آخر تحديث :الاثنين 06 مايو 2024 - الساعة:13:05:39
"أحمد الإدريسي" صديق العلم الجنوبي الصادق والمكفن به..حيٌ في قلوبنا
(الأمناء / خاص)

 

كان نحيفاً قصيراً حدث السِّن؛ لكن أعماله كانت أضخم من جسده النحيل، والذي أتعب به قوات الأمن المركزي التي تتبع المتحوث "عبد الحافظ السقاف"، ولشدة انزلاقه وتفلته من الأمن اليمني، فقد رُصد "مليوني ريال" لمن يمسك به، أو يدل عليه، إنه قائد الـ16 من فبراير، واسمه "أحمد حسين علي ناشر السليماني، والمشهور بالقائد " أحمد الإدريسي"، حيث ولد هذا القائد في العاصمة الجنوبية عدن، عام 1981م، وتعود أصوله إلى منطقة "السليماني" بمديرية المفلحي يافع، وهو متزوج وله فتاة صغيرة، كان يأمل أن تكبر مع عدن، ليحتضنهما معاً؛ لكن عدن ضمته ضمة أمٍّ لصدرها الدافئ، واختارته لها رفيقاً، ليودع طفلته مبكراً، ليصبح عنوانا أحمرا بلون الصدق، تقرأه الأيام لها، بأنَّ أباها قتل كالرجال، ولم يهرب من المعركة والموت، بل مات كالأشجار الواقفة..

ذكرى قائد مقدام

في مثل الليلة الماضية من يوم الأربعاء الـ30 من ديسمبر/ كانون الأول، وقبل أربعين يوماً بالتمام والكمال، اغتيل قائد شاب، وبرفقة ستة من أصدقائه الأبطال الذين كانوا من أنبل الشباب الجنوبي، في خط التسعين بمنصورة عدن وفي ليلٍ مظلم إلا من أضواء الشارع، التي كانت تشهد على حدثٍ جلل أصاب هذه المدينة، لكن ذلك الشاب استطاع قبل وفاته أن يفرض نفسه في ميدان السلم والحرب معاً من بين كل الشباب، على الرغم من حداثة سنه الصغير، لقد ظلَّ يرفع السلاح بيدٍ، وبالأخرى يرفع العلم، فاستشهد مُدثراً بعلمه، والنجمة افترشت على سماء صدره الفسيح، لقد كان وطناً لمن عرفوه، وسماءً للنجوم التي من حوله..

استنكــار كـبير

وهزَّت عملية اغتيال هذا القائد الشهيد وصحبه، أرجاء عدن خاصة والجنوب عامة، حيث استنكر جميع الجنوبيين، هذه الفعلة الشنعاء بحق هذا القائد، الذي خرج من تحت أنقاض المطاردات والإصابات ومن ركام حربٍ طاحنة، شنتها مليشيات الحوثي وصالح، ضد الوطن والإنسان والعرض وضد كل المقدسات..

وكان يوم أمس هو أول أربعينية يتذكر بها أحباب القائد الشهيد وصحبه، أحبابهم وأصدقاءهم وكل معارفهم، وعادت ليلة الأمس الحزن والمأساة من جديد، وأصبح صوت الرصاصات في الهواء يذكرنا بقصة مقتله، وكأنه لم يمت، أو كأن الحدث يحدث الآن ولا زلنا لا نصدق ذلك حتى اللحظة، وبعد أربعين ليلة مريرة قضاها محبوكم بدونكم، وتلك إذاً قسمة ظالمة؛ إلا أن الله كتب مدادها بأقداره، فكان حقاً وعدلاً أن نؤمن بها كما أرادها لهم كالأبطال، رغم أن الأبطال قلائلٌ في هذا الزمن، مثل شهدائنا الميامين، رحمات الله عليكم أجمعين..

سيرة حياة قائد

وهنا نستعرض سيرة حياة الشهيد المبجل، الذي ودع كل محبيه وداعاً مبكراً، وكتب أحلامهم على شفاه الموت، وانطلق في سربه، لاقياً ربه، بأعماله الشجاعة، والتي نسأل الله أن يحفّه بالرحمة والغفران الدائم والأبدي، والسيرة كالتالي وبتفصيل أدق:

- كان مطاردا من الأمن القومي والأمن المركزي اليمني منذ انطلاقة الحراك الجنوبي عام 2007 .

- في نهاية 2010 اقتحم الأمن القومي منزله في حي العيادات بمديرية المنصورة بحثا عنه ولم يكن موجودا في المنزل .. وتكررت العملية في بداية 2011 حين اقتحموا بيته وروعوا أهله .

- بين عامي 2013 -2014اقتحمت قوات الأمن المركزي بعدن بقيادة عبد الحافظ السقاف منزله أربع مرات ولم يستطيعوا الإمساك به ..

- تعرض لإصابة أثناء قمع قوات الأمن لمهرجان التصالح والتسامح في ساحة العروض بخور مكسر عدن عام 2012م .

- في 2011 أصيب برصاص الأمن المركزي عند شرطة المنصورة بعدن .

- في فبراير 2011 اختاره الشباب المحتجون قائدا لشباب ثورة 16 فبراير التي فتحت عدن أمام أنشطة الحراك الجنوبي بعد أن كانت عدن مغلقة على الحراك .

- أدار وأشرف على أول مليونية يعرفها الجنوب وهي مليونية 30 نوفمبر 2012 والتي أقيمت في المنصورة وكانت فاتحة المليونيات الجنوبية .

- رصد قائد الأمن المركزي السابق بعدن المتحوث عبد الحافظ السقاف جائزة مالية قدرها اثنين مليون ريال في العام 2013 لمن يقبض على الادريسي على ذمة نشاطه في الحراك الجنوبي وثورة 16 فبراير التي كانت تتخذ من ساحة الشهداء بالمنصورة مقرا لها .

- اختير قائدا ميدانيا لشباب المقاومة في مديرية المنصورة والمديريات القريبة منها أثناء الحرب التي شنتها مليشيات الحوثي والمخلوع صالح على عدن في مارس 2015 .

- وكانت أجمل شهادة سجلت لأحمد الإدريسي هي تلك التي سجلها بخط يده أبو الشهداء القائد اللواء الركن علي ناصر هادي قائد المنطقة العسكرية الرابعة السابق .



شارك برأيك