آخر تحديث :الثلاثاء 30 ابريل 2024 - الساعة:01:08:44
منطقة (نقب الهجر) التاريخية بميفعة شبوة تعاني من التدمير الممنهج (تقرير وصور)
(تقرير / مريم بارحمه )

تتميز منطقة "نقب الهجر" الأثرية والسياحية، بأن لها مبانٍ وأسوار معمارية فريدة من نوعها، حيث تجدها مبنية بشكل دقيق ومحكم جداً، وبشكل مستقيم، وأحجار منحوتة بدقة متناهية، وفي هذه الأحجار يوجد الكثير من النقوش، باللغات الحميرية القديمة، والتي لا تزال منقوشة حتى الآن، ومن متانة هذه البناءات المعمارية، تجد أنها لا تزال منتصبة رغم كل ما مرَّ بها من تدمير وعوامل تعرية، وكأنها بنيت في عهد قريب؛ بيد أن نقوشها تقول عكس ذلك..

"الأمناء" قامت بالنزول إلى هذه المنطقة، وأعدت هذا التقرير، حيث تبعد منطقة "نقب الهجر" الأثرية والسياحية، 2 كيلومتر تقريبا ، عن قرية باعرام مديرية ميفعة التي تقع في محافظة شبوة، ويحدها شمالاً منطقة باعرام، والصعيد جنوباً، أما شرقا وغربا فتحيط بها الأودية.

 

منذ عهد النبي صالح

وتمتاز هذه المنطقة بمعالمها التاريخية وآثارها وكتاباتها التاريخية الموغلة في التاريخ، والتي نحتت على جدرانها، حيث تعود هذه الآثار والنقوش إلى آلاف السنين، منذ عهد سيدنا النبي "صالح" عليه السلام، الذي أُرسله الله إلى قوم عاد، وهذا ما جعلها منطقة سياحية وقِبلة ومزاراً لسياح من مختلف أنحاء العالم، إلا أنها لم تجد من يهتم بتاريخها الكبير، ولا بتلك الآثار التي لا تقدر بأثمان في عالمنا، الذي أضحى بلا هوية ولا تاريخ، حيث أصبح العالم اليوم يبحث عما يثبت أصله ولكن كثيراً منهم لا يجد له أصلاً، فينضوي تحت أي أصل ممكن، كي يحتمي به، ولكن في هذه البلد يبدو الأمر معاكساً، حيث يتم إهمال التاريخ تحت رداء التخلف، ودون أن يعلموا أنه من لا ماضي له، لا مستقبل له أيضاً، ومن هنا يقاس وعي الشعوب في هذه الأرض.

 

ميفعة عاصمة حضرموت

كانت ميفعة عاصمة محافظة حضرموت في عهد دولة حضرموت الأولى ولها تاريخ حافل ، واشتهرت منطقة نقب الهجر قبل عام 1990م بالمزارع التي تنتج الحبوب و جميع الخضروات والتي كانت تغطي السوق المحلية لمديرية ميفعه وهذه المزارع قبل الوحدة عام 1990م كانت ملكا لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وفي عام 1994م  وزعت وقسمت هذه الاراضي الزراعية على المواطنين وتم تدميرها بطريقة ممنهجة ومدروسة حيث نهبت الآلات والمعدات والمكائن الزراعية والسيارات الخاصة بالمزارع  .

كما أن عوامل التعرية والإهمال المتعمد وعدم حمايتها من قبل الدولة المفترضة، وسلطات صنعاء، وكذلك الصمت من قبل المواطنين كان له دور في تدهور هذه المنطقة.

فأصبحت هذه المزارع خاوية على عروشها؛ حتى الغرف الخاصة بالمزارع لم تسلم أبوابها ونوافذها من النهب، وأما المزارعين الموظفين بهذه المزارع، فتم تسريحهم بعد حرب صيف 94م، من العمل وتهميشهم، والبعض الآخر لا يزال يستلم راتبه من السلطة حتى اليوم.

 

شكاوى ومناشدات

 وشكا لـ"الأمناء" العمال وهم كلاً من: "ناصر سعيد برغش باقطمي" و"أحمد سالم سعيد بن رشيد"  و"أحمد صالح لعرم بن رشيد"، وغيرهم من أبناء هذه المنطقة من التهميش والاقصاء والتسريح من وظائفهم وعدم استلام رواتبهم منذ عام 1994م،  بينما  بعض زملائهم المزارعين تصرف لهم رواتبهم حتى اليوم، حسبما قالوا لنا.

ويقول أهالي هذه المنطقة بأن هذه الطريقة تعد أحد طرق تفريق وتمزيق هوية أبناء الجنوب فالتدمير شمل البشر والحجر والتاريخ الذي يرمز للهوية الجنوبية الضاربة في الأعماق، وها هي منطقة نقب الهجر من المعالم التاريخية والاثرية بمحافظة شبوة، حيث أصبحت خاوية على عروشها وخالية من الزوار والسياح.

وناشد الأهالي عبر "الأمناء" كل من تهمه الآثار العربية الأصيلة، كالمنظمات المحلية والعربية والعالمية، الاهتمام بهذه المنطقة التاريخية الهامة التي تُركت للاندثار، وأن يأتوا بالخبراء كي يساهموا بالتنقيب عن الآثار المدفونة بفعل عوامل التعرية، وكذا المحافظة على ما تبقى من آثار يتعرض للتدمير الممنهج من قبل الذين لا يشعرون بأهمية هذه الآثار المتواجدة في مناطقهم، أو بسبب الطمع الذي يفتح الأعين لبيع الآثار التي تمتلكها هذه المنطقة التاريخية.



شارك برأيك