آخر تحديث :الاحد 22 ديسمبر 2024 - الساعة:00:45:15
كلية الصيدلة عدن .. وخطة طوارئ جنبتها حالة الانهيار بعد الحرب (تقرير وصور)
(لقاء/ أحمد حسن عقربي - تصوير/ قيصر ياسين)

تعد كلية الصيدلة  إحدى معالم الصرف العلمي الأكاديمي في جامعة عدن، وإحدى الثمرات اليانعة للنهضة العلمية الطبية الصيدلية، وعنوان ذاكرة عدن الحاضر والمستقبل، التي بدأت إرهاصاتها الأولى بإنشاء تخصص الصيدلة ضمن تخصصات كلية الطب في أكتوبر 1995م، واستمر هذا الوضع حتى العام 2009م، إذ أنشئت هذه الكلية بقرار أصدره رئيس الجامعة – آنذاك – وهو القرار رقم (931) بتاريخ 2009م، الرابع والعشرين من يوليو، وبذلك تم تحويل تخصص الصيدلة في كلية الطب والعلوم الصحية، وشملت قسم علم الأدوية وقسم الصيدلانيات وقسم الكيمياء الصيدلانية، وقسم العقاقير، وظلت كلية الصيدلة تستخدم القاعات الدراسية والمكاتب الإدارية ومبنى كلية الطب حتى تم التمويل وبناء مباني وحرم خاص بالكلية.

وفي مطلع 2010 وبتمويل من جمعية جمع التبرعات الشعبية الكويتية وفي زمن قياسي استكمل بناء الكلية الذي يضم ثلاثة مبانٍ رئيسة، ومبنى صغير لحيوانات التجارب، "الأمناء" أجرت لقاءا مع عميدها د. صالح الجفري في الأسطر التالية:

مظاهر علمية ملفتة

ومنذ أنْ دلفت أقدامنا الكلية وبعدها مكتب عميدها، كنا في الحقيقة مسكونين بترحابه وتواضعه الجم الذي أثلج صدورنا وشجعنا على أنْ نمطره بمختلف الأسئلة، وكانت بداية الحديث عن كيفية التغلب على الصعوبات بعد الحرب فأجاب أنها تمت بفضل الله وجهود الخيرين في جامعة عدن وفي مقدمتهم رئيس الجامعة "باسلامة" وجميع منتسبي كلية الصيدلة سواءً أكانوا الأكاديميين أو الإداريين، وكذلك طلاب الكلية، فقد استطاعت الكلية التغلب على جميع الصعوبات التي واجهتها بعد الحرب الحوثية العفاشية الظالمة التي شنتها على أبناء الجنوب الأحرار، وعلى أبناء عدن الأشاوس، هذه الحرب التي نجمت عنها كثير من المآسي، لكن استطعنا أنْ نبدأ الدراسة بفضل تعويضي هو الفصل الدراسي الثاني للطلاب، وتحديدًا في 14 مايو 2015م، والحمد لله تم إنجاز هذا الفصل بنسبة (80 %) والدخول في العام الدراسي الجديد 2015 / 2016م، الذي بدأناه في يناير ومن المتوقع أن ينتهي في بداية أبريل وإن شاء الله يكلل بالنجاح.

وعن المعالجات والصعوبات التي واجهتها الكلية قال عميد كلية الصيدلة من الصعوبات التي واجهتنا هي إعطاب كثير من الأجهزة بسبب الحرب، مثل عطب المكيفات وتلف المواد الكيماوية والمختبرات والأضرار بشبكة المياه والصرف الصحي، والكهرباء والانقطاعات الكهربائية، فضلاً عن تحطيم كثير من النوافذ والزجاج إلى جانب محتويات أخرى.

