آخر تحديث :الثلاثاء 21 مايو 2024 - الساعة:11:20:57
مدير عام شركة النفط بعدن عبدالسلام حُميد في حوار خاص مع "الأمناء:لم نستلم أي دعم من التحالف باستثناء ٤( آلاف ) طن..
(حاوره/صلاح السقلدي)

أجرت صحيفة "الأمناء" في عددها الصادر اليوم الثلاثاء حوارا هاما وصريح مع مدير شركة النفط بعدن المهندس / عبدالسلام حُميد الذي أجاب بكل شفافية ووضوح على كافة الأسئلة والاستفسارات التي وضعتها صحيفة "الأمناء" على طاولته والمتعلقة بعمل ونشاط الشركة والأسباب التي تقف وراء الأزمات المتكررة في الوقود وكيف تقوم الشركة في ظل الأوضاع الراهنة التي شهدتها وماتزال تشهدها البلاد بمعالجة هذه الأزمات وتجاوزها إضافة إلى الكثير من القضايا والمواضيع الهامة التي أثرناها معه في ثنايا هذا الحوار ..

* لماذا هذه الاختناقات المتكررة في الوقود بعدن والمحافظات المجاورة؟

 - في البداية شكرا لكم في صحيفة الأمناء على هذه البادرة الطيبة التي من خلالها سنحاول إزالة الالتباس الذي يحدث عند الكثيرين بموضوع الأزمات التي تشهدها مادة الوقود بمختلف أنواعه في عدن والمحافظات المجاورة الداخلة ضمن اختصاصنا كشركة نفط ،هذه التعثرات أو ما تسميها أنت بالاختناقات أسبابها في كثير من الحالات لا تتحملها شركة النفط ، فمعظمها لا علاقة لها بتوفير الوقود أو بعدم توفيره بل هناك مشاكل تخلقها ظروف الأخرين من خارج الشركة تماما, فعلى سبيل المثال لا الحصر ما حصل قبل أيام من نقص في الوقود ببعض المحطات فهو كان ناتجا عن منع ناقلات النفط من الوصول إلى المحطات من قبل شباب محتجين على عدم علاج بعض من جرحى الحرب، ومع ذلك تدخلنا مع الجهات المعنية وتم حل الإشكال وعادت الأمور بشكلها الطبيعي إلى ما كانت عليه قبل حدوث هذه المشكلة.

* هل عادت أوضاع الشركة إلى سابق عهدها بالعمل؟

- دعني أوضح لك أنه منذ بداية الحرب إلى اليوم مصافي عدن لا تكرر أية كمية من الخام , فالكميات التي تغطي السوق اليوم هي مستوردة.

* إذاً لماذا لا تعمل المصفاة؟

- المصفاة قبل الحرب هي أصلا كانت تكرر الخام القادم لنا من صافر، وكما تعرف أن وصول هذه الكمية بعد اندلاع الحرب لم يعد ممكنا.

* ولماذا لا تستورد شركة النفط كميات خام من الخارج وتصفيه في المصفاة؟

- مصفاة عدن كما تعرف تعتبر قديمة العهد ولم يتم تحديثها تقنيا حتى تقوى على تكرير النفط غير الخفيف، فالخام القادم من مأرب هو خام خفيف بمقدور المصفاة تكريره لكن الخام الثقيل غير ممكن إلى حد ما, فالمصفاة بحاجة إلى معامل تكسير حراري لكي يكون بمقدورها التكرير.   

*  كم الكميات التي كانت تستورد قبل الحرب؟؟

-  كانت البلاد تستورد من ٤٠٠ألف إلى ٥٠٠ألف طن مكرر و قرابة ٥٠ألف برميل تكرره مصفاة  عدن من القادم لها من مأرب -قبل الحرب طبعا-.

*  واليوم كيف العلاقة بينكم وبين المصفاة؟

-  أود أن أوضح للمواطن الكريم أمرا مهما وهو أن المصفاة لا تخضع للشركة بل هي منشأة مستقلة تماما، اليوم نحن والمصفاة عملنا اتفاقا إن جاز تسميته بالاتفاق ينص على أن يتحمل القطاع الخاص الاستيراد بعد خضوعه لمناقصات مقبولة, وتكون الشركة والمصفاة هما من يدير العملية ووفقا للاتفاق الذي بينهما ولكل منا له نسبته بحسب الأعباء التي تقع على عاتق كل منا, وعلى كل منا واجب حيال ذلك.

