آخر تحديث :الاثنين 29 ابريل 2024 - الساعة:20:57:00
عدن .. حياة تتجدد في أقسى الظروف (تقرير وصور)
(تقرير / الخضر عبدالله )

 

زَفّت مدينة عدن ما يقارب (1900) شهيد خلال الحرب الأخيرة التي شنتها مليشيات الحوثي والمخلوع صالح على المحافظات الجنوبية،.حيث ارتقى هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى من كافة مناطق الجنوب من أجل مدينتهم التي توقفت فيها الحياة في تلك الفترة فلم يكن بمقدور سكانها الخروج من منازلهم وممارسة طقوس حياتهم اليومية.

الفاجعة بالأرقام

ويقدر الشهداء الذين زفتهم عدن بينهم (193 ) ﺍﻣﺮﺃﺓ , ﻭ (118) ﻃفلا , فيما بلغ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺠﺮﺣﻰ ( 2722) ﺟﺮيحا , ﻣﻨﻬﻢ (227) ﺍﻣﺮﺃﺓ , ﻭ (220 ) ﻃفلا , ودمرت الحرب (231) منزلا ﺗﺪﻣﻴﺮ ﻛﻠﻲ , ﻭ (400 ) ﺗﺪﻣﻴﺮ ﺟﺰﺋﻲ, ﻭﻋﺪﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟتي تم ﺗﺪﻣﻴﺮﻫﺎ ﺃﻭ ﻧﻬﺒﻬﺎ ( 315) ﺳﻴﺎﺭﺓ , وتحولت مدينة عدن أثناء الحرب  إلى مدينة أشباح ودمرت المنازل والمقومات السياحية ومنشآتها الفندقية وأماكن الترفيه ومراكز التسوق.

نشاط اقتصادي متراجع

وطال الدمار مراكز التسوق والمحال التجارية والمرافق السياحية، التي ظلت لسنوات طويلة من أبرز معالم المدينة الساحلية، ويأمل الكثير من التجار والمواطنين في أن تعود المدينة إلى سابق عهدها، لتكون قبلة للتجارة والسياحة.

وأثرت الحرب في تراجع معدلات الدخل في اليمن إلى تهاوي حجم القدرة الشرائية للمستهلكين بنسبة 40% خلال العام 2014، مقارنة بالأعوام السابقة، بسبب تأثر النشاط الاقتصادي، بينما ازدادت حدة هذه المؤشرات منذ اتساع دائرة العنف خلال العام الحالي والعام الماضي.

ويؤكد ملاك مراكز التسوق التجارية ومتاجر عدن، أن مراكزهم كانت تستقبل يومياً آلاف المواطنين من مديريات عدن ومن المحافظات المجاورة لها، وذلك لشراء حاجاتهم والتمتع بالتسوق، لكن المعارك دمرت معظم تلك المراكز.

كما لحق الدمار بفندق عدن (خمسة نجوم)، ومجمع عدن مول للتسوق، وهو أكبر مراكز التسوق على مستوى اليمن، ويتبع مجموعة شركات هائل سعيد أنعم، وتعرض مجمع العرب السياحي والتجاري بخور مكسر لقصف مباشر أدى إلى احتراقه بالكامل.

عدن .. حيوية خاصة رغم التدمير

ويروي المواطنون أن عدن تعرضت لأسوأ أشكال الدمار خلال هذه الحرب التي أعلنها المخلوع صالح وحليفه الحوثي على المدينة في 19 مارس/آذار الماضي، وتجلت أسوأ مظاهر الحرب على واجهات المباني الجميلة في مناطق المعلا والتواهي وكريتر.

ويقولون إن عدن مدينة منكوبة الآن على كافة المستويات، لكن فرصتها في أن تنهض لاحت اليوم بقوة، بعد تحريرها من مليشيا المخلوع صالح والحوثي ..

ويضيفون " تعاني البنية التحتية للمدينة من حالة تدمير وإنهاك شاملين وتحتاج إلى مشروع مارشال مصغر لإعادتها إلى عافيتها.. لكن عدن تحتفظ بحيوية خاصة.. وأنها ستكون من أسرع مدن اليمن نمواً خلال السنوات القليلة القادمة، خصوصاً وأن صنعاء فقدت تألقها وتراجع منسوب الثقة بها كمدينة للعيش الآمن".

السياحة .. الأكثر تضررا

ويقول خبير سياحي إن : " قطاع السياحة في عدن هو أكثر قطاع تضرر من الحرب ، حيث أدت المعارك إلى تدمير قلعة صيرة التاريخية وهي من أكثر الأماكن الجاذبة للسياحة الداخلية والخارجية، كما أدت إلى تدمير عشرات المنشآت السياحية والفنادق والمنتجعات وأماكن الترفيه".

ويتابع: "أدت الحرب إلى تغير نواحي الحياة والمعيشة في عدن، إذ حل الدمار في معظم مديريات المدينة، وتعرض أهلها لنكبات وكوارث إنسانية مثل انقطاع التيار الكهربائي، وتراكم النفايات في الشوارع والأحياء السكنية، ما تسبب في انتشار الأوبئة والأمراض وضاعف من معاناة من تبقى من السكان فيها ممن لم يتمكنوا من مغادرتها".

أحد الموظفين من عدن يقول: "عدن تحولت في ظل الحرب إلى مدينة أشباح بسبب حالة الدمار التي طالتها ، بعد أن كانت مدينة العيد والسياحة والفن في سنوات سابقة".

عودة الحياة

ومع تحرير عدن عاد آلاف النازحين إلى مساكنهم، وفتحت عشرات المحال التجارية في صباح العيد لاستقبال الزبائن، وتجمع الآلاف من السكان في شوارع المدينة بعد صلاة العيد، للتعبير عن ابتهاجهم بتحرير المدينة وعودتهم إلى ديارهم، وقام بعض الشباب بإطلاق حملات تطوعية لتنظيف شوارع المدينة من آثار الدمار الذي لحق بها، وما تزال الحياة تعود تدريجيا إلى عدن مدينة التسامح والتعايش منذ الأزل.

 



شارك برأيك