آخر تحديث :الثلاثاء 04 فبراير 2025 - الساعة:11:00:06
الصماد يعترف بوجود وفد حوثي لإجراء تفاهمات ووقف كامل للحرب مع المملكة..الصالحان.. بين الصفعـة والصفقـة (رصد)
(رصـد / ياسين الرضوان)

تتسارع وتيرة الحرب أكثر وأكثر، ومعها في الأفق تبدو آمال تفاهمات مبدئية لوقف هذه الحرب، وقد تنحسر وتتلاشى في أي وقت إذا لم تصل لطموح طرف ما، فبعد تحرير أجزاء واسعة من تعز، تبقى الوجهة صوب صنعاء لتصبح بين خيارين لا ثالث لهما: إما بداية تسوية سياسية جديدة ممتدة من تلك التفاهمات، أو ستكتمل الرحلة، وتصبح محطة الاقتتال الأخيرة..

وبين هذا وذاك، تتباين الآراء في الطرف الواحد، وتظهر معها تشققات واختلافات مصلحية، لا يجوز لها الاستمرار أكثر، مع تضخم العروض العسكرية لدول الخليج، منها رعد الشمال التي انتهت قبل يومين، و انطلاق مناورات «اتحاد 18» الخليجية البحرية في المنامة، التي ابتدأت أمس، وهذا يحتم على صالح والحوثي، أن يلتقطوا فرصة عقد صفقة يصبح أحدهما فيها الرابح، ولو بأقل الخسائر..

"الأمنــاء" ترصد الأحداث المتقاربة بشأن هذا الخصوص، كما ترصد انطلاق معادلة هذه المصلحة، من جدولة خاصة لأوراق الصالحين (صالح جماعة الحوثي، وصالح حزب المؤتمر)، فمن سيلتقط هذه الصفقة، ويدع الآخر يقع في الشرك، ومن سيقول مقولة الشيطان، عبر الإيقاع بالآخر، في معادلة الجنة والنار هذه، أم أن هنالك اتفاق سري فيما بينهما، لصنع طوق نجاة واحد في نهاية المطاف، ولا تحدث إلا لعبة السياسة في تبادل الأدوار..

اتفاق من ثلاث نقاط

ونقلت مصادر متطابقة، أنه تم الاتفاق على التهدئة على الحدود اليمنية السعودية، وهذا الاتفاق يقضي بإعادة فتح منفذ الطوال الحدودي بحرض، وانسحاب الحوثيين منه، وتسليمه لقوات الجيش الوطني الموالي للحكومة الشرعية.

وقالت تلك المصادر، إن من بنود اتفاق التهدئة على الحدود تبادل الجثث بين الطرفين وتسليم خارطة الألغام التي زرعها الحوثيون على الحدود السعودية وتسليم منفذ الطوال البري لإعادة فتحه بإشراف السلطة الشرعية.

وكانت لجان مشتركة من حرس الحدود السعودي والحوثيين ووفد من القبائل اليمنية قد بدأوا في اليومين الماضيين بانتزاع مئات الألغام المزروعة على الحدود السعودية اليمنية بعد تسليم الحوثيين لخارطة الألغام.

كما ذكر التحالف أنه "تم استعادة المعتقل السعودي العريف (جابر أسعد الكعبي)، وتسليم 7 أشخاص يمنيين تم القبض عليهم في مناطق العمليات قرب الحدود السعودية الجنوبية"، وأعربت قيادة قوات التحالف عن "ترحيبها باستمرار حالة التهدئة في إطار تطبيقها لخطة (إعادة الأمل)، بما يُسهم في الوصول إلى حل سياسي، برعاية الأمم المتحدة، وفق قرار مجلس الأمن رقم 2216".

وفي وقت سابق، نشر المغرد السعودي الشهير "مجتهد" تغريدة على موقع "تويتر" تضمنت ما وصفها ببنود الاتفاق المبدئي بين السعودية والحوثيين ومعلومات هامة عن المفاوضات التي ترعاها السعودية وموقف الرئيس المخلوع صالح منها ومدى صمود الاتفاق.

وكان من أبرز ما جاء في تلك البنود: هدنة دائمة على الحدود وانسحاب الحوثي من المواقع المحتلة داخل الحدود السعودية وتشكيل حكومة انتقالية يشارك فيها الحوثي

وكان العميد أحمد العسيري المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف قد صرح أن الوضع على الحدود مع اليمن مستقر وأن قوات التحالف سترد بقوة على أي خرق للاتفاق.

