- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الجمعة بالعاصمة عدن
- بن سلمان : الحوثي فقد أوراق قوته وبات مستقبله مرهونًا بالتطورات القادمة
- غارات أمريكية تستهدف مواقع حوثية بمحافظة عمران
- انتقالي شبوة يطلب بتحقيق شامل في ملف قطاع 5 النفطي.. ويصدر بيان شديد اللهجة
- بتوجيهات طارق صالح.. وفد طبي وقيادي يطمئن على مصابي انفجار محطة الغاز في البيضاء بمشافي عدن
- أسعار صرف العملات الأجنبية صباح اليوم 17 يناير
- أسعار الأسماك اليوم الجمعة فى عدن 17 يناير 2025م
- نداء أممي لتوفير 2,47 مليار دولار لإغاثة اليمن خلال 2025
- قائد حزام سقطرى يطلع على الجاهزية الأمنية ومستوى الانضباط
- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الخميس بالعاصمة عدن
قالوا قديما: "الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى» مثل يوضح إلى حدِّ كبير أن العافية والسلامة والتمتع بالصحة الجيدة، ليست بالأمر الهين، ففي الوقت الذي يبدو فيه ذلك طبيعياً بالنسبة لمن هم موفورو الصحة، والذين قد لا يستحضرون قيمتها، فإن المرضى ممن تسري العلل في أجسادهم يئنون ويتوجعون تحت وطأة الداء، وتصدر من أفواههم آهات تترجم آلامهم الشديدة التي تجعل بعضهم من الميسورين يقصدون المستشفيات والعيادات الخاصة، أما المعوزون فلا حيلة أمامهم سوى طرق أبواب المستشفيات العمومية، وكلهم أمل أن يجدوا ملائكة الرحمة في المستشفيات الحكومية للتخفيف من معاناتهم.
مرضى لا يرغبون سوى منحهم الابتسامة وحسن الاستقبال، ويبحثون عمن يكون بإمكانه الإصغاء إليهم ثم فحصهم وتشخيص عِلَّتهم، آملين أن تكون المستشفيات فضاءات للتطبيب والاستشفاء قادرة على منحهم خدمات أفضل، وهي متطلبات طبيعية.
أحد أهم الصروح الطبية
ويعد مستشفى الجمهورية التعليمي أحد أهم الصروح الطبية التاريخية وأكبرها في العاصمة عدن، ويقع بقلبها النابض بمدينة خورمكسر، والذي تم - مؤخرا - ترميمه وتأهيله؛ من قبل جمعية "الهلال الأحمر الإماراتي" وتَمَّ افتتاحه من جانب سيادة محافظ العاصمة عدن العميد الركن "عيدروس قاسم الزُبيدي"، القائد الأعلى للمقاومة الجنوبية، إلا أن عدم وجود الكادر الطبي حال دون تدشين العمل فيه مما تطلب من سيادة المحافظ تكليف لجنة لهذا الغرض مهمتها متابعة البت بتشغيل المستشفى بأسرع وقت ممكن أمام المرضى وذوي الحاجات من أصحاب الدخل المحدود.
وفي هذا السياق بدأت اللجنة المكلفة من قبل المحافظ بالجلوس مع مدير المستشفى ورؤساء الأقسام فيه للإطلاع على العوائق والصعوبات التي تواجه سير عملهم، وكذا إعادة تفعيل العمل في مختلف الأقسام الطبية من أجل تحقيق قفزة صحية نوعية هدفها إرضاء المواطن وحُسن خدمته.
معالجة الصعوبات
وقامت اللجنة المكلفة بمعالجة الكثير من الصعوبات أهمها الميزانية التشغيلية ومعالجة إشكالية الكهرباء والماء والصرف الصحي وتم التواصل على مدار الأسبوعين الماضيين مع كافة الأطباء والكوادر الصحية في المستشفى وتمكنت اللجنة من خلال تواصلها من توفير الكادر الطبي بالمستشفى في مختلف الأقسام والتخصصات التي كانت عائقا أمام تشغيل أقسامه.
وقد عكفت اللجنة على البقاء في المستشفى لحل أي اشكالية تواجه المستشفى واستطاعت توفير الكوادر الطبية في قسم الباطني الذي كان المستشفى يعاني من نقصها.
