آخر تحديث :الثلاثاء 04 فبراير 2025 - الساعة:13:06:37
الشهيد علي ناصر هادي سيرة الرجولة والبطولة
(أحمد بو صالح)

قبل قيادة المنطقة العسكرية الرابعة في ظرف استثنائي وصعب جدا فيما كانت حينها خاوية على عروشها لا تمتلك من (العسكرية) إلا ألوية عسكرية وإلا قادتها العدوان الحوفاشي على الجنوب ووجهت فوهات أسلحتها وحمم مقذوفاتها صوب عدن وأهلها فقط وعشرات الالاف من الضباط والجنوب أطلق السواد الأعظم منها الصرخة من اليوم الأول لدخول الحوثة صنعاء .

تسلم منطقة عسكرية لا تمتلك سلاح ولا جنود ولا إمكانيات ولا صلاحيات اللهم إلا مبنى للقيادة في تواهي عدن خالي من كل شيء إلا من بضعة أفراد جنوبيين الهوى والانتماء كانوا في استقباله عند بوابته الرئيسية .

ومع ذلك ترك مكتب القائد المكيف وبدروم الاختباء وخرج حاملا سلاحه الآلي الشخصي واختار أن يكون مقاتلا جنبا إلى جنب مع العشرات من خيرة شباب مقاومة التواهي .

تقدم الصفوف موجها بندقيته إلى صدر العدو وتمترس مع شبابٍ يافعٍ في عمر أولاده وأحفاده ولكنهم كانوا كبارا في نظره.

قاتل وقاتل ولم يفكر مجرد التفكير في ممارسة دور القائد القابع في مكتبه أو منزله أو مخبئه البعيد عن رحى المواجهات بل حضر كمقاوم جنوبي شريف غيور على عاصمته ووطنه وشعبه وتواجد في خضم المواجهات في حضرة الدماء والأشلاء والصراخ.

حضر وقاتل ولم يضع الهرب بحرا كخيارٍ أخير على الرغم أنه كان متاحا أمامه.

بل كان تفكيره (كل) تفكيره محصورا في الدفاع عن نساء وأطفال عدن وقتال الغزاة والانتصار عليهم ودحرهم وتحرير العاصمة عدن ومن بعدها الجنوب منهم.

هكذا خاض (أبو الشهداء) الشهيد اللواء علي ناصر هادي حربه مع قتلة الأطفال والنساء ومدمري عدن والجنوب حتى استشهد مقبلا غير مدبر .

فباستشهادك أيها البطل رحمك خالقك فأخذك شهيدا بطلا سُطِر اسمك في سجلات الشهادة وكتب الصمود والبطولة ، اختارك ربك إلى جواره حتى لا يدعك تعيش لترى ما يحصل اليوم من مهازل مخزية أضاعت ما استشهدتم أنت ورفاقك الأبطال من أجله وحتى لا تشهد بأم عينيك ما يعيشه المقاومون الحقيقيون اليوم من معاناة و(جرجرة) بين مطرقة الشرعية وسندان قيادات المقاومة الذين تحول البعض منهم اليوم بقدرة قادر إلى قادة مليشيات مسلحة ورؤساء عصابات تخريب وفيد وأمراء جماعات إرهابية أخذك بارئك حتى لا تموت قهرا وكمدا وحسرة على تضحياتٍ جسام بذلتموها أيها المشاعل المضيئة التي أنارت طريقنا نحو التحرير طيلة فترة الحرب اللعينة المفروضة على الجنوب .

أبي الذي لم أنل شرف التعرف بك، حقيقة لأدري لماذا استحضرت سيرتك العطرة اليوم وفي غير مناسبة كاحتفالية بمولدك أو ذكرى استشهادك على سبيل المثال ولا أدري ما هي دوافعي لخوض غمار الحديث عنك وعن ملحمتك البطولية التي سطرتها برفقة أبنائك من شباب المقاومة الجنوبية ولا أدري لماذا أطلقت العنان لقلمي الصغير جدا أمام ما قدمته لوطنك وشعبك ليتناولك كشخص وموقف ويرسم بحبر الدموع والدم لوحة كلامية ربما بهدف عرضها على جدار أحد جبهات القتال في عدن الحبيبة والغالية على قلبك وقلوبنا، وربما لأضعها في قلب ديوان فاخر لقيادي في المقاومة جنى ثمار نضاله وبدت عليه النعمة أو لإلصاقها على زجاج مقدمة إحدى سيارات الموكب الكبير التابع للقيادي في المقاومة الجنوبية فلان بن فلان وفي الأخير حتما سأضعها على صدر أحد صفحات صحيفة عدنية ليراها الجميع ويقرأها بما فيهم من زاملك بالأمس القريب في قيادة جبهات القتال في عدن ممن طرأت التغييرات على سلوكهم ووطنيتهم ومواقفهم تجاه جنوبهم وشعبهم وقضيتهم ليأخذوا الدروس والعبرة منها لعل وعسى تهديهم سيرتك المعطرة بريحان حب الوطن والتضحية من أجله إلى طريق الحق الذي ضلوه اليوم وفي الأخير  سأبذل جهدي لتكن لوحتي الكلامية المتواضعة هذه عنك والمتضمنة جزءاً يسيراً من ملحمة بطولتك درس أساسي في مادة الرجولة والفداء والتضحية ليتعلمها أبناؤك وبناتك من الطلاب في مدارس ومعاهد وجامعات عدن والجنوب عامة.

فألف رحمة عليك أيها الشهيد البطل علي ناصر هادي وأسكنك عز وجل فسيح جناته وتقبلك أنت وكوكبة الرجال الأوفياء شهداء مع عبادة من الأخيار والصديقين .

 

 




شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل