آخر تحديث :الثلاثاء 14 مايو 2024 - الساعة:00:44:00
جعولة تعاني مخلفات الحرب وتنتظر لفتة كريمة (تقرير وصور)
(تقرير / عبد القوي العزيبي)

تقع منطقة جعولة جنوب الوهط وتبعد عن قرية (كدمة امشعيبي) بحوالي خمسة كم ، ولها طريق ترابية تعتليها الرمال المتحركة وهي خاضعة منذ زمن بعيد لمشيخة العقارب وتعتبر آخر حد لمحافظة لحج وترتبط بمدينة الشعب والبساتين بمحافظة عدن .

وفي فترة حرب مليشيات الحوثي كانت جعولة خطا أحمر وخط نار وحاجز أمني وعسكري كبير من الفــولاذ لأبطال رجال المقاومة الجنوبية فلم يتمكن العدو من اجتياز جعولة والدخول إلى مدينة الشعب والبريقة فكانت رقما صعبا جداً ولاتزال بقايا المقذوفات تتسبب في أذى المواطنين وأيضا تفتقر المنطقة للماء والإعمار والإغاثة وحياة الناس بداخلها متواضعة وفيها يعيش بعض المواطنين الذين يعرفون بالبدو الرحل.

منطقة المزارع

عند زيارتك لمنطقة جعولة ستجدها أرضا واسعة ومفتوحة وفيها عدد من المزارع وبقايا أطلال لأشهر مزرعة  اشتهرت بها جعولة وهي مزرعة الأبقار حيث كانت مصدر إنتاج الألبان إلى وقت إعلان الوحدة وأيضا فيها ما كان يسمى بمزرعة  المؤتمر السادس .

وبعد حرب 1994م قام أحد المتنفذين بإنشاء مصنع للمياه بجعولة ، وقد تضرر المصنع بعد تعرضه لقصف الطيران وخرج عن الخــدمــة .

جعــــولة في وثيقة قديمة

يقول لـ(الأمناء) أحد المهتمين  بالآثار بالمنطقة المواطن  سالم بن سالم يوسف وهو أيضاً قائمٌ  بأعمال مدير مدرسة جعولة بأن تسمية المنطقة باسم جعولة يعود إلى اسم أرض زراعية بموجب وثيقة قديمة، وأوضح بأن جعولة منطقة واسعة وتتكون من مناطق هي : الوادي والمصبلة والسيلة والمزارع والرعيان وبئر عبدالله والجروري .

وأضاف بأن بعض الأسماء المذكورة حالياً لم يتم ذكرها بشكل ملموس مع اتساع منطقة البساتين وحدوث شبة تنمية بالمنطقة .

مخلفات الحرب تؤذي المواطن

وحول مدرسة القرية قال سالم بن سالم  بأن المدرسة هي تابعة لمدرسة قرية كدمة امشعيبي وفيها ثلاثة فصول دراسية ، وأضاف : " نعاني في المدرسة من جود بعض  المشاكل وأبرزها عــدم توفر الماء داخل المدرسة بالرغم من وجود بئر الماء وخزان على بوابة المدرسة المكسور، لكن لا يتم تشغيل البئر لارتفاع قيمة المشتقات النفطية ولدينا مشكلة انقطاع الطلاب عن الدراسة نتيجة لعدم قدرتهم على الدراسة بمدرسة كدمة امشعيبي لعدم وجود مواصلات تعمل على نقل الطلاب كون الطريق رملية وتحتاج إلى سيارات ذات دفع رباعي وأيضاً إلى تكاليف أجرة النقل وظروف المواطنين صعبة لعدم امتلاكهم مصادر دخل " .

وكشف بأنه قبل فترة قليلة أصيب عدد من طلاب المدرسة بانفجار بقايا مقذوف من حرب مليشيات الحوثي وقد تسبب للطلاب بأضرار جسيمة فقد أصيب الطالب جمال صبري علي (صف ثاني) إصابة في البطن بجرح جسيم وأيضاً الطالب علي ناصر عوض (صف ثالث) إصابة باليد والرجل وأصيب الطالب خالد محمد أحمد ( صف أول)  بالوجه والأذن .

ولذا يدعو القائم بأعمال مدير المدرسة الأخوة بمشروع الألغام بضرورة نزول فريق إلى جعولة  لتصفية المنطقة كاملاً من بقايا مخلفات الحرب وعقد محاضرات توعية للطلاب وأولياء الأمور عن خطورة ذلك ، كما ناشد بضرورة وجود مواد اسعافات أولية داخل المدرسة كون المنطقة تواجه صعوبة في المواصلات في حال حدوث أي مكروه .

المنطقة المنكوبة

الشيخ عـــارف سالم بن أحمد العقـــربي شيخ جعولة رحب بزيارة الأمناء باعتبارها أول وسيلة إعلامية تزور المنطقة بعد حرب مليشيات الحوثي ، وقال : " المنطقة محرومة من كافة الحقوق للمواطن منذ قبل الحرب وزاد الأمر سوءاً بعد الحرب نتيجة للأوضاع التي نعيشها معا فلا توجد كهرباء ولا ماء ولا إغاثة أو وحدة صحية، يعاني المواطن من أزمات عديدة تتطلب تدخل سريع من قبل الدولة والمنظمات الداعمة والجمعيات الخيرية "

 وشبه العقربي جعولة بالمنطقة المنكوبة من الدرجة الأولى ..

وقال المواطنون أنهم بحاجة ماسة للحصول على الإغاثة والتي لم تصلهم لحد اليوم ولا يعلمون أسباب الحرمان..

وطالبوا أيضا بنزول فريق الألغام وناشدوا  محافظ لحج د/ ناصر الخبحي بالاهتمام بهذا الجانب الإنساني .

واختصر الشيخ العقربي حديثة بأن المنطقة محرومة جدا من أي دعم في مختلف الجوانب .

وقال : " نأمل من صحيفة الأمناء بزيارة خاصة في وقت آخر لتسليط الضوء على دور منطقة جعولة والمقاومة بشكل موسع للتصدي لمليشيات الحوثي وأنصار صالح  وما قدمته قبيلة العقربي من شهداء مع بقية شهداء الوطن الجنوبي"  .

جعولة تنتظر لفته كريمة

ومع كل ما ورد ذكره عن منطقة جعولة وما تعانيه من نقص كبير في مختلف متطلبات الحياة فإن  مواطني الوهط بشكل خاص مازالوا يتذكرون تلك الأوقات التي خرجوا فيها مشياً على الأقدام نساء ورجالا شيوخا وأطفالا صباح ذلك اليوم المحزن نزوحاً قسرياً إلى قرية كدمة امشعيبي ومن هناك إلى منطقة جعولة حيث كانت جعولة أشبه بالترانزيت لأهالي الوهط ومنها  يتم النزوح إلى عدن بعد قصف مليشيات الحوثي لمنازل المواطنين بالوهط ، فقد  كانت جعولة الطريق الآمن لأي نازح باتجاه عدن ، وظلت جعولة حصن حصينا لمنع أي تقدم لتلك المليشيات باتجاه عدن، واليوم جعولة كغيرها تعاني من آثار قصف تلك المليشيات وتبحث عن الإعمار والاغاثة والاهتمام من قبل الدولة بالمواطن وإعطاء جعولة اهتماما خاصا وخصوصاً لتلك المعسكرات التي كانت خطا أحمر أمام مليشيات الحوثي من أي تقدم نحو عدن.

  فهل آن الآوان لإعطاء جعولة الاهتمام ولو بعض الحقوق التي يحلم بها المواطن ؟!.



شارك برأيك