 معالجات علمية واقعية

وعندما سألناه عن المعالجات أوضح عميد كلية الصيدلة د . صالح قاسم الجفري: أن قيادة الكلية الجديدة وطاقمها الأكاديمي والإداري وبدعم رئيس الجامعة باسلامة بعد الحرب بوضع خطة طوارئ عاجلة للأشهر أكتوبر، نوفمبر وديسمبر من العام المنصرم 2015م، وبموجبها تم تشكيل لجنة مصغرة من أعضاء مجلس الكلية للإشراف على خطة الطوارئ وحصر الأضرار الناجمة عن الحرب من قبل لجنة الأضرار ورفع تقرير لها، كما تم التواصل مع الجمعيات والمنظمات الخيرية، وتم تنظيف الطلية وإصلاح الأبواب والنوافذ وبقية أضرار الحرب، إلى جانب إصلاح شبكتي الكهرباء والماء، وترتيب الحراسة المدنية للكلية، وإعداد الخطط الدراسية وحصر وتوزيع المدرسين والتواصل مع المدرسين خارج الكلية، وعقدنا لقاءات مع الهيئة التعليمية والمساعدة لمناقشة الفصل التعويضي إلى جانب اللقاءات مع ممثلي الطلاب وإجراء امتحانات الفصل الدراسي التعويضي، وكذلك إعداد خطة القدرة الاستيعابية للطلاب في العام الدراسي 2015 / 2016م، وإقرارها في اجتماع مجلس الكلية، وإصدار البطائق الجامعية، وإصدار عدد من البطائق الجامعية، إلى جانب وضع خطة لتنظيم المجالس وترتيب المخازن وجرد المواد الكيماوية وصيانة وإصلاح الكهرباء وأجهزة التكييف وشراء مكيفات مناسبة للمختبرات ومكيفات مكتبية وشراء مولدات كهربائية للمعامل وربطها بالكهرباء ومفاقدة شبكة المياه وتوفير المواد الكيماوية الضرورية وإصلاح أجهزة التقطير والتسخين وغيرها الضرورية للعمل، وإرساء نظام المسئولية الشخصية في عمل المخازن والمختبرات وغيرها من العهد الثابتة والمتحركة وشراء المواد المكتبية ومفاقدة وإصلاح الوسائل التعليمية المتوافرة.

تطبيع الحياة الدراسية

وأضاف يقول: وفي إطار تطبيع الحياة العلمية والأكاديمية للكلية، تم التواصل منذ الأيام الأولى معا لمنظمات الدولية ومن ضمنها منظمة الهجرة الدولية، التي أسهمت إسهامـًا فاعلاً في إصلاح شبكة مياه الكلية، كما تمَّ التواصل مع جمعية مساعدة المرضى الكويتية، وبالأخص مع الأخ أبو إسماعيل، إذ قدَّمت للكلية كثيرًا من الإمكانيات، لتسيير العملية التعليمية، وكما وعدنا بتقديم تسهيلات كبيرة مثل التشجير حول الكلية وبناء أماكن خدمات وتجهيز ملاعب لكرة الطائرة والسلة في الوقت القريب.

إضافة إلى ذلك قدمت لنا هذه الجمعية الخيرية الكويتية الوسائل التعليمية لعرض المحاضرات مثل "الدوتشوب" وهي عبارة عن أجهزة عرض وكمبيوترات لجميع أقسام الكلية.

ومن ضمن دعم هذه الجمعية الشقيقة تبنت أيضـًا موضع مهم جدًا، وهو تجهيز الكلية بالمختبرات من خلال التواصل مع الجهة التي قامت ببناء الكلية، وهي جمعية التبرعات الشعبية الكويتية، وعرفانـًا من جامعة عدن وكلية الصيدلة تم الإعلان عن تسمية مدرج الكلية وهي مدرج المحاضرات باسم سمو الأمير صباح سالم الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة، ولذلك نرجو من هذه الجهات مواصلة دعمها السخي.

 ويسألونك عن التحديات

وفي إجابته على التحديات الماثلة أمام مستقبل الكلية التي تواجهها فندها عميد الكلية د. صالح قاسم الجفري في العمل على تأسيس القاعدة المادية العلمية الحديثة، التي ستخدم العملية التعليمية مثل تجهيز المختبرات، وتوفير الأجهزة الحديثة والمتطورة وتوفير المواد اللازمة للعملية التعليمية، إلى جانب أجهزة التحديث وإصلاح شبكة الكهرباء والمياه وتوفير البنية التحتية للنشاطات الطلابية وملاعب رياضية لتنس الطاولة والكرة الطائرة إلى جانب ضرورة تحديث المناهج وتطويرها علميـًا بما يتناسب والمتطلبات العالمية، بالإضافة إلى تأهيل الكوادر الأكاديمية المتوسطة وإعطائها فرص من أجل الدراسات العليا، إذ يتواجد لدى الكلية عدد لا يقل عن (23) معيدًا يحتاجون إلى التأهيل الأكاديمي.

كما شملت هموم قيادة الكلية قضايا توفير المدرسين المؤهلين وتحسين الإمكانيات والتجهيزات والإصرار على تسيير الدراسة، كما كانت وأحسن من السابق، رغم كل الصعوبات والتحديات الأمنية، التي تمثل المعرقل الأساسي للعملية التعليمية، وتمنى أن يتحسن الوضع الأمني لصالح العملية التعليمية واستقرارها.

عَلاقة متميزة مع هيئة الأدوية

وعن العَلاقات مع الشركات والمؤسسات الدوائية العامة والخاصة أفاد الدكتور صالح الجفري عميد الكلية أنـَّه لا يوجد حتى الآن تنسيقـًا مع مصانع الأدوية في صنعاء، لكن يوجد تنسيق بين الكلية والهيئة العليا للأدوية فرع عدن، إذ يتم التعاون بين الكلية وفرع الهيئة في مجال تدريب الطلاب لديهم، وكذا التنسيق المستمر مع المستشفيات والصيدليات الخاصة والحكومية في مجال تدريب الطلاب.

واستطرد قائلاً: نحن كقيادة كلية نشارك في كثيرٍ من المؤتمرات والندوات التي تناقش قضايا تهريب الأدوية والأدوية المغشوشة وآثار وأضرار الأدوية المهربة والفاسدة والمخدرات، وفي كثيرٍ من الفعاليات الاجتماعية.

 بحوث علمية متفردة

وعن النشاط العلمي والبحثي للكلية .. قبل الإجابة عن سؤالنا في هذا الخصوص سبقنا قبل إجابته بعرض مجموعة نوعية من البحوث العلمية الصيدلية المستوعبة لآخر المستجدات العلمية البحثية والابتكارية والإبداعية في علم الصيدلة من قبل المدرسين والطلاب، التي حظيت باهتمام بالغ من قيادات الكلية والجامعة والمؤسسات البحثية العلمية والقطاع الحكومي والخاص، إذ أوضح الدكتور الجفري في هذا الخصوص قائلاً: إنَّ كثيرًا من هذه الأبحاث للمدرسين ونوابغ الطلاب تنشر في المجلات المحلية والعالمية، وكثيرًا من الباحثين من الأساتذة في الكلية حاصلين على درجات تقديرية عليا في هذا المجال، وعن نشاط الكلية قال: هناك نشاط آخر للطلاب هو مشاريع التخرج العلمية.

وعن عَلاقة الكلية بالكليات العربية النظيرة لها قال الدكتور الجفري بأن العلاقات طيبة مع جامعة الملك سعود في إطار هذه العَلاقة نتبع سياسة جامعة عدن في هذا المجال، كما هو لدينا عَلاقة مع المعاهد العلمية المحلية، وخصوصـًا معهد أمين ناشر للعلوم الصحية في سد الحاجة من المدرسين أو في المجال التطبيقي.

وعن معايير امتحانات القبول في الكلية أوضح عميد الكلية : علينا أن نتخلص من عقدة نسبة الثانوية العامة التي هي (50 %)، من امتحان القبول، إذ أنَّ درجة الثانوية العامة لم تـُعد مقياسـًا لنسبة القبول، ولكن يجب أن نتبع أسلوب نسبة (50 %) حصيلة الدراسة أثناء الفصل الدراسي، معيدًا إلى الأذهان أنَّ خريجي هذا العام بلغوا (185) طالبـًا وطالبة.

 

 

شكر وتقدير للجنود المجهولين ولقيادة الجامعة

 

وقبل إنهاء الحوار مع عميد كلية الصيدلة الدكتور صالح قاسم الجفري تقدم بالشكر الجزيل إلى الطاقم الأكاديمي والإداري للكلية وجميع الطلاب والطالبات لتعاونهم في تسيير العملية التعليمية كما عبر عن تقديره الجزيل لقيادة جامعة عد ممثلة بالدكتور حسين عبدالرحمن باسلامة لجهوده المضنية التي قدمها وما زال يقدمها لنا لتجاوز هذه المرحلة، كما خص بالشكر الإخوة في جمعية دعم المرضى الكويتية ممثلة بالأخ أبو إسماعيل مندوب الجمعية لما قدمته للكلية في مجال توفير التجهيزات والكمبيوترات، وشكرًا جزيلاً أيضـًا لمنظمة الهجرة الدولية لما قدمته للكلية من دعم سخي.. وقال: لا يفوتنا تقديم الشكر الجزيل والتقدير لرجال المقاومة الجنوبية في مديرية خورمكسر على ما قدموه في مجال حفظ الأمن وحماية الممتلكات العامة لمبنى الكلية ومحتوياته.




شارك برأيك