آخر تحديث :الاثنين 03 فبراير 2025 - الساعة:18:12:15
الشهيد الذي صادف تاريخ يوم ميلاده تاريخ يوم معرفته بحمل زوجته وبنفس التاريخ استشهد
(الأمناء / خاص :)

قبل خمسة أعوام وتحديدا بعد صلاة العشاء ليوم الجمعة 18 فبراير 2011م وأثناء المظاهرة المسائية السلمية بمنطقة عمر المختار – الشيخ عثمان وأمام مبنى الشرطة تعرضت المظاهرة لإطلاق نار مباشر من قوات الجيش اليمني, سقط عدد من الشباب شهداء ومنهم الشهيد علي محمود ناجي بطلق ناري بالرأس وفارق الحياة في ساحة الميدان في الحال عن عمر لا يتجاوز ال 25 عاما ...

يقول والد الشهيد علي محمود ناجي وهو يروي سيرة ولده المولود في   18 / 6 / 1986م منطقة السيلة – الشيخ عثمان , بأن ولده عاش حياة قاسية منذ صغره أسوة بأبناء عدن والجنوب عامة , فعند إعلان الشمال حربه على الجنوب العام 94م كان عمره 8 سنوات في الصف الثاني ابتدائي مدرسة القادسية – المنصورة . شاهد غارات الطيران الحربي وقصف مدينة عدن بالصواريخ والقذائف المدفعية تتساقط على منطقته ليل – نهار والشهداء والجرحى وتدمير المنازل والمساجد , وشاهد الناس وهم يبحثون عن الماء والغذاء تحت تلك النيران المعتدية ويبحثون عن المكان الآمن , والمليشيات المسلحة في كل مكان وفي منزل جده المرحوم الحاج علي عبدالله إبان حياته ( قبل وفاته ) في منطقة السيلة شاهدهم وهم يقتحمون المنزل بعد منتصف الليل ليلة 8 / 7 / 94م في الظلام والأسرة نائمة بحثا عن خاله العقيد أبو بكر علي عبدالله ( البكري ) وصحا غاضبا وثائرا عليهم ( ماذا تريدون منا ؟) .

 عاش الشهيد علي في منطقته حياة الحرب فجائعها ضحاياها حصارها دمارها وتشريد سكانها واقتحام منازلها ونهب ممتلكاتها ..وبعدها عاش قساوة الحياة على أهله وسكان عدن والجنوب عامة ., وتعالي وتجبر الوافدين والمستوطنين الشماليين على السكان الأصليين وسلب حقهم في العيش الكريم والآمن في أرضهم، هذا الكره والعربدة واقتحام منازلها ونهب ممتلكاتها تركت في نفسه مثل غيره آثارا بالغة وتحديا كبيرا فقد كان يفتخر بأصله العدني وبمولده بكنف الدولة الوطنية الجنوبية ويغضب ويثور على كل من يتعرض لعزة وكرامة وشرف وأصل أبناء عدن بالسوء أو الاستهتار أو النكران وله في ذلك مواقف صامدة يذكرها أبناء منطقته وأصدقاؤه . 

 الشهيد أكمل دراسته الثانوية عام 2005م وبسبب سياسة التجهيل والتفقير الممنهجة المفروضة على أبناء الجنوب من عام 94م , حُرم مثل غيره من حق مواصلة الدراسة الجامعية أو العمل الحكومي ولمساعدة الأسرة وتكوين نفسه , التحق بالعمل بشركة خاصة وشهادة زملائه العمال كان أكثر انضباطا وحفاظا على ممتلكات الشركة إلا أن دفاعه المستميت لهويته ونشاطه النضالي كان سببا في فصله من عمله قبل استشهاده بأيام .

 للشهيد مواقف لا تنسى ففي جمعة استشهاده وتحديدا في التاريخ ( 18) والذي صادف يوم  ميلاده  في ظهر ذلك اليوم  نقل للعائلة خبر حمل زوجته , ابنة خاله بعد ستة أشهر من زواجه.. وعصر نفس ذلك اليوم الجمعة كان مشاركا في المظاهرة حيث اعتلى مبنى بلدية الشيخ عثمان واقتلع صورة كبيرة لرئيس دولة الاحتلال وألقاها أرضا مع تكبير وهتافات وصيحات المتظاهرين وكان ذلك تدشينا لحملة اقتلاع الصور وأعلام دولة الاحتلال في المنطقة .وانصرف من المظاهرة لتلبية دعوة صديقه لإبرام عقد الزواج , وأثناء عودتهم نجوا من حادثة تصادم وقال الشهيد لصديقه كما رواها للأسرة (لا أريد أن أموت بحادث سيارة وإنما شهيدا في المظاهرات ) , وبعد صلاة العشاء التحق بالمظاهرة المسائية المتوجهة لمقر الشرطة في منطقة عمر المختار للضغط على السلطات للإفراج عن المعتقلين , حيث تعرضت التظاهرة لإطلاق النار من قوات الاحتلال سقط على إثرها أحد الشباب وحاول انقاذه ولكثافة النيران فقد حال دون ذلك في المرة الأولى , ومن مخبئه أصرّ على تكرار المحاولة واندفع باتجاهه وتعرض لطلق ناري مباشر أصابه في الرأس وأدى إلى وفاته في الحال ...

الشهيد علي محمود عاش بطلا لا يخضع للذل أو الهوان ومات برصاص الاحتلال شهيدا في الميدان .. رحم الله علي شهيدنا وإخوانه الشهداء وإنّا على دربهم لسائرون .




شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل