آخر تحديث :الجمعة 10 مايو 2024 - الساعة:16:51:00
صالح والحوثيين .. زواج قابل للطلاق..لماذا فشل الجنرال الأحمر بفتح اي جبهة في أهم معاقله ؟
(الأمنـــــــــــــــــاء / خـــــــاص :)

عشرة أشهر من الحرب في الشمال

 بعد مرور أكثر من عشرة أشهر منذ اندلاع الحرب بين الشرعية والتحالف من جهة ومليشيات الحوثي وعفاش من جهة أخرى كان الانتصار الصريح قد حدث في الجنوب بعد تمكن التحالف والمقاومة الجنوبية من هزيمة تحالف صالح والحوثيين في عدن ومناطق الجنوب  وهو الانتصار العسكري الذي خلط كل الأوراق وأعطى قوات التحالف حافزا قويا في الاستمرار في الحرب وأجبر الحوثيين وصالح على الجلوس في جنيف 2دون استعلاء بعكس جنيف  1وبالتالي أصبحت مناطق الجنوب  المحررة هي من قلبت موازين الحرب والمفاوضات على حدا سواء .

بعد فشل مليشيات الحوثي وصالح التقدم خطوة واحدة الى مناطق الجنوب المحررة ووصولهم الى قناعة باستحالة العودة الى تلك المناطق لعدم وجود ظهير شعبي لهم في هذه المناطق وهو السبب الذي جعل قوات التحالف تصمم على تحرير مناطق الجنوب اولا ثم  أيقنت دول التحالف بصواب القرار الذي اتخذته

 

الحرب في الشمال

دفعت قوات التحالف بتعزيزات ضخمة الى كل جبهات القتال في الشمال بجميع الأسلحة النوعية وقامت بتدريب الآلاف من الجنود التابعين للجيش الوطني ورفعت من وتيرة الدعم للمقاومة ودعم إعلامي وكثفت القصف الجوي على مواقع المليشيات  ولكن لم يكن أداء القادة الميدانيين للمقاومة والجيش الوطني بالمستوى المطلوب مما جعل التحالف يدفع بمزيد من قواته الى جبهة مأرب وحققوا انتصارات هامة في الجوف ومأرب وفقدت المقاومة مواقع في دمت وتعز

فشل الجنرال

ظن الجميع ان الجنرال علي محسن الاحمر سيحقق انتصارات ساحقة في جبهات الشمال نظرا لنفوذه القبلي والعسكري الذي اكتسبه طوال عقود من الزمن برفقة عفاش وتحمله قيادة ستة حروب ضد الحوثيين الا ان الجنرال لم يكن بتلك التوقعات ،

حيث فشل بفتح اي جبهة في أهم معاقله في صنعاء وعمران  ولم يستطع اختراق حلفاء عفاش من القبائل على الرغم من الدعم الذي سخر له من قبل التحالف وقامت السعودية بهذه المهمة حيث استطاعت ان تفقد صالح أبرز حلفائه مثل الشيخ محمد ناجي الشائف واحمد عبيد بن دغر ورشاد العليمي .

وعلى مدى 10أشهر لم يحقق الجنرال الأحمر اي انتصار عسكري يحمل بصماته

وبحسب مراقبين فان دول التحالف اصبحت لا تعول كثيرا على الجنرال بعد الفشل الذريع في تنفيذ المهام التي أوكلت اليه ولكن يظل ضمن الأوراق التي لازالت بيد التحالف في الاستمرار بالحرب

مؤكدين بأن الجنرال الأحمر يدرك انه أصبح مطالب بالشيء الكثير فالوقت لم يعد يسعفه

المقدشي وقصة 100 ألف

رئيس هيئة الاركان اللواء المقدشي يتحدث كثير ويعمل قليلا بحسب متابعين فمنذ تعيينه تحدث عن انتصارات ولم تتحقق ، ووصل عدد قوام الجيش الوطني الذي يقوده 100 ألف مقاتل بحسب تصريحات رسمية منه وهذا العدد يكفي لتحرير مابعد صنعاء، ولكن المقدشي لم يثبت جدارة عسكرية على الارض حيث فشل في كل الجبهات التي يقودها ولم يزُر اي منطقة عسكرية غير مأرب ولم يذهب الى تعز او باب المندب او اي مكان يشهد معارك

كان تغيير المقدشي مطروحا اكثر من مرة ولكن لم يتم العثور على البديل المناسب بالإضافة الى تدخل مراكز قوى لاسيما الجنرال الاحمر فهو من رشح المقدشي بهدا المنصب

ولم يتمكن المقدشي من فتح اي جبهة في مسقط رأسه ذمار وهو أمر أثار كثير من التساؤلات . !!

المخلافي وجبهة تعز

تظل جبهة تعز هي اللغز فكل الاعلام بات يسلط على تعز والمعارك لم تبارح شارع او شارعين في حين ظلت الخلافات طي الكتمان بين المقاومة في تعز والتي خرجت مؤخرا الى العلن بين مقاومة الاصلاح والمقاومة المحسوبة على الناصري والخلافات بين حمود المخلافي وصادق سرحان التي وصلت الى المعاشيق حيث يصر الشيخ حمود المخلافي ان يكون رجل المقاومة الاول بينما الترتيبات الأخيرة أشعرت الشيخ المخلافي انه سيفقد هذه الصفة وبالتالي ضغط المخلافي بهذا الجانب وظل في عدن فترة ليست بالقصيرة لهذا السبب .

صالح والحوثيين .. زواج قابل للطلاق

التحالف بين صالح والحوثيين لم يقم على مبادئ بل على المصالح وبالتالي من الطبيعي ان ينتهي في اي مرحلة فهو قام على الشر والانتقام والسيطرة لكن الحوثيين لايمكنهم بأي حال من الاحوال الوثوق بصالح ثقة مطلقة فهم يدركون انه شخص يبحث عن مصالحه التي تعيده الى الواجهة

ولكن الظرف الحالي يحتم عليهم التحالف معه فلا حليف لهم غير صالح في هدة المرحلة ولكن صالح بدأ بترتيب أوضاعه مما أرعب الحوثيين حيث ان ظهور صالح المتكرر اعلاميا  ومخاطبة الشعب  كان الغرض منه تسويق نفسه بانه هو الرجل القوي الذي يمكن التفاوض معه .

وفي الجانب الاخر بدا بالتقرب من بعض كبار الضباط وتوزيع اموال طائلة لهم بالإضافة الى القبائل وهذه هي طريقة عفاش التي اتبعها على مدى عقود

الحوثيون شعروا بذلك  وقاموا بالتحرك غير المعلن بكبح جناح صالح لكن بما لايؤثر على التحالف فيما بينهم  

ورفض الحوثيون حل اللجان الثورية وتشكيل حكومة شراكة وهي بداية الخلافات فالطرفان يشعران ان التحالف القائم لن يدوم طويلا وكلا منهما بدأ يعمل بأجندة منفردة ولكن بصورة غير مباشرة

وفي تعز سقطت أهم أوراق صالح بعد قيام أبو علي الحاكم قيادة الأمور في تعز والتي كانت الى وقت قريب تحت قيادة صالح .

والايام القادمة ستكون اكثر سخونة بين صالح والحوثيين ، فصالح بات يكذب حتى على نفسه والحوثيون يكذبون عليه .



شارك برأيك