آخر تحديث :الثلاثاء 14 مايو 2024 - الساعة:00:44:00
والدي اشترى لي أول دراجة أبو 24 بـ 200 شلن وعمري 6 أعوام.. (تقرير وصورة)
(تقرير / منير مصطفى)

العم "رسام محمد أحمد" من أوائل سائقي الدرجات الهوائية بعدن، وعمره يتجاوز 78 عاما رغم الشيخوخة المرسومة على ملامح وجهه وضعف النظر الذي يعاني منه إلا أنه لا يزال هائما بمعشوقته "الدراجة الهوائية" كونه يعتبرها جزءا من مسيرة حياته منذ طفولته حتى اليوم بعد أن دخل سن المعاش التقاعدي،، رسام محمد بدأ في ركوب وسواقة دراجته الهوائية في بداية الستينات أثناء فترة الاحتلال البريطاني لعدن وعمره لا يتجاوز الستة أعوام ولمعرفة أكثر عن استمرارية ممارسة سواقة دراجته الهوائية ومدى حبه وعشقة وجعلها كوسيلة هامة للمواصلات فيقول رسام في حكايته لــ"الأمناء" مع دراجته الهوائية المخضرمة..

دراجة انجليزية بـ200 شلن

"اشترى لي والدي الدراجة بـ200 شلن من محل لبيع الدراجات لصاحبه حاتم هاي بجانب فندق الجزيرة بعدن وكان عمري آنذاك 6 سنوات, فأول دراجة أبو 24 تعني (متوسطة الحجم) وبعدها كبر عمري إلى 12 - 13 سنة".

ويواصل حديثه: "انتقلت إلى درجة نوع 26 وهي أكبر بقليل في ارتفاعها عن 24 ومن ثم كبر عمري إلى 14 عام وانتقلت إلى دراجة أبو 28 وهي أكبر أنواع الدراجات في ارتفاعها وإطاراتها والتي استمريت في سواقتها حتى اللحظة وهي معي إلى الان، إنها من أنواع الدراجات التي تحمل الصناعة الانجليزية"..

لن أفرط بها..!

ويتابع: "خدمتني الدراجة كثيرا ولهذا أعشقها ورفضت التفريط بها حيث كنت أذهب بها إلى مرفق عملي بمستشفى الملكة التي يطلق عليه حاليا مستشفى الجمهورية التعليمي يوميا صباحا من سكني بالرزمت، فأشعر بالراحة الجسمانية، ولأنني في تلك الفترة من عمر الشباب كنت لاعبا رياضيا في فريق الأحرار الكروي بكريتر وعاصرت اللمع النجوم أمثال: عباس غلام، ناصر الماس، حسين غلام، وآخرون لم تسعنِ الذاكرة لسردهم"..

رياضة إطالة العمر

ويحكي لنا سراً عملياً من أسرار هذه الرياضة قائلاً:" أقولها بأمانة، استمراري في قيادة الدراجة الهوائية أثناء الطفولة وأيام الشباب ودخول سن الشيخوخة زرع في نفسي النشاط، صحيح أن الأعمار بيد الله تعالى، إلا أنني أقول الحمد لله طال الله بعمري باستمراري في سواقة الدراجة الهوائية لهذه السنوات وهي من أهم الأنشطة الرياضية التي تفيد الجسم..

رفضت بيع دراجتي لقناة السعيدة

ويصف طبيعة العلاقة مع دراجته:" طوال عمري لم أجد أي مشكلة في عطل الدراجة سوى ثقب في الإطارات "بنشر" بين فترة واخرى، وأقوم باستبدالها فقط لم يوجد أي عطل فني وكونها ليست من أنواع دراجات اليوم فلقد عرضت عليا منذ فترة قناة السعيدة عرضاً لشراء دراجتي الهوائية، لكني رفضت كونها تشكل أثرا تاريخيا بالنسبة لي".

عملت مع الصحة وتجاهلتني

وناشد مكتب الصحة بعدن، بعد هذا العمر الطويل الذي قضاه في الخدمة كمواطن بمستشفى الجمهورية، مساعدته خاصة بعد انتقاله إلى سن المعاش، وذلك بعد إصابته بضعف النظر، بسبب "المياه البيضاء" التي أصابت عينه، وهذا يتطلب عملية للعين..

ويضيف:" لدي أربعة أولاد وراتبي لا يساوي شيئا واتعشم من مكتب الصحة بعدن تقديم يد العون والمساعدة في علاجي، أم أن خدمتي الطويلة في المستشفى الجمهوري لم يشفع لي في الحصول على العلاج المناسب من الصحة بعدن..؟!!"

كلمتي للشباب : قيادة الدراجة فن وأخلاق

واختتم حديثه لـ"الأمناء" بأن قيادة الدراجة الهوائية من أفضل أنواع الرياضات تقوي العضلات في الجسم واكتساب أكبر قدر من اللياقة البدنية، لكنما يجب أن يعرفوه عن قيادة الدراجة الهوائية هو أنها فن وأخلاق وليست تهوراً، أو هي سباق مع الزمن لقطع المسافات بالسرعة الجنونية؛ لأنها قد تعرض الإنسان للمخاطر والدراجة للعطل، وأتمنى من الأندية الرياضية، إعطاء هذه الرياضة الاهتمام الأكبر الذي تستحقه..



شارك برأيك