آخر تحديث :الاربعاء 01 مايو 2024 - الساعة:20:18:47
"أبو بكر" شهيد يافعي حمل بندقية ضالعية ليستشهد بها في ردفان الأبية
(كتب / سعدان اليافعي :)

 

كتبت كثيراً وما زلنا وسنظل نكتب وننقل الملاحم البطولية التي تسطر على الأرض الجنوبية المحتلة وسنستمر بالكتابة عن رجال هم معنا بمآثرهم البطولية ، لكنهم رحلوا عنا أجسادا ، وليبقى تاريخهم الناصع ، رحلوا في مراحل عديدة مرت بها ثورتنا الجنوبية وصلنا إلى نهايتها بالكفاح المسلح الذي نعيشه ونحن بصدده اليوم ، يوميا يرتقي الشهداء الأبرار في معارك ضارية مع العدو اليمني الغازي ويرحلون بالمئات ، طالبين الشهادة التي لا ينالها إلا الأبطال ما دفعني أن أكتب هذه المقالة القصصية الآنية وأنا في مخيم أحد الشهداء الأبرار شهيد شاب ثائر هكذا رأيته مقداما مخلصا محبا لثورته ووطنه الجنوبي ، الشهيد أبو بكر سالم ناصر الجحربي المشألي اليافعي، الذي قدم ملحمة بطولية في معركة شرسة مع الأعداء على مشارف العند رحل يومها 8 شهداء وعشرات الجرحى ، في مخيم الشهيد الجحربي كان الحاضرون يسردون الحكايات عن بطولات الشاب اليافعي الصغير الذي سبق عقله الكبير عمله النضالي الثوري التحرري، من داخل المخيم سردت لي حكاية أسطورية صنعها أبطال ثائرون رأيتُ شاب ضالعي يتوكأ على عكازه قادما صوب أقارب وأهالي الشهيد يقدم لهم التعزية ، يحكي لنا أنه رفيق الشهيد في النضال والكفاح ودرب التحرير الذي خاضوه معا خاصة في متارس جبهات القتال.. الحكاية تتواصل بأن الرفيقين كانا معا الجريح الضالعي الذي أصيب في عينه في إحدى معارك الضالع التي شارك الشهيد أبو بكر اليافعي فيها ، كان منذ بداية النضال الثوري متنقلا في كل ساحات الوطن الجنوبي ينشد الحرية تحت راية السلم ونشيد الاستقلال ، رغم صغر سنه لكنه يحمل عقلا كبيرا بحنكته وإرادته التي يحملها ورجاحة عقله الذي يتعامل به مع الأحداث ومع رفقائه الثائرين، قدم نفسه وماله في خدمة الثورة الجنوبية وكل محطاتها وكنت مقربا منه دائما بحكم علاقتي الأسرية به .. اندفاع الشهيد أبو بكر الجحربي الأكبر كان صوب البندقية واستخدامها ضد العدو جعل من هذا الشهيد يشارك في معارك عديدة ويترك بلاد الغربة مع أي حدث في الوطن ليشارك ويكون من أوائل الثائرين .. من جبل العر إلى جبل الاحمرين كان الشهيد أبو بكر سالم اليافعي حاضراً وبقوة ليس بجسده وبندقيته بل مشاركا بالقتال وبدعم الثائرين ونقلهم في مركبته الخاصة وتسخير كل ما يملك من أجل الانتصار والظفر بالحرية كما كان يردد دائما .. "ما تنال الحرية لو ما بكت من كل عين " كان الشهيد من شباب المقاومة الجنوبية الأفذاذ بل من الشباب المتعطشين ليوم النزال مع الأعداء منذ ردح من الزمن ومن الدعاة إليه قبل إعلان صافرة الكفاح المسلح الذي نعيشه اليوم .. مع شباب المقاومة في ردفان كان الشهيد اليافعي مشاركا بقوة في كل المواجهات خاصة مع معارك العدو في القطاعين العسكريين الشرقي والغربي الذي نال الشهيد شرف التحرير والسيطرة عليهما مع رفقائه بردفان ويافع .. انتقل الشهيد أبو بكر اليافعي إلى الضالع ليشارك في معاركها البطولية ومشاركا في المجد برسالة أراد إيصالها لرفقائه حسب ما يحكى اليوم في مخيم عزائه .." كان الشهيد مشاركا في معارك الضالع بقوة ليسقط يومها رفيقه الضالعي في مترس القتال ونفس المكان انبرى الشهيد أبو بكر لإنقاذه وتكفل بإسعافه إلى يافع وعلاجه ونظرا للظروف التي كانت تمر بها المقاومة ومقاوميها الأبطال،، فقط بتكاتفهم وتعاضدهم هذا ما رسموه في تلك المتارس " حيث أرهن الشهيد أبو بكر سالم سلاحه الشخصي لعلاج زميله الجريح الضالعي واستمر في متابعة حالته حتى شفي ، وما كان أشد حنين الشهيد أبو بكر إلى جبهات القتال بعد أن شفي رفيقه وأصبح لا يملك سلاح جعل من ذاك الصديق الجريح الضالعي أن يعيره سلاحه ليستخدمه ذلك الشبل اليافعي في معارك العدو ويكمل المشوار وحسب الجريح الضالعي " فان أبو بكر سالم امتشق بندقيته الضالعية مودعا له واتجه صوب ردفان يشارك فيها المقاومة معاركها وخاصة جبهة العند التي استمر منذ بدايتها حتى الأيام الأخيرة الذي عاهد فيها رفاقه الشهداء بالنضال حتى النهاية .. ومع اشتداد المعارك خاصة يومي 19/20 يوليو واقتحام جبل الزيتون على مشارف مثلث العند كان الشهيد مع الموعد والمكرمة الربانية التي من أجلها تقاطر الالاف للمشاركة بالملاحم التي بها ظفر الشهيد الثائر أبو بكر سالم ناصر الحربي اليافعي بعد حياة حافلة بالنضال والتضحية صنع تاريخا لأهله وقبيلته يكتب في أنصع صفحات التاريخ،، عشت بطلا يا رفيقي وصديقي الشهيد المقرب بمعركة الشرف في ملحمة الشرف كشهيد يافعي جنوبي حامل بندقية ضالعية على أراضي ردفان في رسالة ثورية يبعثها لنا دائما الأبطال من الشهداء والجرحى في وحدة صفنا وتقرير مصيرنا المشترك فهل نكون عند تلك المسئولية العظيمة وعلى نفس الدرب سائرون .. تحية لكل أسرة شهيد وجريح وتحية لكل من يسطر الملاحم في متارس القتال .

 



شارك برأيك