تناولت "الأمناء" في عدد سابق أن منطقة كهرباء لودر بأبين, تشهد تدهوراً كبيراً في وضع الطاقة فيها ووصول فترة انقطاعات التيار الكهربائي عن المواطنين خلال الأيام الأخيرة إلى أكثر من أسبوع  تباعاً، وذلك لتردّي وضع محطة كهرباء لودر ووصولها إلى حالة يُرثى لها لعدة أسباب.. وفي هذا العدد نتناول قضايا العمال وكيف يشكون من عدم صرف مستحقاتهم المتراكمة، وكذا المتعاقدون بالأجر اليومي يناشدون وزير الكهرباء بحل مشاكلهم أسوة بزملائهم، وآليات بحاجة إلى صيانة، وخرجت "الأمناء" بهذا المضمون وإليكم تفاصيلها:

العمال يشكون ويبكون

في فناء مبنى محطة الكهرباء لفت نظرنا مجموعة من العمّال يصرخون إلى متى ننتظر إلى مستحقاتنا المتراكمة؟

وبوجود " الأمناء " أخذوها فرصة لنشر معاناتهم آملين من جهة الاختصاص حلّ مشاكلهم  بصرف مستحقاتهم بأسرع وقت ممكن والنظر إلى  حال وضع الكهرباء.

آليات بحاجة إلى صيانة

وأثناء تجوالنا في محيط محطة كهرباء لودر شاهدنا آليات مرميّة في الساحة كانت تستخدم في الأعوام السابقة لخدمة محطة كهرباء لودر واليوم أكل وشرب الدهر عليها وتنكرت لها الإدارة وهي بحاجة ماسّة إلى صيانتها لتعود إلى العمل مرّة أخرى مثل هذه الآليات  سيارة حمل الكانبات ، والحفر باتت مرمية في محيط الكهرباء وأخبرنا أحد العمال بأن هذه سيارة بحاجة إلى صيانة بمبلغ يقدر ب((700)) ألف ريال يمني فقط , وكذا سيارة تويوتا ومولدات طاقة كهربائية بحاجة إلى اهتمام من إدارة محطة الكهرباء.

ضعف دور الأجهزة الأمنيّة

 ويؤكد أحد العمال في المحطة  عن منغصات العمال قائلاً : "الصعوبات التي تواجهنا في المحطة تكمن في عدم توفر المواصلات وعدم وجود الفنيين وغياب الوعي لدى المواطنين في جانب الحفاظ على الشبكة والعدادات , وضعف دور الأجهزة الأمنية في إظهار هيبة الدولة لحماية عمّال الكهرباء من بعض المخالفين الذين لا يسددون فواتير قيمة الاستهلاك ".

وفي غرفة التحكم بمبنى المحطة القديم التقينا بالموظف / محمد محسن ناصر حيث قال : "إن هذه المحطّة القديمة ومولداتها كانت هي الممولة الوحيدة بالتيار الكهربائي لمناطق لودر , الوضيع , مكيراس , مودية ,.. والآن كما تشاهدها أصبحت تالفة بسبب تعرضها للتدمير الكلي إبان الحرب مع عناصر القاعدة والجيش في عام 2012 م  نتيجة استهدافها بقذائف مدمرة  من العناصر التي تسمي نفسها أنصار الشريعة , دمّرت المحطة بمولداتها وخزانات وقودها ،وباتت مؤسسة كهرباء لودر تعتمد اعتماداً رئيسياً  على مولدات تابعة لشركات خاصة " .

وأضاف ": إن طاقة هذه المحطة القديمة  "10" مجياوات ونصف , ولا زال يوجد مولد قديم هو الآخر بحاجة إلى صيانة لإعادته إلى الخدمة " .

كهرباء تعاني الصعوبات

وبعد أن أجرينا لقاءات مع مواطنين وعمّال محطة الكهرباء وأخذ  آرائهم وملاحظاتهم حول وضعية المحطة .. (ولعدم تواجد مدير عام  إدارة مؤسسة الكهرباء بلودر))  تمكنّا من اللقاء بالأخ / صالح محمد أحمد مسود , مدير محطة التوليد لودر فتحدّث إلينا قائلاً : " إن الطاقة المتاحة الحالية هي " 15" مجياوات (الطاقة المشتراة ) .. بينما الأحمال الحالية في المحطة تصل في وقت الذروة إلى "22" مجياوات , حيث أن " 7" مجياوات عجز في الطاقة " ، ويضيف " ويقوم العمال في المحطة بعمل برنامج لليلي بفصل التيار الكهربائي عن المناطق المستفيدة بالتناوب ".

ويتابع  حديثه :" محطة التوليد لودر تحوي على "17" مولد واحد معطوب لا يعمل , كما يوجد في المحطة مولد نوع ( ورتسلا) هو بحاجة إلى أعمال صيانة وفحوصات , ومواد بسيطة من السوق تكلف لإصلاح المولد حوالي "3 مليون ريال يمني  وإعادته للخدمة وبطاقة " 4و2" مجياوات ، وأما الديزل المستهلك من الساعة الخامسة عصراً وحتى الثانية عشر ليلاً هو ما بين (22 ألف لتر إلى 23ألف لتر يومياً) والوقود المطلوب لتشغيل المولدات والمحطة يومياً أي 24 ساعة هو (مليون ونصف المليون شهرياً)

وقال : " إن ارتفاع سعر الديزل وأزمته هما  السبب الرئيسي في انقطاع الكهرباء وكذلك عدم دفع المشتركين قيمة استهلاك التيار الكهربائي . مما ضاعف من عدم توفر  السيولة لشراء الوقود ودفع مستحقات الموظفين التي لم تُصرف لهم منذ عدة أشهر , ونتيجة لتوسع توصيل التيار لعدد من القرى الجديدة من الدعم الإضافي للمحافظة سوف ترتفع الأحمال خلال الصيف القادم وسيكون أعلى حمل وستزيد  من كثرة الانقطاعات الكهربائية ".

وعن مطالب العمّال أشار بالقول : " إن عدد العمال "171" موظفاً رسمياً  و"96" موظفاً بالأجر اليومي  ، ويعاني الموظفون من عدم صرف مستحقاتهم رواتب الموظفين الرسمين لشهري أبريل ومايو ,وبالنسبة للعمال بالأجر اليومي  فلم يستلموا  رواتبهم  منذ أربعة شهور من بداية عام 2016م "

حول احتياجات المحطّة أوضح قائلاً : " المحطة بحاجة إلى ترميم مبنى المحطة القديمة , وكذلك سور المحطة ,وتزويد المحطة بالوقود  حتى تستمر المحطة بخدمة المواطنين , والتوفير للمحطة بطاقة "30" مجياوات , وتوفير قطع غيار  للمولدات الشغالة ".

وعن الصعوبات يقول مدير توليد المحطة  : " تواجهنا صعوبات كثيرة ، منها على سبيل المثال : نقص مادة الديزل , والقطع الغيار لا يوجد لكافة المولدات ونعاني من عدم الفلترات والزيوت , والوزن والصيانة ومخصصات الصيانة المالية.."

الجهات العليا وأوضاع المحطة 

وطالب مدير المحطة الجهات المختصة والجهات العليا بقوله : " نطالب الأخوة في السلطة المحلية ممثله بالأخ مدير عام المؤسسة بالتواصل مع المعنيين في استكمال صيانة المولدات التي بحاجة إلى صيانة ,وكذلك نطالبها في إعادة تأهيل المولد القديم " تسلا " المعطوب من سنوات وهو بحاجة إلى تكلفة بسيطة..، - وأردف مطالباً - كما نرجو من الأخوة في السلطة المحلية والأمن بمتابعة المواطنين المستفيدين من التيار الكهربائي بتسديد قيمة الاستهلاك, ونرجو من الأخوة في السلطة المحلية ومحافظ المحافظة ووزير الكهرباء والطاقة ومدير عام المؤسسة بدعمنا المستمر وخاصة تموين المحطة بالوقود ، ونطالبهم بالمزيد لخدمة المواطنين بتوفير التيار الكهربائي وخاصة ونحن على مشارف شهر رمضان المبارك ".

ولـ"الأمناء" كلمة

إننا في صحيفة " الأمناء" نضع معاناة وهموم وأوضاع محطة لودر على طاولة الأخ رئيس الجمهورية, ونائب الرئيس, ووزير الكهرباء والطاقة, ومحافظ محافظة أبين ، بالحلول السريعة لانتشال أوضاع المحطة قبل أن يكون اسمها ووجودها في خبر كان !