* لماذا لا تستوردون أنتم بدلا من القطاع الخاص؟

-  العملة الصعبة هي السبب، فنحن منذ الحرب إلى اليوم عانينا من عدم توفر العملة الصعبة, استوردنا ثلاث شحنات مرة بضمان البنك الأهلي اليمني ،ومرة بضمان الهلال الأحمر الإماراتي ومرة بضمان البنك المركزي بصنعاء عبر الأخ مدير البنك بن همام بالتنسيق مع الحكومة.

*  يعني لازلتم تتعاملون مع صنعاء ؟

-  نعم في هذه الحالة المذكورة.

*  الحوثيون أعلنوا سياسة تعويم سعر الوقود، قبل عدة أشهر أنتم ملتزمون بذلك؟

-    اتصلوا بي حينها ، فكان ردي عليهم أننا نخضع للسلطة الشرعية بعدن، ومن حينها لم يعد ثمة تواصل بيننا.

*  أفهم من كلامك أن القطاع الخاص هو المستورد ،هل هذا موجود بغير عدن؟

-  نعم في المكلا، وحتى في الحديدة القطاع الخاص هو الموكل بالمهمة كونه يمتلك المرونة بالتعامل ولديه القدرة على التحرك والصبر على أي متأخرات لدى الجهات التي يمولها.

*  حدثني عن آخر كمية وصلت أو ستصل قريبا؟

-  مثلما قلت لك سابقا نحن نعمل مناقصات للقطاع الخاص للاستيراد و من يفوز بالمناقصة التي هي محكومة بشروط . ستصل قريبا ١٠٠ألف طن ديزل و ٦٠ألف بنزين و ٣٠ ألف طن مازوت هذا نسبة فبراير، ومناقصة مارس على وشك الانتهاء منها قريبا جدا، مع العلم أن الكمية قبل هذا الشهر كانت أقل من هذا ،ولكن حين تم مؤخرا ضم محافظة شبوة إلينا ارتفعت الكمية باستثناء الــ ٣٠ألف المازوت فهي تستخدم لأغراض محددة بالكهرباء وربما أحد المصانع قريبا في عدن.

*    أين الدعم الخليجي لكم؟

-  لم نستلم أي دعم منهم باستثناء 4ألف طن أثناء الحرب بجهد المحافظ السابق البكري وهي كمية لا تكاد تعمل شيء.

* حتى وإن لم يكن لكم علاقة مباشرة بهذا السؤال ما هو وضع عمال المصافي؟؟

-  كنا في الأشهر الأولى من الحرب  تقريبا من مايو نوفر للمصافي نحو 800مليون ريال شهريا رواتب أساسية, ومن بداية أكتوبر  نعمل معا وفق آلية التقاسم عوائد نشاط الاستيراد والتوزيع بيننا وبين المصافي وهي تؤمن الأجور ومصرفيات وهي عملية موافق عليها من قبل الوزير ونائبه، النشاط التشغيلي من بداية الحرب انقطعت عليهم المرتبات، وفقا للاتفاق المشار إليه سابقا بيننا كشركة نفط وبين المصفاة, فنحن ملتزمون بتوفير مرتباتهم بمقدار مليار و ٤٠٠ مليون ريال والأمور إن شاء الله طيبة.

*  ألا ترى أن المبلغ كبير؟؟

-  لعلمك عدد الموظفين بالمصفاة ٣٦٠٠ تقريبا، فيما الشركة كلها لا تتعدى ١٤٠٠ عامل.

*  ماذا بشأن الديون المستحقة لكم عند الغير ؟

-  بالمليارات.

* عند من ؟؟؟

-  عند الكهرباء والمياه والجيش والأمن وصندوق النظافة والصحة والمقاومة والسلطة المحلية أكثر من ثلاثين مليار ريال يمني منذ شهر مارس 2015م مديونية للشركة, فهذه المؤسسات تستحوذ على نسبة النصف من الكميات المستوردة.. وحتى السلطة المحلية(المحافظة)،وللتذكير شركة النفط تشمل أربع محافظات عدن، لحج، الضالع، أبين وأضيفت مؤخرا شبوة.

*  وكيف البيع اليوم بينكم وبين هذه المؤسسات المديونة؟

-  نبيع بالآجل ٥٠ % مقدما .

*  ماذا عن الغاز؟؟

-  الغاز مؤسسة(هيئة) مستقلة عنا كما تعلم لكن حسب ما هو معلوم لديّ فإن السوق عادة محتاجة إلى عشرة ألف إسطوانة وما هو متوفر اليوم بالسوق قرابة ثلاثة ألف إسطوانة وهناك وعود بأن تعطى للمصافي في عدن كمية بتكريرها من مأرب ومن دول التحالف إن شاء الله.

*  من أين يأتي الغاز الموجود بالسوق؟؟

-  يأتي من مأرب، فمصافي عدن كما ذكرت سابقا لا تعمل.

*  ولماذا في اعتقادك هذه الاختناقات في الغاز؟؟

-  هناك عدة أسباب منها مثلا أنه كان إلى عهد قريب ممنوع شراء ناقلات الغاز إلا أصحاب محطات الغاز فقط ,ولكن اليوم في ظل هذه الفوضى امتلك الكثيرون قاطرات(ناقلات) غاز كثيرة وهذه القاطرات تصطف بطوابير طويلة أمام المركز الموزع(صافر) مما يؤدي إلى تأخير قاطرات أصحاب محطات الغاز مما يترتب عليه بالتالي ولطول المدة نفاد الكميات الموجودة بالسوق وحدوث النقص الحاد بهذه المادة(الغاز).

*  ولماذا لا تستوردون الغاز أنتم؟؟

-    بسبب سعره المرتفع عالميا إلى قبل مدة ولكنه اليوم انخفض إلى قرابة ٣٠٠دولار للطن وربما قريبا نعلن مناقصة لاستيراده.

*  كم تقريبا خسائر الشركة جراء الحرب؟

-  الأضرار التي طالت الشركة كانت بمحطات وقود تابعة لها بالإضافة إلى ممتلكات كثير تضررت بعدد من مديريات عدن والمحافظات الأخرى وغيرها من الأضرار بباقي المجالات وقدرناها بمليار وتسعمائة مليون  ريال يمني عبر لجنة داخلية لكن هناك أيضا لجنة مشتركة مع الحكومة لتقييم الأضرار. ونحن نشرع الآن بفتح باب المناقصة لإعادة تأهيل محطتين في عدن تضررتا بشكل كامل واحدة جوار فندق عدن والأخرى بالمعلا.

*  باب التوظيف لديكم هل هو متاح؟

-  حاليا موقف.

* وكيف بالشباب الذي يحرسون منشآتكم هل سيتم استيعابهم؟

-  هذا فوق طاقتنا فلدينا 160 شابا نمنحهم معونة يومية لقاء مهمتهم الوطنية التي يشكرون عليها وسوف نستوعب منهم ذوي الشهادات التخصصية فقط.

*  كلمة أخيرة تود قولها؟

-  أحيي عبركم تضحيات موظفي الشركة الذين كانوا جنودا مخلصين بكل ما للكلمة من معاني وعملوا في أصعب الظروف وتحت أشدها خطورة ,وأذكر هنا على سبيل المثال فقط الدور الكبير الذي اضطلع به نواب المدير العام ومدراء الإدارات الذين لولاهم بعد الله لما حققنا هذا النجاح, والشكر موصول للأخ  عمر سالم بجلة مدير المنشآت وغيره كُـثر، وفي الأخير أود أن ألفت عنايتكم أن الأرقام المشار إليها سابقا معظمها على سبيل التقدير وليس دقيقة تماما، شكرا للأمناء وتقبلوا خالص التقدير.

-  شكرا لك أستاذ عبدالسلام  على منحك لنا من وقتك الثمين هذا الفرصة الرائعة ونتمنى لكم التوفيق بمهامكم الوطنية.

 



شارك برأيك