آخر تحديث :الاثنين 24 فبراير 2025 - الساعة:09:52:19
الشهيد صلاح بشير المهري.. شهيد العصيان المدني وعصيان الطاغية
(يرويها/ هاشم بحر)

لكل شهيد قصة تروي حجم التضحيات والمآسي في الدفاع عن الأرض والعرض ،وقد تكتب الشهادة للبعض منهم فجأة دون سابق إنذار وهم مسالمون غير مدركين لذلك.. كثيرة هي قصص الشهداء الذين استشهدوا على أرضنا فمنهم شباب في مقتبل العمر ومنهم أطفال بعمر الزهور ، فهذه واحدة من تلك القصص التي أرويها لكم كما روتها لي إحدى أقاربه.

سطور عن حياته

اسمه صلاح بشير المهري من مواليد 10/9/ 1976م عدن المنصورة حي خليفة ، كان بشوشاً متواضعاً في طباعه واجتماعي مع من حوله من الناس ،وكان هادئ الطباع لا يحمل ضغينة في قلبه لأحد، كان متزوجاً ولديه طفل كان عمره سنتين حينذاك ،وكان همه الأول والأخير البحث عن وظيفة لتحسين وضعه المعيشي.

كان محبوباً بين أصدقائه وأقاربه وأهالي حارته والبسمة لا تفارق شفتيه قط ، كانت هذه الفترة بالتحديد قبل سنتين وثلاثة أشهر حين كان التصعيد للحراك السلمي الجنوبي يشتد وتقام الاعتصامات والعصيان المدني.

اشتدت خلال تلك الفترة أوزار العصيان المدني التي كانت تقام في مناطق محافظة عدن للمطالبة باستعادة الهوية الجنوبية والجنوب والإعتراف به وما تلته من اعتقالات ومطاردات من قبل حكومة المخلوع صالح وزبانيته من جنود الأمن المركزي على أبناء عدن وبالتحديد النشطاء والحراكيين وغيرهم.

الكارثة المؤلمة واحتساب الشهادة

كانت الشهادة على موعد مع الشاب صلاح الذي لم يدرك بخلده ولم يدرك أنها ستكتب له ، كان ذلك في تاريخ 5/2/2014م حين كانت قوات القمع من جنود الأمن المركزي التابع للمخلوع صالح تقوم بمطاردة الشباب الجنوبيين وملاحقتهم بسبب التصعيد في العصيان المدني وما إلى ذلك ، فكان صلاح في الطريق إلى منزله عابراً من أمام ساحة المنصورة (ساحة الحرية) وأصوات الرصاص تتعالى واشتباكات عنيفة بين الأمن المركزي مع الشباب المعتصمين ورأى صلاح امرأة وابنها يريدان العبور إلى الطرف الآخر من الطريق وقرر صلاح أن يؤمن لهما العبور وأشار بيده إلى المدرعة أنه سيمرر المرأة وابنها ومرا بسلام وبينما صلاح همّ بالرجوع ليكمل مسيرته وإذ بالمدرعة تلاحقه من خلفه وأصابته أصابع الغدر والخيانة بوابل من الرصاص التي أردته قتيلاً على الفور.

سقط شهيداً وهو غير مدركِ لذلك .. استشهد ولم يكن ناشطاً ولا ثائراً أو سياسياً بل كان مواطنا عادياً يأمل في العيش الكريم ، مواطناً مسالماً وحزت المنصورة لفراقه ولم يصدق أهله أن ولدهم قد استشهد بتلك الصورة الأليمة .

لكل ظالم نهاية

دارت عجلة الأيام والأشهر وتوالت الأحداث تباعاً وقبل الحرب بأسبوعين قرر شباب الحراك الجنوبي في المنصورة بملاحقة ومتابعة الجنود المرتزقة وبالتحديد القناص الملقب بالأعور الذي أزهق الكثير من أرواح شبابنا وشهيدنا صلاح كان منهم، فعرف الشباب بمكانه وقاموا باختطافه والذهاب به في مدرسة بحاشد بالمنصورة وقاموا بربطه على عمود في المدرسة وأنزلوا فيه أشد العقاب والعذاب ورميه بالحجارة حتى الموت وفور سماع الأهالي بذلك حتى سارعوا على الفور بالذهاب والقصاص بأنفسهم من العدو الغاشم الذي بمقتله دخلت السكينة في قلوب الكثير من الأسر وأسرة شهيدنا صلاح.

هكذا كانت قصة شهيدنا صلاح بشير المهري ، الذي سكنت روحه الطاهرة بجوار إخوانه الشهداء الأبرار ، فنم قرير العين يا صلاح وهنيئا لك الشهادة ،ويعلم الله أنك نلتها وأنت بريء دون أي ذنب ، نسأل الله لك الرحمة والمغفرة وأن يسكنك في فسيح جناته ويلهم أهلك وذويك السلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا نامت أعين الجبناء والحاقدين والاعداء.

 

 




شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل