آخر تحديث :الجمعة 10 مايو 2024 - الساعة:00:08:06
صرخات وأنين جرحى المقاومة الجنوبية من يسمعها ومناشدات عاجلة لإنقاذ حياتهم.. الجرحى يصارعون الألم ويتجرعون بجواره الغربة وضيق الحال (ملف وصور)
(تقرير : مريم بارحمه + مريم مانع )

 

شباب في عمر الزهور دفعتهم غيرتهم ونخوتهم للدفاع عن أرضهم وعرضهم وتقديم أغلى ما يملكون في سبيل تحريرها من الغزاة المعتدين الذين عجزوا أمام صمودهم الأسطوري فأبدعوا بالقتل والإجرام وارتكاب المجازر فسقط الكثير منهم بين شهيد مات وبقيت ذكراه ، وجريح مازال يتألم ولا يُسمع صداه..

هكذا يُكرم من قدموا أرواحهم وأجزاء من أجسادهم الطاهرة ضريبة للحرية التي نعيشها اليوم بفضل الله ثم بفضلهم..

وهكذا هم شباب جرحى المقاومة الجنوبية أعظم الشباب الذين لم يبخلوا يوماً علينا، وها نحن نبخل عليهم بعز احتياجهم لنا  بل وهم يذوقون الموت كل يوم في الغربة بسبب جراحاتهم التي مازالت تنزف، وبسبب الجرح الكبير الذي يشعرون به ويمكن أن يفقدهم حياتهم وهو الإهمال ، فإلى متى؟!

وهذه أصداء صرخات جرحانا في مستشفيات السودان الشقيق والمملكة الأردنية الذين وبرغم كل ما قدمه الأشقاء لهم بغياب الدعم من حكومة الشرعية ما يزالون يعانون أشد المعاناة ويأنون، لكن لا أحد يسمع أنينهم! 

رحلة معاناة وألم

وتقف "الأمناء" اليوم أمام مأساة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى .. فجرحى المقاومة الجنوبية بدون عمليات جراحية، وآخرون بعمليات جراحية لم يُدفع مقابل لها ، وبدون علاج وفحوصات!! أطفال وجرحى آخرون محجوزون بالسودان ولديهم تقارير طبية بالسفر للعلاج خارج السودان ويتم منعهم من السفر !

وهذا هو حال جرحى الجنوب منذ أكثر من أربعة أشهر لا رعاية، ولا اهتمام، ولا حتى مصروف شهري لهم من الحكومة أو من أي جهة أخرى وهم اليوم مهددون بالطرد من السودان  !! لنسلط الضوء أكثر على هذه المعاناة وكيف بدأت رحلة الألم  والمعاناة ..

وبعد معاناة وصراع طويل مع الالم تم نقل هؤلاء الجرحى من العاصمة عدن  إلى السودان الشقيق لتبدأ رحلة معاناة جديدة وألم ممزوج بالغربة وقلة الحيلة وضعف الإمكانيات ..تم وصول الجرحى من مطار عدن الدولي إلى السودان في ثلاث دفعات، الدفعة الاولى عدد الجرحى (80 ) جريح و (18) مرافق ، و الدفعة الثانية عددهم (95) جريح مع (72) مرافق ، الدفعة الثالثة (110 ) جريح مع (40) مرافق ، وكانت الدفعة الرابعة على وشك الوصول  .كل هذه الدفعات الثلاث وصلت على مدار شهر واحد تقريباً ليصل فيما بعد عدد الجرحى حسب مصادر  بالسودان إلى (397) جريح موزعين بمستشفيات السودان ..

أين دور الحكومة الشرعية ؟

وصل الجرحى إلى السودان ، لكن للأسف حسب ما ورد في صحيفة سودان تريبو الالكترونية أنه كان بدون تنسيق مع السلطات السودانية مما أربك السلطات السودانية ووزارة الصحة السودانية وأدى ذلك لاستقالة مسؤولين رفيعين بوزارة الصحة حيث نشرت صحيفة سودان تريبو خبر استقالة مدير إدارة الطوارئ والعمل الانساني في وزارة الصحة الاتحادية بالسودان وانسحب من لجنة استقبال الجرحى بعد وصول الطائرة الثانية للجرحى ..وبعد أسبوعين استقال مدير ادارة التحصين في وزارة الصحة السودانية احتجاجاً على طلب وزير الدولة بالوزارة سمية إدريس ، وأكد أن أموالا طائلة تسحب من الادارة بحجة ان ذلك مخالف لقوانين الادارة _ حسب ما جاء في الصحيفة  الالكترونية ، الجدير ذكره انه كان من المقرر استقبال (180) جريح على (3) دفعات كل دفعة (60)جريح ، لكن العدد وصل إلى ( 397 ) جريح بالسودان .

بعد ذلك طلبت  وزارة الصحة السودانية استقبال الجرحى بمستشفيات خاصة على ان يدفع مركز الملك سلمان التكلفة ، وتم توزيع الجرحى في المستشفيات  ، والبعض تم علاجه على حساب الحكومة السودانية والبعض على حساب فاعلي الخير من السعودية ودول الخليج العربي ، حيث إنه وبتنسيق من اثنين من الإخوة السلفيين وهما بشير وطالب من ابناء عدن تم  علاج 80 جريح بالسودان بمبلغ 250 ألف دولار من فاعلي الخير ، وبعد نفاد المبلغ 250 ألف دولار  توقف إجراء العمليات للجرحى وبعضهم أجريت له عمليات جراحية  لكنه مازال بحاجة لعمليات أخرى .

واستنفدت الميزانية التي وضعتها الحكومة السودانية لعلاج الجرحى ! ووسط إهمال وتقاعس وتنصل الحكومة الشرعية، وبعد عناء وألم  ويأس رجع عدد من الجرحى للجنوب بعد المحاولة والمطالبة بحقوقهم دون ان يجدوا أي  استجابة! واصبح الجريح  هو الضحية  مما زاد من معاناتهم وآلمهم ، وتساءلوا لماذا قبلت السودان الجرحى وهي لا تستطيع علاجهم ؟!

ومن بقي منهم هناك عددهم 41  منهم 30 جريح و 11 مرافق موزعون في مستشفى الجنوبي بالخرطوم ومستشفى الحاج الصافي بالخرطوم بحري  بالسودان عالقين بدون عمليات جراحية او علاج والبعض بحاجة للعلاج بالخارج وأي تأخير له سيسبب مضاعفات خطيرة على حياته وصحته!

هكذا هو حال جرحانا في السودان دون علاج ولا مصاريف!  يحوي مستشفى الحاج الصافي الخرطوم بحري على 12 جريح جنوبي ومرافقان للجرحى ، منهم 5 بحاجة ماسة إلى السفر لدولة أخرى .علما بأن كل العلاج والادوية  بمستشفى الصافي بحري على حساب الجرحى الشخصي .

إصابات تستدعي سفر جديد

الجرحى الذين  بحاجة الى عمليات خارج السودان ولديهم تقارير طبية وهم :

ذي يزن غالب علي

احمد عبدالباسط

فارس سيف احمد

علي صالح عمر

علي عوض احمد قاسم

الجريح ذويزن غالب فقد بصره حيث يعاني من تمزق شبكية العين اليمنى، والعين اليسرى بحاجة إلى سائل زجاجي وزراعة قرنية لتمزقها وهو بحاجة ماسة  للسفر إلى ألمانيا او روسيا للعلاج .

وبالنسبة للجريح "أحمد عبدالباسط" فإصابته حساسة بالعضو الذكري نتيجة شظايا ويحتاج إلى أجهزة متطورة لاستخراجها ونصحه الاطباء بالعلاج في جمهورية  مصر او الهند .

وأما الجريح "علي صالح عمر" يعاني من شظايا اخترقت عظم الجمجمة وتهشم أنفه و عينه ويعاني من شظايا اخترقت عظم الجمجمة وهي متحركة وخطيرة تسبب تلف الدماغ ، ونتيجة الإصابة فقد حاسة الشم ويحتاج الى استخراج الشظايا وزراعة أعصاب الشم وعين اصطناعية وقد أعطي له  تقرير  للسفر إلى ألمانيا أو روسيا او كحد أدنى " الهند " .

وكذلك الجريح "فارس سيف احمد" يعاني من تهتك لعضلات الشرج وجزء من المستقيم ويحتاج لزراعة عضلات الشرج ودراسة لمستوى انقباضها وانبساطها حتى يتمكن من عملية التحكم بالبراز وحاليا يتبرز من البطن ويستحيل اعادة القولون الى مكانه، كما يحتاج أيضاً للعلاج في المانيا او الهند كحد أدنى .. له اكثر من أربعة اشهر دون عملية من تاريخ 19سبتمبر 2015م.

والحال نفسه مع الجريح "علي عوض أحمد قاسم" والذي يعاني من شلل نصفي تحت الحوض يحتاج لزراعة خلايا عصبية في العمود الفقري والحبل الشوكي بشكل عاجل ولا يحتمل أي تأخير وهو أيضاً محتاج للسفر إلى ألمانيا او روسيا للعلاج.

عمليات مؤجلة

كما يوجد سبعة جرحى آخرين بمستشفى الصافي هم أيضاً بحاجة إلى عمليات جراحية اخرى داخل السودان وعلاج ولم تجرَ لهم باقي العمليات لأنه لم يدفع ثمنها، وهم :

1- مجيد علي قاسم

حيث أجريت له عمليتان (صفيحة حديد في الفخذ)  الأولى على حساب وزارة الصحة السودانية وفشلت ، والثانية على حساب فاعلي الخير عبر الاخ بشير عملية ( حديد تثبيت خارجي) بقيمة 34 ألف جنية، يحتاج حاليا لعلاجات مستمرة، وأدوية وتضميد يوميا في غرفة معقمة لحساسية جسمه ، مبلغ العلاج الشهري 6 ألف جنيه ويذهب به يوميا لمستشفى آخر.

2- أحمد ناصر صالح

وأجريت له عملية واحدة في مفصل الكاحل أسفل القدم بقيمة 12 ألف جنيه على حساب فاعلي الخير عبر الاخ بشير، كما يحتاج لمتابعات دورية مع الدكتور المختص وعلاج طبيعي بمبلغ شهري وقدره 3 ألف جنيه.

3- حسين ناصر محمد

استخرج حديد خارجي تم تركيبه له في العاصمة عدن ، يحتاج عملية مفصل ركبة بقيمة 45 ألف جنية ، وهو من الذين قدموا في الدفعة الاولى وينتظر دفع فاتورته منذ تلك الفترة .

4- عبدالقوي فضل عبدالقوي

أجريت له عملية في الفك تثبيت عظم الفك بصفيحة على حساب وزارة الصحة السودانية وفشلت وثم أجريت له عمليتان أخريان تثبيت عظم وزراعة عظم على حساب فاعلي الخير عبر الاخ  بشير  ،  يحتاج لعملية تجميلية في الفك بالإضافة الى زراعة أسنان وعلاج مستمر وأدوية بمبلغ وقدره 3 الف جنية شهريا .

5- محمد صالح

اجريت له زراعة اسنان واصلاح طبلة الاذن اليمنى بمبلغ 22 ألف جنيه على حساب فاعلي الخير عبر الاخ بشير ، يحتاج لإصلاح الأذن اليسرى واستخراج شظية بالرجل اليمنى وعلاجات مستمرة شهريه بمبلغ ألفي جنيه .

6- بدر هلال

أجريت له عملية تجميلية في الفك بالإضافة الى بلاتين تثبيت الفك وعملية تجميلية خارجية في الخد والشفتين على حساب فاعلي الخير  عبر الاخ بشير ويحتاج لزراعة أسنان بمبلغ 60 ألف جنيه .

7- عبد الفتاح محمد صالح

أجريت له عمليتان في العينين الاولى تصفية للعين اليمنى ومن ثم تصفية للعين اليسرى نتيجة ان عينيه تأثرت بانفجار قريب من موقع مرابطته مع المقاومة  فشلت احدى العمليات   على حساب فاعلي الخير عبر  بشير  ، يحتاج حاليا لعمليات في العينين في مستشفيات خاصة وبتكلفة 10 ألف جنيه مع علاجات مستمرة بمبلغ شهري 3 ألف جنيه

وقال الجرحى " إنهم على الرغم من عدم صرف لهم أي مصاريف اسبوعية أو شهرية  لايهمون الأكل والشرب فهم يأخذون أي شيء ومتحملون المعاناة ، وحالهم لا يعلم به إلا الله! "

فواتير تنتظر من يدفعها

أما مستشفي الخرطوم مازال فيها  18 جريحا و9 مرافقين ، أحد الجرحى  بحاجة للسفر إلى الخارج و11 جريحا بحاجة إلى عمليات وفحوصات وعلاجات لم تجرَ لهم لأنه لايوجد  من يدفع تكلفتها.

وهناك 6 من الجرحى دُفعت لهم تكلفة العمليات لكن لم يُدفع لهم تكلفة  الفحوصات والعلاج  بعد العملية وأعطي لهم كشف أولي بتكلفة  العمليات والعلاج التي لم يستطيعوا دفعها  حتى الآن ، وتتنوع عملياتهم الجراحية بين عصب ، وتجميل واستبدال مفصل ، واخراج حديد من الركبة ، وتثبيت كسر الاصبع ، وإعادة عملية كرستومي.

الجرحى المتواجدون في مستشفى الجنوبي في الخرطوم ولم تدفع فواتيرهم لإجراء العمليات الجراحية هم :

1- زياد محمد ثابت

مبلغ الفاتورة 32 ألف جنيه والعملية هي "تبديل مفصل"

2- خالد ناصر علي

مبلغ الفاتورة 16 ألف جنيه، والعملية مهمة لإعادة القولون لموضعه الطبيعي بعد رفعه للبطن

3- محمد ناصر علي، والذي تبلغ فاتورته 11 ألف جنيه، والعملية تثبيت كسر في الإصبع

4- بسام محمد صالح

مبلغ الفاتورة 10 ألف جنيه ، والعملية هي استخراج صفيحة من الركبة

5- عدنان محمد صالح

مبلغ الفاتورة 10 ألف جنيه والعملية عصب + تجميل

6- محسن الحسن علي، ومبلغ الفاتورة 10 آلاف جنيه ، والعملية عصب ..

7- نواف عبد الكافي، ومبلغ الفاتورة 10 آلاف جنيه ، والعملية أيضاً عصب..

8- أحمد عبدالدائم أحمد، ومبلغ الفاتورة 10 آلاف جنيه ، وكذلك العملية عصب

9- مهدي صالح عزان، ومبلغ الفاتورة 28 آلاف جنيه ، تركيب عين + تجميل

10- شرف محفوظ، ومبلغ الفاتورة 4 آلاف جنيه ، وعمليته هي تركيب عين

11- احمد علوي علي، ومبلغ الفاتورة 15 آلاف جنيه ، والعملية استخراج حديد

12- عارف احمد، ومبلغ الفاتورة 47 آلاف جنيه ، والعملية طرف صناعي..

كما ان هؤلاء الجرحى يحتاجون لمبلغ اضافي بمقدار 3 ألف جنيه فحوصات علاجات وكشافات وعيادات طبية.

فاعلــو خـــير

وهناك ايضا بالمستشفى الجنوبي 5 جرحى دُفعت لهم تكلفة العمليات من فاعلي خير عبر الاخ بشير وطالب وأجريت لهم العمليات لكن مازالوا تحت العلاج، والفحوصات والكشافات ومراجعة العيادات وحتى المواصلات لم يدفع لهم قيمتها بل تدفع  على حسابهم الشخصي وهم.

1- الطفل عبدالرحمن احمد - مسالك بولية

2-عبدالله تيسير -زراعة عظم

3- عماد الدين علي - مخ وأعصاب

4- الحسن سليمان عبدالله - أعصاب

5- مختار عبدالناصر - تبديل اصبع "زراعة اصبع اليد" .

معاناة جسدية ومعنوية

واما الحالة التي هي بحاجة للسفر إلى خارج السودان فهو "الطفل احمد عبدالله محمد" .. الذي فقد بصره ويده اليمنى وهو محتاج لإجراء عملية في ألمانيا او روسيا ولديه تقرير طبي بذلك لتركيب يد صناعية وعملية لإعادة النور لعينيه حيث أصيب بشظايا بالعينين أفقدته بصره.

وأوضح الجرحى أن معظم العمليات التي أجريت في السودان ليست عمليات نوعية وانما معظمها عمليات  إزالة الحديد ، وعمليات الأطراف المبتورة ، وتركيب السيقان الاصطناعية فقط ، اما الأيدي يتم تحويلهم إلى خارج السودان، فيما بعض الجرحى مازال موجودا من الدفعة الأولى 5 سبتمبر 2015م لم يستكمل علاجه بعد .

هكذا تستمر معاناة الجرحى فلا يوجد من يرعاهم أو ينسق لهم فتطوع البعض منهم وعمل منسق لمتابعة مواضيع الجرحى بالسفارة ، لان بعضهم  يحتاج إلى السفر للعلاج خارج السودان

حسب التقارير الطبية 

وأشار الجرحى ان أحدهم توفر له دعم خاص من  فاعلي الخير عبر أهله ، لكن الحكومة السودانية رفضت ان تفتح المجال لسفره وكل السفارات أغلقت أبوابها في وجهه رغم تدهور صحته.

إهمال متعمد من السفارة

وباجتهادات شخصية من الجرحى والمنسقين منهم  طلبوا من السفارة اليمنية خطابات للسفارة السعودية والسفارات الخليجية وتأشيرات دخول وعلاج وترتيبات لهذه الدول من أجل تسهيل دخولهم للعلاج ، لكن القائم بأعمال السفير اليمني رفض وقال " لن أعطيكم خطابات لدول خليجية " !

وأفاد الجرحى أنه قبل شهرين اعتصموا أمام السفارة اليمنية من أجل توفير العلاج  والمصاريف لهم ، والبعض يريد العودة إلى العاصمة عدن بعد يأسهم من العلاج  وأدخلوهم في إشكالية اثناء الوقفة أمام السفارة التي تريد منعهم من المطالبة بحقوقهم المشروعة ، قام "القائم بأعمال السفير بالسفارة اليمنية في الخرطوم" - السفير اليمني  -  ويدعى هادي علي عامر  بنعتهم بالدواعش - وهو من أبناء الجهمورية العربية اليمنية.

 وأوضح الجرحى أن معاملة السفير اليمني سيئة جداً مع الجرحى في حين قال أحد المنسقين انه يعاملهم داخل مكتبه معاملة جيدة ويعطيهم وعود ، لكن لم يتحقق اي منها على أرض الواقع !

وقال أحد الجرحى عند وصولهم للسودان ان - السفير اليمني - وعدهم بعلاجهم وتوفير جوالات لهم للتواصل مع أهلهم ، لكن لم يتحقق منها شيء اطلاقا، وكل ما عملته السفارة اليمنية هو استخراج جوازات سفر لبعض الجرحى. ومخاطبة وزيرة الصحة السودانية فقط.

وأضاف: نحن نعاني من ظلم وقهر ولا يوجد من يوقف معنا والكثير من الجرحى عاد للوطن منذ فترة بدون علاج لانهم يأسوا وحالتهم صعبة جدا.

وعند سؤال الجرحى من الذي  زاركم وتفقد أوضاعكم  في المستشفى من حكومة الشرعية؟!

أجابوا : جاء لزيارتنا وزير الصحة باعوم  ولكنه لم يتحدث حتى معنا او يسأل عن معاناتنا ! وأعطى لكل جريح (1800) ريال سعودي صرفت في سداد الديون  للفحوصات والعلاجات قبل السفر ولتجهيز السفر ، ثم بعد شهر جاء هاني بن بريك ووزع  200 دولار لكل جريح ووعدنا بالعلاج والسفر بنا للخارج لاستكمال العلاج ولكنها بقيت وعود في الهواء لم تنفذ حتى هذه اللحظة. مرت أكثر من اربعة أشهر ونحن مازلنا بالسودان بدون رعاية واهتمام من السلطات وحكومة الشرعية أو أي جهة أخرى .