استقبال كافة الحالات المرضية
وبدأ المستشفى باستقبال كافة الحالات المرضية وإجراء العمليات الجراحية وبشكل منقطع النظير وبجهود كبيرة قامت بها اللجنة المكلفة حتى على مستوى توفير التغذية والرعاية الصحية برئاسة الفريق المكلف من قبل سيادة المحافظ وهم : د.صالح الحكم ود. ياسر حسين عبد ربه ود. خالد عبدالقادر محمد، ود. طارق مزيدة، وأيضا صاحب المجهود الكبير والدينمو المحرك لسير العمل بوتيرة عالية الدكتور الشاب ميثاق علي محسن الحريري، الذي بذل مجهودات جبارة حتى إعادة المستشفى للواجهة ومزاولة كافة أعماله في جو يسوده المحبة والإخاء والتعاون من أجل تأدية المستشفى رسالته الإنسانية السامية.
وبهذا العمل الجبار من قبل اللجنة المكلفة تم تجهيز المستشفى بكافة الطواقم الطبية المتخصصة وأصبح المستشفى جاهزا لاستقبال كافة الحالات المرضية خاصة بعد إعادة ترميمه وتأهيله وتوفير كافة الأجهزة الطبية الحديثة في مختلف التخصصات من قبل إمارات الخير عبر جمعية "الهلال الأحمر الإماراتي".
وتسعى اللجنة الآن وبالتنسيق مع جمعية الهلال الأحمر الإماراتي بعد أن وفرت قاعات كبرى بقدرة سريرية تبلغ حوالي 500 سرير حديث لغرف التمديد موزعة على عدة أجنحة متعددة، تسعى على توفير ثلاجة مركزية حديثة لحفظ جثث الموتى واستكمال ترميم الدور الثالث والرابع من المستشفى ومخازن الأدوية والعيادات الخارجية وكذا تحديث أقسام الغسيل الكلوي المتعددة التي تقع في إطار المستشفى.
تغيير ملحـوظ
ويظهر للعيان مدى المستوى الذي وصل إليه المستشفى من امتلاكه أجهزة حديثة ومستلزمات طبية وبدأت مؤخرا بشكل ملحوظ علامات التغيير عليه.
وأن ما تم عمله سيعطي صورة مغايرة لمستشفى الجمهورية التعليمي الذي يصل عمره إلى حوالي 62 عاما.
وتوفر الأقسام الطبية المختلفة في المستشفى خدمات واسعة بهدف تلبية جميع الاحتياجات الطبية للمرضى من أجل تعزيز صحة وسلامة المرضى والوصول إلى أعلى خدمات الرعاية الصحية وفقا لأعلى المعايير الطبية الراقية.
الجدير ذكره أن مستشفى الجمهورية التعليمي في العاصمة عدن كانت من أقدم الصروح الطبية في شبة الجزيرة العربية والشرق الأوسط إِذ يعود تأسيسه إلى بداية خمسينيَّات القرن المنصرم من فترة الحكم البريطاني لجنوب اليمن.
مذكرات تاريخية بريطانية
وتحكي المذكرات التاريخية البريطانية المدونة في أرشيف المستشفى أن الملكة إليزبيث الثانية وزوجها الملك فليب قاما في افتتاحه أثناء زيارتهم التاريخية إلى مدينة عدن بتاريخ 1954/4/27م.
وقدّمت الملكة إليزابيث الثانية هديتها الجبّارة لشعب عدن, التي تمثلّت بمستشفى الملكة إليزابيث.
وافتتحت المستشفى الضخم بنفسها وكانت المستشفى تحفة معمارية هندسية جميلة تطلّ على شاطئ أبين والمبنى ضخم وكان يحتوي على جميع الأقسام الطبية والمستلزمات, إلى جانب سكن خاص للأطباء والطبيبات والممرضين والممرضات من العرب والبريطانيين والهنود، وكان يعتبر المستشفى الأضخم في الشرق الأوسط والأوّل في شبه الجزيرة العربية، كما كان يحتوي على نظام تكييف يعتبر الأول دخولاً للمنطقة، فهو أول مبنى مكيّف في شبه الجزيرة العربية.