الخدمات الأساسية والبيئية التي يحتاجها المواطن لتكون نقاط بديلة ليستطيع الامتناع عن تناول القات ، منها ضبط الأمن للمواطن حتى يستطيع التجوال هو وأسرته ، أيضاً توفير خدمة الكهرباء ، وتوفير الحدائق والمتنفسات ليخرج إليها ..... الخ".
وأضاف: "لكن أصبح المواطن لا كهرباء ولا أمن ولا حدائق ومتنفسات ولا قات وأنتم تعلمون أن القات كان يضيع من الوقت الممل ويهوّن كثرة انقطاع الكهرباء ، لذلك فإن هذا بنظري يشكّل ضغطاً وحصاراً لا يُطاق، وكان يجب أن لا يفاجئونا بهذا القرار دفعة واحدة وإنما كان يتوجب عليهم التمهيد قليلاً قليلاً ،  مثلاً في البداية يقوموا بمنع القات بالأماكن العامة،  ومن ثم يمنعوه بالمتنفسات والشواطئ ، وبعدها يمنعوا تناوله في الشوارع ، في نظري هكذا سوف يتقبّل المواطن تدريجياً ، فإذا كان الله عز وجل ملك الملك منع الخمر وشرب الكحول على مراحل حتى يتقبل الإنسان أنه محرم أرى أنه من الصعب بعد أن تعوّد المواطن لمدة (26) عام يتناوله يومياً وأنتم تقومون بمنعه بيوم وليلة! ".
                          

                        
                              القرار ليس وقته الآن
وأما الأخ/ أبو سامي الذي تحدّث بالقول: "أعتبره قراراً حضارياً ، طبعاً صعب في العمل تشاهد عاملاً أو موظفاً يمضغ القات، وأنا مؤيد هذا القرار ، ولكن الآن وبهذه الظروف ليس وقته ، إلا بعد تثبيت الأمن والأمان والاستقرار في المدينة أولاً وبعدها يتم محاربة هذه الظاهرة".
وعن تطبيق هذا القرار نقول والله إذا كان بعد إصدار هذا القرار هناك يمكن من أن يطبقوه لكن إذا كان بس صدور قرار ولم يجد الاهتمام والمتابعة فهو يعني ما فيش في المحافظة أو كل المحافظات أعتقد أن الوضع سيرجع على ما كان عليه سابقاً.
وأقول : "إن المكلفين بهذا الشيء يجب عليهم أن لا يتغاضوا عن أي أحد كان والمفروض هو قرار سواء للكبير أو الصغير ، والمفروض أساساً يعني من المخزّن أنه يبدأ بنفسه يعني لا يضع نفسه في مواقف محرجة مفروض التخلي عنه ويمارس حياته الطبيعية ويحمدوا الله على إعطاءهم يومين في الأسبوع".
                              قرار سليم  
أما الأخ/ وائل ياسين ، فنان تشكيلي من أبناء محافظة عدن الذي تحدّث بالقول: "طبقة كبيرة من اليمنيين يستخدمون القات من المثقفين والمتدينين وأصحاب الشهادات العليا والعمّال البسطاء.. فهو عنصر أساسي في حياة الرجل اليمني، وهي الضيافة الأساسية لدى اليمنيين وإذا أراد أن يكرمك أحدهم فهو يدعوك إلى جلسة تخزين". 
وأضاف: "يُعتبر قرار سليم في منع دخول القات، وأما عن تطبيق القرار فعلى الجهات المختصة أنفسهم يمتنعون عن تناول القات أثناء العمل لأنها عادة سيئة وتُعتبر آفة ويكفيهم يومين بالأسبوع".
وأضاف: "إن هذا القرار صائب وأتمنى أن يكون هذا القرار سائداً ويطبق في جميع إنحاء المحافظات ولا يكون شخص يمنع وشخص لا يمنع لأن الجمهور سوف يكون أول المنفذين لهذا القرار". 
أما عن التطبيق أقول قرار سهل ولا يوجد فيه أية صعوبة طالما وهناك فيه أمن قوي وحماية وما فيش منافذ أخرى ستكون الأمور طبيعية.
وأقول أن لا يوجد هناك صعوبات إذا طُبق القرار من الكبار ، هذا أعتقد أن جميع الناس يلتزموا بتطبيقه ولا توجد هناك أية صعوبة".
أما الأخت/ ضياء حسن ، ناشطة حقوقية من محافظة عدن تحدثت قائلة: "إن ظاهرة مضغ القات في محافظتنا ظاهرة غير صحيّة وتعكس صورة غير حضارية.
وعن تطبيق القرار أرجو أن يُطبق على أرض الواقع وإن شاء الله يستمر ويكون هذا القانون يطبق في كل المحافظات أو حتى المديريات، ويعتبر القرار حكيم حيث يدل هذا دلائل واضحة باهتمام القيادة بمحاربة تعاطي القات في المحافظة ومما يتسبب من أضرار اجتماعية وكذلك صحة الشباب الذين هم عماد المستقبل.. ونأمل من الجهات الأمنية تطبيقها، وآملين من الجميع أن يأخذوا بهذا القرار كي ينال النجاح. 
وعن القرار هل سيطبق أم لا؟  فإن شاء الله إذا كان هم فعلاً ناوين إن يطبقوا هذا القرار أعتقد ما فيش صعوبة لأنه سهل جداً".
                         تخزين القات لساعات طويلة
كما التقينا بالأخت/ أم نجيب التي قالت: "يقضي اليمنيون ساعات طويلة في تخزين القات ما يساعدهم على تحمّل البطالة ، لكنه يحرمهم من القدرة على البحث عن عمل ، لا بديل عن القات في اليمن، ولا شيء يساوي تناوله مبررهم: النشوة ، وانتعاش الفلاحة ، وزيادة الوعي السياسي ، والفراغ".
وتقول: "إن القات ليس مخدراً من الناحية العلمية ولكنه منبه يمضغ ويخزن في الفم ومن هنا جاءت كلمة "تخزين" لوصف جلسات استهلاك القات فإذا دعاك أحدهم "للتخزين" فاعلم أنها استضافة لأكثر جلسة شعبية في اليمن".
عند تناوله يشعرك القات بالنشوة وبطاقة هائلة مفيدة جداً للتركيز لذلك يستهلكه الطلاب وأصحاب المهن الدقيقة مثل حرفيي الحلي، والبنائين الذين يعملون في أماكن مرتفعة، وهو بذات القدر منشّط جنسي، حيث يشحذ كل الطاقة التي في الجسم ويستمر مفعوله خلال فترة الاستهلاك ثم تخور قوى المستهلك بعد ذلك ويشعر بحالة هبوط كبيرة.
ساعد القات على تنمية الريف وزيادة الثروة الداخلية على حساب المزروعات التي اشتهر بها اليمن مثل البن، علماً بأن القات مادة مستهلكة من قبل شعوب شرق أفريقيا ".
وتقول: "إنها مسألة معقدة في شرحه لآثار القات على حياة اليمنيين، فقد تحول إلى مشكلة منذ أربعينات القرن الماضي بعد انتقاله من ظاهرة اجتماعية مناسبية مفيدة تنتهي جلساته بالتطرق لمشاكل المواطنين المحلية وحلها إلى جلسات طويلة غير منتجة.. فاستهلاك القات يأتي على حساب دخل الأسرة المتواضع".
وتقول: "إن للسلطة السياسية مسؤولية كبيرة في انتشار هذه الظاهرة لأنها لم تحاول منعها بل غضّت الطرف عنها لاعتبارات سياسية.. كما أن زيادة الطلب عليه وضعف تكاليف إنتاجه جعلت الفلاحين يستعيضون عن زراعة البن وأنواع العنب والفواكه التي يُعرف بها اليمن بزراعة القات الذي لا يتطلب غرسه وقطافه وتسويقه جهداً ولا الكثير من المال، وأنواع القات كثيرة ولكل نوع تأثير مختلف ويستهلك اليمنيون الأنواع المحلية وكذلك القات المستورد من الحبشة ، بالمقابل سمح القات بإنشاء الثروة، فقد انتعشت الفلاحة في الريف بفضل أموال أهل المدينة التي ينفقونها على القات ما ساعد على تنميته، كما أن جلساته الطويلة التي يتمّ التطرق فيها لكل شيء ساهمت في زيادة الوعي السياسي عند اليمنيين، ناهيك عن توثيق الروابط الاجتماعية".
                "أين البديل حتى ولو بمتنفس وحيد؟"
وفاء محمد ، شابة يمنية من مستهلكات القات، تتساءل عن البديل الذي يمكن لكل من يطالب بوقف القات أن يقدّمه.. يضعف القات الشهية ويراه البعض حلاً لمشكلة الغذاء وتعزز مزاياه الاجتماعية من مكانته بين اليمنيين.
 وتقول وفاء: "لا شيء... لا يمكن لأحد أن يقدم بديلاً فأنا أتعاطي القات لأن اليمن بلد مغلق ليس فيه متنفس آخر، ولا حتى قاعة سينما، فأين البدائل؟ ، إنه لحظات السعادة الوحيدة التي تعيشها المرأة اليمنية لنفسها، الحياة دونه ملل".. وتشرح وفاء أن : "القات ليس فقط العشبة التي نمضغها ونخزنها داخل الفم ولكنه كل الطقوس المصاحبة له، الأغاني والنقاشات... ، عندما أتناول القات، أشعر أنه يعطيني نشاطاً غير عادي وقدرة على الكلام لا أملكها ، بعيدا عنه لا يمكنني الاستعاضة عنه داخل اليمن، في البداية يبدو طعمه المر غريباً لكن سرعان ما تعودت عليه، مشكلتي الوحيدة معه أنه يحرمني من النوم، ربما لقلة خبرتي به فأنواع القات كثيرة".. وتضيف بالقول: "يؤثر القات على الشهية لذلك الأكثرية منا نحيفون، بل إن كثيراً منا يرون فيه حلاً لمشكلة الغذاء لأنه يساعد على توفير الوجبات، مضيفة أشعر بالذنب كلما استهلكته فأنا على وعي بكل آثاره لكن اليمنيين في حاجة إلى انفتاح حتى يتخلوا عنه تدريجياً، أمّا في هذه الظروف فكل دعوة لمنعه فاشلة".
                       شعب يمني أفضل بدون قات 
وتقول المواطنة/ نضال عبدالله: "اليمن والشعب اليمني أن يكون أفضل بدون القات، ولكن من المستحيل أن يتنازل اليمنيون عن تناول القات، فأمنياتنا أن يترك اليمنيون هذه العادة".
وتضيف: "لا توجد حلول سحريه بين يوم وضحاها ولكن توجد وسيلة للتخفيف من تلك الآثار المدمرة التي جعلت عدن مهددة بالعطش والبطالة والفقر". 
                      بدائل أخرى عن زراعة القات
ومن خلال استطلاعنا يقول بعضاً من أولياء الأمور: "لابد أن يكون هناك إرادة قوية من الشخص نفسه أولاً ثم توعية إعلامية كبيرة لأبنائنا، وأيضاً قرار سياسي من الدولة، لأن القات صار بمثابه التراث باليمن وكالعادة.. فعندما تقوم الدولة بتشجيع المواطن بزراعه الخضروات والفواكه ودعم التعليم العلمي والثقافي ..الآن الأمية والجهل!! يردّك إلى تدني ، وحسب فهمه أن القات أمراً ميسراً للمدخول اليومي وأيضاً إذا تقوّى اقتصاد الدولة وحصول المواطن على دعم من الدولة في أي نشاط غير القات).
          
              مغتربون: " نمارس حياتنا بشكل أفضل من دون القات "
وبسؤالنا لبعض المغتربين عن هذا القرار، قالوا: " نستبعد أن الشعب اليمني يمكن تخليه عن القات، وذلك بسبب مفاهيم خاطئة يعتقدون تواجدها في القات.. فنحن أبناء الجنوب نستطيع وقف القات عندما ننفصل عن الشمال.
فالمبرر لعدم الإقلاع عن القات هو وقت الفراغ الزائد وعدم توفر البدائل كالأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية والأكبر من ذلك هو انعدام الإرادة الصادقة، فنحن مغتربون عن اليمن منذ سنوات ونمارس حياتنا بشكل أفضل من دون القات.. فنحن في جنوب اليمن القات كان ممنوعاً إلا يوم الخميس وبقلّة نادرة وخاصة في المدن ثم جاءت الوحدة المغدورة وأتت لنا بكميات من القات ، طبعاً هذه مكاسب الوحدة!! ".

 

* نقلا عن صحيفة "الأمناء"






شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل