وجه قائد المقاومة الجنوبية في البساتين بمحافظة عدن القائد أبو مشعل الكازمي رسالة هامة ومؤثرة وضع فيها النقاط على الحروف كاشفا جزءا هاماً مما حدث ويحدث في مدينة عدن من تحول ملحوظ ومخيف في موازين القوى تقف خلفه جهات لم يسمها، ولكنه قال بأنها تحاول صناعة بطولات وقيادات ورقية ووهمية تباع بحفنة من الريالات والدولارات ومناصب وسيارات .

وقال القائد أبو مشعل الكازمي في تصريح خاص لـ"الأمناء " :  عندما تتلاشى الوطنية وتندثر وتباع بحفنة ريالات أو دولارات أو مناصب أو كومة حديد كسيارة  أو ما شابه ذلك من الرخص الذي انتشر في هذا الزمن الرديء عندها تنتشر الفوضى والسلب والنهب وتتسابق أشباه الرجال في بيع الوطن بما ذكرناه  سابقاً وفي نفس السياق عندما يتعصب البعض لأفراد تحت حجج مناطقية ضيقة ويصنعون من أرذل القوم أبطالا ورموزا من ورق ويتجاهلون في نفس الوقت رجالا مخلصين هم من سيخدم الوطن وهم الأبطال الحقيقيون وهم من يحملون هم الأمة لكن تم تجاهلهم .

وحذر القائد أبو مشعل الكازمي من مغبة الاستمرار في السير على هذا النهج والمنوال وكذلك من الصمت تجاه كل تلك الأعمال والممارسات التي قال بأن نتائجها سوف تكون وخيمة وكبيرة وأضاف بالقول :" إن حدث هذا وذاك فلن يبنى وطن ولن تقام عدالة ولن يكون هناك وطن يتسع للجميع الكل فيه يعيش بسلام  عندما يتم تجاهل الشهداء والجرحى وإهمال عوائلهم التي تركوها تصارع الجوع والفقر وقلة الحيلة ويتم تمجيد عوائل وأشخاص كانوا  خارج الملحمة الوطنية وفي نهاية المطاف يتم إقصاء الشرفاء وتهميشهم ويستلم مراكز عليا في الوطن أشباه من الرجال خانوا أو تخاذلوا في تلبية نداء الوطن عندها يتم قتل الوطن وذبحه من الوريد إلى الوريد وتستلم الوطن ومقدراته حفنة قليلة بيدها كل شيء يصبح الوطن مجرد سلعة تباع وتشتري في سوق النخاسة ".

وتساءل القائد أبو مشعل الكازمي في سياق تصريحه لـ"الأمناء " عن السر وراء ما سماه بـ"الصمت المخيف" عن كل ما حدث ويحدث على أرض الجنوب قائلاً :  لماذا السكوت عن ذلك ؟ هل الشرفاء الأحرار تلاشوا واندثروا ؟ هل الشجعان استشهدوا وتواراى البقية عن الانظار ؟ هل الثوار الذي ملأوا الساحات والشوارع والأزقة تبخروا ؟ هل هل هل ما الذي يجري فيك يا بلادي ؟

واستعرض القائد أبو مشعل الكازمي بعضا مما قدمته المقاومة الجنوبية خلال صمودها الأسطوري وتصديها لمليشيات الغزو "الحوفاشي" للجنوب قائلاً :

" قدمنا عشرات الآلاف من الجرحى والأسرى وآلاف  الشهداء والمشردين , قدمنا الدم الغالي , تخضبت شوارع بلادي بدماء شباب بلادي لأجل هدف عظيم وحلم الملايين لأجل هذا الحلم تدمرت عدن وأبين  والضالع ولحج ونهبت شبوة وسلبت حضرموت كل هذا لأجل استعادة الدولة الجنوبية المسلوبة كل هذا الثمن الباهظ والهدف النبيل الذي تعذب من أجله شعب كامل وتدمرت بلد بطولها وعرضها وعند  الأمتار الاخيرة وتحقيق الحلم نضيع هذا بسبب أمور تافهة لأجل مصالح شخصية...

واتهم أبو مشعل الكازمي تلك الجهات والشخصيات التي لم يسمها بممارسة الاسترزاق على حساب الوطن ودماء أطهر الرجال أو لمماحكات مناطقية حقيرة مريضة يتشدق بها قلة قليلة من الأغبياء وتتدحرج وتكبر ككرة الثلج .

وقال القائد أبو مشعل الكازمي بأن على الجميع أن يعوا كل ما يدور من مؤامرات تحاك على الجنوب وقضيته العادلة ومستقبل أجياله , مضيفاً بالقول : " كفى عبثاً بأرواح  الناس من الأبرياء بسبب التخاذل لابد من وقف هذه المهازل بوقوف الكل مع الوطن مع أنفسنا مع مستقبل أجيالنا مع الكرامة والعزة مع الشهداء وعوائلهم مع كل المقهورين من أحرار هذا الشعب المظلوم لابد من ثورة كبرى على كل غازي ومتخاذل ومسترزق وخائن لابد من تقييم للكل  وتوعية للنفس وللأهل والجيران في العمل والشارع والمقيل والمنتديات , واجب علينا أن نقوم بثورة فكرية تنتشل الناس من هذا الخمول وهذا الضياع , ضياع وطن ومستقبل وإرث وتاريخ مجيد سطره الاباء والأجداد ونضيعه الآن بعد شهور من تجديد الأمجاد ونصرنا العظيم الذي هزم أكبر مشروع فارسي في التاريخ , هذا المجد الكبير الذي صنعناه بأيدينا يتخاذل اليوم الغالبية العظمى منا ولم يتبق إلا القليل من الشرفاء يصارعون لأجل عدم سقوط وطن عظيم وشعب جبار أخذته الغفلة نتمنى أن لا تطول هذه الغفلة , فثقتي كبيرة جدا أننا سننفض غبار التخاذل كالعادة وستعود عدن كبيرة وعملاقه بتاريخها المجيد كعاصمة أبدية لدولة الجنوب ".