آخر تحديث :الجمعة 27 سبتمبر 2024 - الساعة:19:22:45
كتب وصيته قبل استشهاده بيوم وضمن دين 400 ألف لبائعي السلاح في الضالع.. الشهيد "أياد الخطيب" مسيرة كفاح ونضال (تقرير وصور)
(تقرير / الأمناء / عادل حمران )

ولد الشهيد القائد أياد أحمد محمد الخطيب في مدينة الضالع عام 1986م، ونشأ في أسرة متواضعة ملتزمة اشتهرت بحب العلم والأدب، درس الابتدائية في مدرسة الشهيد علي محمد صالح والثانوية في مدرسة أبو عشيم .

والتحق بجامعة عدن في عام 2006م دبلوم برمجة حاسوب وانخرط وشارك مع شباب جامعة عدن في تبني القضية الجنوبية من داخل الجامعة وفي العام 2008، وتم تكليفه بالسفر مع أحد الجرحى إلى الهند وهناك مكث سنة كاملة قضاها في خدمة الجرحى و المرضى من أبناء الجنوب، عاد بعدها إلى الضالع في عام 2009 واستمر مع رفاقه في التصدي لقوات حيدر الهمجية، وفي عام 2012م تم اختياره القائد الأول للحركة الشبابية والطلابية في الضالع، تقديرا لمواقفه الصلبة ومواقفه البطولية في الدفاع عن الجنوب وقضيته العادلة.

مطلوب أمنياً

وكان الشهيد أياد الخطيب واحدا من شباب المقاومة التي وهبت نفسها للتصدي لقوات حيدر وبعده ضبعان لإيقاف بلطجتهم على مدينة الضالع وبعد معارك شرسة خاضها الخطيب تم رفع اسمه وعدد من رفاقه ضمن قائمة المطلوبين أمنيا، حاول ضبعان اعتقاله فلم يستطع وجند له مجاميع مأجورة عملوا له كمائن لاعتقاله لكن دون جدوى فمحاولاتهم باءت بالفشل، وفي عام 2013 م تم تأسيس الجبهة الوطنية لتحرير واستقلال الجنوب من عدد من المكونات الثورية وتم اختيار شلال شائع رئيسا لها وأياد الخطيب نائبا أول، ولم يتوقف نضاله في الجانب السياسي بل ظل ومعه عدد من شباب المدينة في مقارعة جيش العصابة وتلقينهم دروسا صعبة داخل معسكراتهم وبعد مجزرة سناح أعلن لرفاقه بأنه قد عزم على ترك النضال السلمي وأنه لا حوار مع الرصاص إلا بالرصاص.

وفي عام 2015م أعلنت قوات الحوثي و صالح النفير العام ضد الجنوب فبدأ أياد الخطيب في تجهيز الشباب للدفاع عن الضالع وحين تم الإعلان عن احتلال قاعدة العند واعتقال وزير الدفاع تدخل عدد من العقلاء لعمل هدنة في الضالع والسماح لقوات الحوثي المرور من المدينة باتجاه العاصمة عدن وهذا ما رفضه الخطيب وقال جملته المشهورة ( والله لن يمروا من الضالع إلا على جثثنا ) .

الدفاع عن المدينة

وحين اشتعلت الحرب بدأ الشهيد أياد الخطيب ومجاميعه المسلحة في الدفاع عن المدينة ومنع أذناب إيران من التمدد وفي 20 مارس / 2015م هاجموا عددا من المواقع العسكرية المطلة على المدينة أبرزها موقع القشاع حيث تم إعطاب دبابة وقتل عددٍ من جنود العدو ، وتم جرح أياد الخطيب بشظايا في ركبته وجرح عدد من رفاقه .

وفي 30 مارس 2015 م هاجمت مواقع العدو مدينة الضالع بكل أنواع الأسلحة فسيطروا على موقع العرشي وحاولوا اقتحام المدينة والسيطرة على دار الحيد وبسبب ضعف إمكانيات شباب الضالع قاتلوا قتال مستميت من أجل الدفاع عن كرامة المدينة وفي ذلك اليوم تعرض أياد الخطيب لعدة طلقات قناص حوثي أصابت يده اليمنى و اليسرى ولكنه لم يستسلم لجراحه حينها أخذ إسعافات أولية وعاد إلى الجبهة من جديد، كانت الضالع تمر بأصعب الأيام وأوشكت الذخيرة بأن تكتمل وثمة حصار مطبق على المدينة من كل الجهات حينها قرر أياد الخطيب بيع ذهب زوجته لشراء آر بي جي لتفجير دبابات العدو .

وفي تلك الأيام نصحه الأطباء عدة مرات بالذهاب إلى مستشفى يافع لتطبيب جراحه التي ما زالت مفتوحة لكن قُوبلت نصائحهم بالرفض الشديد من قبل أياد وقال أذهب للعلاج وشبابنا لمن ؟؟ حمل جراحه معه إلى كل الجبهات والمواقع العسكرية وفي 6/4/2015 م تلقت مقاومة الضالع هجوما شرسا من قوات العدو من مختلف الجبهات بغرض السيطرة على المدينة وكسر شوكتها سقط في ذلك اليوم عدد كبير من شباب المدينة بين قتيل و جريح وفي موقع دار الحيد أصيب أياد الخطيب إصابته الثالثة بطلقتين حوثية في الفخذ كانت الأصعب بين إصاباته الثلاث تم إسعافه للمستشفى ولكنه رجع لكي يرفع معنويات رفاقه فقد كان لهم القائد و الأخ والصديق كان يقدم من جيبه.

 كتب وصيته قبل استشهاده بيوم واحد ورصد لأخيه الأصغر وليد الخطيب أربع مئة ألف ريال ديون فوق عاتقه لبائعي السلاح الذين أخذ منهم سلاحا للجبهات .

سقوط الفارس

وفي يوم الأحد 19 / 4 / 2015 قام أياد الخطيب بزيارة المواقع والجبهات وكان عدد كبير من جنود الحوثي متمركزين في بنايات المدينة المرتفعة وأمام سنترال المدينة تم قنص أحد شباب المقاومة حاول صديقه إسعافه فسقط بجانبه وحاول الثالث فسقط بجانبهم وحين شاهد أياد الخطيب المشهد تأثر وأبكاه أحد الجنود لصعوبة ظروفه، حيث كان يحمل الخبز في جيبه حينها صرخ أياد يحمل كسرة خبز وبكى حاول إسعافه ورفاقه لكن كانت رصاصة العدو أقرب من دراجة الإسعاف حينها تم رمي أياد الخطيب بعدة طلقات في ظهره سقط على إثرهنّ شهيدا على الفور وسقى بدمه تربة الضالع الطاهرة لم ينسه رفاقه بعد استشهاده فبعد تحرير المدينة تم تشكيل كتائب الشهيد أياد الخطيب لحماية أمن المدينة واستقرارها فلم يمت أياد الخطيب فما زال حيا في قلـوب رفاقه ومحبيه ومثلا للقائد الحقيقي .

* صحيفة "الأمناء"



شارك برأيك