آخر تحديث :الثلاثاء 04 فبراير 2025 - الساعة:11:05:28
مواطنون بانتظار فتح ملف التعويضات والإعمار.. معاناة صعبة وعدم استقرار يعانيه أصحاب المنازل المدمرة (تقرير وصور)
(تقرير / عبدالقوي العـزيبي)

لا يزال مواطنو محافـظة لحج منتظرين أمل التعـويض، جراء ما لحـق بمنازلهـم من دمار، تسببت به مليشيات صالح والحوثي، التي خاضت حرباً ضروسا على الجنوب، والعــديد من المواطنين دفعت به قـسـاوة العيش، وعدم وجود الإمكانيات بالسكن في أماكن لا تصلح للسكن الإنساني وكلما مر يوم تزداد قسوة الحياة وتقابلها شحة الإمكانيات، وكثرة مطالب الحياة اليومية وخصوصاً من كان يتيم الأب والأم، كما هو الحال مع المـواطــن (يسلم وأخية مدهـش)، ومثلهما كثير، من الذين يعانون الحرمان، وقسوة الحياة منذُ طفولتهم، وعندما تمكنوا من الاستقـرار، جاءت الحرب لتقضي على كل ما هو جميل في حياتهم اليومية، بقصف منزلهم وإتلاف كل ما فيه من محتويات، مما دفع بمالك محطة صبر، مساعدتهم وإعطائهم غرفة خاصة صغيرة للسكن فيها بشكل مؤقت.

"الأمنـــاء" تنقل هذه الحالة وهي حالة  للعديد من المواطنين ممن تم تدمير منازلهم من قبل مليشيات صالح والحوثي، إما عن  طريق التفجير أو قصف الطيران، نتيجة لتواجد الحوثة بالمنازل الخاصة بالمواطنين، بغرض سرعة فتح ملف هؤلاء وإعادة الأمل إليهم للعيش الكريم في منازل خاصة بهم، من خلال التعويض العادل والذي يحلم به الجميع على أمل أن يكون بأقرب وقت ممكن.

حلــم بسيط وحزنٌ أكيد

ويقول المواطن "يسلم محمد سالم" الملقب بجلاجل:" لقد كنا نسكن بقرية جلاجل، وتوفي والدي و أمي نتيجة لمرض وأنا عمري سبع سنوات بينما أخي مدهش عمره كان خمس سنوات"، مواصلاً:"بعد وفاة الوالدين انتقلنا للعيش ونحن صغار إلى عند  "محمد فضل "ومكثنا عنده تقريباً فترة عشرين عاماً وبعد وفاته، انتقلنا إلى منطقة صبر بالقرب من سكن الشيخ عبدالحكيم درويش العزيبي، الذي كان يعطف علينا واشتغلنا عنده في تربية ورعاية الماشية، وتمكنا بعون من الله وبتعاون أهل الخير من بناء منزل خاص بنا أنا وأخي مدهش، وكنا نعيش فيه حتى دخول المليشيات منطقة صبر فتحولت المنطقة التي فيها منزلنا إلى ثكنة عسكرية لتلك المليشيات، وعندما قام الطيران بقصف المليشيات التي احتلت منزل المواطن فضل فارع وتدمير كاملاً ، قمنا بالنزوح إلى قـرية الـوعـرة عند المواطن ( ميثاق أحمد عوض ) ولقد كان كريم ورحيم بنا حيث كانت قرية الوعرة مكتظة بجميع النازحين من صبر والحوطة .

وأضاف: أثناء نزوحنا إلى قرية "الوعرة" علمنا أن الطيران أيضاً قام بقصف منزلنا وتدميره تدميراً كاملاً، ولقد أصابنا الحزن الشـديد لهذا الأمر بعد أن انقضت أعمارنا أنا و أخي في السعي لبناء هذا المنزل وكان الحزن أكثر  نتيجة احتراق كامل محتويات المنزل حتى الوثائق.