وبالمقابل أكدت مصادر مقربة من الحوثيين في وقت سابق بوجود مفاوضات في المناطق الحدودية بين اليمن والسعودية، بالتزامن مع هدوء للمعارك في الشريط الحدودي منذ أيام.

سعي لإيقاف الحرب

واعترف قيادي حوثي رفيع، أمس الاثنين، عن وجود ما وصفها بـ"التفاهمات المبدئية" مع الجانب السعودي، التي "قد تفضي إلى إيقاف الحرب بين الطرفين"، في أول تعليق رسمي للجماعة، على المفاوضات التي أثمرت تهدئة على الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية، منذ أسبوع.

وذكر رئيس المجلس السياسي للحوثيين، صالح الصماد، أن التهدئة على الحدود تأتي في إطار وضع أرضية للقاءات لوقف الحرب، وإنهاء معاناة الشعب اليمني، حسب قوله، فيما لم يصدر أي تصريح رسمي من قبل التحالف العربي الذي تقوده السعودية بشأن أي تفاهمات مع الحوثيين.

ويعد الصماد ثاني أرفع القيادات الحوثية، بعد زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، في بيان على صفحته بموقع فيسبوك، ونقلت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين مقتطفات منه: "لن ندير ظهورنا لأي تفاهمات أو مبادرات قد تفضي إلى وقف الحرب، من أي طرف كان".

وأكد أن اللقاء الذي تم في مناطق حدودية بين اليمن والسعودية، جاء كمبادرة إنسانية من قبلهم لتسليم أسير سعودي نظرًا لوضعه الصحي.

تفاهمات أولية وهجوم ضد صالح

وأضاف: "لا مانع من أن تستغل مثل هذه المبادرات لإيجاد قناة تواصل مع الطرف الآخر، للاستماع لوجهات النظر، والتفاهم لإيجاد آليات قد تفضي إلى حوار بعزة وكرامة"، حسب قوله.

وأعلن القيادي الحوثي عن وجود "تفاهمات أولية، تم خلالها الحديث عن خطوات تدريجية قد تفضي إلى وقف الحرب في حال كانت هناك نوايا صادقة لدى دول التحالف".

كما هاجم «الصماد» الرئيس المخلوع «صالح» ضمنيا متهما إياه بمحاولة تزييف الحقائق، لتهيئة نفسه لصفقة مع دول التحالف مستغلاً تضليلها أو لينال من الجيش واللجان الشعبية.

وكانت مصادر مقربة من الحوثيين ذكرت الأسبوع الماضي أن وفدا قبليًا دخل الأراضي السعودية وقام بتسليم أسير سعودي يُدعى جابر الكعبي، ومبادلته بـ7 أسرى حوثيين.

وأكدت قوات التحالف العربي في وقت لاحق النبأ، وقالت إن التهدئة على الشريط الحدودي جاءت بناءً على وساطة يقودها زعماء قبليون.

حزب المؤتمر والسلام الشامل

ورحب حزب صالح، الأربعاء الماضي " بأي جهود مبذولة لإيقاف الحرب في اليمن"، وذلك بعد ساعات من إعلان التحالف العربي التوصل إلى "تهدئة" في الشريط الحدودي، بناءً على وساطة قادتها شخصيات قبلية.

ونقل الموقع الرسمي لحزب صالح على شبكة الإنترنت، على لسان مصدر مسؤول (لم يسمّه)، أن "المؤتمر مع السلام الشامل، ويرحب بأي جهد يبذل لإيقاف الحرب، وكل أنواع الاقتتال الداخلي داخل الأراضي اليمنية، بما في ذلك إيقاف الأعمال العسكرية على الحدود بين اليمن والسعودية، بعد أنباء عن استثنائه (المؤتمر) من المفاوضات الجارية".

وقال حزب صالح، المتهم من قبل الحكومة الشرعية بالتحالف مع الحوثيين والانقلاب على السلطة، إنه "داعية سلام، وضد كل الحروب"، لافتاً إلى أن "القبول بالسلام لا يعني الاستسلام أو الخنوع والتخلي عن حق الدفاع عن النفس".

 




شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل