آخر تحديث :الخميس 16 مايو 2024 - الساعة:22:35:58
المحافظ الزبيدي يتَّهم أحزاب سياسية بخلق الفوضى في عدن
(عدن / الأمناء / خاص :)

حمَّل محافظ عدن اللواء الزبيدي حكومة الشرعية كل ما يحدث في عدن من تدهور في الخدمات ، رغم مساعي قيادة المحافظة وسلطتها المحلية الحثيثة على تطبيع الأوضاع بتعاون ودعم من قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات .

وطالب اللواء عيدروس الزبيدي محافظ عدن في مؤتمر صحفي - عقده أمس الأول الأحد وحمل شعار "كشف الحقائق" - حكومة الشرعية بالعودة إلى الداخل ، وممارسة مهامها من العاصمة عدن بدلاً من العاصمة السعودية الرياض .

وأكد المحافظ الزبيدي في المؤتمر الصحفي الذي عُقِد بحضور مدراء المكاتب التنفيذية بالمحافظة المالية ، الكهرباء، النفط ، المصافي ، وعدد من الوكلاء ، ورئيس لجنة تقييم وتصحيح أوضاع المؤسسات الحكومية ،على ضرورة أن يباشر وزراء الحكومة الشرعية المرتبطين بخدمات المواطنين أعمالهم ومهامهم من عدن .

وقال : "عليهم أن يتواجدوا في عدن ليتحملوا معنا معاناة المواطنين ، لأن عدن آمنة ومستقرة ووجودهم سياسهم مع قيادة المحافظة في تطبيع الأوضاع في مؤسساتهم ومرافقهم الخدمية المرتبة بالمواطن" .

وحمَّل المحافظ الزبيدي شركة "جلف" المتعهدة بتأمين المشتقات النفطية للمحافظة مسؤولية الامتناع عن تفريغ الشحنة المشتراة منها لغرض تأمين المدينة بخدمات الكهرباء رغم استلامها لقيمتها .. مُبدِئاً استغرابه لهذا التصرف الذي لا يُفهَم ما القصد منه؟!!" .

وأردف بالقول : "لا نجد مبرراً لهذا ، ولا يستحق عقاب سكان أربع محافظات تعتمد على الكهرباء التي يتم توليدها في عدن من قبل شركة جلف" .

واتهم محافظ عدن اللواء الزبيدي عدداً من الأحزاب السياسية بإثارة الفوضى في المحافظة ، مستغرباً تحريض هذه الأحزاب للمواطنين البسطاء للخروج في مظاهرات احتجاجية بسبب الكهرباء ، تخللتها أعمال شغب واعتداءات على الممتلكات العامة والخاصة وتعطيل مصالح الناس من خلال قطع الطرقات والاعتداء على رجال الأمن .

المحافظ عيدروس الزبيدي قال : "إن قيادة محافظة عدن تتابع وتعايش الظروف الاستثنائية التي يمر بها أهلنا في عاصمتنا الحبيبة عدن ،وما يعانونه من متاعب تفاقمت مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة" .

وأبان أنّ ذلك يأتي بالتزامن مع زيادة حجم العجز في توليد الطاقة بسبب النقص الحاد في المشتقات النفطية وخروج بعض المولدات عن الخدمة ، ما أدى إلى زيادة عدد ساعات انقطاع التيار الكهربائي عن منازل المواطنين .

ومضى متحدثاً بالقول : "لأننا نعيش معاناة أهلنا ، ونكابد أوجاعهم، وانطلاقاً مما يفرضه علينا واجب مسؤوليتنا ، فقد بذلت قيادة المحافظة جهوداً مضاعفة للتخفيف من هذه المعاناة التي نعيشها معهم وأسوة بهم" .

وأضاف : "سعياً منا لانتشال واقع الكهرباء المتردي بفعل قدم وتهالك شبكة التوزيع المنتهية الصلاحية منذ سنوات طويلة ،والذي ازدادت خدماته ضعفاً بفعل ما لحق بالبنية التحتية لهذا القطاع من دمار هائل إثر الحرب التي شنها الغزاة القادمون من كهوف مران على عدن" .

وأوضح : "إن قيادة المحافظة قد تواصلت مع القيادة السياسية ممثلة بفخامة رئيس الجمهورية الرئيس عبدربه منصور هادي ودولة رئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر ، ووضعْتُهما في صورة ما تمر به عدن ويكابده أهلها جراء الانقطاعات المتواصلة للتيار الكهربائي" .

وقال الزبيدي : "إن قيادة المحافظة فتحت قناة تواصل مع الأشقاء في السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ، وطلبت تدخلهم العاجل ومساعدتهم في معالجة هذه المشكلة التي تؤرقنا جميعاً" .

ولفت محافظ عدن إلى أن الأشقاء الإماراتيون أبدو تفهماً وتعاوناً كبيرين ووعدوا بتقديم معالجات استراتيجية لهذه المشكلة ، يمكنها أن تحل بشكل جذري إشكالية الكهرباء إضافة إلى تقديم معالجات إسعافية عبارة عن قطع غيار لمولدات متوقفة من المتوقع أن تصل قريباً إلى عدن.

وأوضح بأن أبرز العراقيل التي واجهة مشكلة الكهرباء بعدن امتناع شركة "عرب جلف" المتعهدة بتأمين المشتقات النفطية للمحافظة عن تفريغ الشحنة المشتراة منها لهذا الغرض رغم استلامها لقيمتها! ،في تصرف لا يُفْهم ما القصد منه ؟،ولا نجد له تبريراً ،يستحق عقاب سكان أربع محافظات تعتمد على الكهرباء التي يتم توليدها في عدن!! .

واستغرب المحافظ الزبيدي محاولات الاستغلال الرخيصة لمعاناة الأهالي في عدن من قبل بعض الأحزاب التي عُرِفَت بتبني خطاب معاد لقيادة المحافظة وللتحالف العربي وفي مقدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة .

وقال  : "إن تلك الأحزاب دأبت استغلال أي ملفات تخص عدن لتقوم بتوظيفها توظيفاً يخدم مشاريع عدائية لأمن واستقرار ونماء عدن ويهدف إلى إغراقها في الفوضى" .

وأوضح أنها لم تتوقف عند هذا الحد بل أنها تجاوزت ذلك إلى ممارسة أعمال عنف تحت مبرر الاحتجاج على انقطاع التيار الكهربائي كان من نتائجه الاعتداء على دورية أمنية وإصابة أحد أفرادها.

وأردف بالقول : "إننا ونحن نتبادل الرأي مع أهلنا وشعبنا ونكاشفهم ، بطبيعة وحجم وأسباب المشكلة التي نعانيها جميعاً ،فإننا نجدها مناسبة للتذكير بطبيعة الظروف التي استلمنا عليها المحافظة ، وحجم الملفات الشائكة والمعقدة التي واجهتنا والتي مازال الكثير منها قائم ويحول دون قيامنا بالمعالجات العاجلة للمشكلات القائمة وأهمها مشكلة الكهرباء" .

وتابع المحافظ الزبيدي قائلاً:  "إننا إلى الآن مازلنا نعمل بإمكانات شحيحة للغاية وبدون موازنة معتمدة ولو بأقل القليل ، ناهيك عن كوننا نعمل في مساحات مملؤة بألغام الفساد وأسلاكه الشائكة التي بدأنا خطة واضحة ومدروسة لانتزاعها وسننتزعها" .

وأكد الزبيدي أن قيادة المحافظة لن تتوانى في بذل أقصى الجهود لإيجاد الحلول الناجعة لهذه المعضلة وتجاوزها واعتبارها جزءاً من معركتها التنموية ،التي لا تختلف عن تلك المعركة الأمنية التي خاضتها وانتصرت فيها.

وأشار إلى تعدد وثقل الملفات المطلوب من قيادة المحافظة انجازها تنموياً وأمنياً باعتبارها تنهض بكامل مهام الدولة و الحكومة ومكاتبها والعمل على إدارتها .

وأضاف بأن ذلك تعالج مختلف الاستحقاقات ،وأبرزها استحقاقات المقاومة والشهداء والحرحى وصرف مرتبات المؤسسات الخدمية كالمياه والكهرباء .

وأوضح أن صرفيات الشهر السابق على بعض المؤسسات الحكومية بلغت ما يقارب 300 مليون ريال دُفِعَت من موارد المحافظة الذاتية الشحيحة.

وحيّا اللواء الزبيدي الروح الصابرة لأهالي وسكان عدن التي تمثل امتداداً لصبرهم وتضحياتهم وتحملهم لمآسي الحرب العسكرية، حتى تحقق النصر.

ومضى بالقول : "نطمئن أهلنا وشعبنا الحبيب إننا وبالاستفادة من الدعم السخي للأشقاء في دول التحالف العربي وفي المقدمة دولة الإمارات العربية المتحدة سنواصل الجهود لإيجاد حلول عاجلة وأخرى استراتيجية لمشكلة الكهرباء" .

وأكد الزبيدي عزم قيادة العاصمة عدن على الاستمرار في محاربة الفساد أينما وجد وإحداث تغييرات مدروسة ،مستندين إلى تقارير لجنة التقييم التي كُلِّفت من قبل قيادة المحافظة لدراسة وتقييم أوضاع مختلف مرافق ومؤسسات الدولة ومنها مؤسسة الكهرباء بعدن .

وأشار محافظ عدن اللواء عيدروس الزبيدي بأن أول تقارير اللجنة خلصت إلى عدد من النتائج المهمة التي ستترتب عنها جملة من القراءات والإجراءات التي سيعلن عنها قريبا.

بدوره قال وكيل عدن للشؤون التنموية رئيس لجنة تقييم وتصحيح أوضاع المؤسسات الحكومية بعدن المهندس / عدنان الكاف أن اللجنة مستمرة في عملها وتعمل بصورة دقيقة ومهنية .

وأبان الكاف في المؤتمر الصحفي بأن اللجنة تواصلت مع العديد من المؤسسات والمرافق الحكومية، وأحصت الكثير من أوجه القصور وكذا عمليات فساد .

وأكد رئيس لجنة تقييم وتصحيح أوضاع المؤسسات الحكومية بعدن بأن اللجنة رفعت بتقرير متواف عن مؤسسة الكهرباء للمحافظ لاتخاذ اللازم حد قوله .

وقال الوكيل الكاف : "إن قيادة المحافظة خلّفت تركة كبيرة من الفساد الذي ورثه نظام المخلوع صالح طوال 26 عاماً ".

وأشار :" إن توجيهات المحافظ صريحة وواضحة ، حول موضوع الفساد وسيتم محاكمة واقتلاع كل من ثبت تورطه بالفساد" .

وأردف : " التركة ثقيلة جداً ولا يجب تحميل قيادة المحافظة كل ذلك ، وعلى الجميع الالتفاف حول المحافظ الزبيدي الذي يبذل كل ما بوسعه من أجل كل عدن .

مدير عام شركة النفط فرع عدن / عبدالسلام حيمد  ، هو الآخر قدم في المؤتمر الصحفي شرحاً مفصلاً عن وضع الشركة، ووضعيتها، وحالتها المالية ، موضحاً بأن الشركة تمر بظروف صعبة .

وقال : "إنها تحولت الى شركة إيراديه وبدأت بالاقتراض لمواجهة العجز المالي الذي تعاني منه الشركة ، لافتاً الى أن غياب قانون ينظم إليه المناقصة والتوريد هو الفساد بعينه الذي ينخر الشركة من الداخل" .

ومن جانبه تحدث مدير المؤسسة العامة للكهرباء م. مجيب الشعبي عن وضع المؤسسة وما تعانيه في ظل الزيادة الكبير في الانطفاءات، مؤكداً بأن المؤسسة تمر بمرحلة صعبة في ظل تجاهل الحكومة وأنها في طريقها للانهيار في أي لحظة .

وقدم مدير عام المؤسسة العامة للكهرباء بعدن / مجيب الشعبي ، استقالته من منصبه كمدير عاماً لكهرباء عدن عقب المؤتمر الصحفي الذي عقدته قيادة السلطة المحلية بعدن .

وأرجع الشعبي تقديم استقالته إلى تخلي الحكومة الشرعية ووزارة الكهرباء عن القيام بمهامها في تقديم الدعم لمؤسسة كهرباء عدن منذ تحرير عدن من ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح حد قوله .



شارك برأيك