معاناة مستمرة..

مازال الجرحى يصارعون الألم ويتجرعون بجواره الغربة وضيق الحال فلا مصاريف يومية ولا علاج ولا فحوصات ولا مواصلات!

وحتى وجبات الأكل الثلاث التي تقدم لم يدفع ثمنها لصاحب المطعم الحضرمي  "مطعم الرويال" الحضرمي والتي بلغت أكثر من 2 مليون جنيه للجرحى والمرافقين في مستشفيي الجنوبي والصافي .

وأشار الجرحى ان الأخطر والأكثر إيلاماً  انه وصل إليهم من بعض السودانيين  ان الحكومة السودانية بصدد ترحيل وطرد الجرحى بعد عشرة أيام وحتى ان لم يكملوا العلاج  - وهذا الخبر حتى اللحظة لم تأكده أي جهة رسمية بالسودان - لأنهم أصبحوا عبئ على السودان وميزانيته .

استغاثات عاجلة

ووجه الجرحى نداء استغاثة عاجل ومناشدة إلى الرئيس هادي وإلى قادة التحالف العربي وإلى كل المنظمات والجمعيات العربية والدولية والانسانية والحقوقية والطبية والى فاعلي الخير  بمساعدتهم وإنقاذ حياتهم وصحتهم .

وطالب الجرحى الرئيس هادي بتغيير القائم بأعمال السفارة اليمنية  وإقالة كل الفاسدين بوزارة الصحة وعلى رأسهم العلفي .

وفتح ملف التحقيق في عمليات التلاعب بعلاج  الجرحى في السودان والأردن .

ووجهوا نداء إلى كل وسائل الإعلام المحلية والخليجية والعربية والعالمية الاهتمام بقضية الجرحى بالسودان والأردن وجميع جرحى الجنوب .

العناية بالجرحى أقل حق لهم

وحول نصوص القانون وحقوق جرحى الجنوب على الحكومة الشرعية بالعلاج  قال المحامي الاستاذ / منصور عمر ناصر ، في تصريح خاص :

إن الرعاية الصحية حق لجميع المواطنين ، وتكفل الدولة هذا الحق بإنشاء مختلف المستشفيات والمؤسسات الصحية والتوسع فيها ، وينظم القانون مهنة الطب والتوسع في الخـدمات الصحية المجـانية ونشر الوعي الصحـي و تكفل الدولة توفير الضمانات الاجتماعية للمواطنين كافة في حـالات المرض أو العجـز أو البطالة أو الشيـخـوخـة أو فقدان العائـل ، كما تكفل ذلك بصفة خـاصة لأسر الشهداء .

وأضاف : (هذا الحق المكفول واجب على الحكومة توفيره للجرحى بسبب الحروب من باب أولى، والجريح ملف خاص يجب أن ينظر له بعين الاعتبار وان يحصل على كامل الرعاية داخليا أو خارجيا فهو الشهيد الحي الذي منحنا الله سبحانه وتعالى فرصةً لتقديم جل الاهتمام له من جميع الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني وكل من لديه الامكانيات لخدمته ، وأكد أن الحكومة ملزمة بمنح  العسكري والعسكري المتقاعد والمعاق حق العلاج المجاني في المستشفيات العسكرية أو المستشفيات العامة الأخرى ، كما يجب معالجتهم خارج الجمهورية على نفقة الوزارة المختصة شريطة أن تقرر ذلك لجنة طبية عسكرية "القانون الخاص بشأن الخدمة في القوات المسلحة  رقم(67) لسنة 1991م مادة (54)" .

واختتم تصريحه قائلا : (لذلك فإن واجب الاهتمام بالجريح واجب إنساني  ووطني بما تعنيه الكلمة من معنى والعناية بهم وعلاجهم أقل حق يمكن لهم الحصول عليه سواء أكانوا مدنيين أو عسكريين).

 



شارك برأيك