تبخر الأسرة السعيدة

وبعد دخول المقاومة صبر وتطهيرها من تلك المليشيات دخلنا صبر وشاهدنا المنزل مدمراً كاملاً وكان منظرا مؤثراً جداً، وأنت تشاهد منزل  قضيت عـمرك  في عملية البناء وفجأة تنظر إليه وهو عبارة عن أكوام من الحجارة وجدران مشققة من كل اتجاه ولا يصلح للعيش داخله، لقد كنا نفكر أنا و أخي  في تأسيس أسرة سعيدة داخل هذا المنزل لكن هذه الحرب الملعونة قضت على أحلامنا كلها وأصبحنا أيتاما بعد الأب والأم ها نحن اليوم أيتام من حق السكن الشخصي .

وعند دخولنا صبر وجدنا ألغـاما زرعتها مليشيات الحوثي على حافة الطريق ولولا لطف الله لكنا ضحايا إما قتلى أو جرحى فوق ما حدث بمنزلنا، وأيضا شاهدنا أماكن كانت تستخدم كمتارس من قبل الحوثة في كامل المنطقة مع وجود كميات كبيرة من مخلفاتهم من العبوات الغازية والمائية حيث قالوا بأنه تم تحويل هذا المكان كمستودع خاص بالحوثة من خلاله كان يتم تموين كافة الجبهات .

السكن في غرفة حراسة

وحول مسكن (يسلم ومدهش) قال إنه وأخيه، يسكنان في غرفة كانت مخصصة للحراسة بمحطة صبر، وهي عبارة عن غرفة صغيرة وممر وحمام فقط، وجزى الله خيرا صاحب محطة صبر بتقديمه لنا ذلك مؤقتاً، حتى نتحصل على التعويض وإعادة بناء المنزل الذي يحتاج إلى إمكانيات كبيرة جدا ونحن حاليا لا نقدر على ذلك، حيث إن أخي مدهش يعمل في قطاع خاص براتب محدود لا يكاد يغطي لنا تكاليف المتطلبات اليومية، وأنا أقوم بعمل منظف في الصيدلية، بالمحطة للمساعدة في توفير مصاريف الحياة اليومية، ويتبع حديثه لنا:" كما تشاهد هذا المكان تم تخصيصه كمطبخ وهو مطل على بوابة الغرفة ونقوم أنا وأخي بطهي الطعام بكل الأوقات ونأكل داخل هذا المكان ومع ذلك نقول الحمد لله وجزاهم خيراً من ساعدنا بهذا السكن المؤقت، وكما تعرف لا أحد يقدر العيش في حق الغير مثل الحياة داخل منزلك الشخصي.

مناشدة بإنهاء المعاناة

وناشد يسلم ومدهـش الدولة والإخوة الأشقاء بدول التحالف وفي مقدمة ذلك السعودية والإمارات والكويت بسرعة فتح ملف التعويضات وإعادة الإعمار لهذه المحافظة المنكوبة محافظة لحج بشكل عام كـون حالة المواطـن في تدهــور مستمر ولا حياة من دون العيش في منزل خاص بعــزة و كـرامة  وقـال  في ختام  هذا اللقاء نحن على ثقة في الأشقاء من التجاوب وسرعة التعويض.

هذا ويعتبر ملف التعويضات وإعادة الإعمار والتـرميمات وإعادة التأهيل بمحافظة لحج  مـلـف لا يـزال مغــلــقا ولم يتم النظـر فيه لحد الان من قبل الإخــوة بالتحالف وخصوصاً من قبل الإخوة الأشقاء في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت وبينما لا يزال جميع المتضررين منتظــرين بزوغ شعاع الأمل ليعطيهم حافــزاً في الحياة بأن الخير قادم إلى محافظة لحج، ولقد قال الله تعالى (وأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر )  فهل سيكون ملف قضية المـواطــن  يسلم ومدهش  محركا للماء الـراكـد ومفجرا  لينابـيــع الخــير و الكــرم لـتــروي عطــش أهــل محافظة لحج لكي تعــود إليهم الحياة أفضل مما كانت عليه أم إن أمل الانتظار سيبقى حلماً يحلم به المواطن ولا يعلم متى سيتم تحقيقه ؟ .




شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل