آخر تحديث :الخميس 02 مايو 2024 - الساعة:20:53:56
علم الجنوب...ما بين الـ"نوستالجيا" والواقع
(عبد الخالق الحود)

بات علم الجنوب أو "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية"، وهي الدولة التي كانت قائمة ككيان سياسي مستقلّ في جنوب شبه الجزيرة العربية، واقعاً مُعاشاً، وجزءاً من تفاصيل الحياة اليومية لسكّان المحافظات الجنوبية. يرتفع العلم على سارية مبنى إدارة السلطات المحلّية، وفوق مكاتب الوزارات جميعها، بما فيها مبنى وزارة الخارجية في حيّ المنصورة، شمال عدن، والذي استُهدف أخيراً بسيّارة مفخّخة دون وقوع إصابات.

دولة بعلمين

لا جود رسمياً أو شعبياً لعلم "الجمهورية العربية اليمنية" في معظم محافظات جنوبي اليمن. العلم ذو المثلّث الأزرق والنجمة الحمراء يرفرف على سيّارات الشرطة والمصفّحات التابعة لـ"الجيش الوطني"، وحتّى المركبات العسكرية التّابعة لـ"التحالف العربي"، ناهيك عن حضوره المستمرّ في كلّ المناسبات الرسمية وغير الرسمية، وفي احتفالات التخرّج لطلاب كلّيات جامعة عدن، والذين يحرصون على وسم "أروابهم" بعلم الجنوب.

كما أن الوحدات العسكرية، الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، خاضت حروبها ضدّ التنظيمات المسلّحة، في محافظات لحج وعدن وأبين وحضرموت، تحت راية الجنوب.

علم الوحدة الغائب

لا يستطيع أيّ شخص في محافظة عدن أن يرفع علم اليمن فوق سيّارته الخاصة أو حتّى وضعه أمام مقود القيادة، والتجوّل في الشارع، أو في أيّ مكان عام. ذلك التصرف قد يعرّض صاحبه للخطر الشديد، وربّما يصل الأمر إلى استخدام العنف في حال أصرّ الشخص على إظهار علم، "سقط العشرات من نشطاء الحراك الجنوبي قتلى وجرحى في سبيل ألّا يُرفع" كما يقول الناس هنا. لا جود رسميّاً أو شعبيًاً لعلم "الجمهورية العربية اليمنية" في محافظات جنوب اليمن مطلقاً

يرى أحد أعضاء المجلس المحلّي في مدينة التواهي أن "العلم اليمني بات يثير حساسية غريبة لدى الناس، وربما تعرّضت أيّ سيّارة للتكسير والتهشيم، وقد يصل الأمر إلى إحراقها إن وجد فيها علم الوحدة".

حرج رسمي

مثّلت حساسية رفع علم الجنوب حرجاً بالغاً لعدد من وزراء حكومة الرئيس، عبد ربه منصور هادي. زار بعضهم محافظة عدن خلال الأشهر الماضية، وعانوا من صعوبة شديدة في التحرّك، فضلاً عن تواجدهم في بعض المؤسّسات الحكومية، التي ترفع علم الجنوب كالمدارس والكلّيات وأقسام الشرطة، حيث يردّد الطلّاب في الطابور الصباحي كلّ يوم "النشيد الوطني الجنوبي".

يتساءل البعض عن كيفية حلّ هذه المشكلة. قبل الحرب، كان الحضور العسكري للدولة قوّيّاً في محافظات الجنوب، على الرغم من ذلك، ظلّت تواجه عثرات في رفع العلم الرسمي فوق المؤسّسات السيادية، خصوصاً في عدن.

اليوم، تغيّر الوضع تماماً على الأرض، باتت العديد من المؤسّسات والمرافق تحت أيدي الحراك الجنوبي، الذي يرفض "التطبيع" مع علم الوحدة. واقعٌ يرى البعض أن تغييره يتطلّب مواجهةً، لا طاقة للجميع على خوضها، أقلّه على المديين القريب والمتوسّط.

نقلا عن موقع " العربي " 



شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل