لم يدر في خلد صاحب كل ذي عقل سوي ان تصل يد الإجرام والقتل إلى دار العجزة والمسنين لتغتال أرواح وأجساد بلغت من العمر عتيا تنتظر عدالة السماء بعد ان فقدتها في الأهل والأحبة وأجبرتها تقلبات الزمان وجفى وقسوة الأهل والخلان للارتهان لجدران ذلك المبنى العتيق الذي تحكي كل زاوية من زواياه قصص ومآسي تتفطر منها القلوب وتذرف منها العيون لتبقى هذه المأساة والجريمة النكراء التي رسمت فصولها ظهيرة يوم أمس الأول الجمعة شاهدة بكل ماتحملها الكلمة من معنى عن فشل الشرعية رئاسة وحكومة في إدارة شئون البلاد وحماية المستضعفين من القتل اليومي الذي وصل إلى دار العجزة والمسنين وحصد ارواح "16" من الحراس والممرضات والعاملين وبعض النزلاء في هذا المبنى الذي يأوي بين جنباته شريحة لم يعد لها من الدنيا سوى الذكرى وبقايا اجساد هزيلة جار عليها الزمن .

مالذي يحدث إذاً ؟

يتساءل الكثير ان لم نقل جميع أبناء الجنوب عن السر الكامن وراء مايحدث من اتساع مطرد في جرائم القتل واستهدف الابرياء الامنين ورموز وقيادات المقاومة ورجال الأمن الجنوبيين في ضل صمت مخيف من قبل الشرعية ودول التحالف لإيقاف تلك الجرائم , معبرين عن استغرابهم للسر الذي يقف وراء ترك التحالف للعاصمة عدن بعد تحريرها من مليشيات الحوثي وصالح بفضل صمود واستبسال ابطال المقاومة وبمساندة التحالف العربي .

مصارحة قبل الكارثة

أكد الكثير من الساسة والناشطين الجنوبيين على أهمية المصارحة بين التحالف والشرعية وجميع الأطراف للوقوف أمام مكامن الخلل ووضع النقاط على الحروف لتلافي مايمكن تلافيه قبل وقوع الكارثة التي قالوا بأنها لو وقعت سوف تحرق الأخضر واليابس ولن يسلم منها الجميع بمن فيهم الأشقاء في دول التحالف , مشيرين بأنه من الغير المعقول ان تترك المحافظات الجنوبية المحررة دون أي دعم أو مساندة من قبل دول التحالف أو الشرعية ممثلة بالرئيس هادي والحكومة .

جولة المـــــــــوت تواصل حصد الأرواح

ماتزال جولة "كالتكس" بعدن والتي بات الكثير من ابناء عدن يطلقون عليها اسم "جولة الموت" تواصل حصد أرواح الأبرياء بعد ان باتت مركزا لارتكاب جرائم القتل واستهداف ضباط وجنود الأمن .

حيث لقي ضابط برتبة عميد في جهاز الأمن ، وضابط آخر برفقته مصرعهما ، بعد تعرضهما لإطلاق الرصاص من قبل مسلحين في جولة “دوار” كالتكس، بحي المنصورة وسط المدينة .

وقال شهود عيان لـ”الأمناء”، إن مسلحين مجهولين نصبوا كميناً مسلحاً للعميد سالم ملقاط، قائد مركز شرطة التواهي، وضابطاً آخر يدعى محمد مسعد النخعي في جولة كالتكس بحي المنصورة، وأردوهما قتلى على الفور فيما تمكن الجناة وبحسب العادة من الفرار  .