آخر تحديث :الجمعة 27 سبتمبر 2024 - الساعة:19:27:04
ثانوية القاع بلودر وواقع معاناةٍ مرير تعيشه (تقرير)
(تقرير / الخضر عبدالله )

ما إن وطِئت أقدامنا مدرسة القاع في مديرية لودر بمحافظة أبين حتى بدأت تلابيب الماضي تعيد ذكريات المقطع المشهود "زمان كانت لنا أيام".. "لكن آه من لكن"، وشتان بين الأمس واليوم.. ماضٍ مشرق أضاءت فيه المدرسة ذات المجد التليد نورها في جنبات تلك البلاد بشتى اتجاهاتها.. ماضٍ أثمر في تلك المناطق، وحصد ثمارها الأجيال.. مدرسة  القاع بلودر تصبح وتمسي على هدير حزين.. تلتحف السماء داعية الالتفات لما قد أصابها.. 

فمبنى ثانوية القاع بني على نفقة الأهالي بصفوف متواضعة دون تصاميم هندسية،  والطلاب والطالبات يتكدسون في فصولها  لتلقي العلم والمعرفة بصعوبة رسمتها لهم مبنى الثانوية المتهالكة وجدرانها الآيلة للسقوط.

وقادم السطور ترويه "الأمناء" التي شدت الرحال صوب تلك الثانوية لتنقل الواقع بالكلمة والصورة.. 

الثانوية في سطور

تأسست ثانوية القاع  في عام 2008م بمبادرة ذاتية قام بها الآباء في المنطقة.. جاءت هذه الفكرة التي تبناها عدد من الأهالي في المنطقة لخدمة أبنائهم في المنطقة والمناطق المجاورة لها التي كان أبناؤها يشدون رحالهم ويحزمون حقائبهم صوب مدارس  منطقة العين وعاصمة المديرية .

وبعد مساعٍ حثيثة وجهود منقطعة النظير في متابعة بناء ثانوية جديدة تتسع للطلاب، كون المبنى القديم متهالك بنيانه وسقوفه وينذر بكارثة قد تقع على رؤوس الطلاب والطالبات.. إلا أنه لم يفِ بالغرض لإقبال الطلاب المتزايد عليها سنوياً، حيث يولي طلاب غالبية مناطق  القاع وجوههم صوب الثانوية ,إضافة إلى موضوع تعليم الفتاة الذي شهد في الآونة الأخير إقبالاً كبيراً من الفتيات وعدم العزوف عن التدريس المختلط مع الطلاب.

الطلاب يتحدثون  

وفي بداية جولتنا زرنا بعض الصفوف الدراسية للالتقاء بالطلاب للسؤال عن الدراسة والصعوبات والهموم التي تواجههم، حيث تحدث لـ"الأمناء" الطالب "قاسم محمد عبدالله" أول ثانوي قائلاً بأن الدراسة في هذه الثانوية تسير بشكل طبيعي وندرس كافة المواد عدا مادة الفيزياء التي لا يوجد لها معلمون منذ بداية العام ولنا الآن ثلاثة أشهر وهذه المادة لا تدرس في الثانوية ونتمنى أن تحل المشكلة قريباً والمشكلة الأخرى هي الكثافة الطلابية في الصف الذي يصل إلى نحو خمسة وأربعين طالباً في الصف الواحد وندرس في غرفة لا تتسع للطلاب، وما يعكر صفو سير الدراسة، عدم توفير بعض الكتب المدرسية والمختبر والأثاث المدرسي كما ترى في حالة إحباط".

وفي السياق ذاته، قال الطالب "إسماعيل حسن  اليس" بنبرة صوت مليئة بالحزن:" نعيش في جو نفسي لا يساعد على تقبل المعلومات، نعاني من الإحباط لا مبنى موجود ولا صفوف مؤثثة ولا مواد مختبر، ونحن أكثر من خمسة وأربعين طالباً  ندرس على أثاث متهالك  في حجرة صغيرة يزدحم فيها الطلاب ويحرمون الاستفادة من المعلومات ومن شرح المدرسين.. وكذا عدم وجود خدمات كهربائية..

ولم يبتعد الطالب "جعبل عمر محمد" كثيراً حيث قال بأنه يرى أن الدراسة في هذه الثانوية تسير بشكل جيد مع أننا نواجه صعوبة كبيرة في الحضور اليومي والانتقال من مناطق سكننا إلى الثانوية، حيث تصل المسافة إلى حوالي خمسة كيلومترات ولك أن تتصور هذه المعاناة.. أما بالنسبة لوضع الثانوية فليس هناك مبنى رسمي لها، إنما نحن ضيوف على المدرسة الابتدائية، وجميع الفصول الدراسية دون تأثيث والطلاب يجلسون على أثاث متهالك..

الثانوية تواجه صعوبات وهموم

وتحدث لـ"الأمناء" الأستاذ "صالح عبدالله حبيبات" معلم كيمياء/ أحياء بأنه قد مرَّ على وجودي في هذه الثانوية عدة سنوات، والمبنى هو نفسه لم يتغير ولم توفر الحكومة مبنى خاص بالثانوية وإنما نزلاء وضيوف بمدرسة الشهيد لجدل "القاع وكل ما نرجو من الجهات المسؤولة سرعة البت في اعتماد مبنى حديث وجديد للثانوية وسرعة العمل على إنشائه، فهذا أهم مطلب لدى الجميع من إدارة ومعلمين وطلاب وطالبات وأولياء أمور، وأما عن الصعوبات فهناك عدة ومنها عدم توفر الأثاث المدرسي ونقص في معلمي مادتي الرياضيات والفيزياء، وقد بذلت إدارة الثانوية جهوداً طيبة ووفرت للمدرسة المواد الأخرى (المدرسين البدلاء) والمشكلة التي تواجهنا في الكثافة الطلابية المتزايدة حيث يزيد عدد الطلاب كل عام في الصف الواحد على أربعين طالباً وطالبة وهذا بلا شك يؤدي إلى عدم استيعاب الطلاب للمعلومات وصعوبة متابعة المعلم لهم في حل الواجبات المنزلية.

مخرجات جيدة.. وتجاهل أهل الشأن

كما تحدث معنا أثناء الزيارة الأستاذ "العبد الخضر كردة" وكيل مدرسة القاع الذي فتح كلامه نافذة للأحزان قائلاً: "في البداية الشكر موصول للقائمين على " الأمناء" لاهتمامهما بهذه المناطق وأوضاعها الهشة، ولا يخفى عليك كونك أحد من تعلم في هذه المدرسة، فالتعليم يسير بشكل جيد ومهنية إلا أنه يعاني الكثير من العجز والقصور في بعض الجوانب، فالثانوية يوجد فيها القسم العلمي فقط، أما القسم الأدبي غير موجود..

 فمبنى الثانوية مؤقت وتابع لمدرسة الشهيد قاسم حسن لجدل "الابتدائية" والثانوية ضيقة على الابتدائية لعدم وجود مبنى خاص بها والطلاب في الابتدائية في تزايد ويبلغ عدد الطلاب في الفصل الواحد أكثر من خمسين طالباً وطالبة..

وأضاف:" هناك صعوبات جمة تواجهنا في الثانوية أبرزها المبنى المدرسي والنقص في المعلمين في بعض التخصصات مثل الرياضيات والفيزياء وعدم توفير أثاث مدرسي، من هذا الأمر كثير من الطلاب يتلقون التعليم وهم يجلسون على أثاث هش ومتهالك ولا يصلح للاستخدام ..

واختتم حديثه:"نشكر إدارة مكتب التربية والتعليم لما بذلته من جهود حثيثة تشكر عليها، ممثلة بالأستاذ/ ناصر عوض موسى مدير التربية بلودر الذي وفر خدمة التعليم في منطقة القاع .

نهاية المطاف

ولأن خير الكلام ما قل ودل، نقول للمعنيين.. أما آن الأوان لرد الجميل لثانوية بهذا الوزن، وهي تستغيث فلا مجيب؟.. هل ستظل الآذان لتلك النداءات يسدها العجين من جهة والطين من أخرى.. أين ذهبت الوعود أم هو ضحك على الدقون؟!  

 



شارك برأيك