آخر تحديث :الجمعة 17 يناير 2025 - الساعة:23:59:35
قام وعدد من رفاقه بتنفيذ عملية فدائية بجولة سوزوكي واستشهد بجانب سور المطار
(الأمناء/سالم لعور)

 

الشهيد أحمد عبدالسلام احمد عمير  .. صفحة مشرقة في تاريخ الفداء والتضحية والنضال . .  شاب في مقتبل العمر نشأ وترعرع في أحد أحياء مدينة خورمكسر بالعاصمة عدن, وينتمي لأسرة عرفت بالنضال وتمتد جذورها الى قرية اورمة  بمديرية مودية م/أبين.

الشهيد أحمد عبدالسلام من مواليد نوفمبر 1992م بحي السفارات في مدينة خورمكسر بالعاصمة عدن.. تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة خالد ابن الوليد ثم أكمل تعليمه الثانوي في مدرسة الجلاء بخورمكسر م/عدن.

بداية الالتحاق بالمقاومة :

كغيره من الشباب الغيورين على وطنهم ودينهم , لم يستطع الشهيد ان يقف وقوف المتفرج حينما بدأت جيوش قوات التمرد الحوثية تتجه صوب العاصمة عدن, فأخبر والديه بمكالمة هاتفية ان يدعوا له لأنه قرر الالتحاق بالمقاومة للقتال ضد المعتدين , وان الحياة والموت بيد الله , وانه خرج لقتال الأعداء وصد العدوان ويطلب الشهادة في سبيل الله, وكان له ما أراد مات شهيداً بعد أشهر من الملاحم البطولية التي سطرها إلى جانب إخوانه من أبناء الجنوب في مختلف جبهات القتال من عدن إلى أبين إلى لودر ومكيراس وغيرها من المناطق.

من حصار جبل ثرة إلى ساحات الوغى مرة أخرى:

بعد أحداث معسكر الصولبان انتقل الشهيد احمد عبدالسلام ومجموعة من رفاقه بقيادة المناضل الصلب هاشم السيد عبر زورق بحري الى ساحل مقاطين بأحور وكان في استقبالهم مجموعة من المقاومين ثم انتقلوا الى مناطق العين ولودر ثم مكيراس وحوصروا من قبل لواء المجد لمدة 14 ساعة وتم انقاذهم بأعجوبة,علما بأن لواء المجد كان يزعم في بداية المعارك انه مع الشرعية وفوجئوا بالخيانة وتمت محاصرة الأبطال في المقاومة من قبل لواء المجد الذي حاصر (عقبة ثرة) , إلا أنه وبمساعدة أهالي مكيراس وبركان تمكن أفراد المقاومة والشهيد أحمد معهم من الوصول الى لودر بعد معاناة شديدة       ونفاد الأكل والشرب عليهم وكادوا ان يهلكوا على أروان ومنعطفات عقبة ثرة وجبال الكور الوعرة والمخيفة .. وبعدها قاموا بهجمات ضد المليشيات في مناطق العين ودثينة وفي أحد الأيام قام احمد وعدد من رفاقه بنصب كمين لقوات الحوثيين وتم القبض على طاقم طقم كامل وسلموا السيارة وكان عدد الأسرى اثنين وحالتهم خطيرة وتم تسليمهم الى مستشفى مودية ، وعاد احمد مرة أخرى إلى قوات القائد هاشم السيد وعلى متن أحد الزوارق الى محافظة عدن ونزلوا بساحل صيرة حين كان برفقته أخوه محمود البالغ من العمر 21 عاما وابن عمته الهيثمي حسن .

سطّر أروع ملاحم الفداء بأحرف من ذهب :

بعدها ظل الشهيد احمد مرابطا بجولة (سوزوكي) وقام بتنفيذ اول عملية له مع رفاقه لمهاجمة قوة من الأمن المركزي في ملعب 22 مايو وسقط من سقط وتم دحر قوات الأمن المركزي.

وكان الشهيد أحمد منذ انطلاق الحرب يحث الشباب في حيه ومدينة خورمكسر على الانخراط في المقاومة وكان مع زملائه المقاتلين يخوضون معارك شرسة في منطقة بئر احمد وينتقل منها الى جبهة العصيمي بمعسكر النصر .

استشهاده ونصيحة أبيه حول الأسرى:

استشهد إثر قذيفة (هاون) بعد ان استقرت شظية في دماغه ثم قام أحد اقاربه يدعى عبدالله جمال علي (ابن عمته) بنقله الى مستشفى 22 مايو, ونظرا لانعدام الديزل حين كانت حالة الشهيد تتطلب الأكسجين بشكل مستمر ووقفت حينها الأجهزة فتم نقله إلى مستشفى النقيب وتوفى هناك في العاشر من رمضان الماضي الموافق 27يونيو2015م ثم الصلاة عليه في أحد مساجد مدينة الشعب وقبر في مقبرة أبو حربة وشيعته قيادات المقاومة وعدد من الشخصيات الاجتماعية وكان في مقدمة المشيعين والده الأستاذ عبدالسلام عمير الذي يعد أحد كوادر جامعة عدن والذي كان يتصل بولده الشهيد مخاطبا إياه "عاملوا الأسرى معاملة حسنة", وكان من المشاركين في المقاومة بعدن وكذا شقيق الشهيد الأصغر محمود ( 21 عاماً ) وكان حافظاً لكتاب الله .




شارك برأيك