- أسعار المواشي المحلية بالعاصمة عدن اليوم الأحد 2 فبراير
- أسعار الخضروات والفواكه اليوم الأحد 2 فبراير بالعاصمة عدن
- أسعار الأسماك اليوم الأحد 2 فبراير في العاصمة عدن
- حزام عدن يعلن حركة تنقلات لتطوير منظومة الأمن
- أسعار الذهب اليوم الأحد 2-2-2025 في اليمن
- درجات الحرارة المتوقعة اليوم الأحد في الجنوب واليمن
- عاجل.. البحسني يوجه بتسيير كميات من النفط لكهرباء عدن
- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء السبت بالعاصمة عدن
- الخبير الاقتصادي والسياسي د. عبدالجليل الشعيبي: التنمية الحقيقية هي مفتاح بناء الأوطان
- سياسي موالي للحوثيين : الجماعة تحولت إلى ظالمة منتقمة من كل الشعب اليمني
ذات عام في عهدٍ مضى أُعلنت عدن مدينة خالية من الأُمية، وذات أعوام عجاف كان التجهيل هو السلاح الأشد فتكا والذي استخدمه نظام الاستبداد والإقصاء لإفشاء الأمية في (مدارس التعليم) بأساليب وطرق ملتوية لتظل عدن في فخ موقوت تغفو فيه لتصحى على عالم مفجع لا يمت لريادتها ومدنيتها بصلة..
على صفحات (الأمناء) نناقش وضع التعليم في تلك السنوات العجاف، وسبل انعاشه كخطوة أولى لعودة روح التعليم إلى عـدن، قلب الجنوب النابض..
مهرجان الامتحانات
مؤشرات تعليمية متدنية ولاشيء سوى ذلك .. هذا هو الحصاد الذي تجنيه مدارس عدن نهاية كل عام دراسي منذ سنوات.. فما الذي ننتظره من أيام دراسية خاوية تختتم في مرحلتيها الأساسية والثانوية بمهرجان للغش يدعى (امتحانات)؟!
أعوام دراسية تبدأ بغش وتنتهي بغش وبإشراف رسمي لا هدف ولا نتيجة له سوى التجهيل .. سلاح التدمير المحكم ..
(حكمة اليوم) صارت (حكمة الأمس)
مقولة (من جد وجد ومن زرع حصد) التي تكررت مرات ومرات على السبورة كـ(حكمة اليوم) والتي كان يتخذها كل طالب مُجِدٍّ شعارا يتغنى به – لم تعد لها جدوى تذكر, انتهى عهدها في ظل رياح فوضى عارمة عصفت بوضع التعليم محاولة اجتثاث كل ما هو جميل ..
ما شهدته السنوات الماضية في مواسم الامتحانات تحقير للعلم بكل ما تحمله الكلمة من معنى .. طلاب مع أهاليهم في قاعات الامتحانات .. مسلحون يباركون الفوضى .. إدارات مستهترة .. إجابات عن بعد ووسائل متاحة بكل أشكالها .. مراقبون يستلمونها نقدا, مبالغ لا تُذكر، بل تنال بعمق من جلالة معلم (كاد أن يكون رسولا)،
تجاوزات وخروقات لا حصر لها خلال أعوام دراسية هشّة يتخرج بعدها معظم الطلاب بدرجات الامتياز الخاوية التي (لاتسمن ولا تغني من جوع) ..
تقول نادية محمد – اختصاصية اجتماعية (غابت رهبة الامتحانات, وفقدنا الاستعداد لها كاستعدادنا لأي مناسبة، هناك ساعات تُهدر, وهناك استهتار جماعي مفرط جعل الكل يستهين بالتعليم ومقوماته الأساسية).
لا للحلول السطحية
يأسى ونأسى معه جميعا لما وصل إليه حال التعليم في عدن بشكل خاص والجنوب بشكل عام .. التربوي القدير أحمد نور يؤكد أن مستقبل التعليم في عدن بحاجة إلى وقفة جادة وحلول جذرية لكل المشكلات العالقة منذ سنوات طويلة.. ويقول: (الفوضى في التعليم هي أساس الفوضى في كل شيء).
ومع كل تلك التعقيدات فنحن الان نرى بوادر الخير في وجوه الخيرين .. بكلمات التفاؤل تلك يختتم حديثه، ويدعو إلى تقييم وتقويم سليمين في الصرح التربوي بعيدا عن كل الحلول السطحية.
غش الطالب وغش المسئول!
الغش في الامتحانات يقابله غش آخر في دهاليز وزارة ومكاتب التربية والتعليم, مخالفات وفساد مالي وإداري وصفقات كانت مطية للفاسدين..
ملايين الريالات تصرف لمكتب التربية بعدن تحت بند (طبيعة عمل) موزعة على كشف يضم (124) موظفا، بينهم (65) موظفا لا تنطبق عليهم شروط طبيعة العمل وفقا للقانون .. أدلى بهذه المعلومة أحد موظفي مكتب التربية، مبينا أن هناك الكثير من الفساد في استحقاقات الصرف.. وكما يقول فهذا مثال بسيط للعبث والفساد المالي منذ سنوات طويلة.
تربوية من إدارة التوجيه قالت أن التربية تحتاج إلى إعادة تنظيم و تغيير مسئوليها.. وأرجعت الخلل إلى ما بعد عام 94م.
فقالت: (كل شيء أصبح مرتبط بحزب المؤتمر الشعبي العام الذي بسببه جاءت المحسوبية في التعيينات، وأصبحت التربية مجرد عصابات تحمي نفسها بنفسها و ترتبط بفاسدين من صنعاء, و استمر الحال كذلك حتى بعد 2011م حين استلم وزارة التربية وزير إصلاحي اعتمد على نفس نهج حزب المؤتمر في اختيار قيادات فاسدة وأصبح التعليم في مستوى الحضيض, فهناك ملايين تنهب، وتعيينات مدراء دون معايير، وإهمال في استراتيجية التعليم، وغياب المعلم الأساسي و يأتي البديل ، وهناك معلمين أسماؤهم موجودة في الكشوفات وهم غير موجودين في الواقع، كذلك لا يوجد توزيع عادل للمعلمين وهناك تساهل في الإجراءات القانونية وغياب المتابعة والمحاسبة).
أصبح التعليم سمسرة .. مازال الحديث للموجهة التي فضّلت عدم ذكر اسمها، واستدركت: (الاخطبوط مستمر بتدهور التعليم وخصوصا في عدن، أصبح التعليم في أدنى مستوياته، فالطالب يتخرج وهو جاهل.. انفلات في المدارس و مدير مدرسة ربما لا يحمل شهادة ثانوية عامة، أو مدير بالاسم فقط ولا يحضر المدرسة).
أسباب تدهور التعليم كثيرة وتحتاج إلى تغيير شامل بهيكلة التنظيم الإداري والمالي والخطط الاستراتيجية، وقبل ذلك تحتاج إلى مخلصين في العمل التربوي من أجل تفعيل دور التربية والتعليم على أسس علمية و قيم ومبادئ بعيدة كل البعد عن المحسوبية والحزبية والسياسة.. هذا ما أفادت به في نهاية حديثها، ونحن هنا نضم صوتنا إلى صوتها المنادي بعودة روح التعليم إلى عدن ..
لا شيء سوى ذلك !
إرساء دعائم الأنظمة التربوية بشكلها الصحيح هي الوسيلة الأساسية لعودة التعليم إلى مجراه الصحيح ورد الاعتبار لرائدة التمدن (عدن).